وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 21:34
المحور:
المجتمع المدني
بعد الغزو الأمريكي في 2003
دائما ما يدور الحديث حول استشراء الفساد بعد ال 2003 , على الرغم من كوننا مسلمون وأن الغالبية العظمى من العراقيات و العراقيين من المتدينات و المتدينين . بينما نلاحظ أن الفساد يكون على أضيق نطاق في الدول المتقدمة على الرغم من كون غالبية سكانها من غير المسلمين , أو حتى لا يؤمنون بأي دين سماوي .
إن أسباب هذه الظاهرة متعددة , إلا أنه يمكن القول , أن السبب الرئيسي أن سرقة المال العام يعد نوع من أنواع الرجولة في مجتمعات تنتشر فيها القيم البدوية كمجتمعاتنا , بينما تكون مجتمعات الدول من النوع الثاني شديدة التحضر و بهذا يكون التطاول على القانون يعد سبة .
أما السبب الثاني فإن البعض يعتبر التجاوز على المال العام شيء طبيعي , إما لأن الدولة – في نظرهم – غير مسلمة لأنها لا تحكم بما أنزل الله , و بهذا فإن ممتلكاتها غنائم , بينما يعتقد البعض الآخر أن سرقة المال العام وإن كان من الكبائر لكنه قابل للغفران , على اعتبار أن كل ذنب قابل للمغفرة عدا الشرك بالله .
و يبقى العامل الثالث , فإن غياب السلطة يجعل المفسدين يتطاولون على المال العام لقناعتهم الأكيدة أنهم بمنجاة من العقاب .
و تبقى قضية مكافحة الفساد مسألة شائكة و معقدة كونها قد انتشرت في كل مفاصل الدور كانتشار النار في الهشيم , و لكنها ليست عصية على الحل لكنها تتطلب جملة من الإجراءات أهمها نشر ثقافة رفض أي نوع من أنواع التطاول على المال العام من جهة , ومن جهة أخرى رفض المجتمع تقديم أي نوع من الرشوة للموظف و تحمل تبعات ذلك , مع رفض الدفاع عن الموظف الفاسد و المرتشي مهما كانت الأسباب .
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟