عن الجبهة الشعبية التونسية

حزب الكادحين في تونس

الحوار المتمدن-العدد: 3971 - 2013 / 1 / 13 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الجبهة الشّعبيّة و شرعية ما بعد 23 أكتوبر 2012
وقّعت في شهر أكتوبر كل الأطراف التي حضرت مؤتمر الحوار الوطني الذي نظمته قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل وغابت عنه أحزاب السلطة ، على مبادرة الاتحاد التي تضمنت فيما تضمّنته الاعتراف بشرعية المؤسسات التي جاءت بعد انتخابات 23 أكتوبر 2011 من مجلس تأسيسي وحكومة ورئاسة جمهورية وما نتج عن ذلك من هيكلة الوزارات والإدارات الخ.... وأقرت أيضا التمديد لهذه "الشرعية" التي روّج بعض من اعترف بها بانتهائها في 23-10-2012 و هو ما رحّب به منصف المرزوقي غداة مجزرة سليانة ، وبذلك انخرطت هذه الأطراف رسميا في الاعتراف بشرعية زائفة ومنها أطراف رئيسية في الجبهة الشعبية ولذلك استغلت حادثة مقتل احد عناصر حركة نداء تونس في تطاوين على يد ميليشيات محسوبة على حركة النهضة فقامت بمسيرة احتجاجية في شوارع العاصمة وهي أول ممارسة تقوم بها منذ الإعلان عن تأسيسها وتزامن ذلك مع مسيرة نداء تونس لنفس الغرض يوم 22 أكتوبر 2012 لتقبر بذلك أية إمكانية للاحتجاج يوم الغد 23 من نفس الشهر، الموسوم لدى عامة الشعب بانتهاء الشرعية و فعلا لم تقم الجبهة بأية ممارسة في ذلك اليوم بالذات ، و بذلك تكون الجبهة في انسجام مع اعترافها بشرعية مؤسسات السلطة والتمديد لها.
و من هنا فان الجبهة مدعوة لتقييم ادائها و الإصغاء الى النقد الموجه إليها و الحذر من أن تتحول شيئا فشيئا إلى أداة في يد أعداء الشعب يناورون بها خدمة لاستحقاقات انتخابية فالمواقف المتقلبة من هذه القضية او تلك ليست دليل حكمة سياسية كما يزعم بعضهم و إنما هى مظهر من مظاهر الانتهازية التي يمكن أن تؤدى إلى نتائج كارثية مثلما كان عليه الحال سابقا عند تحالف بعض مكونات الجبهة الحاليين مع اليمين الديني بدعوى الاتحاد في مقاومة ديكتاتورية بن على .

اللقاء بين الجمهوري و الجبهة الشعبية

التقى مؤخرا كلّ من احمد نجيب الشابي عن الحزب الجمهوري وحمة الهمامي وشكري بلعيد عن الجبهة الشعبية في إطار التنسيق لإصدار مواقف بخصوص ما تعرّضت له حركة نداء تونس أثناء اجتماعها في جربة ومحاصرة ميليشيات محسوبة على حركة النهضة لها ، وبعد ان راجت أخبار حول التحاق الحزب الجمهوري بنداء تونس مع مجموعة من الأحزاب الأخرى في إطار جبهة أطلق عليها "الاتحاد من اجل تونس" وما تلا ذلك من تذمّر قواعد الجمهوري من مثل هذا التقارب.
لقد سارعت كل ّمن قيادة الحزب الجمهوري والجبهة الشعبية إلى استثمار الحدث والبحث عن تقارب قد يصل في الأيام و الأشهر القليلة القادمة إلى تشكيل جبهة جديدة تتسع لحزب نداء تونس و ذلك لتحسين شروط الفوز في الانتخابات القادمة، و يبدو ان هناك قوى دولية وعربية تدفع إلى هذا الاتجاه وخاصة الولايات المتحدة و قطر ، و هو ما سوف يصبّ في نهاية المطاف إلى تقاسم السلطة بين قطبين تتزعم النهضة أحد طرفيه بينما يتزعم نداء تونس الطرف الآخر و ذلك وفق خطة تقوم على الوفاق و تمكّن من استقرار الأوضاع وقد تشارك في تطبيقها على أرض الواقع قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل .
و كان لا بدّ من انعكاس هذا الوضع سلبا على الجبهة الشعبية التي تحاول الأطراف المتنفذة فيها التخلص من بعض مكوناتها التي تعتبرها متطرفة وغير واقعية مثل رابطة اليسار العمالي والحزب الوطني الاشتراكي الثوري الوطد و حزب النضال التقدمي التي عبر بعض مناضليها عن استيائهم من مواقف الجبهة التي تنحو باتجاه تجنب الصدام مع السلطة ومع حركة نداء تونس ولجم الجماهير المندفعة في أكثر من مناسبة بل والتنصّل من نضالاتها واحتجاجاتها و البحث عن موقع في خارطة السلطة السياسية التى ستنبثق عن الانتخابات القادمة .
بهذه الطريقة فإن الرابح الوحيد في المجال السياسي يظل الحزب الحاكم الذي يحرك بعض الأحداث عنوة ويجني من انعكاسها على بعض التشكيلات السياسية وذلك بأن يجعلها تتشظّى وتتشرذم فتلتقي ضمن بوتقة تكون النهضة قادرة عل ان تمارس دعايتها ضدها وذلك بعد ان تكون هذه التشكيلات قد فقدت ما لها من تماسك داخلي نسبي وكذلك مصداقيتها عند أنصارها إضافة إلى ما ينشأ من صراعات داخلية صلبها تساهم في إضعافها أكثر فأكثر.
و على هذا الصعيد يتخوف المتعاطفون مع الجبهة من أن تخضع في رسم سياساتها إلى الضغوط التي يفرضها أعداء الشعب فتنخرط شيئا فشيئا في مخططاتهم و تتذيل لمواقفهم بحثا عن تموقع مغشوش في السلطة السياسية بالمشاركة فيها على أرضية التحول الديمقراطي المزعوم و ما سوف يؤدى إلى انفراط عقدها و تمزق صفوفها قبل حلول موعد الانتخابات القادمة

#حزب_الكادحين_في_تونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات