عبد الجبار منديل
الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 14:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتكاثر على قتلها الخناجر . خناجر من كل الجهات خناجر الاعراب وخناجر الاغراب. والكل يعلن ان له في دمها حصة . القتلة كثيرون والشهيدة واحدة . لا احد ينكر تهمة المشاركة في قتلها والتمثيل بها . الوحوش الهمجية الضارية تدخل في احشائها وتتسلل داخل شرايينها . العالم المتحضر والمتحجر يتفرجون على دمائها النازفة ويطلبون المزيد بل ويزعمون ان دمائها تهدد جيرانها . وان ارتعاشات جسد الضحية هي عملية ارهابية يجب الحذر منها . وان الدماء النازفة يمكن ان تلوث جيرانها او تحرق اجواءهم لذلك لابد من دروع مضادة حتى لا تصل صرخات الضحية الى اسماع العالم .
كل شيء جاهز لقتل سوريا والشعارات جاهزة لتخدم عملية القتل ولكن لا احد يسأل او يفكر بمرحلة ما بعد نحر سوريا . القتلة الحقيقيون يعرفون انه لا توجد مرحلة بعد عملية القتل لان سوريا سوف تكون اشلاء مبعثرة غير قابلة للجمع او اعادة الخلق والاحياء .وان الاشلاء سوف تتلاقفها الايدي الغادرة المساهمة في عملية القتل من بقايا ال عثمان وميليشيات القاعدة والقوى الظلامية الاخرى . اما اكثر المتحمسين لعملية قتل سوريا من شيوخ الاعراب فلن ينوبهم الا العار والشنار .
الغريب انها المرة الوحيدة التي يتفق فيها الاعداء على هدف واحد . يصرخون ان الوسيلة الوحيدة لانقاذ سوريا هو قتلها . حتى اصبحت عملية القتل هي الطلسم السحري الوحيد الذي يمكن ان يجلب الديموقراطية والسلام والاستقرار لسوريا ولما حولها من دول الجوار وان دماء سوريا يمكن ان تكون البلسم الناجع والدواء الشافي التي يمكن عن طريقها معالجة كل الامراض على شاكلة مرض سوريا .
#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟