أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ريم ابو الفضل - الهاربون إلى الحياة














المزيد.....

الهاربون إلى الحياة


ريم ابو الفضل

الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 20:15
المحور: المجتمع المدني
    



بكل ما فيها من أمل وألمٍ..
بكل ما فيها من كد وجد..
بكل ما فيها شقاء ونقاء

نعيشها..ولكى نحياها لابد أن نمر على جسر ينقلنا من العيش إلى الحياة
قد أطلق لفظة الحياة على العيش مجازا..وإن اختلف المعنى
فالعيش أصبح حياة، والحياة إن لم تكسبها وجودا ومعنىً.. أصبحت موتا

كل منا له حياة يحياها يهرب إليها من حياة يعيشها
إنها الحياة التى تعينه على تحمل الثانية
إنها الحياة التى تشعره بأنه مازال حيا فيها
فالموتُ هو أن تستسلم كل يوم لنفس الكدر، ونفس الرحى التى تطحنك فتتركك آخر اليوم متعبا لن يزول تعبك إلا بشيء يحييك
لا يوجد منا من يعيش فقط ..لابد وأن يلجأ للحياة ولو لساعة فى آخر اليوم
قد تكون بضع دقائق أو سويعات يغسل فيها آلامه..ويستعيد إنسانيته التى تقتلها الآلة، أو العمل، أو الضغوط أو..أو..

يقولون إن العقل قادر على أن يصنع من النعيم جحيما..وأن يصنع من الجحيم نعيما

وما أشقى عقولنا بنا..حين تحاول جاهدة أن تصنع نعيما من أشياء بسيطة، وربما تافهة..وهى مضطرة للتعامل مع خامات فقيرة؛ لتصنع منها سعادة وفيرة تشعرك بالحياة

قد تكون هذه الحياة ركعتين فى جوف الليل، ودعاء يبتهل صاحبه الى الله فينتهى من صلاته، وقد غسل نفسه
قد تكون هذه الحياة جلسة مع أبناء بارين يقرون عين والدهم المنهك فى عمله
قد تكون هذه الحياة كلمة شكر وحب لزوجة انتهى يومها بين أوانى المطبخ، وثرثرة الأولاد

وفى الحياة تقابلهم..

يربطون على بطونهم حجرا...لم يكملوا تعليمهم قسرا
تراهم فى حارة ،أو زقاق فى حىّ شعبى
يلهون ببعض الحصى، ويصرخون بسعادة حين يحرزون هدفا
إنها الحياة بالنسبة لهم تكمن فى هذه اللعبة الساذجة
بلا تكنولوجيا.. بلا إمكانيات.. بلا أى مثيرات
ومع ذلك تجدهم يسعدون بها
إنها تمثل لهم الحياة
كما يمثل جوعهم، وجهلهم أيضا الحياة التى يعيشونها
ولكنهم يفرون من الحياة إلى الحياة

يجلس العجوز الذى لا يكاد يرى شاشة التلفاز، ولا يسمع جيدا صوته بالرغم من أن الجيران يتضررون من علو صوته
فيسأل زوجته التى لا تختلف عنه عما يجرى من أحداث فى هذا المسلسل الذى يتابعانه منذ شهور
تخمن الزوجة الأحداث وتروى لزوجها ربما أصابت، وغالبا تخطئ
يهز الرجل رأسه قانعا، وليس مقتنعا بما روته له زوجته
إنها الحياة التى يفرون إليها من حياة تمتلئ بالأمراض، والعقاقير، ومواعيد الأطباء، وفواتير المستشفيات
إن هذا ما تمثله لهم الحياة
فيسعدون بما لا يسمعونه ،ولا يرونه فى التلفاز
لكنهم أيضا يهربون من الحياة إلى الحياة

تأملت نماذج كثيرة وجدتها تفر من حياة تعيشها لحياة تحيا بها

مجاهدٌ يرابط و يجد فى رباطه حياةً له من عيشةِ ذل
كتابٌ يخلد إليه وحيدٌ بلا صديق....
صحبة فى مقهى يلجأ إليها من لا ونيس له..
أغنية يسمعها سائق مركبة يرتاح إليها من ضجيج الأبواق

فى كل هذه نماذج يصنع العقل البشرى الرائع لصاحبها حياة يحياها، ليقنع بحياة يعيشها .. ولو لساعة
ما دعانى لتأمل مشهد الهاربين من الحياة هو فرارى أنا من حياة أعيشها.. لحياة أحيا بها
ولكننى أفر من الحياة بثرثرتها وضجيجها.. إلى الحياة بهدوئها ودروسها
ووجدت الكثيرين مثلى...........
يهربون من الحياة إلى الحياة


ريم أبو الفضل
[email protected]



#ريم_ابو_الفضل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناصر أوباما ...
- أهذه البلاد ..بلادى؟؟؟
- ذنب النباتات.. وجريرة الإخوان
- لا شىء يُعجبنى
- مزيدٌ من الأرامل والثكالى والمعاقين
- ما أحلى الرجوع إليه
- صندوق النكد الدولى
- سُنة الرسول ..وسِنة المسلمين*
- إطلالة 6
- الصفعة
- خارطة مقسومة..ومرحلة مأزومة
- إطلالة 5
- رسائل قصيرة
- عندما يُستعبد الأحرار
- إطلالة 4
- عيد عمال....ويستمر النضال
- عيد عمال..ويستمر النضال
- إطلالة 3
- إطلالة 2
- إطلالة


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ريم ابو الفضل - الهاربون إلى الحياة