لذكرى الراحل الخالد علي الوردي: الذي علمنا كيف نفكر

أسامة رائد

الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 07:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

علي الوردي السابق لزمانه بعقود الذي هزت افكاره عروش الكهنة وازاحت صدأ السنين عن عقولنا، الذي اطاح بكل القدسيات الوهمية التي احطنا بها انفسنا وتاريخنا ورموزنا الدينية بجرة قلم ووضعها تحت مجهر علم الاجتماع.
دخل في معترك شائك عندما حلل شخصية الفرد العراقي وعرفنا بانفسنا بشكل بسيط وسلس منذ خمسين عاماً كأنما يتحدث عن يومنا هذا واقترح حلول مشاكلنا باختلاط الجنسين واسقاط القيود عن المرأة وسفورها وتقليل الفوارق اللغوية وإعادة النظر في تنشأة أطفالنا.
ثم حلل مجتمعنا ككل بثنائياته الشيعية والسنية، البدوية والحضرية،الثورية والبيروقراطية، الرجل والمرأة، الترك والفرس، الهاشميون والسعوديون، الذكاء والجدل، المجددون والمحافظون،العلمانيون ورجال الدين؛ وقيم المجتمع بطريقة علمية فلا بجل ولا أهان بل حلل ووضع يده على العلل والادوية.
كفروه وعنفوه واضطهدوه!
لانه أسقط هيبة السلاطين ووعاظهم!
فبين لنا مهازل عقولنا وقوتها الباطنة!
صديقٌ لي كلما ذكر اسمه وضع بعده (رض)
كأنه قديس
هو كوكبٌ نَوَّرَ طريق أفكارنا في ظلام الجهل المقدس
لكن ما أهم وأخطر ما قدمه علي الوردي للأجيال وللتاريخ؟!!!
أجمل ما أراه فيه:
١.أنه علمنا كيف نفكر. أسقط كل القدسيات وحكم عقله وفق أدلةٍ ملموسةٍ ومنطقٍ سليم ومنهجٍ علمي بين لا غموض فيه.
٢. دعى إلى الإعتدال والتحكم في هوى النفس وتحيزها فيما تحب وتكره قدر الإمكان
٣. كان كثير المراجعة لآرائه ويرحب بمراجعة الآخرين له فكان كل عامٍ يأتي بأفكارٍ قد تناقض أفكار العام السابق وحين سأله طلابه عن السبب وضح بأن التغير ضرورة وليس خيار.
وهو القائل ((الأفكار كالأسلحة تتبدل بتبدل الأيام . والذي يريد أن يبقى على آرائه العتيقة هو كمن يريد أن يحارب الرشاش بسلاح عنترة بن شداد ))

غيَّرَ وعدل الكثير من آرائه وأشار إلى أن الحقيقة ليست حكراً لأحد-ولا حتى له نفسه- فأفكاره وآراؤه ليست مقدسة وهو من حارب القدسيات الفارغة!
لكل ما تقدم أنوه أن ليس كل من اقتبس سطراً أو أكثر من كتبه أختزل كل أفكاره بها وصار يمثله
هذا هو الوردي.
أنه منهج وفكر متغير متطور علمي معتدل.
هو أسلوب حياة وليس قواعد جامدة لا تتغير.
مادمنا نتبع هذا الأسلوب والمنهج فنحن على نفس الخط التفكيري؛ قد تختلف النقاط التي نقف فوقها لكن المهم أننا سائرون في نفس الإتجاه وسنلتقي في يومٍ ما.

#أسامة_رائد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات