الانظمة العربية بين الغباء والذكاء

احمد محمود مغامس

الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 20:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

المتتبع لتاريخ الانظمة العربية المعاصرة ، يجد أن ثقافة الثورات ، ضد الحاكم المستبد هي من الثقافات الجديدة التي بدأت الشعوب العربية بمارستها ، ضد الانظمة الديكتاتورية التي سيطرة على مقاليد الحكم
ولهذه الثورات التي حدثت في بلدان الربيع العربي ، أو التي ما زالت تنتظرالربيع العربي، الكثير من الدروس والعبر التي لا تنضب.

ونجد أن هناك بعضاً من الانظمة العربية كان على مستوى جيد من الذكاء، بحيث بدأت بدراسة هذه الثورات والاستفادة من العبر و الدروس والتجارب وعلى النقيض نجد أن هناك من هذه الانظمة كان على مستوى عالي من الغباء.

أن ثقافة الثورات في بلدان الربيع العربي ، تشكل مادة علمية وفكرية و فلسفية ، يستطيع أن يستفيد منها الجميع الذين يريدون السـير في طريقها و الذين يريدون عرقلتهـا ، الذين يرجونها و الذين يخشونها

أما أولئك الذين ينكرون وجودها فلا يتعلمون منها إلا القليل . كذلك هو حال الذين ينكرون سمتها التعليمية و يقتصرون على محاربتها بدون الاستفادة من دروسها

لقد كانت دروس ثورة تونس نافعة لمصر : فالعسكريون عرفوا كيف يأخذونها في اعتبارهم ، بالعكس من مبارك ، الذي لم يستفد منها شيئاً
بحيث من أهم القواعد في ثورات الربيع العربي التي استفاد منها العسكريون في مصر أن التصعيد باستخدام العنف ، سوف يدفع بالمزيد من الثورة و الغليان وأن أي عملية تدخل من قبل الجيش لصالح الحاكم " مبارك " يعني انهيار المؤسسة العسكرية في مصر بحيث سوق تبدء سلسلة لن تتوقف من الانشقاقات العسكرية !وبالتالي قد تتحول هذه الثورة إلى حرب بين ،جيش يقاتل نفسه

ثورتا تونس و مصر نفعتا ليبيا أيضاً : لم يستفد منها القذافي المكابر في أي حال من الأحوال ، لكنها نفعت المعارضة فعلاً

أما الآن ، فإن كل الدروس الثورية تعود بتأثيرها على سوريا ، البلد الأساسي في التوازنات الاستراتيجية في الحيط العربي: يستمر الأسـد ونظمه بالقمع العتيق و الزنخ الموروث من والده وقد أثبت النظام البعثي السوري بقيادة بشار الاسد انه يمتاز بالغباء الكامل
بحيث حدثت ثلاثة ثورات بدول مجاورة له ولم يستطيع أن يفهم قواعد وثقافة ثورات الربيع العربي لو كان هذه النظام يتمتع بالقليل من الذكاء لكانت أنتهت الثورة السورية التي إنطلقت شرارتها الاولى في بلدة درعة
وعلى الصعيد الدولي أيضا هناك الكثير من الدول استفاد من الثورات العربية. كانت فرنسا فعالة جداً في ليبيا من أجل أن تمحي خطاياها في تونس الولايات المتحدة تعلمت أن تقود من الخلف في الحرب . المَلَكيات العربية ، و السعوديون على رأسها ، استخلصت دروساً محلية : الإصلاح بأقصى سرعة ، قبل أن تصل الثورة إليهم ، و القمع ضروري أيضا مع الحسم العاجل أمام خطر داهم ، كما كانت الحال في البحرين بل أن أيضاً .إسرائيل أخذت العبر و الدروس بتعامل مع الثورات أو الاحتجاجات الشعبية عندهم من الثورات العربية

نعم انها ثورات الربيع العربي التي سوف تكون قريباً مادة تاريخية وسياسية وفكرية وفلسفية سوف يتم .تدريسها في جميع الجامعات و المعاهد على مستوى العالم

بقلم . أحمد محمود مغامس

#احمد_محمود_مغامس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات