أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز بوكا - ملاحظات في زنقة -سوس-















المزيد.....

ملاحظات في زنقة -سوس-


عزيز بوكا

الحوار المتمدن-العدد: 3971 - 2013 / 1 / 13 - 22:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


زنقة سوس ، إسم يطلق على أحد أزقة مدينة المحمدية ، والتي تحمل اسما لأحد المناطق المغربية ، وهي تربط بين شارعين , شارع الحسن الثاني من الناحية الشمالية ، و "ديور المخزن" من الناحية الجنوبية، أخذت أتأمل في هذه الأسماء المتناقضة ، والتي توضع كأسماء للشوارع و الأزقة ، الحسن الثاني، سوس،ديور المخزن، بدأت أستعيد ملامح التاريخ المغربي لفترة ما قبل الاستعمار الفرنسي ، هذه الفترة التي نشطت فيه ثنائية بلاد المخزن ، وبلاد السيبة والتي كانت سوس جزءا منها ، يا لها من مصادفة , هكذا اذن بدأت أكتب الملاحظات التي عاينتها في "زنقة سوس" ، منطلقين من افتراض أن الرصيف الذي في الشارع ليس ستاتيكيا تفرضه عليه مكوناته , لا ، بل ينتج سلسلة من الرموز سواءا على مستوى التفاعلات، و السلوك ،والخطاب ، إذن فما هي هذه الرموز؟

تبدأ زنقة سوس من الناحية الشمالية ب"سمسار" للسيارات , لتنتهي بمحكمة ابتدائية و ثانوية من الناحية الجنوبية ، يشكل هذا المكان منطقة تفاعل , تحبل بالرموز التي يتم إنتاجها , لأنها منطقة عبور الطلبة و تلاميذ الثانويات ، هذا العبور من المنزل إلى المدرسة , يشكل تفاعل , على مستوى اللباس و على مستوى الخطاب , والحركات التي ينتجها الجسد , سأعمل من خلال هذه العنونة القصيرة الوقوف على بعضها.
1- الجسد المستعرض في الشارع :
يتم العبور من المنزل إلى المدرسة , ولكن هذا العبور ليس كأي عبور , إذ تعمل الفتيات هنا خصوصا على استعراض أجسادهن بحثا عن حقهن في الشريك الأخر، هذا الاستعراض الذي يمتد من بداية زنقة سوس حتى نهايتها ,والذي يقابله الجسد الذكوري بخطاب لان هذا الجسد يشكل له إغراءا جنسيا , وهنا سأتتبع فتاتين متجهتين إلى الثانوية .
انطلقت مع الفتاتين الغارقتين في حديثهما مند بداية الزنقة، على الناحية الشمالية، حتى الوصول إلى باب الثانوية , يتمشيان في تمختر كبير , الأولى تلبس بعناية شديدة كما لاحظت , قطعة قماش حمراء تبرز الثدي و المؤخرة ، طاقية أنثوية سوداء على مستوى الرأس ، يتدلى من تحثها شعر مصفوف بعناية شديدة .سروال ضيق يبرز الفخذين ، حداء كبير يشد الرجلين إلى الكعبين، محفظة صغيرة الحجم موضوعة على الظهر، تحمل كتاب بيدها اليمنى، أما الثانية التي عملت على إظهار الوجه بطريقة إغرائية ، من أحمر الشفاه وصولا إلى مستوى الحاجبين المصبوغين بالأسود، تلبس الأسود من الأسفل إلى الأعلى , تلبس عليها " طبلية " ضيقة و بيضاء اللون , ترسم معالم هذا الجسد في كل انحناءاته , وفي كل تحركاته .
إذن إغراء غير مقاوم، فكل من تمر بمحاذاته, ينضر إليهما وعينيه على مستوى المؤخرة , لا أعرف هل يتعلق الأمر بهوس المؤخرات أم ماذا؟. فأحد العاملين بالمقاطعة , و الذي يلبس الزي الرسمي ينتمي إلى جهاز عسكري، يهمس لها " حشومة امشي هد زين كل المدرسة" ، و أخر يناديها وهو واقف أمام أحد المحلات المتواجدة هناك "أفين أزين النجاح إن شاء لله" ، وقد يصل هدا النداء الى حد الصراخ الممزوج بضحكات استهزاء " مينة مينة تش تش شوف أجي نكول ليك تش تش"،تواصلان الطريق غير مباليتان، حتى الوصول إلى باب الثانوية و التي كانت تنتظر هما ثلاث فتيات ، الضحك يصل إلى أشده ، وأنا أقف بمحاذتهما ، لم تتكلما عن المضايقات التي تعرضتا لها , كانت فقط نصائح من أحد الفتيات الثلاث " عندك احويك" مشيرتا إلى صديقها , وأخرى تحذرها من صدقات "الشمكارا" "عندك تصاحبي مع شي شمكار" ، هي إذن نصائح تتلقاها الفتاتان معا رغم أن الحديث موجه إلى إحداهما ، هذه النصائح الصادرة من زميلة أو صديقة ، والتي تقابل بضحكات أو صفعة على مستوى اليد .
إذا قمنا بإعادة المشهد إلى الوراء , عنف لفضي على طول الطريق يقابل بعدم المبالاة ،أو ضحك مستمر لا يتوقف , محاولتا عدم الاهتمام بهذا العنف سواءا كان رمزيا أو لفضيا ، لأن النضرات الحادة و المصوبة الى المؤخرة ، تشير إلى رغبة جامحة في ممارسة الجنس مع ذلك الجسد الفاتن ، والذي لا يقاوم إغرائه.

2- الجسد الذكوري/الأنتوي أو "زمل":
هكذا اذن يتم التعبير , في زنقة سوس على من لا يحمل مواصفات الرجولة التي تعمل هذ الزنقة على وضعها . لا مكان هنا لرجل يحمل مواصفات مخالفة , هو يتحول الى "زمل" الذي يمكن إضافة هذا المفهوم إلى النوع ، فهو ليس ذكر و لا أنثى، فهو يحتل مركز الوسط بينهما ، يعتبر "سمير" أحد هذه الأشخاص , سمعت زميلاته ينادونه ب "سمير"، قلت زميلاته ولم أقل زملائه ، فهو أكتر مخالطة للفتيات , يتحذت معهن بطريقة تحمل أنوثة كبيرة , طريقة حديته الرقيقة ، طريقة مشيه التي يتمختر فيها , طريقة رفع أحد الاياذي لترسم زاوية قائمة , وأخرى يلوح بها تحمل محفظة تتدلى من أعلى كتفه , سروال ضيق شيئا ما , وعلى رأسه شعر حريري ، يبدوا أنه يعتني به جيدا.
هذا يكفي أن يجعل من سمير "زمل" ، فهو يتعرض للضرب كما يتعرض للشتم بسبب جسده ، هذا الجسد الذي تحول إلى طامة كبرى ، يرافقه أينما كان ، فهو يجلس مع الفتيات ، يتبادلون أرقام الهاتف، يأخذ رقم هاتف إحداهن ، يطالبها باسمها ، تقول له "قيدها غير بالبرادعة" ، ولكن الجو سرعان ما يتعكر لسمير جاء اليه أحد الشبان و يطالبه "ببوسة" معنى قبلة، فيرفض ويؤكد عليه و يرفض مرة أخرى , يقبض عليه من شعره , ويضع يده على مستوى مؤخرته، محاولا الاستهزاء به "شوف دلموك أنا غنحويك" ، هذا المشهد الذي تفاعلت معه الفتيات باستنكار شديد " حشومة عليك طلقوا" , أو بضحك من طرف جماعة الأطفال " شوف خوروا".
صحيح أن ذلك الشخص لم يحصل على قبلة ,ولكن الضرب و الإهانة التي لحقت ب"سمير" جعلت المشهد أكثر روعة بالنسبة , لجماعة لأطفال الذين تفاعلوا بتصفيق و صرخات التشجيع , هي الاهانة التي يريد ذلك الشخص بها تحقيق ذاته , وذلك على حساب الأخر.
بعد الرفض الشديد ل "سمير" , توجه إليه أحدهم طالبا نفس المطلب , ولكن "سمير" يعيد الرفض, والأخر يستدل عليه بتلك العملية الجنسية التي مارسها معه ، جو من الضحك العالي , جعل أحد موضفي المقاطعة ، يخرج ليطرد الأطفال المتجمهرون أمام المقاطعة ، يحاول تخويفهم وذلك بالصراخ "سير تقودوا أولاد القحاب" ، " سيروا كدام مدراستكم يالله تقودوا " ، تستجيب جماعة الأطفال لذلك المطلب ، ولكن مؤقتا ، ليرجعوا مرة أخرى إلى مكانهم و معهم "سمير" الذي على ما يبدوا أنه غير متأثر ، ويعود ومعه جماعة أخرى من الفتيات ، يجلسون جميعا فوق سلالم المقاطعة ، هو طرد مؤقت , أو أنهم نعودوا على مثل هذه المعاملة التي تتكرر بشكل يومي مما يجعل منها أمرا عاديا ، يتلقونه كل يوم، هذه العودة إلى ذلك المكان الذي أراد منها "سمير" اتبات لذاته المحتقرة لفترة من الزمن , يتكلم "سمير" مع الفتيات و يبادلهن انشغالاتهن على مستو الشعر، أو أنهم يتبادلون مقاطع الموسيقى المحملة على الهاتف ، ولكن "سمير" ينتبه إلى شعره الذي تم إزعاج تسريحاته فيخرج هاتفه , الذي تحول إلى مرآة لبعض الوقت ليعيد تسريحه ، وهو يقذف بصوت عالي "حشومة خصروا ليا شعري" " ماكاين هنايا غير زبوبا أو طبابل" ، ولكن هذا الصراخ الذي سمعه الأخر الذي يريد تقبيله , جعله يعود إليه ملحا على قبلته , ولكن هذا الإلحاح الأخير يدعن إليه "سمير" ، ويعطيه تلك القبلة التي التقطها الأخر بعنف ، فقد قام بشده على مستوى العنق ، موجها شفتيه الى وجهه ، هكذا أذعن "سمير" للطلب الملح ، ولكن الفتيات استهزئن به بشدة ، "ويليي باسوا ههه" ، هكذا صرخت احدهن، غير مستصيغة المشهد .
إذن سمير الذي يعيش قهرا على مستوين ، الأول من قبل الذكور الذي يرفضونه ويلحون بالممارسة الجنسية ، التي يتباهون بها في الشارع ، و الفتيات التي لا يقبلن هذه الممارسة من طرف سمير ، إذن لا مكان له في هذا المجتمع لذي يرفضه ، ويحوله إلى شخص غير مرغوب فيه ، ذاخل هذه التركيبة , جسده اذن يتم طمسه . فالجماعة المثالية تطالبه بأن ينحني اختياره إلى أحدهم ، وهو في نفس الوقت ليس اختيار ، لأن الجسد هو الذي يفرض هذا الاختيار .
3- الخطاب الذي يتم انتاجه نتيجة التفاعل بين الجنسين
هذا لتفاعل الذي يكون داخل المحرم في المجتمع ، يتيح له الشارع الضهور ، ولكن هذا الضهور لا يكون ، بصيغة سلسة ، لأنه ينعدم إفراغه داخل مؤسسة الأسرة ، فكل التفاعلات الناتجة عن العلاقات بين الجنسين ( وهنا سأركز على تلاميذ التانوية ) تتخذ إما طابعا جنسيا ، أو أنها تتخذ طابع تعنيفي من طرف واحد ، فكل الخطاب الناتج عن التفاعل بين الجنسين ، يتمحور حول الاهتمامات اليومية ، تصفيف الشعر مثلا، أو الموسيقى المحملة على الهاتف ، والتي يتم الاستماع إليها جماعة والتعبير عن الاعجاب لأحد المغنين" أنا هاذا لغدي نجيبوا فالعرس ديالي" هكذا تنطق احذهن معبرة عن اعجابها له ، ولكن أحدهم يجيب و الذي ينتمي الى الجنس الأخر "هاذا الى تزوجتي بعذا" ، تصفعه على كتفه محاولة الرد على تهكمه و تقول "بزاف عليك" .
جماعة الأطفال هاته التي تتحدث عن مغامراتهم العاطفية مع الرفيق الأخر ، فأحدهم يوجه نصيحة لها "هاذاك غادي اسكنك غير فبيت النعاس أو طواليط" , ولكن لا شيء سيثنيها عن عزمها "خليه أنا بغيه"، هكذا تجيبه ، إذن هذه الحلقة التي يتم فيها التعبير عن ما هو عاطفي خاص لهؤلاء ، يتم الاستهزاء منه في إطار مسخرة ، عبر إبراز نواقص الأخر "راسوا بحال راس الطاروا" ، إذن القلب يقتصر فقط على المستوى العاطفي و لا يصل إلى أشكال الحياة الأخرى. هذا القلب الذي يصيب الشريك الأخر و الذي يدافع عنه من طرف شريكه ، أو أنه يصيب الشخص لوحده ، عبر وضعه في اطار القلب "سيري تقودي نتي ماكادة تمشاي ، خلي عليك تحوي".
4- الشارع باعتباره مكانا للتربية
تضم "زنقة سوس" مدرسة للأطفال الذين يتوجهون كل يوم اليها ،هذا التوجه الذي يكون غالبا مصحوبا بالأم ، التي تصطحب كل يوم ابنها، وهي تحمل محفظته، الملاحظ أنهن يذهبن في جماعة ، ويرجعن وهن كذلك . في الذهاب و الرجوع ، هناك خطاب يتم من خلاله تجسيد ما هو يومي لذى هذه المرأة ، أو ما هو مستجد لدى الأطفال في المدرسة , فهذه العملية التي تكون الأم برفقة ابنها ، وهما معا في الشارع ، يجسد قيم معينة ، هي قيم الرضوخ لما هو يومي، فالتلقين الأم لطفلها يصل إلى مستوى الشارع ، بحيث تعمل على مهاتفة ابنها كلما صدرت منه بادرة معينة ، هذا الهتاف لا يخرج من طابعه الزجري أحيانا ، " رجع فين غادي" أو" بشويا مالك زربان" ، الملاحظ هنا أن عفوية الطفل يعاد ضبطها حتى في الشارع ، فالطفل هو للجميع ، لاحظت أحد المارين وهو يهتف بطفل عندما نطق بكلمة "غير لائقة " ،وجهها لصديق له " سكت أولا نضرب قحبت مك" ، رجل مار بدرجاته ، يصرخ في وجهه " الله اينعلك فهذ الصباح هذا "، الطفل لم يلتفت بل طأطأ رأسه و واصل المسير ، إذن هذا الطفل الذي يخرج من المدرسة ، يتلقن فيها خطاب معين ، يخرج إلى الشارع ،وهو يحاول أن يجعل منه مجال فسحة ، يتحول هو أيضا مكان للزجر أو التخويف، إذن لا وجود لمكان للتفريغ وممارسة سجية الطفل في عفويتها ، التقنين دائما ما يحضر سواءا في الزجر أو في التخويف ، أو من خلال الخطاب الذي توجهه الأم لابنها .
5- التضامن في الشارع
تشكل "زنقة سوس" محطة تنشط فيه مهنة التسول ، خصوصا في فترة الصباح ، حيت تسمع صرخات تأتي من الأزقة المجاورة وتمر على "زنقة سوس" ، وتختلف مطالب هؤلاء ، كما يختلف جنسهم ، فمنهم من يطلب :خبز كرم اله ايرحم بها الولدين" ، أو من يطلب المال " شكون ليفرح لي الولدات" أو من ينادي بكلمات لا أستطيع تميزها ، إذن "زنقة سوس" تعيد التشكل لترسم صورة دوار صغير، تنشط فيه قيم التضامن سواءا للأجنبي كما بين سالفا أو ما بين الجيران ، حيث جلسات النقاش بين النساء في المساء تدوم مدة طويلة ، مما يقوي هذا الرابط .
تتجول في "زنقة سوس" امرأة ، ترتدي أسمال مهترئة ، تضع قطعة قماش فوق الرأس ، وحداء بلاستيكي، يتدلى عليه جلباب يصعب تمييز لونه ، تنادي بمن يقوم بإعطائه ما تيسر من طعام أو مال ، فكل شيء مقبول ، عندما تنادي "شكون افرح لي الوليدات" ، تلتفت صوب النوافذ ، وتتوقف للحظة أمام نوافد معينة ، فهي على ما يبدوا تعرف جيدا المكان ، وتعرف النوافذ التي تغدق عليها ، تستمر في النداء طويلا وبصوت عالي ، لتجيب امرأة في النافدة ، طالبة منها التوقف ، تستجيب المرأة لطلب تلك المرأة ، وتتوقف على المشي ، ولكن لا تتوقف على الصراخ ملتفتة إلى جهات أخرى ،تناديها المرأة "هاكا" وترمي لها قطعة نقدية، وتدعن لطالبها داعيتا لها بدوام النعمة و الرخاء "الله ايجزيك ودوم الخير" ، تستمر تلك المرأة على المسير ، وهي تصرخ بنفس الوتيرة ، لتصل إلى ناصية الزنقة في الأسفل و هي ما تزال في صراخها ، ونفس الكلمات ، لتتوقف للحظة ، وتخرج امرأة تسلم عليها ، وتسألها عن أحوالها و حال أولادها ، فتجيبها "ها حنا مع دواير زمان" ، وتعطيها كيس "خنشة" مليئة بالخبز "كرم" وتدعوا لها بنفس الدعاء ، واصلة المسير حتى المنعطف الأخير عند المقاطعة ، فتوجهت إلى "محلبة" ، تتقدم وتضحك لشخص يقف خلف "الكنتوار" ، يمد يده إلى الأسفل مخرجا قطعة نقدية ، يمدها إليها ، وهي تقوم بوضعها في جيبها دون تفحص ، ما يميز هذا الشخص هو تلك الابتسامة التي تبادره هذه المرأة ، وهو يتفاعل معها بنفس الطريقة ، فعلى ما يبدوا هي تعرف زبنائها جيدا ، وكيف تتعامل معهم.
خلاصة:
إذن الشارع ليس فقط مجالا ستاتيكيا ، نكتفي بالمرور فيه ، ولكن يدخل أيضا ضمن منطق الديناميك ، لأن المجتمع هو في رفضه لشيء معين ، هو قبول له ، هذا القبول الذي يكون شريطة التخفي أو الهروب من المؤسسات , التي تخشى التهديد ، وهنا جماعة الأطفال التي تخرج من المدرسة ، وتتلقى خطاب معين، هذا الخطاب الذي لا يتجسد في الواقع ، يحبل الخطاب بالطابع الرسمي البعيد عن الاجتماعي اليومي ، و بالتالي يخلق بعدا أو مسافة فاصلة بينه و بين جماعة الأطفال التي تتلقاه، و السؤال المطروح هنا هل يتعلق الأمر بسكيزوفرينية الخطاب من طرف الطفل ؟.
كما يعتبر الشارع مكان للتربية و إعادة إدماج قيم المجتمع بشكل لا يتنافى مع ما يتلقاه داخل الأسرة، فالطفل للجميع كما أنه ليس للجميع. هو للجميع لأن الزجر و التعنيف سواءا كان رمزيا أو لفظيا ، يتلقاه الطفل من الشارع ، فقط يجب أن يتوفر الرأسمال الرمزي ( الرجل الكبير في السن) ، وهو ليس للجميع لأن الأسرة هي وحدها التي تتوفر على الحق في هذا الطفل ، هي ثنائية إذن و لكن يفرضها المكان وحده ، باعتباره منطقة تفاعلية .



#عزيز_بوكا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة الصوفية
- حظور الزوايا في المجتمع المغربي , نموذج سوس : - قبيلة أيت بر ...


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز بوكا - ملاحظات في زنقة -سوس-