نور الدين بدران
الحوار المتمدن-العدد: 1144 - 2005 / 3 / 22 - 14:00
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
من شروط اللعبة ألا تسأل
مادمت وصلت شئت أو أبيت
ستلعب
وهل سُئلت قبل أن يؤتى بك؟
إذن لن تُسألَ عن رحيلكَ
كل هذا ستتأكد منه
في كل خطوة
غامضة لكنها واسعة
يروق لها المارقون
ربما لأنهم يدفعون أكثر
أو ربما لأنهم من دمهم غالباً
يروون صحراء غرورها
قاسية وفظة نعم
لكنها خصبة أيضاً
كشبكة عالمية من الأرحام
وإباحية كإعصار
يمكن لأثير مروقك الظامئ
أن يجوب منابع الأمكنة
في أجزاء من رفّة الجفن
لن يكتشفها الزمن
هذا بعض أشباحها
بصيص من تشوّفها العادل
رعشة لذتها العالية
لا تنعم بذراها
لولا ولوج المارقين
لهذا تدرجهم في مفضلتها
رغم جبروتها البصير
تسقط عنهم الفروض
تعفيهم من ضرائب العوام
فخراقتها لا ترجح على حكمتها
وشحّها لا يغلب سخاءها
فلا وزن لهذه المعايير
محكومة بدقة نووية
بذاكرة أرهف من السيلكون
الذين سلفاً نزفوا مستقبلهم
بتلقائية الغريزة
بسخرية نقية كالثلج
أو بجنون كوني
من مرجل التهكّم الفوّار
كنبع كبريتي
كمجرّة تتشكّل
أحد أسرارهم العظمى
كما هم ألمع ألغاز الحياة
ما سوّى السيدة خادمة
والأسرى قادة
على الملأ قلدتهم وسام اعترافها
يحقّ لهم ما لا يحق
وباحتْ لهم في زنازنها
ناجتهم في ليالي وحدتهم كالأحبار
في جنات وجحيمات عزلتهم
حيث لا انفصال و لا اتصال
أبوابها مشرعة إن شاؤوا
سعيدة بألوانهم كالربيع بالأزهار
كالأزهار بالفراشات
حول وليمتها العامرة
كثيرون لبّوا النداء
كثيرون هزّوا أكتافهم
كسروا أقلامهم وألوانهم
ثم مضوا في دروب مبهمة
كالانتحار حصراً.
#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟