أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - محاولة للقراءة في عقل المالكي... من أزمة كركوك إلى أزمة الأنبار














المزيد.....

محاولة للقراءة في عقل المالكي... من أزمة كركوك إلى أزمة الأنبار


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كل الأزمات التي أدارها المالكي أثناء وجوده على رأس الوزارة " إلما ينطيها " تدعوك إلى البحث عن المخفي وراءها. والمخفي في كركوك ربما تمثل في حفنة من القضايا التي لم يستطع المالكي مواجهتها في بغداد..
كانت هناك قضية الفساد في صفقة السلاح الروسية التي أزكمت رائحتها الأنوف. ومع هذه القضية, وحتى في الحالات التي تتحدث عن غياب أية علاقة شخصية مباشرة للمالكي مع فساد تلك الصفقة, فإن ما يتبقى من الصورة سيقول لك إنك أمام رجل يستغفله أقرب مستشاريه, بدء من أعضاء بارزين في قيادته الحزبية والبرلمانية, ومرورا بوزير دفاعه والناطق الرسمي بإسم وزارته, ووصولا إلى موظف بسيط في رئاسة الجمهورية. وهي صورة إذا ما برأت ساحة المالكي من المشاركة الفعلية في تلك الصفقة الفاسدة إلا أنها ستقدمه بصورة الرجل الذي يستغفله أصحابه, وفي كلا الحالتين هو سيتحمل وزرا كبيرا لو تحمل, عشر مقداره, مسؤول في دولة, ربع محترمة, لأستقال.
قضية البنك المركزي لم تكن أقل أهمية عن أختها صفقة موسكو. هذه القضية جعلت المالكي في مواجهة حتمية مع البقية المتبقية من موظفي الدولة النزيهين, ومن التكنوقراط الوطنيين الذين كان الشبيبي يمثلهم بكل جدارة. وكانت إزاحة الرجل, الذي عرف بمهنيته ونزاهته, تمثل على مستوى آخر إنتصارا لتيارات لا تمتلك الحد الأدنى من الكفاءة, ومن ضمنهم مئات المسؤولين من الجهلة وحملة الشهادات المزورة. إضافة إلى أن الصراع في هذه القضية لم يتوقف على هذا الجانب المباشر وإنما تعداه إلى تصورات تقول إن إزاحة الشبيبي كانت مطلوبة بشكل كبير لوضع السياسة المالية والنقدية تحت هيمنة المالكي دعما لإستراتيجية "الماننطيها ", التي تشترط هيمنة مطلقة على مؤسسات القوة بشقيها العسكري والمالي, إضافة إلى أن الهيمنة على المصرف ستوفر القدرة على دفع فاتورة الرسوم التي تفرض على العراق ثمنا لعضويته في النادي الأقليمي التي تتزعمه إيران, وهي رسوم عادة ما تتضاعف كثيرا في الأزمات.
المعركة الثالثة التي كان المالكي يحاول التعتيم عليها بالغطاء الثقيل لمعركة كركوك هو الإجهاز بقوة على التحالف الذي كاد أن يفلح بإستجوابه وسحب الثقة منه. وكما ظهر من تصريحات المالكي, بشأن قضية الإستجواب تلك, أنه كان إعتبرها بمثابة مؤامرة عليه وعلى نظامه إستنادا إلى نظرية " الما ننطيها ", والتي هي بالضد تماما مع النهج الديمقراطي الذي يعتبر الإستجواب ممارسة طبيعية وحتى ضرورية ومطلوبة كأحد صمامات الأمان للعملية الديمقراطية. إن "ديمقراطية الماننطيها" قد جعلت العراق في أزمة مع ذاته, وهي أزمة هوية ضائعة ومحنة خطاب مزدوج جعلتا العراق نموذجا ليس للدولة الفاشلة فحسب وإنما أيضا للدولة الضالة التي تنتقل من أزمة إلى أخرى لتظل محكومة بالبقاء داخل دائرة الأزمات وغير قادرة على الخروج منها.
الذهاب إلى كركوك كان ذا صلة حتما بمحاولة الهروب إلى أمام من أزمتي صفقة موسكو والبنك المركزي, لكنها م من جانب آخر كانت أيضا محاولة لتتفكيك قوى "الإستجواب وسحب الثقة" وذلك من خلال تحييز مؤيدي العراقية من العرب السنة إلى جانبه, سواء في كركوك أو في غيرها من المناطق الغربية. ولقد حقق المالكي نجاحا كبيرا في هذا الجانب بالذات. ففي أثناء المواجهة في كركوك كان يمكن الإستماع إلى عدد ملحوظ من السنة العرب وهم يعلنون إلتفافهم حوله, حتى أن البعض كان قد بدأ ينظر لمرحلة جديدة يحتل فيها المالكي موقع البطل القومي والوطني.

وسط معركة كركوك, التي إستطاع المالكي من خلالها أن يكسب العديد من العرب السنة المحسوبين على العراقية, ما الذي دفعه إذن لكي ينقل معركته الرابحة من هناك إلى الأنبار لفتح معركة قد تؤدي خسارته لمعظم ما كسبه في كركوك, فإذا كان جزء أساسيا مما إستهدف المالكي الحصول عليه في معركة كركوك هو عزل العراقية عن جماهيرها من العرب السنة, فإن مواجهة الأنبار تجعله في مواجهة خسارة مكسبه "السني" الذي حصل عليه في كركوك, مما يجعل الأمر غريبا حقا ولا يمكن أن يفكر به حتى هواة السياسة. لهذا صار جائزا أن يفسر الأمر بعدة مستويات. بداية علينا أن نتذكر أن الحديث عن الإستجواب بدأ يتجدد وبما يؤكد على أن الجبهة المضادة ما زالت قوية, وهي تتهيأ مرة أخرة لتنظيم صفوفها, فالعراقية والأكراد والصدريون, جميعهم لمحوا إلى وجود رغبة لتجديد مسألة سحب الثقة مرة أخرى, فإذا أضيف إليها أن موقف الطالباني, نتيجة للمواجهة في كركوك, لن يكون واعدا كما كان شأنه مع المحاولة الأولى, فإن إصابة الخصوم بمقتل حقيقي كان يتمثل في مواجهة العراقية في عقر دارها, هكذا تعود حرب الملفات من جديد لكي تساعد المالكي على إرباك خصومه والنيل منهم والحصول بالتالي على تنازلات كبيرة, وهذه المرة كان المكسب يعني القضاء على واحد من أبرز زعماء العراقية على طريقة إضرب القوي سيخاف منك الضعيف, وقد يكون هناك إتفاق في النهاية يتخلى فيها العيساوي عن تجمعه لكي يطلب العفو والمغفرة, وهكذا ستنتهي "فقاعة" إسمها العراقية.
لكن ذلك لن ينسينا أن جبهة المالكي "الشيعية" هي أيضا ليست على خير معه. المعلن على السطح لم يعد قادرا على أن يخفي حقيقة أن هذه القوى هي غير راضية عن سياسات المالكي لأنه بات يسحبها إلى معارك لصالحه, وقد باتت تتهيأ للدخول إلى إنتخابات مجالس المحافظات بمعزل عن تكتله, وهذه القوى, ربما مستعدة في المواجهة الإستجوابية القادمة للتعاطف مع قوى سحب الثقة والتباحث معها لتلافي إمكانية أن تذهب الجبهة الداخلية إلى المجهول وسط ساحة إقليمية متفجرة, ولذا فإن المالكي, وهو يخوض معركته ضد العيساوي والعراقية, فهو يخوضها أيضا بشكل غير مباشر, وبنفس الحدة, مع قوى التحالف الشيعي من غير حزبه وتآلفه, وبالطريقة التي تقتضي تأجيج نار الإصفافات والمواجهات الطائفية التي تجعله رجل الساحة الشيعية الذي يتهاوى أمامه الخصوم ويتراجع أمامه المنافسون.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعداء سنة وشيعة ... هذا الوطن نبيعة
- النصر ببعضنا, لبعضنا, لا على بعضنا
- قضية العيساوي.. طائفية الفعل ورد الفعل
- كركوك.. الوطن والمدينة
- كركوك.. وطن في مدينة وليست مدينة في وطن
- الإستجواب.. خصلة حميدة أم مؤامرة خبيثة.
- الديمقراطية في العراق.. الفأر الذي ظن نفسه ديناصورا
- مَرسي يا ريس مُرسي
- سوريا ... الدبابة ليست قارب إنقاذ
- التحالف الشيعي الكردي الذي إنتهى.. ضد من كان قائما
- الغزو الإسرائيلي لغزة .. محاولة للقراءة
- الفساد في العراق.. موروث أم مكتسب
- الأغلبية السياسية.. بين أزمة المفهوم وعبثية النوايا
- لا تنتظروا المعجزة ... العلمانية هي الحل
- من هو الطائفي تحديدا
- مجلس القضاء يفعلها مرة أخرى
- الطائفية.. شتيمة العصر الأولى
- ثقافتنا .. بين التلقي والاستجابة
- العلمانية والإلحاد
- العراق وإزدواجية جنسية الحكام.. وطن أم فندق


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - محاولة للقراءة في عقل المالكي... من أزمة كركوك إلى أزمة الأنبار