أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فريد جلّو - ازدواجية الرجل في قضية المرأة














المزيد.....

ازدواجية الرجل في قضية المرأة


فريد جلّو

الحوار المتمدن-العدد: 3963 - 2013 / 1 / 5 - 21:26
المحور: المجتمع المدني
    


-- ازدواجية الرجل في قضية المرأة --
...............................................

موضوعة ازدواجية الرجل في موقفه وسلوكيته خصوصا في مجتمعات العالم الثالث تأخذ حيزا مهما في تثبيط عجلة التطور الاقتصادي والاجتماعي ونلاحظ ان حتى الاديان السماوية قد شرعت قوانين تنصف المرأة في الكثير من حقوقها ولكن في التطبيق العملي نجد ان المجتمعات تقفز على هذه التشريعات كما ايضا تقفز على التشريعات الوضعية التي تخص المرأة لصالح التشريعات القبلية القديمة المتوارثة والتي تتقاطع مع الدين عموما وموضوعة المراة خصوصا بحجة انها موروث اجتماعي واعراف حيث مثلا التشريعات السماوية تجعل العقوبة متساوية للرجل والمرأة في حالة الزنى وعليه علينا ان نسلط الضوء على هذه الاشكالية ومعرفة اسبابها ودوافعها وذلك لكون حتى المثقفين والمتعلمين اغلبهم لم يغادروا هذه الازدواجية سواء بسبب الضغوط الاجتماعية او بسبب قناعاتهم الشخصية .
في المراحل الاولى من نشوء البشرية وفي المجتمع المشاعي لم يكن هناك فوارق بين الرجل والمرأة ولكن في المراحل المتأخرة من المشاعية وبعد نشوء التجمعات البشرية ولكون اقتصاد تلك المرحلة كان يعتمد على الرعي والصيد نشأ تقسيم العمل بين الرجل والمرأة حيث يتمتع الرجل بقدرات بدنية متميزة تؤهله اكثر في ممارسة هذا النشاط الاقتصادي وكان ذلك بداية لتبعية المرأة الاقتصادية للرجل التي تعمقت في المراحل التاريخية اللاحقة من تطور البشرية ... ومن ذلك نستنتج ان عامل التبعية الاقتصادية هو السبب الاساس في تبعية المرأة واضطهادها لتصبح انسان من الدرجة الثانية بينما نرى ان في المراحل الاخيرة من التطور التاريخي للبشرية ونشوء المجتمعات الرأسمالية وتطور التكنلوجيا والحاجة للمزيد من الايدي العاملة اضافة الى ان التكنلوجيا في تطورها قللت من استخدام القوة العضلية في الانتاج السلعي لصالح القدرات الذهنية مما اتاح للمرأة الدخول في سوق العمل من اوسع ابوابه وبالتالي بدات المرأة بالاعتماد اقتصاديا على ذاتها وتحررت من عبوديتها الاقتصادية للرجل كما اتاح لها فرص افضل في التعليم وتطوير مهاراتها العقلية مما انتج عدد كبير من النساء اللواتي تبوأن مناصب مهمة في كل المجالات واضمحلت الى حد كبير الازدواجية لدى الرجل في المجتمعات الراسمالية المتطورة ولان القوانين تشرع على اساس حاجة المجتمعات فقد شرعت قوانين تثبت حقوق المراة ومساواتها مع الرجل اما في الدول النامية التي تطورت نسبيا " اقتصاديا واجتماعيا" مازالت تعاني المرأة من الاضطهاد .. ولما كان هناك كوابح عديدة وقوية لتطور هذه المجتمعات اقتصاديا واجتماعيا لايسع هذا المقال الخوض فيها , لذلك نجد ان نفس تلك الكوابح تؤدي بالنتيجة الى استمرار اضطهاد المرأة واستمرار ازدواجية الرجل , فلم تحصل المرأة للآن على استقلاليتها الاقتصادية كما ان مفاهيم الديمقراطية وتطبيقها لازال يحبو في هذه الدول ومازالت القوى العشائرية وبعض القوى الدينية المتخلفة تفعل فعلها ولكن شجرة الحياة خضراء ولابد ان تخوض المرأة نضالا مريرا جنبا الى جنب مع الرجل من اجل الديمقراطية وحقوق المرأة وحريتها وانعتاقها الاقتصادي فالامور متلازمة بعضها مع بعض فلا ديمقراطية دون تحرر المرأة ودون تطور اقتصادي والعكس صحيح ايضا , بالرغم من ان الدرب طويلا وشاقا الا ان الحتمية التاريخية حقيقة وليست وهما فالحتمية التاريخية تشير الى ان الحياة في تطور مستمر نحو الاعلى حتى وان مرت بانتكاسات فهي انية فالحركة نحو الاعلى حلزونية وليست مستقيمة .
سبق ان تكلمنا عن احوال المرأة وازدواجية الرجل في المراحل المتطورة من الرأسمالية ولكن تحرر المرأة مازال ناقصا في تلك المجتمعات فتحولت عبوديتها وتبعيتها الاقتصادية للرجل الى عبودية من نوع اخر يشترك الرجل معها ايضا في هذه العبودية الا وهي عبودية رأس المال ولم يجدا المرأة والرجل في العالم حريتهما الكاملة إلا في ظل النظام الاشتراكي الذي يحررهما من عبودية رأس المال وهذا مارأيناه من تطور في مجتمعات الدول الاشتراكية التي وجدت منذ بداية القرن السابق بالرغم من سقوط تلك التجارب لاسباب نوقشت كثيرا ليس هنا مجال البحث فيها الا ان هذه التجارب مازالت حية في اذهان شعوب العالم ومازالت مكاسبها ومن ضمنها مكاسب المرأة والرجل حية ويقينا ان تحرير الاشتراكية للرجل والمراة يدعّم قضية استقلال المرأة الاقتصادي ومساواتها بالرجل ويزيل نهائيا موضوعة ازدواجية الرجل .



#فريد_جلّو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للتذكير فقط .........الموت
- -- بغداد وجسورها والصور --
- أين نحن من قضية الشهيد الحسين ؟
- هل نحن نساهم في صناعة الارهاب ؟
- -- البدعة --
- -- عيبت البصلة على الثومة --
- الثأثأة السياسية
- -- رجم الشيطان --
- عندما يكون العذر أقبح من الفعل
- من قطار الموت الى ساحة التحرير
- نداء


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فريد جلّو - ازدواجية الرجل في قضية المرأة