أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - لميس كاظم - هجرة العقل المفكر وعودة العقل المدمر














المزيد.....

هجرة العقل المفكر وعودة العقل المدمر


لميس كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 1146 - 2005 / 3 / 24 - 11:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


استبشرت العقول المفكرة ، اسوءة بباقي العراقيين ، خيرا بسقوط الصنم و اجهزته الأمنية والمخابراتية البطشية، معولون على النظام الجديد ، الأمن والأستقرار والغاء كل انواع الأضطهاد والعلمي والجسدي والفكري.
فلم تمض اشهر معدودة حتى بدء مسلسل التفجير والأنفلات الأمني الذي استهدف القليل من القوات الأمريكية والكثير من قوات الأمن والشرطة العراقية الجديدة والأبرياء من المدنين.
فقد سارعت فلول النظام الصمني ، التي تكن عدائها السافر للديمقراطية والنظام الجديد ، الى تنظيم نفسها على شكل مجموعات تحت اسماء وتنظيمات اسلامية وارهابية مختلفة ومدت يد العون لكل القوى التي لها مصلحة في تدمير ثروة العراق النفطية والعلمية والبشرية ، وكان باكورة عملها هو تهديم البنية العلمية للبلد ، إذ سارعت الى الأغتيالات المنظمة للعقل العراقي المبدع ، فهي لها دراية كاملة بقدرات العراق العلمية من علماء عسكرين ومدنيين ناهيك عن اساتذة الجامعات والأطباء. وقد نجحت تلك العقول المدمرة من أغتيال الجزء الكبير من خيرة المبدعين والموهوبين، بل وتمادت اكثر بالتعاون مع التنظيمات الأرهابية الى أختطاف عدد كبير من التكنوقراط العراقي الذي يدير البلد أو أختطاف اطفالهم وإبتزازهم المالي في محاولة لترهيبهم. والذي ساعد اكثر هو عودة الكثير من العقول الصنيمة المدمرة الى المراكز الحكومية الحساسة مما ساهم في ادخال الفزع في المؤسسات العلمية والجهاز العلمي الذي اكتوئ من ظلمهم عقود من الزمن .

ان التكنوقراطي العراقي في زمن النظام الصمني كان يؤمن الحماية لنفسه من خلال ولائه وعبادته للصنم وابتعاده عن اي نشاط سياسي ، لكن بعد سقوط الصنم ، وجد نفسه بدون حماية سواء ان كان مع التغيير او ضده ، فهو لايعرف لمن يعطي ولائه لحماية نفسه ، الأغلبية منهم مصنف ضمن دائرة النظام الصنمي العسكري والعلمي مما ادخلهم ضمن قوائم الطرد من الوظيفة والبعض الغير منتمي كان ايضا فريسة للأغتيال والخطف ، فقد وجد نفسه مهدد من قبل التنظيمات الأرهابية التي لاتمييز بين المنتمي والمستقل ، وكذلك فهومهدد من السراق وعصابات الجريمة المنظمة وبنفس الوقت من العقول الصنمية نفسها العائدة للسلطة لغرض الأنتقام ،وهكذا فهم وعوائلهم اصبحو فريسه سهلة الأصطياد،
وباتو مهددين بالقتل والأبتزاز والخطف في البيت و العمل و الشارع ،مما حمل الكثير منهم الى مغادرة الوطن وبذلك يكون العراق قد خسر ثروة علمية جبارة لاتقدر بثمن.

أن بقاء الوضع الأمني المنفلت والمستهدف للثروة العلمية سيساهم اكثر في ضياع ما تبقى من خيرة علماء ومفكري البلد ، بالأضافة الى انه سيساعد على زيادة رصيد العقول المهاجرة الى بقاع العالم والتي في اغلب الحالات تجد الرعاية والحماية في تلك البلدان التي تحفظ مكانتها العلمية لانهاعملة نادرة ، وقد لاتعود للعمل في العراق مستقبلا.

ان الأنفلات الأمني واستهداف العقل المفكر، لم يسمح كذلك بعودة العقول العلمية الوطنية التي هاجرت في الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم والتي اصبح لهم شان علمي بارز وهم اليوم يشكلون اكبر رصيد علمي عراقي لم يُستثمر لصالح البلد وهو يعادل بل واغلى بكثير من الرصيد الأحتياطي النفطي العراقي. أن عودة الكادر العلمي المهاجر سيساهم ليس في تحسين الكفاءة العلمية فحسب بل وسيفيد البلد في خبرته الديمقراطية التي تربى عليها في المؤسسات العلمية في البلدان المتطورة.

ان الحكومة العراقية لم تتخذ البرامج المستقبلية والضمانات والاغراءات الكفيلة لعودة العقول المهاجرة الى العراق والتي تتمنى خدمة بلدهم. فاليوم الكثير منهم أصبح له مركز علمي وصناعي وتجاري متميز لا يقبل العودة الى العراق بدون حماية.
ان قتل واغتيال وهجرة العقول العلمية ساهم في احداث فراغ علمي واضح وقد بدئت معالمه في الجامعات العراقية ، فقد اغلق الكثير من الأختصاصات والكليات واقسام البحوث مما سبب في تعطيل القدرات العلمية للبلد وخصوصا ان البلد محتاج لأعادة بناء كل البنية التحتية والوسطية والفوقية.
أن الحكومة العراقية القادمة مطالبة بوضع خطط عملية وبرامج أمنية لحماية ورعاية وتطوير التكنوقراط العلمي وايجاد سبل وطرق لاجتذاب العقول العلمية المهاجرة بضمانات امنية وأمتيازات اقتصادية مغرية.
22.03.2005



#لميس_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد نوروز ...عزف السهل ورقص الجبل
- حماية الحرية الشخصية في الدستور العراقي
- مجزرة حلبجة شذرة في البرلمان العراقي
- المعارضة السلمية تحت قبة البرلمان
- المرأة العراقية بين الدستور الديني والعلماني
- موقف الجامعة العربية من الزلزال الديمقراطي
- الجامعة العربية المفتوحة طريق نحو التكامل العلمي
- مباركة حسني مبارك
- ثقافة الدستور العراقي الجديد
- نتائج الإنتخابات بين الواقع والطموح
- فالنتاين ...عيد الحب عيد بغداد


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - لميس كاظم - هجرة العقل المفكر وعودة العقل المدمر