تبلور الصف النضالي المستقل للطبقة العاملة والجماهير التحررية ضمان تقدم التظاهرات لمصلحة المواطنين وتحقيق مطالبها

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 3962 - 2013 / 1 / 4 - 08:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

تبلور الصف النضالي المستقل للطبقة العاملة والجماهير التحررية
ضمان تقدم التظاهرات لمصلحة المواطنين وتحقيق مطالبها
يشهد العراق ومنذ اكثر من اسبوع تظاهرات حاشدة لسكان محافظات الانبار والموصل وسامراء ضد حكومة المالكي والاعمال القمعية التي يتعرض لها سكان هذه المحافظات. تطورت هذه الموجة من الاعتراضات اثر قيام بعض تيارات القائمة العراقية، وخاصة المدافعون عن رافع العيساوي وزير المالية، بتنظيم التظاهرات في مدينة الانبار ضد اعتقال قوة حماية العيساوي في 20 من الشهر الماضي.
الازمة الحالية فيما بين حكومة المالكي وبعض تيارات القائمة العراقية من امثال العيساوي ليس امرا جديدا وهي على نمط الصراعات و التوترات الاخرى التي باتت تجري، على مر السنوات وبين حين واخر، فيما بين قوى العملية السياسية في العراق. انها تعكس مدى عمق الازمة السياسية التي يمر بها العراق ومدى تزامن تصاعد الاستبداد السياسي على صعيد العراق مع كل تقدم يحرزه تيار الاسلام السياسي الشيعي وحكومة المالكي في تثبيت اركان حكمه.
ان قوى العملية السياسية بتياراتها الاسلامية والقومية المختلفة، الغارقة في الفساد والرجعية، مسؤولة عن ادامة معاناة الجماهير في العراق من غياب الامان واستمرار الاعمال القمعية والحرمان من الحقوق والحريات، انها مسؤلة عن استمرار البؤس الاقتصادي والفقر والبطالة الجاثمة على صدور الملايين من الكادحين في مختلف مناطق العراق. نصيب الجماهير، في محافظات ومدن الانبار والموصل وسامراء، او في المدن الاخرى في وسط وجنوب العراق، او في كوردستان، هو نفسه الحرمان وسلب الحقوق وحريات الجماهيرفي ظل تلك القوى. سوف لن تكون الجماهير اكثر تحررا ورفاهية ومتمتعة بحقوقها وحرياتها بشكل افضل لا في ظل المالكي ولا في ظل العيساوي، لا في ظل البارزاني ولا في ظل حكم الصدريين او في ظل اي من التيارات القومية والاسلامية. ان هذه التيارات قوة قامعة وعائق اساسي امام التقدم الاجتماعي في العراق، فليس هناك من خلاص غير انهاء دورها على الحياة السياسية في هذه البلاد.
لا يخفي على احد بان حكومة المالكي وتيارات الاسلام السياسي الشيعي المتحكمة بالسلطات والجيش والشرطة في العراق اخذت ومنذ فترة طويلة تستغل الفرص وراء الفرص لتثبيت اركان حكمها بمختلف الوسائل القمعية. انها باتت، وخاصة منذ انسحاب القوات الامريكية من العراق، تستخدم القوة ضد منافسيها السياسيين باسم القانون والاجراءات القضائية. ان نفس التركيبة الطبقية الاجتماعية للسلطات في العراق، طابع القوى السياسية المشكلة لها الغارقة في الرجعية والطائفية، آلية عملها والفساد المستشري في مجمل بنيانها، سياسة القمع والتنكيل التي تمارسها بحق المواطنين في مختلف مدن وقصبات العراق وخاصة في مناطق ومحافظات الانبار الموصل وسامراء، تجعلها سلطة قمعية واستبدادية باميتاز. فليس هناك مبرر ان يقتنع احد بما تدعيها هذه السلطات، والاهم من ذلك، ليس هناك دافع لأن يقتنع احد بمبررات هذه السلطات في قيامها بهذه الاعمال تحت ذريعة الدفاع عن مصالح الناس والدفاع عن ضحايا الارهاب والعمليات الارهابية التي اسفكت بالفعل دماء مئات الآلاف من المواطنين الابرياء في البلاد.
ان صراع تيارات القوميين العرب والقائمة العراقية مع حكومة المالكي صراع رجعي على تقاسم السلطة والنفوذ. غير أن مطالب الجماهير في تظاهراتها الحاشدة في الانبار والموصل وسامراء مطالب عادلة. ان تلك المظاهرات ضد الممارسات القمعية لاجهزة الدولة وحكومة المالكي، ضد الاعتقالات العشوائية وزج المواطنين في السجون بدون محاكمات، ضد ممارسات التعذيب واغتصاب النساء المعتقلات وضد مجمل الممارسات القمعية ذات الطابع القمعي والطائفي ضد سكان هذه المناطق. ان سكان هذه المحافظات والمدن، ومنذ سنوات، يعاني من: تطاولات السلطات على حرياته وحقوقه، سياسة التمييز الطائفي، غياب الامان والاعتقالات العشوائية، هذا بالاضافة الى معاناته اثر الاعمال الارهابية لتنظيم القاعدة وغيرها من قوى الارهاب في هذه المناطق. المطالبة بانهاء هذه الاعمال القمعية ووضع حد لها في هذه المناطق هي موضع تأييد أي انسان تحرري. من الضروري ان تتصاعد الضغوط على حكومة المالكي ليس فقط باتجاه تحقيق مطالب المتظاهرين تلك بل يجب ان تتصاعد سقف المطالب وتتوسع ابعاد التظاهرات ورفع شعارات الى: انهاء حكم الاعدام في العراق، منع المعتقلات السرية، منع اية اعتقالات عشوائية، الغاء قانون مكافحة الارهاب، انهاء التمييز بحق المواطنيين في هذه المناطق واخراج الجيش والقوى الميليشياتية في المدن و القصبات ...الخ.
يدين الحزب الشيوعي العمالي العراقي بشدة ممارسات حكومة المالكي القمعية ضد سكان تلك المحافظات والمدن كما ويدين استخدامها القضاء والمحاكم الصورية في العراق لتحقيق اغراضها السياسية. هذا، ويدافع الحزب الشيوعي العمالي العراقي عن حقوق وحريات السكان في الانبار والموصل وسامراء ويساند مطالب المتظاهرين العادلة في انهاء الاعمال القمعية والظلم السياسي الجاري ضد سكان هذه المحافظات.
هذا ويناضل الحزب الشيوعي العمالي العراق من اجل ان يتبلور الصف النضالي المستقل للطبقة العاملة والجماهير الكادحة والتحررين، على صعيد كل العراق، وفي هذه المحافظات، بوجه مجمل القوى الاسلامية والقومية. كما ويدين سياسات جميع القوى القومية والاسلامية التي تستغل مطالب الجماهير العادلة في تلك المناطق لاغراضها السياسية ويؤكد على ضرورة فضح زيف الادعاءات السياسية لهذه التيارات من امثال الصدريين والقوميين الاكراد وقوى الائتلاف الوطني و ..وغيرها.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
02-01-2013
¬¬¬¬

#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات