أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - تقسيم العراق.... الهمس الذي بات ضجيجاً















المزيد.....

تقسيم العراق.... الهمس الذي بات ضجيجاً


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 11:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عهدتُ الدكتور علي بابان، عبر مقالاته القيمة، رجلاً علمياً وموضوعياً.
في هذه المقالة(1) أعتقد أنه إبتعد عن القراءة الموضوعية بقدر معين وإفتقد إلى العمق اللازم في تناول قضية إحتمال تقسيم العراق وتحديداً فيما يخص السبب الكامن وراء هذا الإحتمال.
فهو يقول بالحرف الواحد:
[هؤلاء الحالمون على ثلاثة أصناف (بقدر كانتونات العراق المفترضة..)..
فريق يحلم بدولة رخاء تستأثر بعائدات النفط وتطل على الخليج، تحفظ خصوصية أهلها العقيدية والثقافية ، وتعوضهم قرونا من "المظلومية" و"المحرومية" ...!!!؟
وفريق يحلم بدولة تعيد أيام العز والسلطة الخوالي لأصحابها وترتبط بمحيطها العربي خصوصا بعد أن ينتهي الإعصار السوري وتتضح نتائجه...
أما الفريق الثالث فيرى في الوضع الحالي "فرصة العمر" لإقامة دولته حيث " لكل أعراق الأرض كيانات ودول إلا (نحن)"...!!! وهذا الفريق يتبع استراتيجية "بركة يا جامع" بقصتها المعروفة.]
بادئ ذي بدء، لابد من توضيح المقاربة المعتمدة في التحليل. أنا لا أقسّم المجتمع العراقي على أساس "السنة والشيعة والأكراد" وإنما أقسٍّمه على أساس "ديمقراطيون ولا ديمقراطيون" وكلا الفريقين يضمان خليطاً من المواطنين من جميع مكونات الشعب العراقي ولكن بنسب متفاوتة. إن المجتمع العراقي لم يغادر عتبة هذا التقسيم، بعد، لندخل في خصوصيات العلاقات حسب المكونات. مازلنا في حلبة "قبول أو رفض الديمقراطية" إلا في العلاقة مع الأكراد وهم من مؤسسي النظام الديمقراطي في العراق، ولكن بدايات مرحلة جديدة دخلت الميدان وطابعها سياسي أكثر مما هو إثني.
يمثل الديمقراطيون النسبة الأكبر من سكان العراق على عكس اللاديمقراطيين الذين أسميتُهم بـ"الطغمويين" وقلتُ عنهم إنهم لملوم من كافة المكونات [راجع الهامش (1) أدناه رجاءً لمزيد من البحث في الطغمويين والنظم الطغموية].
على أنني لستُ غافلاً عن حقيقة نجاح الطغمويين في الوقوف على رأس أغلب مواطني المكون السني العربي لفترة غير قصيرة بسبب القمع الذي مارسوه على الجماهير السنية العربية ولإنخداع البعض بهم. ولكن هذا النجاح مؤقت وغير محسوم وقد تشهد نهاية التظاهرات والعصيان الحالي في الرمادي حسماً، بنفس الوقت، للموضوع أي هل سيحصل الطلاق الكامل بين السنة العرب وبين الطغمويين (وهو ما أتمناه وأتوقعه) أم هل ستتعزز هيمنة وقيادة الطغمويين على غالبية أهل السنة؟
مع هذا فقد دأبتُ، وسأستمر حتى يحصل الحسم، على إعتبار المواقف المنسوبة إلى السنة العرب في العراق هي مواقف الطغمويين وليست مواقف السنة المغلوب على أمرهم حتى حلول الحسم بهذا الإتجاه أو ذاك.
أول ملاحظة لي على مقال الدكتور بابان هي وضعه علامتي التشكك والإستغراب، أي "....!!!"، في غير محلهما،عند طرحه ما إعتبرها دوافع الشيعة نحو التقسيم.
فقد إفترض الدكتور أمراً فيما يخص الشيعة وأبدى إستغرابه مما إفترضه. لقد إفترض أن إندفاع الشيعة نحو التقسيم الذي سوَّغه الحلم [... بدولة رخاء تستأثر بعائدات النفط وتطل على الخليج، تحفظ خصوصية أهلها العقيدية والثقافية، وتعوضهم قرونا من "المظلومية" و"المحرومية" ...!!!؟] هو أحد ثلاث أسباب لتقسيم العراق المحتمل.
بينما لا أرى ذلك بدلالة رفض الجماهير الشيعية لفكرة إقليم البصرة عند طرحه على الإستفتاء قبل عدة سنوات. فإرتفاع نغمة "التقسيم" لدى الشيعة لم يحصل إلا بعد يأسهم من إمكانية قبول الآخر بهم وإمكانية العيش المشترك بسلام وطمأنينة. إنهم، والأكراد، قدموا حلاً حضارياً كصيغة للتعايش المشترك بين مكونات الشعب العراقي تجسد في خلق دولة بنظام ديمقراطي فيدرالي تقوم على إحترام حقوق الإنسان وفق المعايير الدولية، رغم الصعوبات المتوقعة في التطبيق لكنها لا ولم تبلغ درجة الإستعصاء. وهو أمر لم يحصل من قبل في تأريخ العراق القديم والمتوسط والحديث.
فماذا كان الجواب؟ رفضٌ تام للآخر ولحله الحضاري تجلى بموجة من القتل الإرهابي الذي بلغ عشرات الآلاف من الأبرياء، وتخريب متواصل من داخل العملية السياسية بهدف تدميرها.
ولما أوشكت السلطة المنتخبة على النجاح في وضع حد للإرهاب وفرض سيادة الدستور والقانون والعدالة، دفع الطغمويون والتكفيريون بنسبة من أهالي الرمادي والموصل وكركوك وصلاح الدين وديالى للتظاهر والعصيان بإتجاه لا يخفى على أحد بنَفَسِه التقسيمي وعزمه على العودة اللاحقة للإقتتال لتحقيق شعار "بغداد إلنه أوماننطيها" بعد ترتيب الأوضاع التنظيمية مع شركات النفط والسعودية وتركيا وقطر وأخيراً سوريا والأردن (إذا وقعتا بيد جبهة النصرة).
وبدل أن يشك الدكتور علي بمظلومية ومحرومية الشيعة (بوضع الكلمتين بين قويسين "...") اللتين تعرض الشيعة لهما طيلة العهود الطغموية بدرجات متفاوتة حتى بلغت أشدها في عهد النظام البعثي الطغموي حينما إعتبر النظام ممارستهما أمراً إعتيادياً تماماً وتتحمل المزيد، فرفع من سقفيهما وأصبحت سياسته الرسمية الممنهجة المبرمجة، ولو خِفْيةً، هي التطهير الطائفي للشيعة والعرقي للأكراد والتركمان والآخرين قاصداً من وراء ذلك، في أحسن الإفتراضات، خلق مجتمع أحادي القومية والدين والمذهب والعقيدة السياسية والحزب أي (monolithic society) لتحرير فلسطين وتوحيد الأمة العربية.
أقول بدل ذلك كان حرياً بالدكتور علي أن يسخَر من ذلك الفريق الذي "يحلم بدولة تعيد أيام العز" وهو الفريق الطغموي ولا أقول الفريق السني. أيُّ عزٍّ هذا الذي يحلمون به؟ هل هو عز إذلال الآخرين وضربهم بالسلاح الكيميائي لمصالح طبقية ضيقة؟
نعم إنهم مصرون على إستعادة حكمهم المفقود بأية وسيلة كانت سواءً بالإرهاب أو التخريب أو بكليهما لإستعادة منافعهم المادية والمعنوية؛ وهذا هو جوهر الأزمة العراقية وكل ما خلاه ثانوي ومتفرع من هذا الأصل.
أما بالنسبة للفريق الثالث الكردي، فلا أرى ضيراً في أن [يرى في الوضع الحالي "فرصة العمر" لإقامة دولته] على حد تعبير الدكتور بابان. فحق تقرير المصير حق كفلته الشرائع الدولية. أما النقد الذي أوجهه لتوجه حكومة الإقليم وخاصة الرئيس مسعود البرزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني فيتركز على سلوك طريق معوج في محاولة تحقيق الأماني القومية للشعب الكردي. إنهم تحالفوا مع الطغمويين الشوفينيين ومع شركات النفط التي تريد فرض صيغة "المشاركة في الإنتاج" بدل صيغة "عقود خدمة" ومع تركيا والسعودية وقطر وكلهم ذوو مصلحة في إبقاء العراق ضعيفاً متناحراً تعصف به الأزمات. أعتقد أن هذا السبيل مضر بمصالح الشعب الكردي نفسه.
بقي علي أن أقول كلمة حول الظروف التي شجعت الطغمويين والحزب الديمقراطي الكردستاني على بلوغ مرحلة تهديد وحدة العراق.
السبب الرئيسي هو ما سبق أن ذكرتُه سلفاً من أن إصرار الطغمويين على رفض الآخر ومحاولة إستعادة سلطتهم بأية وسيلة هو السبب الجوهري.
أما السبب الآخر، وهو مهم أيضاً، فيتمثل بإخفاق النخب الثقافية والسياسية العراقية، ضمن منظمات المجتمع المدني أو إنفراداً، في القيام بواجبهم في أن يكونوا معياراً موضوعياً مهاباً ومحترماً لدى الجماهير تسترشد به عند تشكيل مواقفها من هذه القضية أو تلك أو هذه الجهة أو تلك فتنقلها إلى صناديق الإقتراع لتكافئ هذا وتعاقب ذاك وبذلك يحقق الرأي العام ممارسة الرقابة والفرز والإختيار الصائب فتنضج العملية السياسية ويحسب المسيء ألف حساب قبل إقدامه على التخريب كالتقسيم.
بينما أثبتت النخب، للأسف، كونها مؤدلجة وخاضعة لنظرات ومواقف مسبقة أو مصالح ضيقة فضللت الشعب ونفعت الطغمويين بلعب دور المشوش الذي أصبح حمالة الحطب لفبركاتهم وتشويهاتهم والتسقيط السياسي. إفتقدت هذه النخب إلى الشجاعة في إتخاذ المواقف والوقوف بجانب الحق والعدالة وآثروا التوزيع المفتعل للآثام والخروج على الدستورعلى الجميع بالتساوي فساووا بين المجرم والضحية..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): يمكن الإطلاع على مقال الدكتور علي بابان المعنون:
"تقسيم العراق.... الهمس الذي بات ضجيجاً" على الرابط التالي:
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=23949
(2): للإطلاع على "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع أحد الروابط التالية رجاءً:
- http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181
- http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=298995
http://www.baghdadtimes.net/Arabic/?sid=96305



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تقعوا في الفخ أيها الديمقراطيون حكومة وشعباً2/2
- لا تقعوا في الفخ أيها الديمقراطيون حكومة وشعباً2/1
- إطلاق النار على مروحيتين عراقيتين تتجسسان على العراق2/2!!
- إطلاق النار على مروحيتين تتجسسان على العراق2/1
- سر إبتزاز الأحزاب الكردية وهل من حل جذري للخلافات؟4/4
- سر إبتزاز الأحزاب الكردية وهل من حل جذري للخلافات؟4/3
- سر إبتزاز الأحزاب الكردية وهل من حل جذري للخلافات؟2/4
- سر إبتزاز الأحزاب الكردية وهل من حل جذري للخلافات؟1/4
- وصفة لطبخةٍ دسمة للفشل أعلنها الدكتور رائد فهمي نيابة عن قيا ...
- إعتراف صريح جديد لإئتلاف العراقية
- هل هي مشكلة البنك المركزي أم مشكلة المثقفين العراقيين؟
- مهلاً يا دكتور برهم صالح
- من يتحمل مسؤولية إدامة الأزمة؟
- أرفضوا مخصصات القرطاسية إنها مكيدة أيها النواب
- هل الإرهاب بحاجة لتبريراتك يا ممثل الأمم المتحدة؟
- لماذا تهينان شعب العراق يا أسامة ويا مسعود؟
- أوباما أراد علاوي رئيساً للجمهورية2/2
- أوباما أراد علاوي رئيساً للجمهورية2/1
- إعتراف صريح بالإصرار على إدامة الأزمة
- إذا جرى إستجواب رئيس الوزراء فماذا نتوقع؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - تقسيم العراق.... الهمس الذي بات ضجيجاً