أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا يطالبون المالكي بالاستقالة؟















المزيد.....

لماذا يطالبون المالكي بالاستقالة؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 14:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدأت الحملة من قبل الشركاء في الحكومة بإسقاط نوري المالكي، وإزاحته عن المسرح السياسي، حتى قبل تشكيل حكومته الثانية نهاية عام 2010، إذ عرقلوا تشكيلها نحو 9 أشهر. والجدير بالذكر أن سبب موافقتهم على المالكي في تشكيل حكومته الأولى عام 2006 كبديل للدكتور إبراهيم الجعفري هو لعدم معرفتهم الكافية به، إذ كانوا يتصورونه شخصاً ضعيفاً (على قدر أيديهم!) يمكنهم السيطرة عليه وتوجهيه كما يشاؤون!. ولما أثبت الرجل كفاءته، يعرف كيف يتعامل مع الأزمات، ويتواصل مع الإعلام والجماهير كمتحدث لبق متمكن سريع البديهة، وأنه شخصية قوية، ويتعلم بسرعة، وصار ذا خبرة وحنكة سياسية يحسب له ألف حساب، هنا شدوا العزم على التخلص منه لأنهم لم يريدوا حكومة مركزية قوية يرأسها شخص قوي مثل المالكي. ولم يجدوا عليه من تجاوزات قانونية وغيرها، لذلك بدأت الحملة بتوجيه شتى الاتهامات الوهمية ضده بأنه دكتاتور مستبد، متمسك بالكرسي، محتكر لجميع السلطات، وأنه نسخة من صدام حسين، بل وأسوأ منه!! وحتى ألقوا عليه تبعية المحاصصة والفساد، وكل ما ورثه العراق من مشاكل عبر قرون.

لقد بات معروفاً لدى الجميع أن مشاركة كتلة "العراقية" في العملية السياسية كانت من أجل تخريبها من الداخل وإفشالها برمتها، وشعارهم هو شعار البعث: (إما أن نحكم العراق أو ندمره). وهم يعرفون جيداً أن الديمقراطية ليست في صالحهم، لذلك راحوا يحاربونها بشتى الوسائل والحجج ومعهم الدول المعادية للعراق وللديمقراطية.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، يتذكر القراء الكرام الاجتماع الأول للبرلمان الحالي الذي عقد نهاية العام 2010 كيف لعبت الكتلة العراقية البعثية دوراً خبيثاً لعرقلة جدول أعمال الجلسة إذ كان المقرر انتخاب السيد أسامة النجيفي رئيساً للبرلمان، والسيد جلال طالباني رئيساً للجمهورية لولاية ثانية، والذي بدوره يرشح السيد نوري المالكي رئيساً للحكومة لولاية ثانية أيضاً. ولكن ما أن تم انتخاب صاحبهم السيد النجيفي حتى وغادرت أكثرية نواب الكتلة العراقية لمنع اكتمال النصاب، وبالتالي عرقلة تنفيذ بقية جدول أعمال الجلسة. ولكن لحسن الحظ خاب أملهم، إذ تمرد نحو 30 نائباً من الكتلة العراقية على قيادتهم وصمموا البقاء والمشاركة في بقية أعمال الجلسة. وهكذا فاز السيد جلال طالباني رئيساً للجمهورية رغم غياب كتلة العراقية، والذي بدوره رشح المالكي لتشكيل الحكومة، وبذلك باء رئيس الكتلة أياد علاوي بهزيمة شنيعة وأثبت أن حضوره وغيابه سيان. وهذا يذكرنا بقول الشاعر:
ما زاد حنون في الإسلام خردلة.... ولا النصارى لهم شأن بحنون

وبعد ذلك بدأت اجتماعات أربيل والنجف لسحب الثقة من المالكي. ومما يجدر ذكره في هذا الخصوص، أن تقريراً نشرته صحيفة "البوليتيكو" الأمريكية ومحطة إذاعة "أوستن" النرويجية، يفيد أن السعودية وقطر وتركيا قدمت ثلاثة مليارات دولار للمشتركين في مؤتمر أربيل الثاني الذي قرر سحب الثقة من الرئيس المالكي؛ وتقديم مليوني دولار لكل نائب يصوت لسحب الثقة منه، ومع ذلك فشلت جهودهم. فإن صدق هذا التقرير فهذا يعني، ورغم الحملة الضارية لتشويه سمعة النواب، أن الأغلبية الساحقة من النواب وطنيون شرفاء فضلوا إنقاذ العملية السياسية، والتمسك بالمالكي، على بيع شرفهم بمليوني دولار سعودي.

ولما فشلوا في محاولة سحب الثقة راحوا يخلقون للمالكي المشاكل على جميع الصعد، فكانت قضية طارق الهاشمي ومنحه الملاذ الآمن في كردستان، ثم قضية عمليات دجلة... وأخيراً وليس آخراً، اعتقال عشرة من حماية رافع العيساوي، وزير المالية بتهم الإرهاب، والذي أشعل فتيل التظاهرات في المناطق الغربية والتي طغت عليها الهتافات والشعارات البعثية والطائفية بشكل صريح لم يألفه الشعب العراقي طوال تاريخه.

المطالبة بالاستقالة
ولما باءت جهودهم بسحب الثقة بالفشل الذريع، لجؤوا إلى مطالبته بالاستقالة، أي أن يقوم المالكي بالقيام بانقلاب على نفسه بأن يقدم الاستقالة!. وقد بلغ بهم الأمر إلى الاستماتة فراحوا يتوسلون برجل الدين السني الجليل الشيخ أحمد الكبيسي، المقيم في دولة الإمارات بتقديم التماس عبر فضائية إماراتية يحث المالكي على الاستقالة مخاطباً: أن "لدى المالكي فرصة تأريخية يستطيع استثمارها ودخول التاريخ من اوسع ابوابه وهو الظهور على الشاشة في هذه الليلة ويعتذر للعراقيين عن عدم استطاعته تصليح الوضع الداخلي للبلد ويعلن عن استقالته من منصبه كرئيس للحكومة العراقية"، لافتا انه "بذلك يصبح اعظم زعيم عراقي على مدى التاريخ".(موقع الشبابيك).(1).
يعني (شيم البدوي وخذ عباته)، معتقداً أن هذه الطريقة ستنجح مع المالكي، وكأن بديل المالكي يستطيع بعصى سحرية أن يحل مشاكل العراق.

والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا زجوا بالشيخ الدكتور أحمد الكبيسي، وهو معروف بالرصانة والرزانة والكياسة وابتعاده عن السياسة؟ السبب هو أن الرجل منصف ومتفقه في الدين والتاريخ وحترم من قبل العراقيين سنة وشيعة، فتجرأ قبل أشهر أن يظهر على إحدى الفضائيات وتحدث في قضية تاريخية وهي أن سبب الصراع السني الشيعي هو تمرد معاوية بن أبي سفيان على خليفة زمانه الإمام علي بن أبي طالب، حيث أشعل حرب صفين بين المسلمين. وأدان الشيخ أحمد الكبيسي معاوية وحمَّله مسؤولية شق المسلمين، وأن الحق كان مع الإمام على. وهذا الموقف جعله في حالة صدام مع المؤسسة الوهابية في الخليج، فمنع من الظهور في الإعلام. لذلك فظهوره الجديد مطالباً المالكي بالاستقالة دليل على أنه تعرض إلى ضغوط من قبل السلطات الخليجية للقيام بهذه المهمة مقابل أن يغفروا له ما قاله قبل أشهر بحق علي ومعاوية.(1)
وإنصافاً للرجل، أن الشيخ الكبيسي لم يلجأ إلى منح المالكي صكوك الغفران، وكيل الوعود له بالجنة وحور العين العين كما يفعل فقهاء الإرهاب من مشايخ الوهابية في مثل هذه الحالات. وهذه نقطة في صالح الشيخ الكبيسي.

هل يحق للمالكي أن يستقيل؟
طبعاً يحق له متى ما شاء لأسباب صحية أو عائلية أو شخصية، ولكن ليس بسبب الضغوط من خارج البرلمان. فالمالكي تحمل مسؤولية رئاسة الحكومة عن طريق الانتخابات الديمقراطية، حيث حصد نحو 700 ألف صوت من منطقة بغداد وحدها، وهو أعلى رقم ناله زعيم كتلة سياسية. إضافة إلى أنه صوتت له الأغلبية البرلمانية. لذلك، إذا أقدم المالكي على الاستقالة، فهذا يعني أنه خذل الذين وضعوا ثقتهم به، وصوتوا له من الناخبين والنواب. ففي العرف الديمقراطي، يجب أن يتم التخلص من رئيس الوزراء أو أي مسؤول كبير في الدولة، بنفس الطريقة التي استلم بها رئاسة الحكومة، أي تحت قبة البرلمان وليس عن طريق تأليب الشارع بكتابة مقالات أو مظاهرات خارج البرلمان. صحيح أن المتظاهرين هم جزء من الشعب ولهم حق التظاهر وعرض مشاكلهم، ولكنهم لا يمثلون كل الشعب، بل النواب هم الذين يمثلون الشعب ولهم الحق في انتخاب أو سحب الثقة من رئيس الحكومة أو أي مسؤول آخر.

والسؤال الآخر الذي نود طرحه على قيادات الكتل السياسية المشاركين في السلطة والمطالبين باستقالة المالكي، وملأوا الدنيا جيجاً وصراخاً وتأليباً أن حكومة المالكي هي حكومة المحاصصة الطائفية وفاسدة ومليشياوية، فلماذا وافقوا على الاشتراك بهكذا حكومة، ولماذا لا يسحبون وزراءهم منها لتبرئة ذمتهم من الفساد والمحاصصة؟ ولماذا كل هذا اللف والدوران وتهييج الشارع، والشحن الطائفي برفع شعارات طائفية وعنصرية، واللجوء إلى رجال الدين والتوسل إليهم لمطالبة المالكي بالاستقالة مقابل ضمان دخوله في التاريخ من أوسع أبوابه؟

في الحقيقة، إن إلحاح خصوم المالكي على مطالبته بالاستقالة دليل على إفلاسهم السياسي والفكري، ومعاداتهم للديمقراطية وآلياتها لحسم المنازعات. لذلك، نراهم يركزون هجومهم دائماً على الانتخابات والادعاء بتكرار ممل أن الديمقراطية لا تعني الانتخابات. وقد أجبناهم مراراً وتكراراً أيضاً، بأنه نعم الديمقراطية لا تعني الانتخابات فقط، ولكن لا ديمقراطية بدون انتخابات التي يجب أن تحترم نتائجها من قبل جميع الأطراف، الفائزة والخاسرة.

خلاصة القول
لقد أثبت المالكي صموده في مواجهة هذه الأزمات المفتعلة بمنتهى الصبر والحكمة والشجاعة، ونهيب به الإستمرار على هذا النهج، وأن لا يذعن لمطالب خصومه بالاستقالة، بل أن يجعل صناديق الاقتراع هي الفيصل. ودعوته الأخيرة لحل البرلمان وتشكيل حكومة تصريف أعمال وإجراء انتخابات مبكرة هو الحل الصحيح.

[email protected] العنوان الإلكتروني
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/ الموقع الشخصي
http://www.ahewar.org/m.asp?i=26أرشيف الكاتب على موقع الحوار المتمدن:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيديو ذو علاقة بالمقال
1) الشيخ احمد الكبيسي يطالب المالكي بالإستقالة لدخول التاريخ من اوسع ابوابه..فيديو
http://www.shababek.de/s3/modules/xnews/article.php?storyid=1333



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنتفاضة شعبية..أم فتنة بعثية طائفية؟
- أيها الديمقراطيون، هل اتضحت لكم الصورة الآن بما فيه الكفاية؟
- الديمقراطية فضحت المجتمع العراقي
- من المستفيد من إفشال العملية السياسية في العراق؟
- غفلة الغرب عن مخاطر الإسلام السياسي
- قول الصدق في زمن الخديعة عمل ثوري
- هل سيحقق البارزاني نبوءة صدام؟
- خطط مُبيَّتة لنهب ثروات العراق
- حول إلغاء البطاقة التموينية
- في مواجهة الحرب الإعلامية التسقيطية
- من يحاكم المتَّهّم...القضاء أَم الإعلام؟
- وعن جرائم البعث لا تتكلموا..!
- الشريعة الإسلامية كتبت لحل مشاكل القرون المنصرمة وغير صالحة ...
- لست تابعاً للمالكي، والعلمانية أفضل نظام لحكم العراق
- من وراء رفع صور خامنئي في العراق؟
- عراقيو الداخل... عراقيو الخارج
- مخاطر تمرير قانون العفو العام عن مرتكبي الإرهاب والفساد
- بهنام أبو الصوف في ذمة الخلود
- الفيلم المسيء والرد الأسوأ
- حول إغلاق النوادي الاجتماعية في بغداد


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - لماذا يطالبون المالكي بالاستقالة؟