أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - دكتاتورية البروليتاريا














المزيد.....

دكتاتورية البروليتاريا


نوري المرادي

الحوار المتمدن-العدد: 276 - 2002 / 10 / 14 - 03:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

إن مفهوم ( الدكتاتورية ) بشكل عام، يعني السلطة المطلقة التي يمارسها فرد بعينه دون مرجعية قانونية أو دستورية. وهي بهذا المفهوم تكون بغيضة معادية لحتمية التطور الإجتماعي ومنافية حتى لجدلية التطور بشكل عام، ناهيك عن قمعيتها وفاشيتها المحتومتين إضافة إلى ميلها العسكريتاري. وربما ضن البعض أن للدكتاتورية وجه إيجابي في لحظة ما، خصوصا في إمكانياتها المتاحة في عسكرة الإقتصاد والمجتمع في فترات الأزمات وخصوصا العسكرية. لكن هذا التصور لا يبدو صحيحا مطلقا. حيث سبق لدول ديمقراطية أن مرت بأزمات عسكرية شديدة، كالحرب العالمية، فقدم إقتصادها الإمكانيات الإستراتيجية للإنتصار دونما حاجة إلى دكتاتورية ولا إلى عسكرة.
لكن لمصطلح (دكتاتورية البروليتاريا) مفهوم معكوس كليا، أو هكذا يجب أن يكون. وهو يعني هنا سلطة الطبقة العاملة وحلفائها الكسبة وصغار المنتجين وشغيلة الريف وما إلى ذالك مما يمكن إجماله وبصورة أدق تحت مصطلح (المستضعفين). وهؤلاء المستضعفون، هم بطبيعة الحال الشريحة الأوسع من المجتمع والأكثر إضطهادا فيه أيضا. وبسبب من هرمية الإضطهاد في المجتمع، سيكون المستضعفون، آخر من يقع عليه الحيف، ولا يوجد بعدهم من يضطهدوه إلا آلات إنتاجهم. لذا ليس للمستضعفين سلوكية إضطهادية. وهم حين يحكمون، سيخلو المجتمع من الإضطهاد. 
أو هكذا يجب أن يكون الحال نظريا.
ولم يكتب ماركس ولا لينين أن لدكتاتورية البروليتاريا أجهزة قمعية كالتي عرفت عن الستالينية والماوية. إنما سيادة قانون واحد لمجتمع واحد. ولا يوجد في تراثهما ما يشير إلى أن دكتاتورية البروليتاريا التي تحدثا عنها ستكون قمعية لا مباشرة ولا بالمفهوم الملطف للقمع. وكل ما رافق التجربة الشيوعية من قهر وإضطهاد، نراه إجتهادات مغلوطة، ربما حتمتها قلة التجربة أو كثرة الأعداء المحيطين. ودكتاتورية البروليتاريا أو دكتاتورية المستضعفين، كما نراها نحن الحزب الشيوعي العراقي - الكادر، هي أداة حكم يديرها وينفذها المستضعفون لتحقيق مصالحهم دونما وسائل قمع أو قهر بأي شكل من الأشكال. وهذا لا يتم إلا حين يكون الشعب المراد تطبيق هذه الدكتاتورية عليه من نمط واحد وغالبيتهم العظمى من المستصعفين، وجميعهم معتنقين الفكر الشيوعي بأصوله وفروعه. وهذا محال. نتيجة لظروف كثيرة أهمها عدم تساوي التطور الإقتصادي لفئات المجتمع، إضافة إلى عدم وصول مكننة الإنتاج إلى شكلها المثالي لتقلل قدر الإمكان التناقض ما بين المالك والشغيل، ناهيك عن الإختلافات في القناعات الروحية. مما يتطلب تمثيل كافة فئات المجتمع في الحكم، وليس طبقة واحدة فقط. وبالتالي، فتطبيق هذه الدكتاتورية محال أيضا، على الأقل في المدى المنظور. وقد وردنا تعليق في هذا الصدد حين أغفلنا شعار دكتاتورية البروليتاريا في ثوابتنا الوطنية. لقد أغفلنا هذا الشعار، ليس لأنه مغلوط، لكنه محال التطبيق، أو يمكن تشبيه حالته بتطبيق مفهوم المجتمع العادل الذي رفعته كافة الديانات السماوية وغير السماوية. لكنها مع التجربة شاهدته محالا، لذا بقي هدفا، يشبه الجنة، يسعى إليه المرء ولا يضمنه. لذا تبقى دكتاتورية المستضعفين (البروليتاريا) وبشكلها الإنساني القانوني - قائمة، لكن ضمن الشعارات المستقبلية والنظرية الصرفة. وخير وسلية هي النظام التمثيلي القائم على أحقية الجميع في الحكم وليس أحقية طبقة واحدة فقط. ومن هنا حذفنا هذا الشعار من ثوابتنا الوطنية.  




#نوري_المرادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى السيد عمرو موسى رئيس الجامعة العربية!!
- موت في المِهجر!!،،،
- سلاما آل البيت!!،،
- الدمع المراق لِما رسمته كُندليزا للعراق!!،،
- ما هي خلفيات هؤلاء حقيقة؟
- ديدن الجاهل!!
- الرد على تشبيه المدلسين
- السيد الفاضل إبرهيم عبد الفتاح المحترم
- الإعتراف بالجرم!!
- تبدِّل الأفعى جلدها وليس دخيلتها!!،، هل ثابوا أم هو وازع الط ...
- التحالف مع اليسار حرام والتحالف مع أمريكا وإسرائيل حلال!!
- ثوابت الحزب الشيوعي العراقي (( الكادر الحزبي )) الوطنية!،،
- السيد مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله على خامنآي ...
- ما نؤآخذ الحكيم عليه


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري المرادي - دكتاتورية البروليتاريا