أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود القبطان - هذا ما رايته في العراق(3-3)















المزيد.....

هذا ما رايته في العراق(3-3)


محمود القبطان

الحوار المتمدن-العدد: 3971 - 2013 / 1 / 13 - 21:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ثالثا:بغداد مرة أخرى

رجعت الى بغداد لأبقى فيها بضعة أيام قبل مغادرتي إليها راجعا الى البلد الذي اعترف بنا كبشر نتمتع بالحقوق كما يتمتع بها أبناءه الأصليين واعترف بشهاداتنا العلمية والذي تحقق من ذلك عبر طرقهم الرصينة وبدون أي استفزاز,في حين بلدنا وعبر الموظفين الجدد,والذي أغلبهم يحمل صفة أو أسم دكتور,يُهرّب كوادره عمدا لكي يعمل في دوائره من لا يستحق العمل,لان الكثيرين منهم وبصراحة لا يستحق أن يعمل أكثر من "رزّام".وهذ شمل كل الوزارات التي أتخمت بهم .في كل من البصرة وبغداد لم يكن الهم السياسي عندي منسيا بالرغم من المنغصات التي قابلتني في المراجعات,وقد دخلت في النقاشات السياسة مع أكثر من صديق الى أن أوصل النقاش الى :إن الخيار بيدكم ,من يريد أن يتقدم العراق فعليه اختيار الكفوئين وحملة الشهادات الحقيقية والذين يريدون بناء بلد وليس سرقته,وهذا لن يتم إلا على أيدي الوطنيين الديمقراطيين والذي سوف يأتون بقائمة التيار الديمقراطي,وليس غريبا أن "أكسب"15 صوتا للتيار الديمقراطي في البصرة حيث التقيت الكثيرين واقل من هذا في بغداد,وألطف "كسب" هو سيدة قالت لي إذا لم يرشحون أبو إسراء فأنها سوف تنتخب حميد مجيد موسى!!وتقصد حزبه,قلت المشكلة ليس مع أبو إسراء أو غيره وإنما مع الفساد الذي دمّر البلاد ومن يقف وراءه والتيار الديمقراطي يريد انتشال الوطن من هذا النفق المظلم.
كثُرت العطل الرسمية ولا أحد يعرف بالتحديد هل اليوم التالي عطلة رسمية أم لا ,أو هل هناك دوام غدا بالرغم من انتهاء كل مراسيم الزيارات.العطل في أكثرها تشمل الدوائر الحكومية ,إما الشركات الأهلية والمحلات التجارية فليس لها عطل رسمية إلا ما تُجبر عليه.
ما زالت المولدات الكهربائية تعمل بأسوأ إنتاج للكهرباء وإن كانت تحل قسما من المعضلة المزمنة,لكنها ,المولدات,كارثة بيئية ليس هناك من يراقبها حيث لا تخضع لأية رقابة من أية جهة بيئية كانت بسبب الدخان الكثيف والنفط المسكوب ,وحتى الأسعار للأمبير الواحد غير ثابت بالرغم من تحديد ذلك بقرار من الدولة ,لكن انعدام الرقابة هو السبب.مازالت دور الدولة , شقق الطاقة الشمسية سابقا,محتلة من قبل عوائل منذ 2003 وهم من يملكون بيوت خاصة وليس هناك من إجراء مسح لهذه العوائل أين كانت تسكن من قبل سقوط نظام الطاغية وهل يملكون سكن آخر. لم أستطع أن أجلس بمكان عام,كافتيريا,مع أصدقائي بسبب كثرة مدخني النرجيلة.يقال إن أفضل منطقة هي الجادرية ومطاعمها,زرتها وهي كذلك,ربما هناك مناطق أخرى تستحق زيارتها,لكني أجلتها للعام القادم حيث سوف أزورها باستمرار. قربت أيام إجازتي على الانتهاء,زرت بعض الأقارب وختمتها بلقاء مع صديقين منذ أيام الشباب لتناول الغذاء في مطعم النعناع في الجادرية وقبله كنت في مطعم السيسبان,و لقاءي الأخير مع الصديقين منذ بداية الستينيات كانت له نكهة خاصة حيث الهم العراقي كانت في وسط المائدة,واتفقنا إننا خرجنا من خيمة واحدة وعلينا أن نحافظ عليها بالرغم من اختلافنا في بعض الأمور والتيار الديمقراطي هو الحاضر في انتخابات مجالس المحافظات ,حيث قال من "شاف المُر" على يد البعث ,في النهاية لا خيار لنا غير الخيمة التي خرجنا منها.

الجو السياسي محتقن الى أبعد الحدود بسبب تظاهرات الانبار وباقي المحافظات لمطالبتهم بأمور اختلط فيها الحابل بالنابل ولم يعد يعرف احد ما هي وجهتهم الأخيرة ولا سيما والحكومة,والأصح من يقودها,في غيّ كبير وتتصور أو يتصور رئيسها إن الأمر أسهل من ضرب تظاهرات 25 شباط 2011 حيث كانت تلك التظاهرات تطالب بالعمل وتصحيح العملية السياسية والقضاء على الفساد لاغير.أطلق سراح النسوة ولا احد يعرف ما هي جرائهمن,وكيف أطلق سراحهن,هل بأمر من المالكي أم القضاء ولماذا لم يفتحوا أعينهم على ذلك قبل ان تستغل من قبل من رفع إعلام البعث وصور المقبور؟من يتحمل مسؤولية كل هذا الاحتقان السياسي الذي اذا انفجر,لا سامح الله,سوف تكون نتائجه وخيمة وعلى الجميع.بطل الأزمات المالكي يبدو انه سوف يستمر في البحث عن أزمة جديدة ما ان تهدأ أزمة تظاهرات الانبار ,فأخرج مؤيدوه في تظاهرة يتيمة في بغداد أمس غالبيتهم العظمى من مرتدي الزيّ العشائري حاملين صوره,ويبدو انه اقسم انه ليس في وارد خاطره وتفكيره أن يعتمد على رجال القانون والعلم والأدب,لأنه يعرف ويعلم علم اليقين إنهم ليسو في جانبه ولم يبقى له غير أهل العشائر لتخرج مظاهرات مضادة لمظاهرات الأنبار والتي استغلت من قبل البعث والإرهابيين أسوأ استغلال.والجيش في بعض المناطق يحمي المتظاهرين.وهنا يدور في خاطري:لماذا لم يحمي الجيش والشرطة في 25 شباط 2011 متظاهري ساحة التحرير السلميين وبدل ذلك انزلوا القوات لضربهم واعتقال العديد منهم وبعدها اغتالوا الإعلامي هادي المهدي.ماذا سوف يقدم المالكي من تنازلات أخرى لكي يبقى في السلطة وعلى حساب من؟

من الشارع:ليس كل ما يتداوله المواطنين هو صحيح وليس كذلك إشاعة.ولكن عندما ينقل الخبر من شخص رصين انتخب المالكي تحيزا وليس خبرة,نقل التالي ويمكن للقارئ أن يتحقق كل من مصادره,وهذا الخبر لم يعد سرا في بغداد.الخبر يقول:وصل المطار احد المسافرين"المهمين" مع احد حملة الباجات,الضابط أخذه الشك في أمره,طلب فتح الحقيبة الكبيرة,قال المسافر:أنا شقيق النائب(..)قال أرجوك افتح الحقيبة.ألحقيبة فتحت رغما عن انف المسافر,يا للهول:مليارين دولار مرة واحدة,بعد الاعتقال والچقچقه"قال هذه لأفراد حماية شقيقي النائب,الحماية اعتقلت,وبعد چقچه"جديدة تبين ان هناك أربعة مليارات أخرى في الكوت,السارق النائب أصيب بجلطة قلبية فور سماعه افتضاح أمره.المجموع ستة مليارات دولارات تعادل ميزانية الأردن تقريبا لشخص واحد وهو سيد ولكن معمما..المالكي قال مؤخرا:الكثير من الفساد المالي جرى بعلمنا.مسكين الشعب العراقي.

المطار وحاملي الباجات:
حتى يشعر الإنسان بشيء من الاطمئنان عند وصوله المطار بالرغم من إجراءات التفتيش المستمرة والمتكررة,ولا اعتراض عليها,حيث إنها من أجل ألآخرين,لكن عدم ألأخذ بنظر الاعتبار مواعيد السفر يسبب إرباكا كبيرا,حيث يمكن تفادي تلك الفوضى والتأخير بزيادة باصات المطار على أن لا تكون من النوع الموجود حاليا المتهالكة وكأنها أتت من قرون سابقة.دخلنا المطار بسلام وبدأت "الواسطات"تدق الأبواب,حتى هنا.موظف يؤشر لي أن أسلك الطريق "ذاك" وعندما وصلت صاح آخر :حجي وين رايح.التفت وأقول لاقف في الدور.قلت :اذبحوها على القبلة مين أروح؟جاء موظف للتهدأة قال :حجي هذا المكان للموظفين, بسيطة,فوت من تحت الحزام,أقف في الدور وآلام ظهري بدأت ويأتي مسافر محملا بالحقائب ويأتي خلفه موظفا "رزين"من هيبته ويحمل الباج معلقا على رقبته ويبدأ بإنجاز معاملة المسافر صاحب الحقائب الكثيرة,ولم أتحمل هذا التجاوز وحيث هو من يعيش في دول ليس هناك من يُسهّل تسفيره بهذه الطريقة وعليه ان يتبع الأصول لكن ما أن تطأ أقدامه العراق حتى ينسى القانون والأعراف وكل شيء.ذهبت لمن يحضر بطاقات السفر وقلت أنا وآخرين نقف في الدور منذ أكثر من ساعة لماذا تنجز معاملة آخرين من خارج الدور,قال من يحمل الباج:أنا من مكتب المالكي,قلت ثم ماذا؟إذا كانت الشخص مسافرا في الدرجة الأولي فله مكان آخر,وإذا كان من الشخصيات المهمة فليس هذا مكانه حيث تنجز معاملته وبطاقته في مكان آخر,قال بدون نقاش هذه تعليمات قلت ليس هناك تعليمات وإنما
عدم احترام الآخرين لأني مواطن كما غيري ولي الحق كما لغيري.تذكرت حادثة في نهاية السبعينيات,كان شخص شاب وسيم يبدو مفتول العضلات نسبيا يحاول أن يستفز احد الجيران,قلت له ما بالك,أنت تخلق المشاكل في الشارع الذي تمر فيه وقال:أنا في حماية عدنان طلفاح!وصاحبنا من مكتب المالكي. الى هنا انتهى النقاش المرير مع أول حامل باج,الموظف الذي عبرني من تحت الحزام قال :عمي شتدحچي,يوميا نشوف من هذوله العشرات,وإذا نحچي يطردونا.وخلال الكلام أتت موظفة بملابس زرقاء جلبت معها احد معارفها مسافرا,وهو الآخر الى أوربا,وبدون أن تكلف نفسها بأن يُسمح لها ان تتجاوز على دور الآخرين اخذت بطاقة المسافر وانجزتها رغما على وقف بالدور احتراما للقانون,فالتف عليّ المسافر الذي بدأ يغلي وهو يقف امامي:حجي,انت ما عندك عرف يحمل باج؟انتهت الوقفة الأولى لنقف مجددا بعد انتظار الى الگیت,راح وجا..راح..
ما جا..الموظف.يأتي شخص قصير نسبيا واللفاف حول رقبته ويرتدي معطفا بطوله تقريبا ويمشي ورأسه للأعلى وكأنه نزل على المطار من السماء وكنت في أول الدور من المنتظرين للشرطي الذي يفحص الجوازات وقال:شنو راح الشرطي,قلت في نفسي تمام جاء الفرج والرقيب ,تركونا هنا واقفين وبدون أية إشارة على إتمام دخولنا الى القاعة,وإذا به يأتي بشرطي وطلب منه ان يقطع التذاكر لمسافريه وهم 6 أشخاص,والرجل يروح ويجيء وكأن هناك أمرا خطيرا قد حدث.سألت احد الموظفين الذي يحمل باجا.هل هذا الشخص المهيب هو ضابط أمن,قال:لا عمي ..لا هذا من مكتب إبراهيم الجعفري..قلت جميل,وأنت وليدي من يا مكتب..قال:ولا مكتب ..عمي اني اشتغل هنا بس.كل المتتبعين لقضايا المسافرين بحجج مكاتب المسؤولين لم يزاولوا عملهم لساعات ,فما هي واجباتهم تحديدا؟ والموظف الأخير بقى مع مسافريه الى أن أدخلهم الطائرة.والمضحك ان هؤلاء"أهل الواسطة" جلسوا في الدرجة السياحية!!وسابقا قال وزير النقل إن مكاتب النواب أغلقت في المطار,فهل فعلها أبو حسن ألعامري؟

بالرغم من كل هذه المعاناة وتردي الخدمات والاحتقان السياسي وإبعاد الكفاءات فالوطن بحاجة للجميع رغما على من يعترض على هذا,والحياة يجب أن تستمر والعراق يجب أن يبنى بسواعد أبناءه البررة المخلصين و النزيهين و الكفوئين,ولابد لليل أن ينجلي ولا بد لمستقبل زاهر للعراق ولشعبه قادم .
د.محمود القبطان
20130113



#محمود_القبطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا ما رايته في العراق(2-3)
- هذا ما رأيته في العراق(1-3)
- يا شباب الفيس بوك:25 شباط قادم...
- معركة الفائض ال25%..و البرزاني في تفقد قواته الحربية!
- هربيجي..هربيجي كرد وعرب رمز النضال
- لا للشراكة الطائفية والقومية..نعم للشراكة الوطنية الديمقراطي ...
- دولة اللا دولة
- أزمات العراق السياسية..وحان تساقط أوراق الخريف
- الشيوعي المعتزل ..الى أين؟القسم الأخير
- الشيوعي المعتزل ,الى أين؟القسم الأول
- على أية سكة يسير قطار العراق السياسي؟
- الى أين يسير اليسار العراقي؟
- ماذا لو تعرض العراق لساندي مشابه؟
- هدايا العيد,أيّ عيد؟
- إسرائيل تحتل الكتاب والقلم في 20 تشرين الأول
- إسرائيل تخاف القلم والكتاب
- العراق منقوص السيادة منذ عقود
- هل حقا إن ورقة الإصلاح وهمية؟
- سرطان الثدي وحملة الوعي الصحي في النجف
- ما بين الصور والصور..صور وألقاب


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمود القبطان - هذا ما رايته في العراق(3-3)