أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عائشة ج11














المزيد.....

عائشة ج11


محمد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 3964 - 2013 / 1 / 6 - 16:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العقلية العربية حتى عند بعض مثقفيها ما زالت متخلفة وغير منطقية بالتفكير، وما زالت تخوّن الناس، وتتدخل فيما موجود بالقلوب، و سوء الظن طابع ظاهر وواضح جداً في نمط تفكيرهم، وثقافة القطيع لا تفارق الكثيرين منهم.
أقول قولي هذا بعد وصول عدد من الرسائل والتعليقات التي لا تليق بي أو بالمعلقين أنفسهم، ولكني أذكر كلمة تفي بكل الإجابات وهي: كل إناء ينضح بما فيه.
هذه السلسلة حول عائشة لا تبغي الطعن فيها، أو المدح، بقدر ما تهدف إعادة قراءة كل ما كتب عنها، لأنها شخصية عامة، ومقدسة عند بعض الناس، ومذمومة عند آخرين.
كما سنتبعها بسلسلة حول محمد، وباقي الشخصيات الرئيسية في التأريخ الأولي للإسلام.
الهدف من هذه السلسلة وغيرها هو رفع الحرج من نقد تلك الشخصيات وواقعها الذي عاشته، وأن نوضح أن ما قاموا به لا يمثل الدين بالضرورة، ولكنه يمثل شخصيات إسلامية لها نمط تفكيرها ضمن التفكير السائد آنذاك داخل مناطق تواجدهم في الصحراء العربية.
لنكمل قصة عائشة مع باقي زوجات محمد، حيث تذكر كتب التراث أن محمد تزوج من أم سلمة، وأسمها هند، في السنة الثالثة أو الرابعة للهجرة، وكانت قبل زواجها من محمد زوجة لأبي سلمة بن عبد الأسد، وهو أبن عمة محمد، وقد مات أثر جراح أصابته في أحد.
أحدث زواج محمد بأم سلمة شرخاً في علاقته بعائشة، حيث تذكر رواية قول محمد عن عائشة: إن لعائشة مني شعب ما نزلها مني أحد، فلما تزوج أم سلمة، سئل، فقيل: يا رسول الله ! ما فعلت الشعب؟ فسكت، فعرف أن أم سلمة قد نزلت عنده.
وتقول عائشة: لما تزوج محمد أم سلمة، حزنت حزناً كثيراً لما ذكر الناس جمالها، فتلطفت حتى رأيتها، فرأيتها والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال، فذكرت ذلك لحفصة، فقالت: والله إن هي إلا الغيرة، ما هي كما تقولين، فتلطفت لها حفصة حتى رأتها، فقالت: والله ما هي كما تقولين ولا من قريب، وإنها لجميلة، فقالت عائشة: فرأيتها بعد، فكانت لعمري كما قالت حفصة، ولكني كنت غيرى.
تقول عائشة في رواية أخرى: دخل عليّ يوماً محمد، فقلت: أين كنت منذ اليوم؟ قال: يا حميراء، كنت عند أم سلمة، فقلت: ما تشبع من أم سلمة؟! فتبسم، فقلت: يا رسول الله، ألا تخبرني عنك لو أنك نزلت بعدوتين، إحداهما لم ترع والأخرى قد رعيت، أيهما كنت ترعى، قال: التي لم ترع، قلت: فأنا لست كأي أحد من نسائك.
من هذه الرواية نعرف أن عقلية عائشة تفضل البكر على الثيب، وإجابة محمد بالإيجاب دلالة على عدم رفضه لهذا التفضيل، ولو تمعنا بتشبيه عائشة للبكر والثيب كالمرعى لهو تشبيه ظالم، فالمرعى ينقص بكثرة الرعي، ولكن المرأة لا تنقص كونها ثيب عن البكر سوى بغشاء رقيق.
وطبعاً هذه الرواية وغيرها كثير تثبت أن العقلية الصحراوية زمن محمد تفضل البكر على الثيب بمراحل، بل وأصبح نوع من التفاخر بين النساء، والرجال موافقون على ذلك، حتى محمد لم يشذ عن هذه القاعدة برغم قيم الإسلام التي أتى بها والتي تدعوا للمساواة.
يبدوا كذلك أن أم سلمة لم ترتاح لعائشة، وحتى محمد قد تنبه لذلك، حيث يقول لأم سلمة: يا أم سلمة، لا تؤذيني في عائشة، والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها.
عدم ارتياح أم سلمة لعائشة، والأخرى للأولى، جعلهما تؤلفان حزبين، حزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسؤدة تتزعمه عائشة، ضد حزب فيه أم سلمة وباقي نساء محمد تتزعمه أم سلمة.
وفي رواية أخرى تقول عائشة: كانت عندنا أم سلمة، فجاء محمد عند جنح الليل، فذكرت شيئاً صنعه بيده، وجعل لا يفطن لأم سلمة، وجعلت أومئ اليه، حتى فطن، قالت أم سلمة: أهكذا الآن ! أما كانت واحدة منا عندك إلا في خلابة كما أرى ! وسبت عائشة، وجعل محمد ينهاها، فتأبى، فقال محمد لعائشة: سبيها ! فسبتها حتى غلبتها ! فانطلقت أم سلمة لعلي وفاطمة، فقالت: إن عائشة سبتها، وقالت لكم وقالت لكم، فقال علي لفاطمة: اذهبي إليه فقولي: قالت لنا، وقالت لنا، فأتته، فذكرت ذلك له، فقال لها محمد: إنها حبّة أبيك ورب الكعبة.
نعم الأخلاق هي تلك الموجودة في البيت النبوي وبين نسائه وتحت اشرافه وسمعه وباذنه.



#محمد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عائشة ج10
- يؤسفني ما أقرأ حول علياء
- عائشة ج9
- عائشة ج8
- عائشة ج7
- لو خيروني
- عائشة ج6
- عائشة ج5
- أول يوم في الروضة
- عائشة ج4
- عائشة ج3
- عائشة ج2
- عائشة ج1
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج56 والأخير
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج55
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج54
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج53
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج52
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج51
- عندما كنت ملحداً قصة هدايتي ج50


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحداد - عائشة ج11