|
هل نوجد شريعة اسلامية؟
ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن
(Ibrahim Elgendy)
الحوار المتمدن-العدد: 3966 - 2013 / 1 / 8 - 06:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما هو تعريف الشريعة الاسلامية ؟ شريعة جذرها شرع أى بدأ ، ابن كثير يقول شرعة أو شريعة هى ما يبتديء فيه الى الشىء ومنه ، وعند العرب .. الموضع الذي ينحدر منه الماء بكثرة. الشريعة اصطلاحا ( ما شرعه الله لعباده من الدين) كالصيام والزكاة والصلاة ..الخ ، ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها .. الجاثية 18، ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا .. المائدة 48 حسب التعريف السابق .. المقصود بالشريعة هو ما شرعه الله لعباده من ( الدين ) وليس من القانون ، فما الفرق بين الدين والقانون ؟ الدين الهي مطلق ، نصوصه ثابتة تنظم العلاقة بين الانسان وربه ، يعاقب من يخالفها بدخول النار فى الاخرة القانون بشرى نسبي ، نصوصه متغيرة تنظم العلاقة بين الناس وبعضهم البعض ، يعاقب من يخالفه بعقوبات فى الدنيا
بالطبع هناك عقوبات ذكرتها الأديان الابراهيمية الثلاثة تنادي بتطبيقها على يخالفها فى الدنيا وهى ما يطلق عليه الحدود لا يوجد شريعة ( فى كل الاديان السماوية) وعلى رأسها الاسلام ، تحوي قوانين بها نصوص لحكم دولة ، لأن الاديان مقدسة مهمتها روحية ومكانها القلب الله انزل الاديان على الناس للتعبد بها ، والانسان سن القوانين لتنظيم نفسه وحياته والاستجابة بمرونة للمتغيرات حسب الزمان والمكان والثقافة والاقتصاد …. الخ وبما ان الله جعل الانسان خليفة له .. وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً .. البقرة 30 واعتبر الانسان صورة منه .. ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِه .. السجدة 9 ، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ .. الحجر 29
وانزل كتبه وترك تفسيرها للبشر كل حسب فهمه واجتهاده وعصره وبما ان أحدا من المفسرين لم يدخل الى الضمير الالهي ليقطع بصحة تفسير معنى هذا النص او تلك الاية
نخلص الى ان الانسان قادر على ابداع قوانين ينظم بها نفسه وحياته وعلاقاته ويحل بها مشاكله ، فالشريعة لا تعنى الحدود كما استقر فى وجدان البسطاء !! فاذا قرر اى حاكم تطبيق الحدود بعد توفير ( العدالة الاجتماعية والمسكن والمأكل وفرص العمل لمواطنيه ) ، لا تعدو كونها مجرد قانون العقوبات ، وهو قانون واحد من ضمن عشرات القوانين التى تفتقر اليها جميع الاديان بلا استثناء
فشئون الدولة الحديثة كالاقتصاد والتعليم والتكنولوجيا والسياحة والانترنت والطب و الهندسة والوراثية والاستنساخ والزراعة والسياسة والدبلوماسية والعلاقات الدولية والتجارة ….الخ ، تحتاج الى برنامج سياسي اقتصادي علمي قانوني لادارتها ، يتطور هذا البرنامج ويتغير بتغير الزمان والمكان
الاسلام السياسي يواصل تزييف وعى الناس ، اذ يؤكد ليل نهار على وجود شريعة اسلامية ( برنامج سياسي ) متكامل لحكم مصر بل العالم يداعبون عواطف البسطاء بالدين للوصول الى السلطة ، ولو كانوا صادقين فى ادعائهم لنشروا الشريعة ( البرنامج ) التى يدّعونها على العالمين وأخرسوا ألسنة أمثالنا!!
الحجة القديمة ان نظام مبارك كان يقمعهم ويمنعهم من نشر برامجهم على الناس ، هم الان فى السلطة .. ونتحداهم ان ينشروا أى برامج الان او مستقبلا ، وأطالبهم بتطبيقها فورا وعلى الجميع حينما يعثروا عليها !!
لقد تراجع خطاب الاسلام السياسي خطوة كبيرة جدا بعد وصوله الى السلطة ، فبعد ترديد شعارى .. الاسلام هو الحل ، و التطبيق الفوري للشريعة الاسلامية ، انتقلوا الى صيغة زئبقية مطاطة نصها ( شرط ألا يخالف الاسلام ) بمعنى اصدر ما تشاء من قوانين وضعية بشرية فرنسية قبرصية لايهم .. المهم الا تخالف الاسلام ، لكن السؤال الاساسي ما زال قائما .. هل فى الاسلام (شريعة - نصوص - قوانين ) واضحة صريحة مباشرة لحكم دولة ؟
الاجابة .. بالقطع لا ، انهم يطلقون على تشريع القوانين لفظة اسلامية وهى ( الاجتهاد ) وكأن العالم قبل الاسلام وبعده ، بل وقبل ظهور الاديان كلها ( التى لم يتجاوز عمرها 4 الاف سنة من عمر البشرية ) لم يكن يجتهد ، وبناء عليه فالبلدان التى لا تؤمن بالاسلام كالولايات المتحدة واليابان واوربا قد سرقوا عنصر الاجتهاد فى غيبة من المسلمين وهم نيام !!
لقد شاع فى عهد المرحوم متولى الشعرواى مقولة ان الصانع يصدر كتالوج للتعريف بتشغيل ما صنع ، والله اعلم بالكتالوج من الانسان ، وبالتالى فالشريعة هى الكتالوج !! خطاب الاسلام السياسي يصمم على تسفيه دور الانسان وانه لا يملك من امر نفسه شيئا ، وامره كله موكول الى الله ، و هم من يعرفون الطريق اليه ، وبناء عليه يجب تسليم القيادة لهم … وقد حدث !! ها هم فى السلطة ، اطالبهم وفورا بتطبيق الشريعة التى يدّعون؟
#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)
Ibrahim_Elgendy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الله يحكم مصر !!
-
الشريعة أم الحدود؟
-
حرية الالحاد
-
فيلم نبي الاسلام!!
-
اخوان الشيطان !!
-
كيف نواجه حكم الاخوان ؟
-
تكلفة التدين
-
الصحف القومية .. و خراب مصر
-
اليهود والاخوان !!
-
الشيخ على ونيس .. أين الخطيئة؟
-
على هامش الانتخابات الرئاسية
-
الاسلاميون والعسكر!!
-
مصر .. بين العسكر والاخوان
-
اقالة النائب العام .. أول قرارات الرئيس الجديد!!
-
أنف البلكيمي!!
-
الكلب .. بين المسيحية والاسلام!!
-
مشروع القرن!!
-
دينا عبد الرحمن .. وثورة الجياع!!
-
الاخوان المسلمين ... بطلوا نطاعة!!
-
المجلس العسكري يخطط لحرب أهلية في مصر !!
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|