أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - غربلة الكتب المقدسة أو رفع القداسة عنها















المزيد.....


غربلة الكتب المقدسة أو رفع القداسة عنها


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 11:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تنص المادة 43 من الدستور المصري على ما يلي: "حرية الاعتقاد مصونة. وتكفل الدولة حرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة للأديان السماوية؛ وذلك على النحو الذى ينظمه القانون".

هذه المادة تبعث على الشفقة. فهي تدخل في القانون مفهوم سخيف مأخوذ من القاموس الديني وهو مفهوم "الديانات السماوية". وكأن الأديان تنزل من السماء. ومن المتعارف عليه في القاموس الديني عند العربان اتباع بول البعير أن الديانات السماوية هي ثلاثة: "اليهودية والمسيحية والإسلام". وهذا يعني أن من لا ينتمي لواحدة من هذه الديانات الثلاثة لا يحق له ممارسة شعائره الدينية في مصر (وهذا يتضمن البهائيين والبوذيين والهندوس وغيرهم). وأما السعودية فتضيف إلى هذه السخافة منع غير المسلمين يهودا كانوا أو مسيحيين من ممارسة شعائرهم على أراضيها والقبض على من يخالف هذا المنع وترحيله. وقد يكون هذا التضييق على غير المسلمين في السعودية بسبب شرب بول البعير بغزارة في بلد منبع الوحي فأخل بقدراتهم العقلية.

لنرجع إلى اتباع الديانات السماوية المذكورة: اليهود والمسيحيون والمسلمون. هؤلاء جميعا يعتقدون بكتب اصبغوا عليها صفة القداسة. فهي كتب منزلة من السماء من عند الله وهي كتب العهد القديم عند اليهود، ويضيف اليها المسيحيون كتب العهد الجديد، ثم يضيف المسلمون لهذه الكتب القرآن. والمسلمون يعترفون بالكتب المقدسة اليهودية والمسيحية ولكنهم يعتبرون أن اتباع هاتين الديانتين حرفوا الكتب التي بين أيديهم. وهناك مسلمون يعتبرون أن الإسلام ناسخ لكل الديانات السابقة، اعتمادا على الآية "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَم" (آل عمران 3 : 19) والآية "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ" (آل عمران 3 : 85). واتباع الديانات الثلاثة يضفون القداسة ليس فقط على الكتب السماوية (النازلة من السماء) بل أيضا على الأنبياء الذين نزلت عليهم تلك الكتب. والقداسة تعني أن الكتب المنزلة ومن نزلت عليهم تلك الكتب، على الأقل عند المسلمين، معصومون عن الخطأ علما أن التوراة تتكلم عن تصرفات شائنة لدى بعض الأنبياء بينما القرآن يتغاضى عن تلك التصرفات ولا يتكلم عنها إلا بصورة نادرة وعابرة.

وقد عاث اتباع الديانات السماوية الثلاثة دون استثناء الفساد في الأرض قتلا وتدميرا معتمدين على تلك الكتب المقدسة، وما زال الأمر كذلك خاصة عند اتباع موسى الذين يبررون ما يقومون به في فلسطين بإسم التوراة، يساندهم في ذلك التيار المسيحي الصهيوني المهووس خاصة في الولايات المتحدة، وعند اتباع محمد الذين يبررون أيضا تصرفاتهم بنصوص من القرآن وكتب الحديث. وقد أدت ثورات الربيع العربي (والتي يسميها قائد شرطة دبي ضاحي خلفان بثورة الفسيخ) إلى بروز الإخوان المسلمين الذين يخلطون الدين بالسياسة مستشهدين بآيات قرآنية وأحاديث نبوية. والمتتبع لسفاهات مشايخهم في محطاتهم التلفزيونية وخطاباتهم الجماهيرية يقع في حيرة من أمرهم ويظنهم زمرة من المجانين الذين تم الإفراج عنهم من مصحات الأمراض العقلية. وقد ذهب العته عند بعضهم إلى درجة المطالبة بهدم الأهرامات وتمثال أبو الهول كما فعل الطالبان بمساعدة العربان بتماثيل بوذا في افغانستان (أنظر http://blog.sami-aldeeb.com/?p=28305)، اعتمادا على ما كان قد كتب منظرهم الرئيسي يوسف القرضاوي وأسوة بما فعل محمد سابقا بتماثيل الكعبة عندما احتل مكة. وهناك من يطالب بالعودة إلى نظام قطع يد السارق ورجم الزاني وقتل المرتد والعين بالعين وفرض الجزية وملك اليمين والسبي وغيرها من النظم التي تسن عليها كتب الفقه الصفراء اعتمادا على القرآن والسنة. ولا يتوقف الأمر على الإخوان المسلمين، لا بل أن مجلس وزراء العدل العرب وافقوا عام 1996 على قانون يسن على العقوبات الإسلامية المذكورة مستشهدين بآيات قرآنية واحاديث نبوية (أنظر هذا القانون في موقع الجامعة http://carjj.org/node/237). فإن وصل وزراء العدل العرب إلى هذه الدرجة من الغباء، فهذا يعني أن الداء مستشري، وأن الجنون قد نخر العقل العربي والإسلامي حتى النخاع. فاذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت الرقص.

وبما أن هذه التصرفات الغبية من قِبَل الإخونجية ومن لف لفيفهم و من قِبَل مجلس وزراء العدل العرب مرتكزة على القرآن والسنة، فلا بد من إعمال الفأس فيهما لاستئصال الشر من جذوره. وهذا الأمر ينطبق أيضا على الكتب المقدسة اليهودية والمسيحية على السواء. وسوف نركز هنا على اقتراحات بعض المسلمين للخروج من المأزق الذي يمر به المجتمع العربي والإسلامي والذي يبشر بأسوأ العواقب.

هناك اقتراح المفكر السوداني محمود محمد طه في كتابه الرسالة الثانية من الإسلام (http://www.alfikra.org/books/bk010.pdf) الذي يطالب بترك القرآن المدني واتباع فقط القرآن المكي الذي يعبر عن روح الإسلام الحقيقية قبل أن يصبح محمد رئيس دولة في المدينة فتغيرت طبيعة الإسلام واصبح إسلاما سياسيا. وبفعله هذا، يرمي في سلة المهملات ثلث القرآن وكل الأحكام الفقهية التي جاءت في السور المدنية. وللتذكير، تم شنق صاحب هذه الفكرة بتشجيع من الأزهر عام 1985.

وهناك من يطالب بإتباع القرآن وحده وترك السنة أو على الأقل تنقيحها من الشوائب (كما يفعل القرآنيون ومن ضمنهم جمال البنا). ففي كتابه "تجريد البخاري ومسلم من الأحاديث التي لا تلزم" (http://www.jesus-for-all.net/islamic_books/pdf_0350.pdf)، يستبعد جمال البنا 653 حديثا من هذين الصحيحين، وهما اهم كتابين عند المسلمين بعد القرآن. والبنا بعمله هذا يرسم النبي محمد بصورة مثالية... فيرمي ما لا يتفق مع تلك الصورة، جاعلا من النبي محمد وكأنه اله معصوم عن الخطأ. ومن جهة أخرى يظن البنا ضمنيا أن القرآن كلام الله فلا يخضعه إلى نفس عملية الغربلة التي يجريها على كتب الحديث. والتيار القرآني مرفوض من الأوساط الإسلامية الرسمية ومن بينها الأزهر.

ومؤخرا رأى عضو مجلس الشعب المصري السابق محمد أبو حامد عدم استعمال ألفاظ جاءت في القرآن تؤذي الطرف الآخر، معتبرا إنها نزلت من 1400 سنة وكانت تخاطب عقولا وثقافات كانت تتعامل مع هذه الألفاظ وهذه العقول لم تعد موجودة الآن وأن هناك مقاصد وأحكام وراء هذه الآيات وهى الأساس وإذا كان هناك لفظ كان يُستخدم في القرآن في ذلك العصر فليس بالضرورة أن نكرره الآن خصوصا أن القرآن يأمرك ببر الأقباط وكان هناك ألفاظ كان يخاطب الله خلق معينة ولا يصح أن نستخدمها عندما نخاطب أشخاصًا آخرين لأن الأصل في التعامل بيننا هو التعايش والبر (http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2013/01/08/162116.html). وهذا الراي محدود المجال لا يتعرض لمشكلة تطبيق الشريعة الإسلامية كما جاءت في كتب الفقه اعتمادا على القرآن والسنة. وقد لاقى صاحب هذه الفكرة انتقادا من الأوساط الإسلامية.

وهناك آخرون يرون ربط الشريعة الإسلامية بالمكان والزمان فلا تطبق خارجهما عملا بالقاعدة الفقهية "لا ينكر تغير الأحكام بتغير الزمان"، كما جاء في المادة 39 من مجلة الأحكام العدلية، وهذه القاعدة تخالف مقولة الإسلاميين بأن الشريعة الإسلامية صالحة لكل مكان وزمان. ويمثل التيار الذي يريد تحديد تطبيق الشريعة في الزمان والمكان (أي زمن النبي محمد والجزيرة العربية) كل من محمد احمد خلف الله وعبد المجيد شارفي ومحمد شارفي وغيرهم. وهذا التيار مرفوض من الأوساط الإسلامية الرسمية.

وبجانب هذه التيارات هناك فكر متسامح مهلهل يعرض الإسلام وكأنه دين التسامح والمحبة والسلام دون الدخول في التفاصيل، غاضا النظر عن كل ما يخدش الإسلام والقرآن والنبي محمد من قريب أو بعيد. ولا تعرف إن كان أصحاب هذا الفكر يجهلون حقائق الأمور وخفاياها.، أو يتجاهلونها عن عمد لسبب أو لآخر. وهذا الفكر نجده عند بعض الإعلاميين الليبراليين المعارضين للإخوان المسلمين.

كل هذه التيارات على مختلف مشاربها تبقي على جذور المشكلة التي تكمن في تقديس الكتب والأنبياء. وما تقوم به من عمليات تجميلية للشريعة الإسلامية يشبه قص العشب حتى يظهر بمنظر مقبول، ولكن سرعان ما ينبت العشب ويقوى. مما يتطلب إعادة عملية القص من وقت لآخر. ولو اخذنا مثلا آخر لقلنا أن عمل تلك التيارات يقتصر على قطع ذنب الأفعى، وهذا لا يمنعها من اللدغ. فإذا أردت أن تقضي على خطر الأفعى والى الأبد عليك أن تسحق رأسها. فالحل الوحيد للمأزق الذي تعيشه البشرية هو سحب القدسية عن الكتب المقدسة والأنبياء. وهذا هو الأقرب للعقل. فليس هناك كتاب نازل من السماء، وكل كتاب هو كتاب بشري والقول بغير ذلك هو نوع من الخبل. والأنبياء هم في حقيقتهم بشر مثل باقي البشر، لهم محاسنهم وسيئاتهم.

حملوا كتابي الذي يبين أن القرآن من تأليف حاخام يهودي مسطول: http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان 103: الجذور الاقتصادية للختان
- مسلسل جريمة الختان 102: الختان بين المحبّة والساديّة
- الإسلام المخمج والإسلام السليم
- القرآن تأليف حاخام مسطول
- مسلسل جريمة الختان 101: من سيطرة القبيلة إلى سيطرة الأطبّاء ...
- مسلسل جريمة الختان 100: ختان الإناث وسيطرة النساء على بعضهن
- مسلسل جريمة الختان 99: ختان الإناث تعبير عن سلطة الذكور
- سوف نبقى في مجتمع خرفان
- الجمال من عوامل التقدم والتقبل
- لماذا تتدخل يا سامي في التصويت على الدستور المصري؟
- ارفضوا الدستور المصري ولكن صوتوا بلا
- دستور مصري همجي
- موش مشكلة إخوان مشكلة تعليم ديني
- شرع الله أم شرع الحاخام؟
- مسلسل جريمة الختان 98 : عقدة أوديب وعقدة الخصي
- مسلسل جريمة الختان 97 : الختان كمرحلة تدريب وامتحان
- خبرتي مع الناشرين
- مسلسل جريمة الختان 96 : الختان كعلامة طهارة وتعالي
- مسلسل جريمة الختان 95 : كعلامة إنتماء وتمييز وتعارف وتضامن
- مسلسل جريمة الختان 94 : الختان والانجاب


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - غربلة الكتب المقدسة أو رفع القداسة عنها