|
مرة أخيرة..وداعا للبوريفاج..الإرهاب وحقوق الإنسان ..الحرب بالتظاهرات..الجيش الاحمر .. المستقبل السياسي..الهيمنة السورية ..أخوة الدمع والدم..حوار مع أحمد قعبور
مركز الآن للثقافة والإعلام
الحوار المتمدن-العدد: 1146 - 2005 / 3 / 24 - 11:47
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
عيون وآذان (مرة أخيرة)
قيل لأعرابي: هل صدقت قط؟ قال: والله لولا انني سأصدق في هذه لقلت لا.
الادارة الأميركية هي ذلك الاعرابي، وهي تكذب على نفسها وعلينا وعلى العالم كله في موضوع الديموقراطية في العالم العربي. وأحاول أن أكتب بمنتهى المسؤولية والموضوعية، وأقول ان الرئيس بوش يخطئ لأنه لا يعرف، غير انه محاط بكذابين محترفين اين منهم مسيلمة وبينوكيو.
الرئيس بوش جلس في واشنطن ليتقبل التهانئ بالانتخابات العراقية، ولا بد من ان يتلقى تهانئ اضافية بعد انتخابات أفغانستان في أيلول (سبتمبر) المقبل.
غير ان هناك تاريخاً حديثاً لا يمكن انكاره، فالرئيس بوش قَبِل الانتخابات في العراق تحت اصرار آية الله علي السيستاني، فهو الذي طلبها في الأصل والفضل يرجع اليه وحده. أما انتخابات أفغانستان فقد كان يفترض ان تجرى السنة الماضية، وأرجئت مرة بعد مرة، حتى لم يبق مجال لارجاء آخر، فبعد أيلول يقدم الشتاء القاسي عندما يصبح اجراء انتخابات حقيقية متعذراً.
أهم من هذا وذاك ان الانتخابات ليست مرادفاً للديموقراطية أو الحرية.
أكتب معتمداً على مصادر غربية خالصة، وهي مصادر تقول ان الرئيس الأفغاني حميد كارزاي لا يتحرك من دون حماية جيش كامل من المرتزقة، وان شعب أفغانستان بدأ يترحم على أيام طالبان، مع عودة لوردات الحرب المتحالفين مع أميركا، وانتشار القتل والخطف والفساد، وتسلم عصابات الجريمة ادارة انحاء البلاد. واليوم يذيع راديو قندهار بين عشرة اعلانات و15 اعلاناً في الشهر عن ناس اختفوا، وعادة ما يكون الواحد منهم خطف في مقابل فدية، وقرأت قصة رجل دفع فدية عن ابنه الصغير، ثم وجده مقتولاً.
الوضع في العراق أسوأ كثيراً، وكل يوم، كل يوم من دون استثناء، هناك قتل وخطف وتدمير، وقد يكون عدد القتلى في اليوم الواحد خمسة أو عشرة، وقد يزيد على مئة.
وأقرأ عن 80 جثة عثر عليها في أربعة مواقع في يوم واحد، وبعضها قتل برصاصة في الرأس، وبعضها عثر عليه مقطوع الرأس. وقرأت ان 13 حلاقاً قتلوا لأن المتوحشين الذين يسمون أنفسهم مقاومة، يرون في حلق اللحى انتهاكاً للدين. وهم يقتلون المصلين في المساجد، أو يهاجمون الجنازات.
الارهابيون من دون دين أو ضمير، ولكن من أطلقهم على شعب العراق! هل يبرر الفلتان الحالي ان صدام حسين ارتكب جرائم أكثر بحق شعبه. هل تبرر جريمة ديكتاتور سابق جرائم ترتكب اليوم، ثم نهنأ على الديموقراطية؟
السجناء يعذبون، والسجينات يغتصبن، والكلاب تنهش الجثث في المقابر الجماعية (وثمة سجناء عرب أعيدوا الى بلادهم الأصلية ليعذبوا).
العراقيون خسروا أكثر من مئة ألف قتيل، غالبيتهم العظمى من المدنيين، منذ التحرير، وأمامي أرقام تجعل عدد الضحايا فوق 135 ألفاً. ولا يبقى سوى مقارنتها بما قتل صدام حسين في فترة مماثلة (سنتين) لنرى أيهما أسوأ، التحرير أم الديكتاتورية.
وأرجو القارئ ان يقدر انني أكتب هنا عن السياسة، لا الجنود الأميركيين في العراق، فعلى رغم كل أخبار التعذيب والاغتصاب والقتل، تظل الغالبية العظمى من هؤلاء الجنود بشراً طيبين لا يتحملون ما يجري، ولا يريدون ان يصبحوا جزءاً منه.
الصحافية البريطانية الانسانية سوزان غولدنبرغ (التي تابعت عملها الرائع في الأراضي الفلسطينية) تعمل الآن لجريدة "الغارديان" من واشنطن، وهي كتبت تقول انه بعد ان دعيت فرقة المشاة الثالثة للخدمة مرة ثانية في العراق حاول جنديان الانتحار، وطلب ثالث من قريب له أن يصيبه برصاصة في ساقه. وهناك من رفضوا الخدمة بحجة انهم يرفضون الحرب لأن ضميرهم يمنعهم، كما فر 17 رجلاً الى كندا وطلبوا اللجوء السياسي، وقد خسرت الولايات المتحدة في العراق حتى الآن أكثر من 1500 رجل، مع حوالى 11 ألف جريح. ويعاني ألوف آخرون مشكلات نفسية، وقد هبطت نسبة الاقبال على التجنيد، وهو طوعي في الولايات المتحدة الآن، مع ان وزارة الدفاع رفعت سن قبول المجندين من 34 عاماً الى 40 عاماً. وهناك 32 ألف رجل وامرأة يريدون ترك القوات المسلحة.
إذا كان احتلال العراق أثر بهذا الشكل في الجنود الأميركيين، فإننا نتصور مدى تأثيره في شعب العراق الذي يستحق ديموقراطية حقيقية من دون قتل يومي ثمناً لها.
غير ان الكذب عن الديموقراطية في العراق لا يتوقف عند حدود البلد (أو أفغانستان). فالإدارة الأميركية تزعم ان الانتخابات العراقية أطلقت قوى الديموقراطية في العالم العربي وتستشهد بمصر ولبنان والأراضي الفلسطينية.
مرة أخرى، الانتخابات ليست الديموقراطية المزعومة، وربط ما جرى في العراق بأحداث عربية منفصلة هو من نوع كذبة الديموقراطية.
الحكومة المصرية تلامس التجربة الديموقراطية بحذر غير مبرر منذ سنوات، وانتخاب الرئيس عبر اقتراع سري مباشر من بين أكثر من مرشح لا يكفي ويجب رفع الأحكام العرفية. واذا كان من فضل في المسيرة المصرية فهو للحكومة والمعارضة، وقبلهما للمنظمات الأهلية وللسيدة سوزان مبارك والسيد جمال مبارك.
أما في لبنان، فما أطلق التظاهرات الديموقراطية، والتظاهرات المضادة كان اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهذا فاز بالانتخابات النيابية الأخيرة وهو في المعارضة.
والفلسطينيون عرفوا الانتخابات الديموقراطية قبل ان يصل جورج بوش الى الحكم، باعتراف الأميركيين أنفسهم الذين راقبوا انتخاب أبو عمار رئيساً.
مرة أخيرة، الديموقراطية على الطريقة العراقية (أو الأفغانية) ليست ديموقراطية، وهي ليست على أدنى علاقة بما يجري في مصر ولبنان وفلسطين وغيرها. وكل حديث آخر كذب بالكامل.
جهاد الخازن الحياة 2005/03/23
----------------------------------------------------------------------------------------
وداعا للبوريفاج
كيف نودّع البوريفاج بما يليق به.
في الامس تمّ تفكيك مبني المخابرات السورية في الفندق البيروتي العريق، وجاء الشبان بالطلاء الأبيض، ثمّ جاء احد الضحايا ليروي كيف ضاع عمره خلف
الزنازين، وكيف عاش ازمنة التعذيب من الدولاب الي شتي انواع الفنون التي لم تبرع الانظمة العربية الا بها.
في الامس، حين انزاح احد الكوابيس التي عشنا في ظلالها اعواما لا تقاس بالاعوام، احسست ان صفحة جديدة فتحت، فالفرح الذي عمّ الشوارع المحاذية لمقر الاستخبارات السورية في بيروت كان لا يوصف. فجأة عاد الهواء، نعم الهواء. فالاعتداء علي المواطن يبدأ بمصادرة الهواء الذي يتنفس. جميع الذين عاشوا تجربة الحياة في ظلّ انظمة القمع يعرفون ان المشكلة الكبري كانت الهواء. يضيق القفص الصدري، ويضرب الانسان، عطش ليس كالعطش. لا شيء يشبه العطش الي نقصان الهواء، وذلك الاختناق الذي يضرب الصدر، فيصير الانسان مواجها باختناقه الذي يستولي علي صوته وصورته.
في الامس رأيت الزمن كيف ينقلب. كانوا يعتقدون انهم باقون الي الابد، ولا ابد الا الموت. وانقلبت الامور، كان يكفي ان ينكسر الخوف بالخوف. لا يوجد من لم يشعر بالخوف لحظة اغتيال / اعدام رفيق الحريري. كان الخوف كبيرا الي درجة انه فقد معناه. كان يكفي لصرخة واحدة يطلقها حشد من الشبان والشابات تجمعوا في ساحة الشهداء/ساحة الحرية في وسط بيروت كي ينكسر الخوف الذي فاض، ولم يعد احد قادرا علي ابتلاعه. وحين انكسر الخوف لم يعد مبني ذلك الفندق الذي تحول الي وكر للاشباح، واسطورة للخوف، يعني شيئا، تهاوت جدرانه كالكرتون، ولم يبق منه سوي ذاكرة للمستقبل الذي ينتظر نظام القمع والخوف في العالم العربي.
اختيار فندق البوريفاج مقرا للاستخبارات في بيروت كان قرارا رمزيا. فلقد ارتبط هذا الفندق الذي يقع في حي الرملة البيضاء في بيروت بذاكرتين متلازمتين:
الذاكرة الاولي هي ذاكرة الحركة الطالبية اللبنانية. فبسبب موقعه القريب من الجامعة اللبنانية، تحول الفندق الي مكان لقاء الاساتذة والطلاب، والي بؤرة للاحلام التي عصفت بالحركة الطالبية في اواخر الستينات واوائل السبعينات. يومها لعبت الجامعة اللبنانية، وقضيتها دور محرك فكرة التغيير في لبنان. كانت الافكار العلمانية واليسارية تتلاقح في باحة الفندق وقاعاته، وكان هناك احتمال لبناني وعربي جديد يولد في مناقشات الطلاب الصاخبة. مزيج من حلم التغيير، ومن قرار مواجهة الذلّ الذي صنعته هزيمة الخامس من حزيران المروعة.
الذاكرة الثانية هي ذاكرة الحركة الوطنية اللبنانية. هنا في البوريفاج ولدت الجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية. هنا نجح كمال جنبلاط في صوغ معادلة الوطنية اللبنانية في وصفها جزءا من النضال العربي من اجل فلسطين، ودعامة لبناء وطني ديمقراطي جديد يخرج العرب من السجن الكـــبير الذي بنته الانظمة علي اشلاء الشعوب.
كان فندق البوريفاج مكان التقاء هاتين الذاكرتين، ولذا كان اختياره مقرا للمخابرات، بعد اغتيال كمال جنبلاط، انتقاما رمزيا من زمن الحلم بالتغيير. فجأة امحت ذاكرة المكان، ودخل الفندق في متخيل الخوف والرعب الذي لم ينكسر الا لحظة انفجار انتفاضة الاستقلال في لبنان.
ولعل احد اكثر لحظات محاولة محو الرمز بالرمز بشاعة، كانت يوم نجح النظام المخابراتي في الاستيلاء علي اتحاد الكتاب اللبنانيين. يومها عقدت احدي الجمعيات العمومية الانقلابية للاتحاد في فندق البوريفاج. تخيلوا المشهد، الادباء والكتاب يدعون الي مؤتمر في مبني ميزته زنازينه. منه كانت ترشح اصوات الاستغاثة، وعلي جدرانه رسم المعتقلون السياسيون اصواتهم الصامتة.
اريد لأقسي الصمت ان يكون عنوانا للكتابة والأدب، لذا كان من البديهي ان يقاطع اغلبية الكتاب اتحاد البوريفاج، مثلما اطلقوا عليه، وان يمتطي قيادة الاتحاد من كانت ميزته مدح السلطة والعمل مستكتبا في دهاليز امتيازاتها.
في لحظة محاولة تحويل مقر للمخابرات الي مكان لقاء الكتاب والادباء، انكشفت قوانين اللعبة التي يريد النظام الانقلابي العربي فرضها علي المجتمع. لعبة مزدوجة قائمة علي محو الكلام وتقديس الصمت. كلام الحركة الطالبية وصورة الحركة الوطنية في نضالها مع فلسطين ومن اجل التغيير يجب ان تمحي ويحل في مكانها مسحوق الهمس بحسب قصة يوسف ادريس عن محاولة السجين استخدام الهمس مسحوقا في مواجهة عجزه عن الكلام.
سقوط البوريفاج، والطلاء الابيض الذي وضعه المتظاهرون علي بعض جدرانه، هو بداية المعركة وليس نهايتها. القمع لم يبدأ بالبوريفاج كي ينتهي به. القمع الذي اذاب جسد فرج الله الحلو بالاسيد، وغيّب رياض الترك اعواما طويلة خلف القضبان، واستباح المدن والمخيمات،هو الذي صنع شبح البوريفاج الذي حام طويلا فوق بيروت، معتقدا انه يستطيع اذلال ارادة الحياة في المدينة التي لخصت خلال جلجلتها الطويلة آخر ما تبقي من ارادة الحياة في المشرق العربي.
لذا ورغم الفرح بسقوط البوريفاج، فاننا نعلم انه لم يسقط بعد.
لن يكون سقوط البوريفاج حقيقيا الا حين تسقط انظمة الطوارئ والقمع، في كل المدن العربية، من القاهرة الي دمشق، ومن عمان الي الرياض، يومها يستطيع العرب استئناف نهضتهم من اجل مقاومة الاحتلال، واستعادة حقهم في الكرامة.
رسالة بوريفاج بيروت الي كل بوريفاجات العرب واضحة. زمن القمع في النزع، فلا ضرورة لاطالة العذاب، لأنه لا شيء يستطيع انقاذ هذا البنيان الذي يتهاوي.
الياس خوري
"القدس العربي
----------------------------------------------------------------------------------------
الإرهاب وحقوق الإنسان البيان الاماراتية GMT 5:00:00 2005 الأربعاء 23 مارس تبدي الدول الغربية مزيدا من التهاون في احترام القوانين، لا بل تشجع أحيانا على الالتفاف عليها، في حربها على الإرهاب، كما رأى مشاركون في مؤتمر «الديمقراطية والإرهاب» الذي انعقد في مدريد (8-11 مارس).وقال روبرت جولدمان، أستاذ القانون ومدير كلية واشنطن للحقوق «إن شخصيات بارزة عملت على تبرير التعذيب، لاسيما في الولايات المتحدة» .
وأضاف «لا توجد حالة نزاع يمكن فيها لطرف أن يتسلح بالقوانين الإنسانية عندما تكون لصالحه وفي الوقت نفسه يرفضها لخصومه. القانون الإنساني ينطبق على الجميع».جعلت الولايات المتحدة الأميركية أحد أهم أهدافها القومية في سياستها الخارجية «احترام حقوق الإنسان»، بل جعلت نفسها وصية على العالم وعلى الأنظمة وعلى الشعوب حتى تستطيع تطبيق هذا الهدف.
وتصدر وزارة الخارجية الأميركية سنويا تقريرها بشأن انتهاك حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، وتفرض عقوبات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية على الأنظمة المختلفة وبالتالي شعوب هذه المناطق لأنها غير ديمقراطية ولا تحترم حقوق الإنسان.
تدخلت أميركا في شؤون دول وما زالت تتدخل تحت ذريعة الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان، وتصدر قوانينها الخاصة الأميركية وتفرضها على هذه الدول وعلى العالم تحت سياسة «من ليس معنا فهو ضدنا».فرضت عقوبات على كوبا وإيران «قانون داماتو» (نسبة إلى داماتو، النائب الأميركي في الكونغرس) وكوريا الشمالية وقانون معاقبة سوريا.
واستصدرت قرارات من الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن فرض العقوبات على العراق وغزوها ثم احتلالها تحت ذريعة امتلاكها لأسلحة الدمار الشامل.طالبت بنزع أسلحة حركات المقاومة ضد الاحتلال ونعتتها بالإرهابيين، في حين أنها تصف «شارون» الإرهابي، مهندس مذبحة «صبرا وشاتيلا» بـ «رجل السلام»!!
نظرة سريعة إلى الملف الأميركي في مجال حقوق الإنسان يبين لنا إن ما تعلنه أميركا حول حقوق الإنسان يتنافى مع سياساتها التي تنتهك حقوق الإنسان، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، حيث أنها وتحت مبرر مكافحة الإرهاب عملت على انتهاك حقوق الإنسان سواء على أراضيها أو خارج أراضيها حيث أصدرت أكثر من قانون لمحاربة الإرهاب دون الأخذ بعين الاعتبار بالانتهاكات التي يقوم بها من يطبق هذه القوانين ودون الأخذ بعين الاعتبار إلى تعارض هذه القوانين مع القوانين والاتفاقات الدولية، فكثير من العمليات المناهضة للإرهاب تنتهك حقوق الإنسان.
فعلى أراضى الولايات المتحدة الأميركية هناك القوانين التي تسمح بحجز وسجن أي شخص مشتبه به دون محاكمة ولمدد غير محددة وحيث يمكن للسلطات الأميركية تفتيش أي منزل وحجز أصحابه تحت مبرر «قانون مكافحة الإرهاب». وعلى غير أراضيها، كما يعلن تقرير منظمة «مراقبة حقوق الإنسان ـ بٍِّفَ زيهوَُّّ طفُّكو» أن الولايات المتحدة الأميركية بدأت في إنشاء سجون «دنن-جيٍيُّمل، دننَّوُْم» في أماكن بعيدة وليست ضمن حدودها، بمنأى عن القوانين المحلية،
مثل القاعدة الأميركية في خليج «غوانتانامو» في كوبا، حيث تحتجز هناك حوالي 600 ـ 700 سجين من مقاتلي طالبان والقاعدة دون محاكمة منذ ثلاث سنوات وحيث تزعم إدارة بوش إن جميع المعتقلين مقاتلون معادون لا تحق لهم صفة «أسرى حرب»، وهذا ما يتنافى مع اتفاقية جنيف الثالثة. كما أنها تحتجز معتقلين آخرين وفي أماكن لم يكشف عنها.
وفي تقرير آخر لنفس المنظمة باسم «الطريق إلى أبو غريب» يذكر كيف أن إدارة الرئيس الأميركي «جورج بوش» عمدت إلى انتهاج سياسة تسمح باستخدام تدابير غير قانونية للاستجواب ثم بعد ذلك تجاهلت أو تسترت على بلاغات عن التعذيب قام بها جنودها في أفغانستان وغوانتانامو والعراق.
ومن المفارقات العجيبة انه وفي الوقت الذي كانت الولايات المتحدة الأميركية تنتقد من قبل المنظمات المختلفة والداعية لحماية حقوق الإنسان وكان جنودها يواجهون محاكمات على أراضيها بسبب الانتهاكات التي قاموا بها في سجن «أبو غريب»،
كانت في ذات الوقت تطالب «المحكمة الجنائية الدولية» ـ وهي محكمة دائمة تنظر في محاكمة الأفراد المتهمين بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وحيث تفشل أو لا ترغب المحاكم الوطنية القيام بذلك ـ بتجديد القرار الخاص بإعفاء جنودها من المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية، على أساس أنها وقعت على قوانين المحكمة ولكن لم تصدق عليها بعد، أي أنها تحاول تحديد طريقة تتفادى بها الإحالة إلى القضاء لدى استخدام التعذيب.
وكما تعودت أميركا استخدام كافة الوسائل للحيلولة دون الانصياع للقوانين الدولية بعد أن امتنعت معظم الدول حتى اقرب حلفائها من الانصياع لها لما يشكل ذلك من انتهاك للقوانين الدولية، فقد هددت الولايات المتحدة الأميركية بقطع المعونات عن الدول التي أصبحت أعضاء في المحكمة الجنائية الدولية والتي رفضت التوقيع على اتفاقيات ثنائية خاصة بالحصانات التي تعفي الدول الموقعة من تسليم الجنود الأميركيين وغير الأميركيين والذين يعملون مع الولايات المتحدة للمحكمة الجنائية الدولية.
ومن أهم تداعيات أحداث الحادي عشر من سبتمبر أن الإدارة الأميركية قررت أن «الحرب على الإرهاب» تبيح للولايات المتحدة الأميركية التلاعب عن طريق المراوغة على قيود وضوابط القانون الدولي كما أنها نحت جانبا اتفاقيات جنيف والخاصة بأسرى الحرب أو حماية المدنيين في الأراضي المحتلة من قبل القوة المحتلة وتجنبتها على أساس أنها اتفاقيات بالية عفا عليها الزمن. وأكد محامو البنتاغون ووزارة العدل ومكتب مستشار البيت الأبيض أن الرئيس غير ملزم بالقوانين الأميركية والدولية التي تحرم التعذيب.
ولا نستغرب بعد ذلك لو أن مؤتمر مدريد فشل في الاتفاق على تعريف محدد للإرهاب وهي القضية التي تسعى وراءها الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، فتدابير محاربة الإرهاب يجب أن تحترم بشكل كامل المبادئ الدولية لحقوق الإنسان. ولكن وللأسف فإن التلويح بعصا حقوق الإنسان يأتي الآن من قبل أولئك الذين يمارسون العنف وينتزعون حقوق الآخرين ويمارسون أكثر صنوف الانتهاكات.
نسرين مراد
* أستاذ العلاقات الدولية ـ جامعة الإمارات ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
زوال الهيمنة السورية متى يزيل اللبنانيون أسبابها
لا ينحصر رجال سورية في لبنان في الأسماء التي تم تناولها والبحث في تاريخها. ثمة رجال كثيرون لعبوا ادواراً مختلفة ومتباينة الأهمية، وثمة آخرون انتهت مدة خدماتهم لدى الإدارة السورية. وثمة قوى سياسية والت سورية وشكلت فزاعة اهلية امام كل اعتراض عليها. يمكن القول اليوم في لبنان ان الهيمنة السورية العسكرية والمخابراتية في طريقها إلى الانحسار والانسحاب من لبنان. لكن تعقيدات الوضع اللبناني قد تتيح في المقبل من الأيام عودة النفوذ السوري إلى لبنان في شكل او آخر. كانت غاية هذا الملف ان يلم ببعض تفاصيل العلاقات الشائكة بين لبنان وسورية. لا ان يجزم ان الهيمنة السورية قد انتهت في لبنان مرة واحدة والى الابد. وتبدو مأساة البلد الكبرى انه لا يحسن اقامة علاقات عادية وطيبة مع جيرانه. دائماً ثمة حماسة في العلاقات الخارجية لا يبررها المنطق وان كانت التوازنات الداخلية تبررها من دون شك. اللبنانيون يعادون بقوة ويحالفون من دون حدود. لكن هذه التحالفات والعداوات لا تمر على البلد من دون ارجحية طوائف وقوى على أخرى واخلال فادح في موازين التنوع والتعدد الذي يتغنى به اللبنانيون.
اخرج اللبنانيون اسرائيل من الأرض التي احتلتها. هذا نصر مشهود لهم، لكنهم يحتاجون إلى قدر كبير من التحوط والعناية وتحديد سقف المحرمات والممنوعات على المستوى الوطني ليتسنى لهم المحافظة على هذا النصر. النصر اللبناني على اسرائيل مشرف ومشرق من دون شك، لكن اللبنانيين لم يهزموا اسرائيل هزيمة نهائية ومرة واحدة وإلى الأبد. يحقق هذا النصر كل مفاعيله الوطنية في لبنان حين تخرج اسرائيل من متن الوطنية اللبنانية مرة واحدة والى الأبد. وهذا يحتاج، في مقدم ما يحتاج إليه، ميثاقاً وطنياً جدياً ومتوازناً، والذي من شروطه الأساسية ان لا يغلب فئة على فئة أخرى وان لا يتيح هيمنة طائفة او تحالف طائفي على طائفة أخرى. في التاريخ اللبناني القريب ليس ثمة ما يطمئن على هذا الصعيد. ليس ثمة في تاريخ البلد ما يجعلنا نأمن إلى وطنية لبنانية حاسمة تجدد اعصاب مناعته في وجه التدخلات الخارجية.
يجدر بنا التذكير ان الجيش السوري دخل اول مرة إلى لبنان لنصرة المسيحيين في حربهم ضد ما كان يدعى يومذاك بالحركة الوطنية اللبنانية. لكن التوازنات انقلبت وعاد المسيحيون ليقاتلوا سورية التي حالفها المسلمون بعد عداوة. كذلك كان الأمر عام 1987 تاريخ الدخول السوري المتاخر إلى لبنان. يومذاك كان حزب الله في رأس قائمة المتضررين من الدخول السوري. وبعد هذا الزمن بقليل وفي اواخر العام 1989 نظّمت حركة امل الشيعية حليفة سورية يومذاك حرباً طاحنة ضد حزب الله تكللت بالفشل الذريع. لكن حزب الله لم يستمر متضرراً من سورية وهيمنتها. عقد معها الصلات وتقاطعت المصالح، وتحول مع الأيام إلى نقطة ارتكازها الأبرز والأهم في لبنان. الأمثلة على هذا التقلب لا تحصى ولا تعد. وهي مرشحة للاستمرار في المقبل من الايام. وفي ظل الهيمنة الجديدة التي ترخي بظلالها منذ اليوم على لبنان.
رجال سورية في لبنان كان يمكن ان يكونوا رجال غيرها ايضاً. التبعية للخارج شأن لبناني بامتياز. هذا لا يطرح على وطنية شائكة كالوطنية اللبنانية استحضار تهم جاهزة من قبيل العمالة والخيانة الوطنية. قد يكون هذا الامر شأن من شؤون غلاة ومتحمسي المعارضات اللبنانية، لكنه لا يستقيم مع التاريخ اللبناني منذ الاستقلال الأول وحتى اليوم. ففي صدر الاستقلال ذهب بعض النواب والسياسيين المتحمسين إلى الطلب من الحكومة الاستقلالية بزعامة رياض الصلح محاكمة اميل اده، وهو الرئيس الذي عينته سلطات الانتداب رئيساً للجمهورية اللبنانية بعد اعتقال الرئيس المنتخب بشارة الخوري وحكومته. لكن رياض الصلح المتعقل والمدرك للتوازنات الداخلية رفض الطلب رفضاً قاطعاً، فإميل اده يمثل تياراً وازناً وحجته وجيهة. ذلك ان الاستقلال اللبناني دائماً يحتاج إلى تبريرات وحجج تساق في صالح تحقيقه. لهذا لا يصح في لبنان اطلاق تهمة العمالة وتخوين الذين يتعاونون مع الاجنبي. لكن ذلك لا يعفينا من ملاحظة ان هؤلاء اخطأوا خطيئات كبرى في حق البلد ووحدته الوطنية وينبغي على اللبنانيين ان يحاسبوا على الخطيئات لا على الخيانات.
لا شك ان القوى السياسية والطائفية في لبنان تنقسم إلى صفين حاشدين صف يقول بعروبة البلد ويتساهل مع التدخل العربي فيه حتى حين يكون على شاكلة التدخل السوري السافر، وصف آخر يقول بارتباط لبنان الوثيق بالعام الغربي ويتساهل مع التدخلات الاجنبية والغربية فيه. وكلا الاتجاهين يخطئان خطايا مميتة في حق البلد واستقراره وسيادته على اراضيه. لهذا يبدو من المهم ان يطرح المرء اليوم التساؤل الآتي: كيف يمكن للبنانيين الذين عانوا من نير الهيمنة السورية الظالم طوال ثلاثين عاماً ان يحولوا دون الدعوة إلى هيمنة أخرى؟ ثم كيف يحصنون انفسهم وبلدهم من عودة الهيمنة السورية إلى لبنان بطريقة او بأخرى؟
الإجابة عن هذه التساؤلات ليست يسيرة مثلما يظن البعض. والحق ان اتفاق 17 ايار الذي يحذر منه اليوم حزب الله، كان اتفاقاً يقضي بوضع مراكز مراقبة اسرائيلية على الجبال اللبنانية في مواجهة سورية، مثلما قضى اتفاق الطائف ان تكون هذه المراكز سورية. اليوم تلوح امام اللبنانيين فرصة تاريخية في منع اي كان من احتلال جبالهم، والسيطرة الكاملة على جبالهم بقواهم الذاتية، مثلما ينبغي ان يسيطروا على حدودهم على النحو نفسه.
الانقسام اللبناني الحاصل اليوم حيال الموقف من سورية يمكن تلخيصه باجتماع سني - درزي - مسيحي حاشد يدعو لزوال الهيمنة السورية وكشف الحقائق في مسألة اغتيال الحريري وفي ما جرى قبلها وبعدها. وثمة صف آخر حاشد في وسط الطائفة الشيعية مع بعض الملحقات من الطوائف الأخرى ويتزعمه حزب الله يدعو للتنبه من مفاعيل القرار 1559 بوصفه اداة لهيمنة اميريكة فرنسية مشتركة قد تفتح الباب واسعاً لاسرائيل للتدخل في الشؤون اللبنانية. ومثلما لا يخفى فإن التوازن العام يدعو إلى زوال الهيمنة السورية على نحو قاطع، لأن ائتلاف الطوائف المعارض لسورية يؤمن نصاباً كاملاً للحكم رغم حشد المعارضة. لكن الخفة في هذا الموضوع قد تكون وخيمة العواقب. اذ ينبغي ان نلاحظ ان الطائفة الشيعية على المستوى الديموغرافي والجغرافي تتحكم باكثر من 80 بالمئة من حدود لبنان مع سورية واسرائيل، وهذا يجعلها وازنة ومقررة في اي تطبيع او عداوة مع اسرائيل على المستوى الشعبي، قبل ان يكون على المستوى الرسمي. مثلما يجعلها نافذة للتدخلات السورية في الشأن اللبناني مرة اخرى ما لم يتجدد الميثاق الوطني ويحسم مرة واحدة ونهائية لبنانية لبنان وسيادته واستقلاله وعلاقاته المتوازنة مع جيرانه، والأهم من هذا كله امتناع الطوائف المحلية عن تطلب الهيمنة والسعي إليها بأدوات خارجية وداخلية.
ذلك لا يعفي اللبنانيين حقاً من ضرورة الاخذ في اعتبارهم موارد كل طائفة على حدة. فالطوائف ليست اعداداً ولا تتقوى بالأسباب البيولوجية فقط بل بالموارد التي تملكها وتستطيع ان تحاجج عبرها بوصفها ضرورة ملحة للبلد ولا يمكن الاستغناء عنها في الاقتصاد والسياسة والثقافة والاجتماع من دون تفضيل صعيد على آخر.
بلال خبيز - بيروت
-----------------------------------------------------------------------------------------
منظمة التحرير الفلسطينية
والمستقبل السياسي
اتفاق حوار القاهرة خطوة هامة لتنفيذ الإصلاحات على صعيد إعادة ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني وتطوير أداء المؤسسات الفلسطينية لمواجهة سياسية الاحتلال والبدء في تنفيذ سلسلة
من الخطوات الهامة لبناء الإنسان والمؤسسة الفلسطينية القادرة على صياغة أسس التوجه الفلسطيني وإقامة دولة المؤسسات التي تخدم القانون وتعزز الأداء الوظيفي احتراما لحقوق الإنسان وحماية إنجازات ثورتنا الفلسطينية والانطلاق لتفعيل الحوار الوطني وبناء أوسع جبهة وطنية لحماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه ترسيخاً للثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها ضمان حق العودة وتقرير مصير الشعب الفلسطيني .
.. إن المهام الملقاة على عاتق الفصائل الفلسطينية باتت مهام واضحة وصريحة في نفس الوقت فليس هناك مجال للتشكيك في مصداقية التوجه الوطني لصياغة أساس موضوعي هادف لحماية الحقوق الفلسطينية والدفاع عن المستقبل الفلسطيني ليعيش الإنسان الفلسطيني حر كريم في أرضه وبين شعبه .
إن مستويات العمل في المرحلة المقبلة تتطلب من الجميع مضاعفة الجهد لتوحيد الإمكانيات لتشكيل موقف وطني موحد وإجماع شامل نحو تعزيز العلاقة الفلسطينية لصياغة المستقبل انطلاقا من قاعدة الوحدة الوطنية وحماية إنجازات الشعب الفلسطيني التي هي فوق أي اعتبار.
إن حرص الفصائل الوطنية والإسلامية على صياغة المستقبل هو الذي وضع الجميع إلى الإلقاء مجدداً في حوار القاهرة وحماية إنجازات الشعب الفلسطيني والعمل لتشكيل جبهة وطنية إسلامية موسعة والاتفاق على وضع برنامج موحد لحماية إنجازات شعبنا والدفاع عن الحق الوطني الفلسطيني ضمن أولويات العمل الوطني، ومن أجل قراءة مستقبلية أفضل وتفعيل الواقع ومتطلباته وفق رؤية شمولية لحماية الأرض الفلسطينية ، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أراضيه ووضع هذا الحق ضمن أولويات العمل..
إن المهام الملقاة على عاتق الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية هي مهام واضحة وتتطلب حشد الجهود والإمكانيات ليتحمل الجميع المسؤولية التاريخية بهذه المرحلة الحساسة والدقيقة من حياة شعبنا الفلسطيني التي تتكالب فيها قوى الشر للنيل من صمود الإنسان الفلسطيني وحقه المقدس في العودة لأرضه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.
تتجسد رؤية القيادة الفلسطينية في تحقيق أماني وتطلعات شعبنا الفلسطيني في صياغة وجودنا والكينونة الفلسطينية تأصيلاً لروح الكفاح الوطني ومجمل إنجازات ثورتنا.. أعظم ثورة في التاريخ المعاصر لتحقق رؤية واقعية هدفها بناء الأجيال والحفاظ على الإنسان الفلسطيني صامداً مرابطاً في ربوع أرضه أرض الحضارة والتاريخ ومهد السلام..
لقد كانت رؤية القيادة الفلسطينية المجتمعة في القاهرة رؤية تاريخية ثاقبة من خلال حرصها الشديد على مواصلة أعمال مؤتمر حوار القاهرة وحضور ومشاركة جميع فصائل العمل الوطني في صياغة الواقع الفلسطيني بكل تناقضا ته ليرسم معالم الوطن وتكتمل الصورة النضالية ولتشهد فلسطين ميلاد متجدد عبر مرحلة هامة في تاريخ شعبنا تأتي في ظل تشابك الواقع السياسي واستمرار الرفض الإسرائيلي لتحقيق عملية السلام وفرض أملاءات إسرائيلية هدفها خلق قيادات بديلة عن القيادة التاريخية للشعب الفلسطيني قيادة منظمة التحرير الفلسطينية عنوان هويتنا الوطنية.. لقد تجلت الرؤية للقيادة الفلسطينية في تحقيق التواصل وملئ الفراغ السياسي وحرصت القيادة على تشكيل جبهة وطنية من خلال تفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني وتحديد برنامجها السياسي والإعلان عن الانتخابات السياسية الشاملة تحقيقاً لوحدة الصف الوطني وحفاظاً على المشاركة الجماهيرية الفاعلة في صنع القرار وهذا بالتأكيد يدلل على مدى أهمية العمل الوطني في خلق حالة التفاعل ما بين القيادة الفلسطينية وجماهير شعبنا ومشاركة أوسع لكل التنظيمات والقوى الفلسطينية الوطنية منها والإسلامية في تفعيل البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية على طريق التحضير الموسع للانتخابات التشريعية القادمة..
إن برنامج القيادة الفلسطينية هو برنامج سلام حقيقي قائم على احترام المعاهدات الدولية وفرصة حقيقية لتحقيق السلام ومواصلة المفاوضات والمشاركة بفعالية لضمان نجاح تطبيق خارطة الطريق تحت رعاية دولية.. فهذا يعكس أهمية العمل على صعيد جدولة المهام التفاوضية وترتيبها لتأخذ بدورها الوضع الطبيعي ضمن مسار فلسطيني يكفل حماية إنجازات شعبنا والدفاع عن حقوقنا الوطنية في ظل مرحلة هامة من حياتنا السياسية.
إن المرحلة الراهنة تتطلب من جميع القوى السياسية على الساحة الفلسطينية أن تقف صفاً واحداً لدعم منظمة التحرير الفلسطينية والحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني والتأكيد على الالتزام بقراراتها وفقاً للمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني بعيداً عن البرامج الذاتية وتفعيلاً للصوت الفلسطيني القادر على تحقيق أهداف شعبنا واحتراماً لتوجهات القيادة الفلسطينية في تسيير مرحلة هامة من مراحل العمل الفلسطيني في غاية الصعوبة والدقة..
إن دعم القيادة الفلسطينية في هذه المرحلة هو واجب وطني ويتطلب من الجميع المساهمة في مواصلة الحوار مع الحكومة والدفع بالعملية السياسية إلى بر الأمان للتصدي .
سري القدوة www.alsbah.net
-------------------------------------------------------------------------------------------
الحرب بالتظاهرات والتظاهرات المضادّة
منذ عملية اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق الشهيد رفيق الحريري، توجهت المعارضة في لبنان نحو عملية تنظيم التظاهرات والاعتصامات للتعبير عن مواقف
ومطالب، بدأت في استنكار عملية اغتيال الرئيس الحريري، ثم توسعت الى المطالبة بالتحقيق بالجريمة، وكشف الجناة والمخططين، ثم اضافت الى ما سبق أهدافاً سياسية منها المطالبة بسحب القوات وأجهزة الأمن السورية من لبنان وأخرى تتصل بالواقع السياسي في لبنان.
والتظاهرات والاعتصامات باعتبارها شكلاً من أشكال التعبير عن المواقف، وعن حجم الذين يؤيدون هذه المواقف، دفعت تيار الموالاة اللبنانية للانضواء تحت هذا الشكل من التعبيرات، فنظم حزب الله تظاهرته المعروفة في ساحة رياض الصلح لتكون نشاطاً موازياً في مواجهة ما يجري في ساحة الشهداء التي درجت المعارضة على الاعتصام فيها، وتنظيم التظاهرات اليها منذ اغتيال الحريري. وعلى الرغم من أن قيادات حزب الله في دعوتها الى تظاهرة ساحة رياض الصلح، أكدت أنها لا تتوجه الى الداخل اللبناني، وانها لا ترد على مواقف المعارضة، بل هدفها الخارج لابراز موقف لبناني في رفض القرار الدولي 1559 باعتباره تدخلاً في الشأن اللبناني، وللتعبير عن الشكر لسوريا لما قامت به في لبنان ولأجل لبنان، فقد بدا أن قسماً من اللبنانيين معنيون بتلك التظاهرة في شكلها ومحتواها، ولاسيما بعد أن أعلن زعيم حزب الله السيد حسن نصرالله ان التظاهرات والاعتصامات سوف تستمر بالتنقل بين المدن والمناطق اللبنانية، وهذا يعني أنها صارت أسلوباً موازياً لأسلوب المعارضة في التظاهر والاعتصام بما يتضمنه الأمر من رسائل توجه الى أطراف داخلية وخارجية.
ويبدو، أن ما حدث في تظاهرة حزب الله حض جهات سورية على الانخراط في عمل مماثل، فدعت شركات الخلوي الجمهور السوري الى تظاهرة في دمشق هدفها اعلان التأييد للرئيس بشار الأسد وسياساته في وجه الانتقادات والضغوط التي تتعرض لها سوريا، وهو هدف يفترض أنه يوحد السوريين في موقفهم ازاء الخارج وبخاصة في مواجهة المواقف الأميركية ـ الأوروبية، التي تجعل من موضوع الوجود السوري في لبنان ومن القرار الدولي 1559 قوة ضغط على سوريا، وبهذا المحتوى يمكن النظر الى أهداف التظاهرة الأخرى، التي جرى تنظيمها لاحقاً في حلب ثاني أكبر المدن السورية.
غير أن هدف التظاهر السوري الذي نظمته شركات الخلوي المقربة من السلطات كشف في اليوم التالي انه لم يكن موجهاً للخارج فقط، بل كان هدفه الأهم هو داخلي. ذلك ان "جهات" اختلطت في هويتها اتحاد الطلاب الذي تسيطر عليه الحكومة وأجهزة الأمن وأطراف أخرى، نظمت تظاهرة في اليوم التالي لتظاهرة شركات الخلوي حاملة شعاراتها واعلامها نفسها، كان هدفها مواجهة تجمع سلمي لبضع مئات من نشطاء المجتمع المدني ومعارضين سياسيين وأعضاء في منظمات حقوقية، اجتمعوا أمام قصر العدل في وسط دمشق في اعتصام للمطالبة بوقف العمل بقانون الطوارئ المعمول به في سوريا منذ العام 1963.
وبخلاف ما كانت عليه تظاهرة الموالاة التي نظمها حزب الله في لبنان في مواجهة المعارضة اللبنانية من حيث اتخاذها ميداناً آخر غير مكان تجمع المعارضة تجنباً لأي احتكاك، وبخلاف طابعها السلمي وشديد الانضباط، فقد جاءت تظاهرة الموالاة السورية من عدة آلاف جلهم من المراهقين، توجهوا الى أمام قصر العدل حيث اعتصام المحتجين على استمرار العمل بقانون الطوارئ، وبدأ متظاهرو الموالاة السورية يضيقون على المعتصمين منفلتين من أي عقال سياسي واجتماعي وأخلاقي، يرعاهم ويوجههم رجال المخابرات مسلحين بعصي بعضها علقت في أطرافها أعلام سورية، جرى استخدامها في الاعتداء على معتصمين ومن كان في المكان بينهم صحافيون أجانب وسط سيل من السباب والكلام البذيء خلطوه بالهتافات التي كانوا يرددونها.
وعلى الرغم من أنه من المبكر بعد رؤية نتائج الحرب في التظاهرات والتظاهرات المضادة في لبنان، فان التحول السوري الى تظاهرات الموالين في التعامل مع اعتصامات المعارضين ونشطاء المجتمع وحقوق الانسان، يعكس نموذجاً جديداً في الحياة السورية بين خلاصاته العامة، فتح الباب أمام صراعات ومواجهات بين السوريين برعاية رسمية، وتجديد مبدأ ممارسة العنف في الحياة السورية الذي جرى تعميمه سابقاً في ممارسات الأجهزة مع المواطنين، وهو يضيف الى ما سبق اعلان استقالة الأجهزة الأمنية من وظيفتها في حماية المواطنين بغض النظر عن مواقفهم السياسية وتحولها الى قوة حماية وتوجيه لمجموعات من المراهقين والزعران الذين لم يتورعوا عن ضرب سيدات وشبان صغار كانوا حاضرين في الاعتصام.
إن التحول السوري الى تظاهرات الموالين بما عبرت عنه تظاهرة الخميس يستحق التوقف عنده لدى المستويات السورية العليا، والتدقيق في ما جرى ودلالاته، ثم اتخاذ أشد الاجراءات بحق المسؤولين عما حدث ومحاسبة الذين قاموا باصدار الأوامر والتعليمات لحصول ما حصل، لأنه يصب في خانة تصعيد التوترات في الداخل السوري وزيادة حدة الانقسامات فيه وتحويلها اتجاهات عنفية في وقت تحتاج البلاد الى تفاهمات سياسية سلمية تقود السوريين جميعاً الى توحد وطني على قاعدة مواجهة تحديات سوريا الداخلية والخارجية معاً.
فايز ساره
"المستقبل"
--------------------------------------------------------------------------------------------
سجن ناشط من الجيش الاحمر طوكيو: اصدرت محكمة يابانية اليوم حكما بالسجن المؤبد على متطرف سابق قاد الجيش الاحمر الياباني في عمليات اقتحام السفارات الاميركية والفرنسية والسويدية في الخارج في السبعينات من القرن الماضي.
وكان هارو واكو (56 عاما) قاد ناشطي هذه الحركة اليسارية الافلة في عمليات الاستيلاء على السفارة الفرنسية في لاهاي عام 1974 ومجمع للبعثات الاميركية والكندية واليابانية والسويدية في كوالالمبور عام 1975.
وقد تولى واكو قيادة العمليتين للافراج عن عناصر الجيش الاحمر المعتقلين وتمكن من التوصل الى اطلاق سراح ستة منهم من قبل السلطات الفرنسية واليابانية.واصيب خمسة اشخاص بجروح بالغة فيما اعتقل 64 كرهائن في الحادثين.
واتهم واكو بالقتل العمد في القضيتين. وقام لبنان بتسليمه في 2000 حيث كانت تربط علاقات بين الجيش الاحمر الياباني ومتشددين فلسطينيين مدعومين من سوريا.
وقال القاضي كونيهيكو كوما من محكمة منطقة طوكيو لدى النطق بحكم السجن المؤبد ان واكو "يتحمل مسؤولية جنائية كبرى من خلال تهديد حياة العديد من الاشخاص بخطورة من اجل الحصول على مطالب".
ورحب هارو كاساما المدعي العام الرئيسي في هيئة مدعي منطقة طوكيو بالحكم. وقال للصحافيين "ان الحكم بالسجن المؤبد كان مهما جدا في قضية تتعلق باعمال الجيش الاحمر الياباني الارهابية الدولية".
وقد تأسس الجيش الاحمر الياباني في 1969 بهدف الاطاحة بالنظام الامبراطوري في اليابان وتأجيج ثورة في كل انحاء العالم.
وفي اشهر عملية لهم قام ناشطو الجيش الاحمر الياباني لدى وصولهم في بزات رسمية على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية "اير فرانس" باطلاق النيران من رشاشاتهم الالية في مطار تل ابيب عام 1972 ما ادى الى مقتل 24 مدنيا وكان بعضهم حجاجا من بورتوريكو.
وقتل في الهجوم مسلحان وهما طالبان في جامعة كيوتو. وافادت معلومات انذاك ان الهجوم نفذ بدعم من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقد اعتقل مؤسس الجيش الاحمر فوساكو شيغنوبو في اليابان عام 2000 وبعد سنة اعلن حل المجموعة. أ. ف. ب. GMT 9:45:00 2005 الأربعاء 23 مارس
--------------------------------------------------------------------------------------
أخوة الدمع والدم: منذر مصري – محمد دريوس
في العدد 677 من "الملحق" كتب الشاعران اللبنانيان يوسف بزي ويحيى جابر رسالة إلى الشعب السوري. هنا الشاعران
السوريان منذر مصري ومحمد دريوس، يردان على تلك الرسالة. والرد يُقرأ من عنوانه، وبما يليه. وهو الذهب الخالص
خالياً من الغش ويشع تحت الشمس الحارقة
إلى يوسف بزي ويحيى جابر
نهنئكم يا أخوة الدمع والدم
نرفع كأساً من هذا الخليط المشترك والمتبادل
ونهنئكم
ونعلم
لا تلزمكم تهنئتنا أكثر ما يلزم القطط ربطات عنق
. إنه الآن بيت مضاء، حقاً بيت مضاء يسكنه أهله الكثيرون. هنيئاً لكم صالونه الكبير وغرفة استقباله الرحبة وغرف نومه العديدة بأسرتها الوثيرة وحماماته النظيفة وممراته ذات المرايا وشرفاته المشمسة التي تطل على حدائق وشوارع وحياة وبشر.
بماذا نستطيع أن نردَّ جمائل لبنان علينا على الأقل نحن الاثنين منذر مصري ومحمد دريوس. لبنان مجلات "شعر" و"حوار" و"مواقف" و"الناقد"، لبنان ثقافي "السفير" و"ملحق النهار" و"قضايا النهار" و"نوافذ المستقبل"، لبنان شوقي أبي شقرا وأنسي الحاج وعصام محفوظ وعباس بيضون وبسام حجار ووديع سعادة وأنطوان أبو زيد وجاك الأسود وعيسى مخلوف وبول شاوول وعبدو وازن وعقل العويط وشربل داغر وشارل شهوان وفادي أبو خليل وبلال خبيز واسكندر حبش وعناية جابر وجمانة حداد و... هذا إذا اكتفينا بالشعراء.
نحسدكم أيها الأصدقاء. نحسدكم اليوم، صدِّقوا، أكثر مما كنا نحسد لاعبي كرة القدم ذوي الأسعار الخيالية، أو نجوم هوليوود الأسطوريين، أو أعضاء فرقة البيتلز المساكين بالمقارنة مع مايك جاغر وكيث ريتشارد وفرقة الرولينغ ستونز الذين لا يصلون إلى درجة الرضا أبدا رغم كل ما لديهم من كحول وجنس وريتم وبلوز. نحسد صرخاتكم الموقعة والمقفاة، نحن الذين تعلمنا منكم قوة النثر، نحسدكم على تسريحات شعركم، على كراسي مقاهيكم وطاولاتها، على دخولكم إلى فنادق الخمس نجوم أو الأربع أو الثلاث، لا فرق، وطلبكم سجائر سيدرز. نحسدكم على كثرة أنواع البيرة عندكم، كثرة جرائدكم ومجلاتكم، على كثرة أعلامكم التي أريتمونا كيف أنه ما أن يرفعها أحد عالياً حتى تتكفل الريح خفقانها القوي.
يا لحياتكم المليئة. محمد يقول: كتفاحة. لأنه لا شيء يوحي الامتلاء أكثر من التفاحة. ومنذر يصر على أن نقول: كبرتقالة. لأنه ما أن تفلق برتقالة من أعلاها مستخدماً إبهاميك معاً، كما قليلاً يحدث، حتى يتطاير رذاذها الكحولي ويصيبك في عينيك.
ويا لحياتنا. كثمرة جوز فارغة أو قاسية وبلا لبّ. كالحصى.
منذ البداية، لا ندري أي نعمة جعلتنا نحن الاثنين، وكل على طريقته، نؤمن ببيروت، نؤمن ونصدق أنها بالنسبة إلينا، مكة ذات أهل وشعاب وكعبة. ذلك أن شعورنا ونحن نمضي إليها، محشورين في مقعد خلفي لسيارة تويوتا ضيقة، أو باص برائحة زنخة، بأننا، لا أقل ولا أكثر، نحج. حينها لم تكن طرابلس الطيبة تستحق في عرفنا التوقف بها ولو لدقائق. بيروت المشتهاة، المرجوة، الغامضة، بيروت التي تشبه النسوة اللواتي ننظرهن من خلف زجاج المقهى ولا نجرؤ حتى على الحلم بهن، حتى إذا اختلى واحدنا بامرأة كهذه يحتار ماذا يفعل بها، فيتركها تذهب. وبعد ذلك يستطيع أن يموت.
تشهدون تحرراً واستقلالاً ونحن لم نشهد مرة تظاهرة أو اعتصاماً. تخرجون جيوشاً ونحن لم نقدر حتى على الخروج من معاطف آبائنا وأطقمهم بياقاتها العريضة وألوانها البائسة. تسقطون حكومة ونحن لم نجرؤ يوماً على إسقاط لافتة أو نزع صورة.
هل يشبه كلامنا كلاماً من كثرة ما سمعتموه عفتموه وسئمتموه، حين نقول: نتمنى لو نكون منكم، بيروتيين أو صيداويين أو صوريين أو طرابلسيين، أو من أي مكان في لبنان، مجرد لبنانيين، لبنانيين فحسب، لنا ما لكم وعلينا ما عليكم، أن نهتف معكم، أن نعتصم وراءكم، أن نندس بين صفوفكم الخلفية خشية أن تلتقط صورنا الكاميرات المحمولة فيقبض علينا بالجرم المشهود من قبض علينا، منذ ولدنا، بجرم أننا في هذا الزمان وفي هذا المكان، ولدنا. وهل كلام ليس في محله، ولا 5B4 حاجة لكم به، أن نقول: نتمنى لو نكون متاريسكم، حمّالي خراطيشكم، زجاجات مائكم، أو إذا كنا محظوظين قليلاً، عشاق بعض من جميلاتكم.
نعتذر منكم ومن فيروزكم حين تغني "حبة من ترابك بكنوز الدني"، لأننا لا نعلم إن كانت فيروز تعني هذا حقاً! هل حقاً تصدّق أن حبة من تراب لبنان أغلى من كنوز النبي سليمان والتاج البريطاني وسلطان بروناي و... مجتمعة. لأننا نغني معها لكننا لا نعي ما نقول ولا نعنيه. نحس بخجل لأننا نردد هذا ولا نفهمه، لا نحسه. الإرهاب أفقدنا القدرة على تمثل هذه المعاني، حبة من تراب سوريا لا تساوي إلا حبة من تراب سوريا لأنه اليوم وإلى أمد من الصعب علينا أن نحدده، إلى أن يصير تراب سوريا تراب وطن. ليس أرخص من تراب سوريا غير تراب سوريا. والدليل على هذا اسكندرون مثلاً، والجولان مثلاُ، وشبعا أيضاً اسمحوا لنا بهذا... مثلاً.
لا، لسنا كارهين لبلدنا. لسنا كارهين لسوريا. بل بالعكس بالعكس، لأن سوريا... سوريا، يا إلهي، ماذا فعلوا بها!! ولكننا يا أخوتنا في خليط الدمع والدم هذا، نحن الآن نفضلكم على جنتنا، نقصد جحيمنا، تاركين لكم رغم جوعنا، التفاحة كاملة حتى تأكلوها بمفردكم.
آه يا يوسف بزي يا ذا الرغبات القوية كأسنانكم، فنحن أسناننا مهشمة ومخلعة.
آه ي ا يحيى جابر يا آخذاً الكتاب بقوة، فنحن الواهنين المتهالكين الفاقدي الحيلة الذين تعرف، نعتذر، نعتذر لكم ومنكم جميعاً، نعتذر بكل ما أوتينا من سعادة وأسى، ومن جرأة وخوف وأكثر من أي شيء... من صدق .
"ملحق النهار"
-------------------------------------------------------------------------------------- حوار مع أحمد قعبور من تلفزيون المستقبل
-تورطت بأناديكم و كانت أجمل ورطة في حياتي - أنا لم أتغير -أبيع لحنًا لإعلان عن البطاطا ولا أبيع لحنًا للفنانين الجدد -الوطن يستحق توظيف قدراتنا الفنية و امكاناتنا الموسيقية للارتقاء إلى مستوى من نغني -لم أعش طفولتي فاحببت أن اعيش طفولة متأخرة -تربطني صداقة بلطيفة وأحب أن نعمل معًا -أحضر اغنية عن لاعبي كرة القدم المنسيين -لعيونك أقدمها للحريري بحلة جديدة
حاوره فادي عاكوم: أناديكم اشد على أياديكم، والبلد ماشي والشغل ماشي،ولعيونك، ويا رايح صوب بلادي،قولوا الله قوموا يللا..وغيرها الكثير من أغاني احمد قعبور الوطنية، القديمة والحديثة، التي بدأ الناس يرددونها منذ اكثر من ربع قرن وإلى اليوم، أغان تزامنت مع اندلاع حرب لبنان في السبعينات ومنها من رأى النور بعد وقوع الفاجعات،كمقتل الحريري في الرابع عشر من شباط /فبراير الماضي، أغان غصت بها الحناجر العربية وعشقتها آذانهم ولم تبخل عليها عيونهم بالدمع، يقول احمد قعبور عندما انشدت لاول مرة أناديكم رأيت نفسي وقد امسيت إبنًا لهذه الأغنية التي حددت في ما بعد مسار حياتي، وكسبت من ورائها حب الجميع كبارًا وصغارًا، أنا ابن حزب وأفتخر بهذا وكوني دخلت مبنى تلفزيون المستقبل، لا يعني انني تغيرت فأنا أشيد نفس العمارة منذ اناديكم و حتى قولوا الله و قوموا يللا، فانا لا ازال انا و لم اتغير انا ابن محمود الرشيدي الذي بكى عبد الناصر، و الذي بكى معروف سعد، و كمال جنبلاط، و الذي يبكي الان رفيق الحريري، على نفس الخط مع بعض التمايزات بالآداء السياسي و الغنائي فانا شخص واحد وفي وجداني القلق ذاته.
*من هو أحمد قعبور بماذا آمن وماذا درس؟ - أنا من بيروت مواليد 1955 والدي محمود الرشيدي(اسمه الفني)، اول عازف كمان في بيروت، وعلى الرغم من انه لم يشجعني على احتراف الموسيقى، لكن سماعها من غرفة الوالد وضعني باجواء لم يكن يريدها لي. عام 1967 لم اكن بعد تجاوزت الثانية عشرة من عمري يومها رايت والدي يبكي، وعرفت ان اسرائيل تقوم بقضم مساحات شاسعة من وطننا العربي، فاستغربت كيف ان رجلا مرحًا مثل والدي يذرف الدمع بمرارة.ووقتها شعرت ان الخطاب الوطني تغير والتعاطي اليومي مع الناس تغير والخطاب الاعلامي تغير، وبدت امارات الخيبة والاحباط على وجوه الناس. ثم بدات حالة الغليان تظهر بوادرها في الشارع اللبناني، هذا الغليان كان نتيجة للحالة الإقتصادية المستجدة آنذاك، ونتيجة لوجود الثورة الفلسطينية،وللنزاعات الطائفية والحزبوية المتعددة، وغيرها من الأسباب التي هيأت للحرب اللبنانية. كان من الصعب على من هم في مثل عمري ان يجدوا لهم موقعًا وسط هذه المعمعة، كونها اكبر من البلد الى ان نشبت الحرب عام 1975 فاطلقت اول نتاج فني خاص بي و هو اغنية اناديكم، وفجأة اصبحت ابنًا لاناديكم بدل ان تكون هي إبنتي، و من يومها تغيرت حياتي. ولعل سر نجاحها وان كنت غنيتها في سن مبكرة( 19 سنة ) يعود الى كونها عبرت بصدق عما في داخلي ولم تكن نتيجة انفعال،فانا انتمي لشريحة من ناس بكوا عبد الناصر وغنوا مع ام كلثوم وعبد الحليم حافظ الأغاني الوطنية والقومية، وانشدوا مع فيروز اغنية راجعون، كما واني ابن الخيبة من جهة وابن الحلم من جهة اخرى مع ما ترافق من انتمائي لتنظيم سياسي وكل هذا فخور به. اما على المستوى الأكاديمي فالذي لا يعرفه الناس أنني خريج مسرح، لأن هوايتي ورغبتي وعشقي كان للمسرح لكن بعدغنائي اناديكم تورطت بالغناء، وكانت اجمل ورطة في حياتي، ولا ازال احمل صدى هذه الأغنية في كل تجلياتي الغنائية.
* ولأنك رمز للأغنية الوطنية أو السياسية وجودك في تلفزيون المستقبل ألم يؤثر على ذلك؟
- بعيدًا عن تسمية هذه الاغنية لأن عندي بعض التحفظ على هذا الموضوع، فالبعض يسمونها اغنية وطنية علمًا انه ليس بالضرورة ان تكون وطنية، و البعض يسمونها سياسية و كانها تعبر عن مشروع سياسي ما، واخرون يسمونها ملتزمة و كأن الحب و العاطفة لا علاقة لهما بالالتزام، هي ببساطة اغنية تسعى الى ان تكون امينة إلى ايقاع عصرها، صادقة مع نفسها معبرة عن تطلعات الناس بكفاءة غنائية و موسيقية و تعبيرية عالية، و لا يمكن تقليصها في تحديد واحد. بمعنى اني اذا اعددت اغنية لحبيبتي او اغنية لطفلة مشهورة بضفائرها، بطريقة فنية راقية هل اعتبر مرتدًا على الاغنية الوطنية. الوطن ليس شعارات سياسية و ليس مشاريع سياسية، الوطن احلام و آمال و نظرات خائبة احيانًا،و نظرات متاملة و حالمة في احيان اخرى، و الفنان هو ابن هذا المحيط وابن هذه اللحظة التاريخية، و ابن هذا العصر و هذه الذاكرة، فكل هذه مؤثرات في النتاج الغنائي، يتفاعل معها و يطلقها وانا ادعي مع غيري من الفنانين باني كنت ابن هذه المؤثرات، ووجودي في تلفزيون المستقبل او عدمه، فصوتي و مشروعي و حلمي واحد، علمًا اني لست موظفًا في تلفزيون المستقبل كما اني فخور باني أطلقت عددًا كبيرًا وجيدًا من الاغاني خلال وجودي في هذه المؤسسة.
*كيف تقسم لنا مراحل مسيرتك الفنية؟ -أعتقد ان التقسيم المرحلي لمسيرتي الفنية هو تقسيم تقني و ليس تقسيم له علاقة بوعيي السياسي و الفني، فلغتي الموسيقية و الغنائية تطورت،انما في جوهر مشروعي الفني و الغنائي لا ازال في طور بنائي الغنائي، لم اترك هذا البناء في منتصفه، و ذهبت الى بناء اخر، فمن قال اناديكم ذات يوم ثم يارايح صوب بلادي، ثم قال للناس الطيبين في رمضان علوا البيارق علوها ثم قال و الله و طلعناهم برا بعد تحرير بيروت و الجنوب، علما اني اطلقتها قبل التحرير لايماني به، و من قال يا حبيب الروح روح شوف مستقبلك، و صوتن عالي صوتن عرس، هو واحد، لكن في لبنان لعلها الحيوية السياسية المبالغ بها، تضع الناس في تصنيفات معينة فيقال احمد قعبور يساري و ها هو الان في تلفزيون المستقبل. برأيي هذا تصنيف ساذج و هذا نابع من لا وعي في ذهننا بوجود اليسار و اليمين و طائفيين و علمانيين، الفنان الصادق و الحقيقي هو الذي يكون صوته واحد وإن كان من شباك المستقبل او من اثير صوت الشعب، او من خلال اذاعة الشرق، او من خلال اي حفل يحييه في الاونيسكو او ساحة الشهداء او ساحة رياض الصلح، فهو يحمل وجدان و قلق شعبه فبالنسبة لي لم اتغير كبرت في العمر نعم، و خطابي اصبح اعمق، و يجب ان يتوجه بكفاءة فنية عالية، فلا يكفي ان تغني لوطنك بجملة موسيقية سخيفة، فالوطن يستحق توظيف قدراتنا الفنية و امكاناتنا الموسيقية للارتقاء إلى مستوى من نغني.
لم ازل ابني نفس العمارة منذ اناديكم و حتى قولوا الله و قوموا يلله فانا لا أزال انا و لم اتغير، انا ابن محمود الرشيدي الذي بكى عبد الناصر و الذي بكى معروف سعد و كمال جنبلاط و الذي يبكي الان رفيق الحريري على نفس الخط مع بعض التمايزات بالآداء السياسي و الغنائي فانا شخص واحد وبي ذات القلق.
*أين الاغنية الوطنية اليسارية اليوم؟ -اعتقد اننا نظلم هذه الاغنية لونحن صنفناها بانها الوكيل الحصري للصوت اليساري و التقدمي، فانا اعتقد ان اجمل ما غناه مارسيل خليفة، و ما كتبه زياد الرحباني، معني بكل انسان شريف و حر، فجماهير هذه الاغنية ليست جماهير الاحزاب اليسارية فحسب و اعرف ان في فترة الحرب الاهلية كانت اغانينا تهرب الى المناطق الشرقية المسيحية و يسمعونها بشغف، لان الاغاني هذه بجوهرها الاساسي ليس سياسيًا بل اخلاقيًا و انسانيًا، فالسياسة هي ذروة التعبير عن العمل الانساني و الاخلاقي،أما الان فالساحة فارغة ربما بسبب تاثير العولمة على هذه الحلقة الضعيفة، التي اسمها لبنان و تحويل انظار الشباب و انتباههم للاستهلاك الفني السريع، ما قلل من الاصوات التي تحمل نبض الشارع و الامل و الحلم،و لكني آمل خيرا فهناك الكثير من الشباب في البيوت يطلقون اصواتهم و يفتشون عن ملامح اغنية مختلفة و معترضة، و في نفس الوقت فيها قيمة جمالية، فلا يكفي اطلاق اغنية لمشروع سياسي نؤمن به، بل يجب ان ترتقي الاغنية فوق مستوى هذا المشروع، و لا تنسى اننا عندما غنينا في السبعينات و الثمانينات كنا نملك مشروعًا سياسيًا و سقط هذا المشروع، و لكن عندما تسقط المشاريع السياسية لا تسقط الناس بل يتكتلون و يؤلفون حلمًا و رؤية جديدة للمشروع الجديد، و ربما هنا تكمن قيمة الشهيد رفيق الحريري الذي استطاع ان يكون وفيًا للمقاومة و ان يكون وفيًا لبيروت و للعروبة، و ليس العروبة المختصرة في الاعلانات السخيفة و الساذجة في العواصم العربية، ولا ذات العروبة المعبر عنها في الاناشيد الفارغة التي لا تحمل اي معنى انساني للشارع، انما العروبة العصرية المتنورة القائمة على العلم و الحرية و الديمقراطية، و على العروبة الموحدة المعاصرة المحترمة للثقافة و الفنانين، و التي حولت الفنانين الى عمّال في المجتمع و ليس مجرد أبواق للسلطة.
* ما سبب اهتمامك بأغاني ومسرح الأطفال؟
- هذا الاهتمام بالاطفال نابع من عدة اسباب الاول انني لم اعش طفولتي، فاحببت ان استرجع طفولة متاخرة، والرغبة في استعادة تلك الطفولة هي المحرك الاساسي في ما اقوم به من مسرح واغنية للاطفال، الثاني ان من يؤمن بالمستقبل فعلا عليه ان يؤمن بالاطفال، وعليه ان يكون مبادرا الى اغناء ثقافة الاطفال في المسرحية و الاغنية و القصيدة، و ان يؤمن بقدرة الاطفال النقدية و الجمالية،و السبب الثالث لاهتمامي بهم انه وبعد ان اصبحت ابا واليوم جدا اكتشفت وانا اغني لاولادي ما كانت تغنيه لي امي: نام يا حبيبي نام لاذبحلك طير الحمام، وطرحت سؤالًا، هل من المنطقي ان نرتكب مجزرة بحق الحمام كي ينام الطفل؟ من هنا رايت ان ابدل الشائع بالقاموس الغنائي الشفهي، بقاموس جديد مليء بالفرح والامل بعيدًا عن الذبح.
الطفل عالم اهرب اليه لحظة أشعر بالخيبة أو الصدمة،ولحظة اخاف ان انقل هذه المشاعر الى الناس، واحتراما لهذه المعايير اهاب اعمال الأطفال اكثر من كل الاعمال الموجهة للكبار، مسرحًا وكتابة واغنية وغناء وتلحينا، وعندما اتى حفيدي تجددت رغبة بداخلي لأن اعمل للاطفال اغان جديدة حيث هو و ابناء جيله يتعرفون إلى معنى الحرية و معنى أن نكون اصحاب حلم، و نحب الخير و العدل و الجمال، مقابل الباطل و الشر و الكراهية، فبرايي نحن مؤتمنين ان نوصل هذه المفاهيم ليس فقط للكبار بل للاطفال و الاجيال القادمة.
* هل تعطي ألحانًا للمغنين الجدد وما رايك بما يقدمونه اليوم من اغان بمناسبة 14 شباط؟ - عرض علي بعض الفنانين اللبنانين وبعض النجوم العرب هذا الأمر لكنهم يتعاملون وكانهم داخل سوبر ماركت(عندك شي لحن لخيّك......)،لا اريد التقليل من شان احد لكني لست بائع ألحان قد تستفزني بعض الأصوات فالحن لها،ليس بدافع ان اتقاضى ثمنا عن اللحن، بل بدافع الحب والرغبة في انتاج شيء ما جديد،الحاني ليست تجارية يوم افكر ان اتقاضى ثمنها افضل ان اعطيها لمنتوجات تجارية وإعلانية مثل البطاطا او الحليب خير من ان ابيعها للفنانين. تربطني صداقة بالمطربة لطيفة و احب ان نعمل معًا لا أن اعطيها لحنًا مقابل ان تعطيني صوتها، كما احب صوت صديقتي المطربة سمية البعلبكي. بالنسبة لي الصوت ليس بمعاييره التقنية، الصوت بالإحساس الذي يحمل و اين يجب ان يوظف، يوجد الكثير من الاصوات الجميلة بين التي نسمعها لكن احس أنها مثل حبة الشوكولا تذهب الطعمة بعد أكلها أو التلذذ بها، الصوت بما يحمل صاحبه و ليس بما يتمتع من جمالية. وأما ما نراه اليوم في الساحة الغنائية عطفا على ما جرى في 14 شباط فلا شك ان جزءًا كبيرًا من الاغاني التي نسمعها فيها جانب من الصدق لان الفنانين ايًّا كانت انتماءاتهم، قد شعروا بالصدمة و الحزن عل اغتيال الرئيس الحريري، احببت اغنية عاصي الحلاني مع انها حزينة جدا لكن فيها قيمة فنية كبيرة، إلا انه بالمقابل يوجد اعمال معيبة، فسرعان ما تحولت هذه اللحظة الى بازار معيب في بعض لحظاته، حتى ان بعض الفنانين يشعرون و كانه يجب ان يلحقوا بالموجة، و يصبح السؤال لنغتنم الفرصة بدل ان يكون ماذا سنغني؟ طالما ان الناس في هذه الفترة مشدودة الى الشاشات لمتابعة تداعيات اغتيال الرئيس الحريري، علمًا ان بعض الشباب المغمورين الذين يكتبون و يغنون أصدق بكثير من الفنانين.
*مَن مِن شعراء الأغنية الأقرب الى ألحانك؟ - علينا هنا ان نفرق بين قصائد الدواوين التي نختار منها ما يناسب الاغاني، و بين قصائد الاغنية التي كتبت لتغنى، طبعًا في دواوين الشعر يوجد ما يشد كقصائد نزار قباني ومحمود درويش و عمر ابو ريشة، اما على مستوى من كتب الاغنية لتلحن، فيوجد طلال حيدر وعصام العبدالله و محمد العبدالله وعبيدو باشا هؤلاء في الطليعة، إذ ان لحني يدفعهم للكتابة و بالعكس، و بيننا تواصل وجداني و رغبة في التعبير عما يجول في خواطرنا و مشاعرنا.
* ماذا عن جاك بريل؟ - بريل بالنسبة لي هو احد المؤثرات الاساسية في تكوين وعيي الفني، و في علاقتي مع الناس، و علاقتي مع من أحب، وفي الصدق وفي الشجاعة، في أن اقول باني فخور بما قلت هنا و قلته هناك، فجاك بريل ضمير، و هو بلجيكي الاصل وعاش في فرنسا إنه ضمير اوروبي و شاهد لما تعرضت له الانسانية من انتهاك و مظالم، و شاهد على الاحباط الذي قدمه المجتمع الصناعي للفنان، بريل كما سيد درويش و رياض السنباطي و زكريا احمد حملوا ايقاع عصرهم ووجدان الناس و اوصلوها بطريقة صادقة.
* كيف تختار كلمات اغنياتك؟ - بعض الاصدقاء يقترحون أغنيات كتبوها واذا وجدت ان الرؤية مشتركة يولد اللحن مباشرة، آخر اغنية لحنتها اسميتها صرخة، و كتبها الشاعر عبد الغني طليس ( قولوا الله ) اعجبتني كثيرًا و احسست انه يجب ان اقولها وأن اغنيها بل احسست اني انا من كتبها. احيانا يصل التقارب إلى مرحلة التوحد بين اثنين او اكثر لعمل شيء ما. شخصيا عندما اكتب، اي مشهد ذو دلالة انسانية يدفعني للكتابة،اي حاجة للتعبير تدفعني للغناء،أحيانا طفلة في الشارع تحثني على الكتابة و يوم شعرت بالغربة واحسست بتوق ليكون لي وطن وبيت وعائلة كتبت يا رايح صوب بلادي. و الان انا بصدد تحضير اغنية للاعبي كرة القدم المنسيين، و خطرت على بالي الفكرة بعد مشاهدتي لمقابلة مع احد اللاعبين المنسيين، فالمعاني الانسانية هذه هي التي تحركني.
* أي الأغنيات فيها فرحًا اكثر وهل فعلًا احمد قعبور يمتلك الفرح؟ كمية الفرح الموجودة في اغاني الاطفال لا يضاهيها فرح، والفرح إما خارجي سطحي و إما داخلي و هذا هو الفرح الذي أمتلكه، فاغنية غنوا معنا، دعوة صريحة للحب و الحنان فهي مليئة بالفرحة، وتضج بالغناء وبتنوع الالحان والاصوات، وما اضفى عليها حيوية مشاركة 17 شابًا وصبية في آدائها.
* فيما مضى كنتَ مدرسًا هل تشعر بحنين الى التدريس؟ قضيت 17 سنة في التدريس، في الواقع لا احن للمهنة بقدر ما احن للقائي بالاولاد الذين درستهم واحيانا استعيد ذكرى تلك الاوقات التي كان الاولاد فيها يملون الدرس فنغلق الكتاب و نغني... ولطالما شعرت بالحنين إلى آخر حصة قضيتها معهم يوم ودعتهم.ولأنني اريد ان اكون الملحن والوالد كان علي أن أخفف من مهام، وبالتالي أركّز على مهام أصبو إلى تحقيقها بصدق.
* ما جديدك؟ - خلال الايام القادمة ساطلق اغنية "يا حبيب الروح" وهي من كلماتي والحاني وأقدمها لذكرى روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري و لا اريد ان اقول الشهيد او الزعيم او صاحب المشروع السياسي الكبير، فالحريري زوج و اب وجد وابن و حبيب. و اصحاب المشاريع الكبرى اذا كانوا اوفياء لمشاريعهم هم اوفياء لناسهم فالذي يصل الى هذه المرتبة في الحلم، يعرف ان يحب دون شك خاصة من هم قريبون منه. وبعد مرور اربعين يوما على استشهاد الرئيس الراحل ساطلق اغنية "لعيونك" بحلة جديدة مليئة بالفرح و الامل كتبتها و لحنتها قبل استشهاده. واجهز لالبوم غنائي جديد سوف يتضمن اغاني عن الحب والوطن. وانجزت هذه السنة مسرحية للاطفال (كراكيب) بالاشتراك مع كريم دكروب و في 7 نيسان سنعرضها في الكويت.
* هل تعتقد أن المؤتمنين على رسالة الرئيس الراحل سيتابعون الطريق؟ - اعتقد ان روح رفيق الحريري موجودة فينا كلنا و غيابه ترك فراغًا هائلًا و مخيفًا، و قيمة رفيق الحريري ليس كونه صاحب مشروع سياسي بل هو اهم من هذا و قد وصفه احد الصحافيين بانه "الاسطورة المؤسسة باسطورة الوطن". و تعودنا في لبنان ان تكون الشعارات ملك اطراف معينة لكن رفيق الحريري وحد جميع الشعارات لبناء وطن عصري خارج الحروب الطاحنة، يوجد احساس بالخسارة و الدليل أننا حملنا العلم اللبناني باندفاع، موالاة كنا أو معارضة، و اصبح النشيد الوطني يسمع بكل الجوارح، و هذا ما اسسه رفيق الحريري و استطاع ان يكون بمثابة موجة و طنية و انسانية و عصرية فوق كل العالم، لهذا نبكيه اليوم و نتمسك بنفس الوقت بهذه الاسطورة التي نحلم بها و الا من هو غير قادر على الحلم فالافضل ان يترك البلد، و يهاجر أو يستقيل من وطنه، أما انا فلن استقيل فساظل هنا و لن ارحل... كثيرون لم يصدقوا بوجود وطن، قسم منهم اعتبر الوطن مدرسة الحكمة او كلية الحقوق او الملعب البلدين، فذه الاوطان الصغيرة كانت تبعدهم عن بعضهم البعض، و كانت تؤسس لحروب اهلية مفترضة، و أقولها بجراة إن تجمع هؤلاء الشباب اليوم هو فعلًا ما وضع حدًّا للحرب الاهلية، ففي لبنان 17 طائفة فاما ان تكون نقمة او تكون مدعاة للتعددية الثقافية و للفخر، و هذا ما يشكل الحيوية السياسية في لبنان و يجعلنا محط انظار العالم.
* أشهر أعمال الفنان أحمد قعبور :
- أناديكم - كلمات الشاعر الفلسطيني توفيق زياد. جنوبيون - كلمات حسن ضاهر. نحنا الناس - كلمات الشاعر اللبناني محمد العبد الله. أمي -كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش. يا نبض الضفة - كلمات حسن ضاهر. يارايح صوب بلادي - كلمات أحمد قعبور. يا ستي - مستوحاة من كاريكاتور ناجي العلي غناء محمدقدسي، صبح الصباح - كلمات عبيدو باشا. خيال - كلمات احمد قعبور. والله وطلعناهم برا - كلمات احمد قعبور. إرحل- كلمات حسن ضاهر. بيروت يا بيروت - كلمات عبيدو باشا. علوا البيارق - كلمات احمد قعبور. مع الانسان –موسيقى تصويرية لمسلسل من اخراج وعـد علامة موشح البلد - كلمات عبيدو باشا.
http://www.elaph.com/Interview/2005/3/49559.htm
----------------------------------------------------------------------------------------
نشرة تعتمد بمادتها على مايصدر في المواقع الإلكترونية ومايصل بريد مركز الآن للثقافة والإعلام www.al-an-culture.com [email protected] 00491626534011 0021261140546 http://rezgar.com/m.asp?i=216
#مركز_الآن_للثقافة_والإعلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
-
لوكنت رسام كاريكاتير..إرهاب رأس المال المعولم..الـعــلاقــات
...
-
وفاة مؤسس منظمة العفو الدولية .. المعارضة اللبنانية.. أحد جل
...
-
حرية الصحافة في عالم السياسة ..الأحوال الشخصية ..السرطان الا
...
-
حقوق الإنسان وإدارة الإنترنت .. خرائط الطرق..لبنان حيال مثقف
...
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
-
الاستبداد لحظة انكشافه ..كلكم متآمرون .. الرئة التي يتنفس من
...
-
الفقيد الحريري وسوريا والراعي الكذاب .... من أجل من تبقى في
...
-
وثيقـــــة للتوقيع: مقرح نقاش فيما يتعلق بإعلان جنيف حول مست
...
-
هل كانت قمة شرم الشيخ قمة إنهاء المقاومة؟ آل الصباح والمياه
...
-
مناشدة : ماهر شريف / أيها الأصدقاء المثقفون والمبدعون والفنا
...
-
فلسطين:الحملة الوطنية لتغيير النظام الانتخابي - القوى والاحز
...
-
مــركــزالآن يدعو التيارات الفكرية والأدبية والسياسية للمشار
...
-
سوسن البرغوتي تكتب عن أحياء عربية / العصا التي تستخدمها أمري
...
-
طــــــلال معـــــــلا يدخل -الصمت- ويجسد تاريخ الخراب الآدم
...
-
نشطاء في مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني يوجهون دعوة من أج
...
-
رسالة من علي الحاج حسين إلى الأديب الكردي مروان عثمان / صوتك
...
-
سورية التسعينيات : قارة من الشعراء/ ملف يكاد يكون أكبر وثيقة
...
-
حملة الإعتقالات: خطوات فورية لتصحيح مشهد الأحذية الثقيلة
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|