|
أنا والحريري وصدفه
الشربيني المهندس
الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 16:28
المحور:
المجتمع المدني
هي ليست فقاعات صابون لكننا سنتوقف مع الدهشة أكثر من مرة .. فصدفة ليست شويكار ومسرحيتها سيدتي الجميلة الممصرة وفتاها المبدع الراحل فؤاد المهندس ، وقصة تكررت عن محاولة رفع المستوي الاجتماعي للحبيب حتي وإن تمرد عليه .. وإن كان الحبيب هنا هو الوطن فتأتي الدهشة مع محاولة معرفة الحريري .. وهو ليس الرجل الذي احتاج مئات الأطنان من المتفجرات لإزاحته خارج المبادئ فاستحق لقب الشهيد وتزينه لبنان بأضواء المحبة بينما غامت سماء الذين خططوا لاغتياله وتحية للشهيد رفيق الحريري .. وهنا في مصر يتضح أن الحديث عن الأستاذ أبو العز الحريري المناضل اليساري وعضو مجلس الشعب السابق .. وآخر ألقابه المرشح السابق لرياسة الجمهورية .. وتأتي المصادفة مع طوفان الأحداث هروبا من سراديب الذاكرة لالتقط منها غياب الرجل عن الساحة بعد حادث الاعتداء عليه هو وزوجته كما يقول من قبل بلطجية الإخوان وأمام مدير الأمن .. وذلك علي خلفية أحداث جمعة الغضب في ديسمبر الماضي ضد قرارات الرئيس الشهيرة بالتحصين أو الفرعنة كما يقولون .. يعرف الرئيس أن الفرعنه أصبحت ممقوتة في بلادي ومن أسباب الثورة ، وأن ظاهرة العند لم تنفع صاحبها .. لم أراه ولكن أحد الزملاء أشار لسيارته المحطمة أثناء مرورنا من أمامها .. هل أغوص في السراديب وقد بدت الرؤية ضبابيه منذ الغدر برفاق ثورة يناير وليس آخرهم الحريري .. دفء الذكريات ربما يكون هو الأجمل وخاصة أننا نعود للسبعينات قبيل حرب أكتوبر والرئيس السادات يسير علي خطي الرئيس الراحل عبدالناصر بالاستيكة كما كان البعض يتندر بهذا.. لكن المياه جرت في النهر وتغيرت أمور كثيرة وهنا احتاج للمنطق لربط الماضي والحاضر وبينهما أبو العز الحريري .. أيامها كنت حديث التخرج من كلية الهندسة جامعة الإسكندرية وأتاح لنا النظام أيامها فرصة العمل بل والتكليف بالعمل في احد شركات القطاع العام لمدة ست سنوات .. كان تجنيدي قد تأجل لكوني عائل الأسرة بعد تجنيد أخي .. هكذا التحقت للعمل بالشركة الأهلية للغزل والنسيج بحي كرموز الشعبي بالإسكندرية وهي أقدم شركة للغزل بجمهورية مصر العربية .. كانت تجمع بين مصانعها بكرموز ومحرم بك أطياف المجتمع المختلفة .. العمال من أبناء كرموز وكوم الشقافة التاريخية وبجوارهم حي غيط العنب وغربال وصوت أجراس الكنائس ومقام الشيخ عبدالباعث .. وأيضا كبار السن من كانوا لا يزالون يحلمون بأيام الملكية والتفاح الجولدن الأمريكاني والشباب والجيل الناصري واليساري والإخوان بالقطع .. تجمعني صدفة الالتحاق بمصنع غزل 1 المتعدد الطوابق والعمل في الصيانة الميكانيكية بالأستاذ أبو العز الحريري الذي كان يعمل بصيانة ماكينات التسريح للقطن لتحويلة من شعيرات إلي شريط يغذي المراحل التالية .. وصدفة أول حديث لا أنساها مع مروري بالقسم وتوصيات المدير بالانضباط وعدم التساهل مع العمال وبالتعامل مع الحاج مصطفي احمد مسئول القسم وهو من الخبرة أي بدون شهادة الدبلوم .. يومها أوقفني أبو العز وسط الماكينات ودعاني لأن أكون شعبيا .. ولماذا لا أفطر معهم .. سلمت عليهم ومع ابتسامة أكملت مروري بباقي الأقسام .. كانت الشركة تتبع نظام تعيين أصحاب الشهادات الفنية المتوسطة لتكوين صف ثان فني مدعم بالعلم وكذلك المهندسين لرفع كفاءة الإدارة بالعلم والخبرة .. هكذا تعرفت علي رفاق أبو العز تاج الدين العمري والسيد البيلي وغيرهم .. لكن ما علاقة ذلك بالحاضر .. ربما مع الإحباط من الوضع الحالي ومقارنة نسبة البطالة المرتفعة مع فرص العمل التي كانت متاحة أيامها .. أيضا تلاحم أطياف المجتمع وانصهارهم في بوتقة العمل ودع الفتنه نائمة .. المشترك في ذكرياتي هذه لمحة من سيرة أبو العز فقد كان يرشح نفسه في الانتخابات وله شعبية بالمصنع والمنطقة وزبون بأقسام بوليس المنطقة .. المنافس هذه المرة كان اللواء ممدوح سالم محافظ الإسكندرية ووزير الداخلية ورئيس الوزراء .. وكانت انتخابات نزيهة أضطر اللواء مرشح السلطة فيها للإعادة مع مرشح الشعب المراكبي السيد اللبان حيث قاد أبو العز ورفاقه وشباب الشركة وأهالي المنطقة عملية قد لا يتذكرها الكثيرون بترشيح العامل السيد اللبان الذي كان يعمل علي مركب المعدية للناس من شط إلي الشط الآخر من أمام الشركة وبلا مؤهلات وتسهيل كل الإجراءات لترشيحه ثم العمل علي نجاحه لتكون رسالة موجهه إلي النظام . وتنجح الرسالة ويأتي اللواء إلي المنطقة والشركة وأيامها عرفت المنطقة طريقة جديدة للرشاوي الانتخابية وسمك الشاخورا رخيص الثمن .. هكذا الشباب الذي اغتالوا دوره في ثورة يناير واعتدوا علي الرموز تماما كما كان يحدث مع المعارض البارز د أيمن نور وزجه في السجن وكيف يجرؤ علي ترشيح نفسه للرياسة .. لكن لم نسمع أيامها عن البلطجية والتجارة باسم الدين ولا التناحر والخصومة المستمرة بين أطياف المجتمع واللعب بالورقة الطائفية رغم أننا كنا نعيش الهزيمة أم ما أطلق عليه النكسة ونجهز لاستعادة الأرض والعرض .. دعواتنا لعودة الروح والوعي لبلدنا الحبيبة مصر ولشبابها الواعي .. والشفاء والعودة للميدان لقطب بارز وهو الأستاذ أبو العز الحريري ..
#الشربيني_المهندس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإخوان بين وارنر والربيع العربي
-
معجزة سلطة تحتضر بين رام الله والقاهرة
-
الرئيس بين القصرين الاتحادية والبيت الأبيض
-
نحن وذكري سقوط الأندلس
-
الثقافة الزئبقية والمجتمع المصري
-
الحلم والكابوس
-
هزيمة رومني والرئيس المصري
-
الديكتاتور في ميدان التحرير
المزيد.....
-
تقرير: إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بعد تأجيله عقب تدخل الو
...
-
مكتب إعلام الأسرى يعلن موعد الإفراج عن الأسرى الفلسطينين
-
عناصر المقاومة أبغضت الاحتلال فأخّر تسليم الأسرى + فيديو
-
نتنياهو ينظر بـ’هلع شديد’ إلى مشاهد إطلاق سراح الأسرى في غزة
...
-
حسام بهجت يلتقي المفوض السامي لحقوق الإنسان ورئيس مجلس حقوق
...
-
تحديد موعد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن الدفعة الثالثة
...
-
هذه هي توصيات هيومن رايتس للحكومة اللبنانية المقبلة
-
تعرّف على الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل في الد
...
-
نتنياهو يأمر بتأجيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين
-
قيادي لدى حماس: قرار نتنياهو بحق الأسرى الفلسطينيين غير مقبو
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|