أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - العرب واميركا والعداوة العاقلة














المزيد.....

العرب واميركا والعداوة العاقلة


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1144 - 2005 / 3 / 22 - 13:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول المثل العربي عدو عاقل خير من صديق جاهل .
لاتستطيع الشعوب العربية أن تمد يد الصداقة للسياسة الأمريكية الراهنة . ومخطىء من يتوهم غير ذلك ، سواء أكان باحثا في مراكز الدراسات الاستراتيجية في الولايات المتحدة ، أو صحفيا مثل توماس فريدمان الذي يفاجئك كل يوم بموقف جديد مختلف مرة باظهار ازدراءه للعرب كتلامذة فاشلين في دروس الديمقراطية متجاهلا أن الولايات المتحدة هي المسؤولة الأولى عن اقامة الديكتاتوريات العربية ودعمها، ومرة أخرى بتفاؤله بانتخابات العراق ومظاهرات لبنان واكتشافه مظاهرتين في مصر ( لم نسمع عنهما من غيره ) من أجل تعميم اتفاقية الكويز ، وبالتالي ( رؤيته ) بأن عجلة الديمقراطية بدأت تسير ومعها التطبيع مع اسرائيل ( لاحظ ربط التطبيع بالديمقراطية ) . أم كان المتوهم صديقا عربيا للولايات المتحدة يعتقد ان الشعوب العربية لاتمتلك الذاكرة ويمكن ببساطة أن تبتلع احتلال العراق وقتل 100000 مدني وتدمير مدينة الفلوجة بنسبة 80 بالمئة التي مازال سكانها البالغ عددهم 600000 نسمة مشردين دون ان يعترف بهم العالم حتى كلاجئين في خيامهم قرب مدينتهم المدمرة ، وأن تبتلع مانتج عن احتلال العراق من تدمير لدولته وجيشه وتفكيك لمجتمعه وملاحقة علمائه وقتلهم، ويمكن أيضا أن تبتلع الدعم غير المحدود لأسوأ التيارات اليمينية في اسرئيل . ويكفي أن يوري أفنيري السياسي الاسرائيلي المعروف قد أظهر قلقه من تصريح الرئيس بوش أنه يعتبر شارانسكي أستاذه الفكري ، ومن هو شارانسكي هذا ؟ انه واحد من أسوأ دعاة اليمين والاستيطان في اسرائيل .
ولن تفلح هدنة مؤقتة بدون أفق سياسي حقيقي بين الفلسطينيين وإسرائيل في تغيير شىء او دفع العرب لنسيان جرائم الاحتلال الصهيوني واصراره على ابتلاع 60 بالمئة من الضفة الغربية التي لاتزيد مساحتها عن 20 بالمئة من فلسطين المحتلة .
ان حقيقة الوضعين الفلسطيني والعراقي رغم الأفكار الهوليودية للتجميل ، ورغم محاصرة الحقائق وطمسها لأكثر من كافية لصنع بحر من العداء بين الشعوب العربية والسياسة الأمريكية الراهنة .
لن يتمكن أي تيار سياسي في بلاد العرب مهما كان توجهه يمينا أم يسارا ، اسلاميا ام قوميا ، وحتى ليبراليا من القفز فوق ذلك البحر دون ان يخاطر بفقدان مصداقيته الشعبية .
نعم قد تنشأ بؤر اجتماعية ترى ان تأمين مصالحها يتطلب مد الجسور مع الولايات المتحدة وتوثيقها ، ولكن تلك البؤر المحكومة بمشاعر أقلياتية أو مصالح اقتصادية ( دون الخوض في مشروعية تلك المشاعر ) لاتمثل سوى جزر في المحيط العربي ، وارساء السياسة والاستراتيجية استنادا الى تلك الجزر سيكون ضربا من الحماقة وسيكون في الأمد الطويل عاملا اضافيا لاثارة المشاعر ضد السياسة الأمريكية .
اذن هناك مشكلة في ايجاد أرضية لعلاقة ما بين الشعوب العربية والسياسة الأمريكية واذا كان مثل ذلك الطموح مبررا لأغراض تكتيكية أو كاستجابة لضرورات تتطلبها موازين القوى الراهنة فهناك الصيغة الآتية
تقول الشعوب العربية للولايات المتحدة : لاتطمعي في صداقتنا مع الاحتفاظ بسياسة احتلال العراق وتدميره ونهبه ، ودعم سياسة ابادة الشعب الفلسطيني وزرع المستوطنات ، ولكن لدينا لكم عرضا نرجو ان تفكروا به نحن سنواصل مواجهتكم بكل ما بيدنا من قوة ، انما بحكمة وعقل وذلك يعني الآتي :
أولا حصر عداوتنا بسياستكم المعتمدة حاليا للهيمنة والاحتلال ودعم اسرائيل ، وبالتالي فلسنا معنيين بتوسيع العداوة بصورة غير مبررة ومؤذية لنا ولكم واعطائها أبعادا تاريخية او ايديولوجية مثل حرب الحضارات .
ثانيا حصر الأهداف المشروعة للمهاجمة بقوى الاحتلال العسكرية وتجنب زج المدنيين بالصراع بصورة متبادلة .
ثالثا سنحاول استعمال كل الوسائل السلمية لمقاومتكم ، بما في ذلك التضامن مع الرأي العام الأمريكي والعالمي المناهض للحرب والاحتلال ، وحين نشعر ان تلك الوسائل مجدية فسنحاول الاعتماد عليها أكثر فأكثر على حساب الوسائل الأخرى .
رابعا سنقف ضد النزعات العنصرية والمتعصبة التي تحاول تعميق الكراهية بين الشعوب المغلوبة على أمرها ومنها الشعب الامريكي .
خامسا سنعيد النظر في مواجهتنا لسياستكم بمقدار ما نلمس تغييرا حقيقيا فيها على الأرض وليس على المنابر الكلامية الفارغة .
هذا عرضنا لكم . مقابل ماذا ؟
مقابل أن ترفعوا دعمكم للديكتاتوريات التي أنشأتموها ومازلتم تدعمونها في منطقتنا رغم ادعاءاتكم الخاصة بالديمقراطية وحقوق الانسان . وان تتركوا الشعوب العربية تقرر مصيرها بنفسها ، وتؤسس ديمقراطياتها المتحررة .
نعلم انكم توصلتم الى ان تلك الديكتاتوريات أنتجت ظاهرة الارهاب كرد فعل على الاستبداد الوحشي والفشل في التنمية والفساد ، وما زلتم تكابرون في الاعتراف بان سياستكم في الهيمنة والاحتلال ودعم اسرئيل سبب رئيسي أخر .
وأنكم تتساءلون عن بديل تلك الديكتاتوريات وتخافون من صعود التيارات الاسلامية والراديكالية .
حسنا . لقد بدأ الأمر يخرج عن سيطرتكم أيضا ، والعقل يقتضي الاندماج مع تيار التاريخ بدلا من معاندته .
أصدقاؤكم المستبدون الفاسدون سيكونون وبالا عليكم ان بقوا في الحكم ، وكما يقول المثل العربي عدو عاقل خير من صديق جاهل . ولكم الخيار .



#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان من الدولة الى الثورة
- قراءة لميزان القوى في لبنان مابعد الانسحاب السوري
- الثابت والمتحول في المعارضة اللبنانية
- وداعا للسلاح
- نحو مقاربة هادئة للوضع المتفجر في لبنان
- سيوم براون- وهم التحكم - القوة والسياسة الخارجية في القرن ال ...
- سيوم براون - ( وهم التحكم- القوة والسياسة الخارجية في القرن ...
- نحو برنامج سياسي مشترك للقوى الوطنية الديمقراطية في سورية ول ...
- العولمة وأفول الدولة القطرية
- تداعيات الانسحاب السوري من لبنان
- مغزى الانتخابات الفلسطينية في الضفة والقطاع
- سياسة المقاومة ومقاومة السياسة
- التحول الديمقراطي في سورية والموقف الراهن
- سورية ولبنان واستحقاق الشعوب
- معضلة الديمقراطية في التجربة الاشتراكية السوفييتية
- اية ديمقراطية نريد؟
- نعوم تشومسكي-الهيمنة أم البقاء
- نحو بديل عقلاني في مواجهة العولمة
- الليبرالية الجديدة والمسألة الديمقراطية
- جدار الفصل العنصري-علامة مميزة في تاريخ الصراع العربي الصهيو ...


المزيد.....




- -عليّ التوقف للحظة-.. شاهد مذيع أرصاد جوية يتعرض لنوبة هلع ب ...
- الكويت.. تداول فيديو لمواطن مصري يجمع تبرعات دون إذن ووزارة ...
- 28 شخصًا تركوا دون مأوى.. الجرافات الإسرائيلية تواصل هدم الم ...
- الصحة المصرية تكشف حقيقة تأجير 50 مستشفى حكوميا لشركة قطرية ...
- روسيا تطور مركبة جديدة لإطلاق وحدات محطة (ROS) المدارية
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي لجنوب غزة
- نجم هندي خلف القضبان بسبب -وجبة محرمة- (فيديو)
- فرنسا: مقتل طياريْن إثر اصطدام مقاتلتين من طراز -رافال- شرق ...
- كيف بدأ اليأس يتسلل إلى اللوبي المؤيد لإسرائيل في أميركا؟
- حان الوقت لإسكات البنادق.. انطلاق محادثات جنيف بشأن السودان ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - العرب واميركا والعداوة العاقلة