محمد الحمّار
الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 12:53
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
فضلا عن الاستشارة التي أطلقتها النقابة العامة للتعليم الثانوي خلال الثلاثي الأول من السنة الدراسية الحالية، نعتقد أنّ في حوزتنا أكثر من الحد الأدنى الضروري لبدء الإصلاح التربوي. لكن أين وزارة الإشراف من كل هذا؟
ربما نتوقع أنّ وزارتنا الموقرة ستتعامل مع ما قدمناه في السابق على أعمدة الصحف من مقترحات وما سنقدمه في هذه الورقة بمنطق "من أنتم؟"، لذا فتحسّبا لكل طارئ من هذا القبيل سيكون جوابنا: "نحن من نحن والعبرة بالنتائج".
بخصوص المنهجية التي نقترحها فتلخص في ما يلي: استهداف الإصلاح العام عبر منهجية لإصلاح التعليم؛ الاعتماد على إصلاح منظومة اللغات كمدخل لإصلاح التعليم؛ إدراج مادة جديدة ("الإسلاميات اللغوية التطبيقية") تتمثل في انصهار عاملَي اللغة والدين بشكل يساهم في تأسيس منهاج عام للعلم الشامل.
أما بخصوص النتائج التي نأمل التحصيل عليها على المدى المتوسط والبعيد فترتكز على الغاية التالية: التشجيع على الترابط بين الاختصاصات العلمية بما يكفل تكوين جيل مثقف وضالع في التعددية المعرفية، مما سيؤدي حتما وفي الوقت ذاته إلى تكوين جيل ضالع في التعددية الفكرية والسياسية أي ذي عقلانية متحررة من أنماط العقلانية المستوردة. هذا فضلا عن الآثار المتوقعة لمثل هذا التمشي: ترغيب الشباب في التعلم طبقا لأنساق بديعة قطعت نهائيا مع الاجترار والتكرار وذلك بفضل تجذير الناشئة في البيئة الهوياتية من منطلقات علمية وبفضل القطع مع الأساليب العشوائية والجاهلة المتعامل بها الآن مع مسألة الهوية، إن دفاعا عنها أم تنصلا منها؛ توثيق الصلة بين التعليم والتصورات المستقبلية للشباب؛ استدراج الشباب إلى اعتبار إسهامه في تغيير واقع بلاده وأيضا في تغيير واقع العالم أمرا جبليا بل وواجبا حضاريا.
بالنهاية كلنا أمل في أن تستبطن نخبنا وعلى الأخص الخبراء في التربية وفي سائر العلوم ما تقدمنا به أنفا وكلنا رغبة في أن يعلموا أنّه لئن نعتبر المنهاج المطروح أمرا محسوما بالنسبة لنا فالذي نتوقع أن ينجز انطلاقا منه أو بفضل الاستئناس به من طرف كل الفاعلين المعنيين لا فقط سيمثل الحجم الأكبر من المشروع العام للإصلاح وإنما سيسمح للفاعلين بأن لا يتنازلوا عن قناعاتهم العلمية الذاتية ولا على خياراتهم المنهجية الذاتية.
#محمد_الحمّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟