أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - وادي الحيرة السفر السادس للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن الترابي 6-7














المزيد.....

وادي الحيرة السفر السادس للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن الترابي 6-7


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 3965 - 2013 / 1 / 7 - 17:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


6- وادي الحيرة :
ثم إن السالك بعد سيره في مراتب الاستغناء البحت ، يرد وادي الحيرة ويخوض في بحار العظمة فتزداد حيرته في كل حين ، يرى هيكل الغناء عين الفقر حينا ، وجوهر الاستغناء محض العجز حينا آخر يخر صعقا لجمال ذي الجلال حينا ويضيق ذرعا بوجود نفسه حينا آخر ، فكم عصفت عواصف الحيرة بأشجار المعاني فاقتلعتها من جذورها ، وكم أزهقت من نفوس، ذلك بأن هذا الوادي يلقى بسالكه في اضطراب أيما اضطراب ، ومع ذلك فما أحب هذه الظواهر للواصل وارغبه فيها إذ أنه يرى كل حين عالما بديعا وخلقا جديدا ويزداد في كل آن حيرة على حيرة ويذهل لصنيع سلطان الأحدية الجديد.
أجل يا اخي : اننا لو تفكرنا في أي خلق لشاهدنا مائة ألف حكمه بالغه ، ولتعلمنا مائة ألف علوما بديعة ألم تر النوم من بين الخلائق ، كم من اسرار اودعت فيه وكم من حكمه خزنت وكم من عوالم مستورة فيه ، ألم تر وقد نمت في منزل أحكمت رتاج أبوابه ، فاذا بك تشاهد مدينة بعيدة تدخلها دون إن تسعى اليها بقدم أو يتجشم لها بدنك ،وترى دون أن تجلى بصرك وتسمع دون إن تجهد سمعك، وتتكلم دون إن تحرك بالكلام لسانك، ثم انك قد ترى عين ما رأيته الليله بعد عشرة اعوام بحسب الظاهر من عالم الزمان، والآن فكم من حكمه في هذا النوم لا يشهدها أو يدركها على كمال التحقيق الا اهل هذا الوادي ، أولا فما هذا العالم الذي تسري فيه احكام الحواس بلا عين لا اذن ولا يد ولا لسان؟ ثم كيف يتسنى لك في عالم الشهادة أن تدرك ثانية اثر ما رأيت في النوم منذ عشرة سنوات؟
تفكر الآن في الفرق بين العالمين وفيما أودع في ذلك من اسرار حتى تفوز بالتأييدات الإلهية والمكاشفات الربانية ، وتخطو إلى عوالم القدس ، أودع الباري هذه الايات في خلقه حتى لا ينكر المحتجبون اسرار المعاد. ولا يستخفوا بما كانوا يوعدون ، مثلهم كمثل الذين يستمسكون بالعقل فلا يؤمنون بغير ما يدركه ، وما كانت العقول الضعيفة لتدرك قط هذه المراتب المذكورة اللهم إلا العقل الكلي الرباني.

أنّى للعقل الجزئي أن يفطن ويحيط بالقرآن ا؟
كما لا يتسنى للعنكبوت أن يصيد العنقاء

كل هذه العوالم تشاهد وتحدث في وادي الحيرة والسالك يطلب المزيد في كل آن بلا ملل كذلك كان سيد الاولين والآخرين يقول اظهارا للتأمل واستمتاعا بالحيرة " رب زدني فيك تحيرا" ثم ألم تر إلى كمال خلق الانسان كيف انطوت فيه كل هذه العوالم واستترت هذه المراتب.

أتحسب انك جرم صغير
وفيك انطوى العالم الأكبر؟

إذا لا بد من الجهد في افناء الرتبة الحيوانية حتى يتجلى فينا المعنى الانساني ،هذا وضرب لقمان- الذي ارتشف من عين الحكمة وانتهل من بحر الرحمة – لابنه ناتان- إذ يثبت له مقامات الموت والحشر – النوم مثالا واقام به دليلا، وهذا العبد الفاني يذكر في هذا المقام من أمر طالب التوحيد وشيخ التعليم والتجريد كي يبقى ذكرا باقيا ، إذ قال " يا بني إن استطعت ألا تنام استطعت ألا تموت ، ولو قدرت على أن لا تصحو من نومك لقدرت على ألا تقوم للحشر بعد موتك".
يا خليلي : لا تجعل من قلبك وهو موضع الاسرار الباقية – موضعا للافكار الفانية ولا تفرط في عمرك الغالي النفيس باشتغالك بالدنيا الفانية انت من عالم القدس فلا تعلق قلبك بالتراب وانت على بساط الانس فلا تستبدل به موطن التراب ، وبعد – فليس لذكر هذه المراتب من نهاية و هذا العبد قد عزف من صدمات أهل الزمان

يظل هذا القول ناقصا مضطربا
فليس لي قلب فأغفر لي عزوفي

يئن القلم ويبكي المداد ويهدر نهر القلب بالدماء " لن يصيبنا إلا ما کتب اللّه لنا " و السّلام علي من اتبع الهدى. " بهاءالله



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وادي الإستغناء السفر الخامس للسالكين إلى الوطن الالهي من الم ...
- وادي التوحيد السفر الرابع للسالكين إلى الوطن الالهي من المسك ...
- وادي المعرفة السفر الثالث للسالكين إلى الوطن الالهي من المسك ...
- وادي العشق السفر الثاني للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن ...
- وديان سبعة للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن الترابي 1-7
- أمانى السلام والوحدة العالمية
- اسطورة آدم وحواء المعنى والمغزى-(4-4)
- اسطورة آدم وحواء المعنى والمغزى -(3-4)
- اسطورة آدم وحواء المعنى والمغزى (2-4)
- اسطورة آدم وحواء المعنى والمغزى (1-4)
- مكانة المرأة اليوم ومدى مساواتها بالرجل
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 5-6 ما هو الإسلام ؟
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 4-6
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 3-6
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 2-6
- حقيقة وعظمة الإسلام والرسول 1-6
- البهائية واللاعنف ورؤية إنسانية موحّدة
- أمراض البشرية بحاجة إلى طبيب حاذق
- نظرة البهائيّة للجنس
- يا أيها الإنسان في كل مكان


المزيد.....




- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - وادي الحيرة السفر السادس للسالكين إلى الوطن الالهي من المسكن الترابي 6-7