أشرف عزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3972 - 2013 / 1 / 14 - 01:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أفتينا يا سيدنا الشيخ
((إذا كنت ذو ثوباً واحداً فأحرص على نظافة الثوب ، أن نظافة الثوب أنبل جهاد الفقراء))
[الروائى / محمد عبد الحليم عبدالله]
لن أنسى هذا المشهد ما حييت – اليوم وأثناء وقوفى على أحد الأرصفة بمنطقة المنيب فى انتظار أحدى السيارات – مر بجوارى رجل فى بداية العقد الخامس من عمره يرتدى ملابس بسيطة ولكنها نظيفة ليست بالمهلهلة وليست بالأنيقة – يسرع الخطى فى طريقه سيره أشبهه بالهرولة وإذ به يتوقف فجأة ويميل جانباً وينحنى لأسفل ليلتقط شىء ما مخبىء فى أحدى صفحات الجرائد الملقاة على جانب الرصيف ويتابع سيره فى صمت ، أثارنى الفضول وتتبعته ببصرى وهو يسرع الخطى لأرى ما التقطه فوجدته ممسكاً (بنصف رغيف من الخبز البلدى) لا أعلم محتواه وأى نوع من الطعام بداخله ولكنى وجدته يلتفت يميناً ويساراً مراقباً الطريق ثم يقضم الخبز فى صمت وانتشاء تنتابه حالة من الرضا والسرور والكبرياء فى آن واحد ، تأملت هذا المشهد وأنا أرى هذا الرجل وأتذكر ثلاثون عاماً قضاها من عمره فى فترة حكم الرئيس المخلوع التى أودت بملايين غيره على هذا النحو ، لأسرح بخيالى بعيداً لأتأمل حال هذا الرجل فى ظل تقدم تيار الإسلام السياسى ممثلاً فى حزب الحرية والعدالة وحزب النور السلفى وغيرها من الأحزاب القائمة على أساس دينى وتناحر القوى الليبرالية وأنقسام وتشرذم القوى الأشتراكية وصناديق الأنتخابات ووثيقة السلمى ومعركة ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء والدعوات للتعجيل بأنتخابات رئاسية مبكرة ، أين هذا الرجل وغيره كثيرين من كل هذا وذاك؟
أين هذا الرجل من معركة التعديلات الدستورية واستفتاء 19 مارس الشهير ودخول الجنة لمن قال نعم وفوزه بالجنة ونعيمها وتكفير من قال لا فذهب الى جهنم وبئس المصير.
ولكن ما مصير هذا الرجل الذى لا يساورنى أدنى شك فى أنه لم يذهب ليقول نعم أولا ، فالبطون الجائعة لا تقوى على الأختيار .
إلم تكفيه حياته البائسة ليفوز بالجنة حتى لو لم يقل نعم للتعديلات الدستورية ؟
سؤال للشيخ / محمد حسين يعقوب صاحب غزوة الصناديق
هل تشبع البطون الجائعة أم تغطى الرؤؤس العارية وكفى؟
أفتينا يا سيدنا الشيخ.
أشرف عزيز
#أشرف_عزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟