أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - 24 ساعة بعد خطاب الرئيس بشار الأسد















المزيد.....

24 ساعة بعد خطاب الرئيس بشار الأسد


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3965 - 2013 / 1 / 7 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يا سيادة الرئيس...
استمعت ظهر البارحة إلى خطابك الذي دام ساعة كاملة, بإحدى الصالات الدمشقية الفخمة الواسعة, التي تسمى دار الأوبرا.. منقولا على قناة روسيا اليوم. حيث أن جميع القنوات السورية (الموالية) لا يمكن مشاهدتها بسهولة, أو لا تصل على الإطلاق في المدن الأوروبية. وفــقــا للأمبارغو والتعتيم المفروض على جميع وسائل الإعلام السورية في غالب دول الاتحاد الأوروبي.
الصالة كانت مليئة بالحضور. التصفيق والهتافات كانت منظمة, موزونة, كالعادة. كل شيء كان موزونا مدروسا, مكتوبا, مرسوما. رغم بعض الجمل والتعابير الارتجالية الحماسية, والتي أثارت المزيد والهتافات السورية المعهودة القديمة ـ الجديدة : بالروح.. بالدم.. نفديك يا بشار... أو ... الله.. سوريا.. بشار و بس!!!... ولست أدري إن كانت سوريا تتحمل أو تبقى فيها بعد دم للفداء والبذل والإراقة والشهادة..........
أؤكد لك يا سيادة الرئيس, بأنني لست على الإطلاق مع هذه المعارضات الكاريكاتورية المختلطة المختلفة المتعارضة فيما بينها... ولا أقبل على الإطلاق أي تدخل أو رأي غير سوري من خارج سوريا.. مهما كان, صديقا أو معاديا... وخاصة المحاربين الأجانب أو العرب الإسلاميين الجهاديين أو المرتزقة الذين روعوا السوريين وهدموا وفجروا غالب البنى التحتية والفوقية للبلد, وخربوا اقتصادها وأمنها وأمانها لعشرات السنين القادمة… ولا أقبل بأي شكل من الأشكال أنظمتهم وتشريعاتهم وشريعتهم وتكبيرهم وتقتيلهم للسكان المحايدين الأبرياء تحت صرخات الله أكبر.............
ولكنني يا سيادة الرئيس, وبكل صراحة إيجابية, أحملك مسؤولية وجودهم في بلد مولدي. إذ أنك أنت الرئيس, وأنت الحاكم الوحيد الأحد, والمنفذ المطلق لكل ما يجري في البلد. مما يدفعني لسؤالك كيف تمكن هؤلاء المقاتلون الغرباء الدخول إلى البلد بالآلاف مع أحدث الأسلحة وأحدث التقنيات, بهذه الأعداد, ولديك من سنين وسنين أقوى وأرهب مخابرات في العالم العربي والإسلامي, والذي تحمل شعبك, خلال سنين وسنين طويلة مليارات تكلفتها ومصاريفها الباهظة.. والباهظة جدا.. بالإضافة إلى قبضة رعبها وصيتها وترهيبها وظلمها الذي ليس له أي مثيل في العالم...
من أول يوم من وصولك إلى سدة الحكم المطلق, كنت تسمع دوما.. بالروح بالدم....... يعني أن شعبك يضني ويتحمل ويشقى.. ولا يعرف ماذا تعني كلمة حرية أو كلمة ديمقراطية, والتي كانت من أرهب التابوهات. لأنها كانت قانعة أنك سوف تؤمن لها الخبز والأمن والأمان.. على الأقل. واليوم هؤلاء المقاتلون.. أو هذه العصابات كما تسميها.. كيف اجتاحت ثلاثة أرباع البلد, وحرمت مدنه وقراه وطرقه وهواءه, من كل أمن وأمان؟؟؟... وقطعت أرواح وأرزاق سكانه وكرامتهم وأبسط أبسط حريات سكانه...مفجرة موارد الكهرباء والغاز وأبسط حاجيات الإنسان السوري اليومية, على كافة الأرض السورية تقريبا......بالإضافة إلى هجرة الملايين من السوريين إلى البلاد المجاورة, وحتى إلى أوروبا وأستراليا وأمريكا وكندا...وحيث أصبح حصول السوري على فيزا أو إقامة عادية في أي بلد, من سابع المستحيلات, لغير من يطلب اللجوء السياسي... وحتى رأينا في بعض المدن السورية أصحاب مصانع ومهن عالية, قد تحولوا إلى بائعي خضار نادرة قليلة, حتى يـنـقـذوا عيالهم من القلة والحاجة والمجاعة...أسألك يا سيادة الرئيس, كيف تحولت سوريا الأمنة الأمينة إلى غابة ذئاب مفترسة جائعة, جاءت إليها من كافة أقطاب الأرض, حتى تشبع شهيتها وجوعها من دم ولحم السوريين الذين هتفوا لك وبايعوك وآمنوا بك...وقنعواأنك خلاصهم وأمنهم ومستقبل أولادهم...ولم تستطع بعد سنتين من حرب باغية مجرمة ضروس أن تؤمن لهم الأمان ولم تنقذهم من الموت الذي خطف أغلى أحبائهم, ولم تحمهم من الحرمانات المعيشية التي تتراكم وتزداد وتزيد السماء سوادا وسوادا.. بلا أمل أو أي بصبوص خلاص.
نعم...نعم أعرف أن قوى مختلفة, عربية وغربية, تريد أن تمحي بلدنا من طريقها.. من خارطة طريق بترولها وغازها.. وفي نفس الوقت أن تتخلص من ذيول أخطار إسلامها القاعدي...أو ضرب إيـران من خـاصـرتـه....... وأنك ـ شخصيا ـ بخطاباتك وسياساتك, لا ترضي هذه المخططات ولا ما يرسم لبلدنا من خرائط ومخططات... ولكن من واجب الحاكم.. من أولى واجبات الحاكم, أن يرسم ويرى ويتنبأ المصير القريب والمتوسط والبعيد, الأفضل لشعبه... وأنت ترى اليوم أننا في جورة أسوأ مصير. ولا يمكن أن نــصــل إلى الأسوأ.
أعرف جيدا أنك لم تختر ما أصابنا. ولم تتصوره لحظة واحدة.. من أول يوم استلمت فيه سدة الحكم المطلق في هذا البلد, حتى هذه الساعة.. ورغم ما شعرت من ألمك الصادق على مصير شعبك الصامد, أو ما تبقى منه, ممن لم يهاجر.. أو لم يقتل بتفجير مفخخات أو قناصة. يعاني المر والعلقم, محروما من أبسط الحاجات المعيشية البدائية, في المدن والقرى والأحياء والأزقة...كل هؤلاء... خطابك اليوم لن يغير بحياتهم أي شيء. وسوف تبقى حياتهم أو موتهم معلقة بكل ما ذكرت من حرمانات وصعوبات وألم وفقدان أمان... دون أي شعور بأن الفرج آت في يوم آخر...وأن ربطة الخبز سيجدونها غدا بسعرها العادي, دون انتظار, أو تعرض مفتوح لجميع الأخطار... أو لغدر القناصة والقتلة.. أو الخطف بلا سبب..................
من يضمن لهم اليوم أن هذه الحرب الغشيمة الغادرة لن تدوم... وكيف ستعالج مشكلة هؤلاء المقاتلين الذين جاءوا إلى بلدنا, ظانين قانعين أن الموت أو قتل الآخر, هو أقصر طريق إلى الجنة وحورياتها الكثر... أو وسيلة سريعة للغنى بالدولار والأورو. وألف مرة كيف دخلوا إلى بلد, لا يطير فيه دبور من شجرة إلى زهرة, دون معرفة أجهزة المخابرات العديدة الساهرة على كل شيء...كل شيء... كل شــيء!!!.............
بعد سنتين من حرب غاشمة ضروس بشعة...لم نفهم ولم نعرف كيف دخل كل هؤلاء المحاربين الغرباء... وكيف تمكنوا من ادخال والحصول على أفضل التقنيات والأسلحة, حتى المضادة للطائرات... أين كانت الأعين الساهرة التي تراقب الدبور.. والدبابير!!!......
أعرف يا سيادة الرئيس أن كلماتي هذه سوف تزعج بعض الأجهزة الاستماعية الرقابية التي ما زالت تنقل ما تشاء وما ترغب... رافضة كل نــقــد. مهما كانت دوافعه القومية الإيجابية وحب البلد الحقيقي... لأنك يا سيادة الرئيس لو سمعت من زمن طويل صوت الشعب الحقيقي, وصوت النقد الحقيقي...لما وصلنا اليوم إلى حوالي مائة ألف قتيل.. ومليون مهجر قــســري.. والحبل على الجرار... والملايين من السوريين المحرومين اليوم من أبسط حاجات المعيشة...وخاصة الأمن والأمان وأبسط آمال الاستقرار............

أتمنى يا سيادة الرئيس من أعمق أعماقي, رغم الصعوبات الظاهرة والمخبوءة, أن تتصالح بجد وعزم وإرادة واضحة الأسرة السورية ــ السورية... وأن نعود لتعلم الحياة الطبيعية الإنسانية, ومن يدري.. أولى دروس الحريات العامة والديمقراطية الحقيقية.....وخاصة ديمومة الأمل.
بــالانــتــظــار...........
للقارئات والقراء الأحبة.. كل مودتي ومحبتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت وصورة عن طاولة الحوار السورية
- رسالة إلى صديقي الكاهن
- 2012 2013 أمنيات
- فولتير.. فولتير يا معلمي الراحل.
- فولتير.. فولتير.. ونهاية قصة
- حوار مع الحوار (المتمدن)
- تدفيش.. تدفيش في الحوار المتمدن...
- مرمر زماني...يا زماني مرمر
- رسالة إلى الرئيس باراك حسين أوباما
- رسالة إلى نائب أمريكي
- جمهورية ليون السورية
- تفجيرات في سوريا.. وأصدقاء سوريا
- من نتائج التفرقة...صور في الغربة
- كيف تفرقنا...صورة.
- مساهمتي باستفتاء الحوار المتمدن
- بضعة كلمات لمسيو فابيوس
- صورة سورية... وصور غريبة
- أيها السوريين استمعوا لهذا الإنسان (إعادة نشر وتصحيح)
- وأكتب عن سوريا...أيضا...
- رد إلى الحوار المتمدن


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - 24 ساعة بعد خطاب الرئيس بشار الأسد