عصام شعبان عامر
الحوار المتمدن-العدد: 3973 - 2013 / 1 / 15 - 00:30
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إن العقل البشرى لهو ذالك الكنز المتعدد الجوانب والثرى ثراء الفاحش الذى لا ينضب إن مخزون عقولنا الهائل قد تعدى الواقع بل تعدى الشعور وتخطى مرحلة الوعى لقد تخطى العقل الحس والشعور ووصل إلى مرحلة اللاوعى .
ذالك العقل الكنز !!!!!!
ما هو ؟ وما هى أهميته ؟ كيف يعمل؟
أنا هنا لااتحدث عن الاعصاب والخلايا المخية وآلية عمل المخة .
كيف يعمل الإحساس فالإدراك فالذاكرة ؟ كيف يعمل الوعى ؟
أنا أتحدث عن العقل ذالك العقل الذى يتجاوز كل ذالك .
العقل الذى يتجاوز محسوسات الواقع لينتقل إلى محسوسات النفس .
كيف يعمل العقل ليخرج كل هذا الكم الهائل من الخيال والخيلاء؟
كيف استطاع العقل أن يتخيل حياة أخرى أو حيوات أخرى موازية لعالمنا!!!!
كيف استطاع العقل أن يجعل من المعلومات التى يتلقاها من المخ والذى يزوده بها الوعى ليتحول كل هذا الكم من مخزن الوعى والإدراك إلى كم هائل من التخيل والتصور فى اللاوعى .
والسؤال هلى يستطيع العقل أن يتخيل شئ ليس بشئ من أشيائنا ؟
هل يستطع العقل أن يتصور عالما لاينتمى إلى معارفنا المنقوصة المعتمدة على الجزئية والسببية والغائية ؟!!
هل يمكن أن يتصور العقل عالما يختلف عن عالمنا فى التصور والفهم ؟ وهل ستكون مفاهيمنا عن ذالك العالم صحيحة ؟ هل ستكون مفاهيمنا هى هى ؟
هل يمكن أن يتخيل العقل عالما آخر ليس فقط فوق مستوى الوعى بل فوق مستوى التصور واللاتصور والوعى واللاوعى عالما لاينتمى إلى مفاهيمنا بالمطلق ولا بالكلية ؟
والإجابة بالطبع لا !!!
لأنه لو تصور ذلك لن يكون عقل سيكون فى هذه الحالة ليس بعقل لأن مفهوم العقل ينتمى إلى مفاهيمنا لن ينتمى إلى هنا بل إلى هناك الذى تصوره وهو ببساطة يختلف عن تصورنا هنا هو ينتمى إلى هناك لا إلى هنا فلا يمكن أن نتصور هناك عقل بمواصفات هنا .
لقد استطاع العقل البشرى المادى والروحى والواقعى والتخيلى عالم الشهادة وعالم الغيب ولكنه لن يستطيع أن يصل الى عالم بلا مفهوم فليس شرطا بالكلية ولكنه وبالضرورة هو مرتبط بتلك المفاهيم ضرورة ارتباطه بكل هذه العوالم .
العقل لن يستطيع أن يصور شيئا من خارجه من خارج تلك المفاهيم لأن تلك المفاهيم هى فى الأساس مفاهيم عالمنا الواقع وإن كان بدا على بعضها أنها ليست من عالم الواقع إلا أنها تنتمى أيضا إلى هنا .
إذا كان ليس هناك ثمت شئ ينتجه العقل إلا وينتمى إلى هنا فكيف إذا تتفاوت العقول فى الرؤى والبصيرة والخيال ؟
لايكون ذالك إلا بطبيعة نفسية الشخصية وحالته وخبراته وتجاربه لكنةالعبقرية المبدعة لاتنطلق إلا فى لحظة واحدة عند هذه اللحظة تتكامل كل الأفكار وتتسق لتمثل نسقا فى وحدة واحدة تتحكم فى كل الوجود هذا التحكم يجعل من الإبداع سيمفونية واحدة موحدة حيث وكأنه كل وحدة الوجود تتحد مع بعضها لتشكل كلها وجودا وحدويا خالصا ويكأن المبدع هو من يحركها بعقله ووجدانه يتاثر بها ويؤثر فيها ليصبح الإبداع هوهو ذات الواقع وعينه .
#عصام_شعبان_عامر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟