أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خالد الصلعي - الديمقراطية الانسانية -2-














المزيد.....

الديمقراطية الانسانية -2-


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 3968 - 2013 / 1 / 10 - 01:41
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الديمقراطية الانسانية -2-
******************
لتأسيس ديمقراطية انسانية في العالم العربي ،تروم تحقيق نوع من المساواة بين المواطنين ،على اعتبار المواطن فاعل اجتماعي تمنحه حقيقة وجوده وطبيعة هويته وبنية كينونته حق المشاركة في بناء الوطن وهندسة خرائطه المختلفة ،حسب ميوله وطاقاته واستعداداته ، دون مطالبته بالانتماء القسري الى ايديولوجية غير الايديولوجية التي تثمر نتاجا يخدم المصلحة العليا للوطن ، والتي تنطق ثمراتها الناضجة التي يتذوقها الجميع ، قبل أن تعبر عنها الخطابات والشعارات والوعود التي غطت جزءا هاما من زمنية الحداثة العربية ، دون العودة الى الزمن الأبعد .
وهنا لابد من التأكيد مرة أخرى اننا لسنا بصدد الترويج لديمقراطية ما ، دون الأخرى ، بعد أن توضح معنى ما نشير اليه بالديمقراطية الانسانية، في مفهومها المفتوح ، فكل ما يخدم الانسان ويدفعه الى الارتقاء والتسامي ، يدخل في هذا التعريف ، نعم هناك وعي منهجي بصعوبة تطبيق هذه الديمقراطية في بلداننا العربية ، وهي التي لم تخرج بعد من قماط التبعية والديكتاتورية والأنظمة الأوتوقراطية التوتاليتارية ، لكن هذا لن يعفينا من التنويه بما خلفه الكثير من مثقفي طلائع الحداثة من تراث انساني ،وان في شكله أو في بعده النظري الصرف ، ولن نلتفت الى من تخلى عن نظرياته وارتد ، أو من لا تطابق كتابته سلوكه وممارسته . لأن ذلك يمكن أن يدخل في خانة نقد السلوك النخبوي ، في جميع اخفاقاته ، وهذا اشتغال رغم اهميته المنهجية والمعرفية تربويا وأخلاقيا ، يجب على المثقفين المعاصرين التصدي له بكل جرأة وحياد ، خاصة والعالم العربي يعرف منعطفا حضاريا جديدا وطورا من الوعي لم يألفه ،أوعلى الأقل شِيئ له أن لا يدخله .
اننا للآن لم نتعود على فلسفة المشاركة ، والمواطن العربي لم يؤهل نفسه ذاتيا للانخراط الجاد في تفعيل وجوده ، وتمتين هويته وفرض كينونته .
لكن هذا لايعني أن نغمض العين على ما تمخض عن ثورات الربيع العربي ، التي كانت ايذانا عربيا خالصا بدخول البشرية عصر الشعوب ، وهو ما فرض تغييرات جذرية على الخرائط الجيوسياسية الدولية ، وتغيرت على اثره كثير من المقولات والتمثلات والعلاقات التي لم تكن قبل سنتين مطروحة بكل هذه القوة والحدة على ساحة النقاش العالمي المفتوح ، وكأن الزمن يمضغ أيامه وساعاته .وللتدليل على ذلك فان ميل أكثر من نصف الميزانية العالمية جهة شرق آسيا مؤشر له دلالاته الماليةوالاقتصادية ذات التأثير المباشر على تفعيل القرارات الدولية ، كما أن اعتماد دولة فلسطين كدولة غير عضو في هيأة الأمم المتحدة لها صفة المراقب ، هو تجسيد حي لتغير مزاجية الدول التي كانت الى عهد قريب تحذر الفلسطينيين من مجرد طرح هذا الملف على الهيأة الأممية ، ويمنح للعرب ثقلا اضافيا في المنظومة الدولية ،برغم وعينا ان الأنظمة العربية لا تزال أبعد عن استثمار مثل هذه التحولات .
ما نرومه من هذين المثالين هو التنصيص على التحولات العميقة التي أصبحت تحكم قانون التوازن الدولي ، الذي هتكت حجبه ثورات الربيع العربي ، الذي لم يكن ثمرة أفكار نخبوية أو استراتيجية فوقية ، أو بدافع غربي كما يتشدق العميان والصم من بني جلدتنا من المثقفين ، بل جاء نتيجة امتلاء الحقينة النفسية للمواطن العربي الذي ورث القمع والاقصاء والفقر والجوع والاضطهاد أبا عن جد ، الى درجة ان فاض عنه الفقر والقهر ، فانتفض في هبة واحدة كادت أن تكون من الماء للماء ، لولا تعثرات بنيوية ترتبط بطبيعة بعض المجتمعات العربية ،وتركيباتها النفسية والتاريخية والاجتماعية .
اذن فالتغيرات الجوهرية التي تعرفها مختلف البلاد العربية ، والتي كانت نتيجة طبيعية في صيرورة الواقع والتاريخ العربيين ، هي تغيرات فرضتها الجماهير العربية التي اكتوت سنوات طويلة من تسلط لامنطقي وخارج سياقات التطورات الانسانية ، اذ لم يعد ممكنا أن يستمر المواطن العربي فاقدا لمواطنته في زمن وصل فيه الانسان الغربي الى عصر ما بعد الحداثة ، بكل ما يحمله من أبعاد الاختلاف والتعدد والانشطار الدقيق والذري في المفاهيم الحياتية وفي رؤيته للوجود الانساني الذاتي ، أو أن يستمر ككائن لا تزال تراتبية القبيلة ، وهرمية العشيرة ، وتبعية المريد للشيخ ، أي علاقة السيد بالعبد هي الأساس الذي تنبني عليه المجتمعات التي يعيش فيها .
هكذا نفهم أن الشعوب العربية لعبت دورا لا واعيا في تأسيس مفهوم الديمقراطية الانسانية ،من خلال نحتها العملي التطبيقي ، لمفهوم عصر الشعوب .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استسلام لا بد منه
- الديمقراطية الانسانية
- خطاب الانهزام ملامحا ولغة
- طين جا.........طين جا
- النظام المغربي وواقع السياسة
- عصر الشعوب مرة أخرى
- السنة الماضية _1_
- البرلماني والمواطن وحقوق الانسان
- نقاش مع وزير الخارجية الروسي
- الشعرية المبكرة -شارل بودلير-2-
- الدولة الانشائية
- أمطار الجحيم -رواية-16-
- الشعرية المبكرة -1-
- بارمينديس يتهجى أفكاره
- الفيتو الأمريكي والصمت العربي
- تعزية لا شماتة
- الشريعة أم السياسة-3-
- النفاق أو لغة الكون
- العرب والانقسام الأزلي
- شهود لا متأثرون


المزيد.....




- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - خالد الصلعي - الديمقراطية الانسانية -2-