أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نبيل محمد سمارة - حكايات فلكية














المزيد.....

حكايات فلكية


نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)


الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 21:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نبيل محمد سمارة


انتهت هذه السنة ولم تحدث حرب عالمية ثالثة .لم تترك الكرة الارضية موضعها وتهاجر . ولم تشرق الشمس من الغرب او يظهر القمر في عز الظهر. لم نر الثلج على سطوح منازلنا صيفا . ولم نخلع معاطف البرد في كانون . انها الشمس تشرق والقمر الذي يطل ويغازل العشاق , وينثر عليهم قصائد من فيروز . لم يتغير شئ . فالبيت الابيض ما زال كالحليب .فلم نسمع ان قنبلة خلعته او محبرة سودته .وما زالت القنوات التلفزيونية تبث الأخبار والاغاني . وما زال الفلسطيني يبحث عن وطن او منفى . وما زالت الفنانة المشهورة مادونا تعطف على الحيوانات وتتشاجر من اجل قطة او فقمة . كنت قد قرأت على لسان فلكي اعرفه ان الدنيا ستتغير في العام الفلاني . وبأن جيشا جرارا سيجتاح احدى العواصم الغربية , وبأن صلحا اخويا سيتم بين بلدين متحاربين . كنت قد قرأت كل هذا , او شيئا لا يخرج عن طاقته , فكنت اهز رأسي مبتسما واقول لعل وعسى . ومضى العام . واشتريت رزنامة جديدة , ثم غيرتها . لكن حلم ذلك الفلكي ما زال حلما . وربما نسيه هو مع انتهاء العام لاعتقاده بأن الناس بلا ذاكرة .
كنت قد عرفت هذا الفلكي في احد ازقة بغداد الشعبية . رجلا بسيطا , يضع في رأس الزقاق الذي يسكنه لافتة صغيرة تدل على وجوده . وبعد سنوات دهشت واتا ارى صورته في الصحف الناطقة بالعربية والانترنت وقد تحول الى فلكي شهير .
بل واصبح يحمل على كتفيه لقبا ظننته ينوء بحمله وهو البسيط في علمه . ودهشت كثيرا وانا ارى صورته مع رياضي شهير سابق اسمه محمد علي كلاي , ومع ممثلة شهيرة تبتسم للمصور باناقة .
كان ينظر في اكفهم متمعنا , عالما , فاهما . وكان يرتدي افخم الثياب , وفي يده ساعة ذهبية , وخاتما ثمينا , وفي عينيه بريق العظماء . وقرأت انه على استعداد لاستقبال الزبائن في شقته الفاخرة في القاهرة .
وان أرقام هواتفه كذا وكذا . يا ألهي . والرجل كما اخبروني يرتاد افخم نوادي القمار في القاهرة برفقة الحسناوات . واذ يخرج خاسرا كذا الف يخرج وعلى شفتيه ابتسامة الرابح , وفي عينه وميض النتصار . كيف ؟ وظللت مع صديقي الذي عرفه عن كثب في القاهرة , وجلس اليه ليلة كاملة مندهشين . كيف حصل على هذا اللقب, ومن أين جاءته الالوف المؤلفة من الماركات ليخسرها على مائدة الروليت ثم يخرج في اخر السهر كالفاتح ؟ لم اسمع ان نبوءة كبيرة من نبوءاته قد تحققت . ولا كلمة فاه بها صدقت .
لم تصدق ربع نبوءات هذا الرجل الفلكي مع هذا , ما زال يضحك على الذقون المثبة . وما زال يجلس مع المشاهير , ويتناول اكفهم في أخر السهرة ليقول الاعاجيب . وما زال يعطي رقم هاتفه العمومي والخصوصي للمراهقين . وما زال المراهقون يطلبون رقمه ويهتفون بخجل : ألو .. الفلكي الشهير : وما زال الفلكي يلعب القمار في أخر الليل , ويوزع النبوءات على الصحف والمجلات . وما زالت صورته تظهر كل اسبوع , في اشهر المجلات , مبتسما , ضاحكا واثقا , وعين الحسود بيها عود



#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)       Nabil_Samara#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدة القلب ..


المزيد.....




- ماكرون يدعو نتانياهو لإنهاء محنة المدنيين في غزة
- وزير خارجية فرنسا : العلاقات في وضع مؤسف للغاية
- وزير الخارجية الفرنسي يؤكد أهمية استئناف -حوار صريح وواضح- م ...
- عامان من الحرب ولا نهاية في الأفق.. كيف -امتدت- الحرب الأهلي ...
- ماذا يريد ترامب من كندا؟
- هيئة كبار علماء الأزهر تهاجم محمد رمضان
- روسيا.. الحكم بالسجن 15 عاما على أسير أوكراني أدين بترويع ال ...
- صحة غزة: الجيش الإسرائيلي تعمد قتل المسعفين في القطاع ودفنهم ...
- لمواجهة ضغوط الاحتكار.. زوكربيرغ يبحث فصل -إنستغرام- عن -ميت ...
- عون يبحث مع عبد الله الثاني نتائج التحقيق مع خلية تصنيع الصو ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نبيل محمد سمارة - حكايات فلكية