جواد التباعي
الحوار المتمدن-العدد: 3966 - 2013 / 1 / 8 - 18:38
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
كانت الجغرافيا الإسلامية من بين العلوم الإنسانية التي تركزت حولها الجهود مؤخرا بهدف تأصيلها و إعطائها هوية إسلامية . وفي هذا الصدد حدد الأستاذ محمد بلفقيه بعض ملامح الجغرافية الإسلامية في كتابه " الجغرافيا القول عنها والقول فيها" من خلال إجراء دراسة نقدية و تقويم ابستمولوجي للفكر الجغرافي الحديث و المعاصر في الغرب منذ تأسيسه خلال القرن 19م . وتوصل إلى أن الجغرافيا تقوم على ثلاث ركائز :
1 ـ الموضوع
2 ـ المنهج
3 ـ المرد ودية الاجتماعية
وقد ركز الأستاذ بلفقيه على الموضوع مبررا تطوره عبر ثلاث مراحل :
خلال القرن 19م وبداية القرن 20م . كان موضوع الجغرافيا هو دراسة الطبيعة
منذ الربع الأول من القرن 20م إلى حدود الستينات اهتمت بقضايا المجتمع
منذ السبعينات من القرن 20م . التركيز عل قضايا الفرد و الإنسان.
ابرز بلفقيه أن هذا التطور له علاقة وطيدة بالتطور الحاصل في فلسفات ونظريات الغرب ، وإيديولوجياته من الفلسفة الطبيعية إلى الفلسفات الاجتماعية (الليبرالية و الماركسية) ثم إلى الفلسفات الإنسية(الوجودية و الظاهرياتية) لذلك انتقد هيمنة هذه الفلسفات الغربية على العلوم الإنسانية ، وخاصة الجغرافيا. ودعا إلى الأخذ بالمذهبية الإسلامية .
وفي هذا الصدد يقول: " وعلى أي حال فان العلوم الإنسانية التي تربت وترعرعت في أحضان مدنية الغرب ، والتي ماتزال تهيمن على الساحة الفكرية تغذيها عقائد صريحة و ضمنية ليس من الممكن أن تحضى بموافقة الجميع ، إذ نعتبرها عقائد فاسدة نعتها أهواء البشر . إما انحرافا عن الحقيقة ، أو زورا ، ومعنى ذلك أنه لايمكن الأخذ بهذه العلوم بحذافيرها كما أسسها الغرب ، بل من حقنا ان نعيد النظر فيها لنصهرها من جديد و نفرغها في القالب العقيدي الذي نرضاه" .
السبب وراء انتقاده للفلسفات الغربية هو طابعها العلماني الصرف الذي يجعل من الجغرافيا علما يقتصر على دراسة الماديات طبيعية كانت أم بشرية ، وتهمل الجانب الروحي في الوقت الذي يمثل الإسلام عقيدة متكاملة و متناسقة لذلك يجب تكييف الفكر الجغرافي مع خصوصياتنا وقيمنا الدينية و الحضارية .
و الحقيقة أن بلفقيه ركز على الجغرافيا الإسلامية خلال التاريخ المعاصر متناسيا التطور الذي عرفه الفكر الجغرافي خلال العصر الوسيط خاصة جغرافيا الرحلات ، وعلم الخرائط التي برع فيها المسلمون في اطار التكامل الحضاري الحضارات التي سبقتهم .
#جواد_التباعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟