|
يمنعون - الاخوان - في بلدانهم ويدعمونهم في بلادنا
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 18:29
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
من أبرز مفارقات عصر ثورات الربيع العربي أن تقوم الغالبية الساحقة من حكام دول مجلس التعاون الخليجي وباستثناءات قليلة برعاية جماعات الاسلام السياسي من اخوانية وسلفية خارج أراضيها وتحديدا في البلدان التي اندلعت فيها الانتفاضات الثورية فالقوانين السعودية والقطرية على سبيل المثال تحظر قيام التنظيمات السياسية الاسلامية بل تعاقب كل من ثبت عليه تهمة الشروع بالعمل الحزبي والانخراط بالنشاط التنظيمي بأقسى العقوبات وقد قامت سلطات دولة الامارات العربية المتحدة بمساءلة واعتقال وطرد أعضاء من منظمات حزب الله وحماس في العام المنصرم كما اعتقلت مؤخرا أعضاء بتنظيم الاخوان المسلمين المصريين وفي الوقت ذاته تكاد حكومتي السعودية وقطر أن تكونا الممول والداعم الأساسي والراعي الأول لحركات الاسلام السياسي في الشرق الأوسط والعالم بشقيها السلفي والاخواني وخاصة في تونس ومصر واليمن وليبيا في مرحلة الثورة وبشكل أخص في سوريا منذ عامين وحتى الآن . وقد وصل الأمر بالدولتين الى عدم الاكتفاء بتقديم وسائل الدعم المالي لجماعات الاسلام السياسي السورية فحسب بل تجاوز ذلك الى الحلول طرفا في الصراع السياسي والفكري والثقافي داخل المجتمع السوري بانحيازهما معنويا واعلاميا الى هذه الجماعات في مواجهة الليبراليين والديموقراطيين والعلمانيين وذلك تمهيدا لتذليل العقبات أمام الوصول الى نظام اسلامي أوشبيه بهما أو سائر في ركابهما مابعد الاستبداد . فكل من يتابع فضائيتي ( العربية – السعودية والجزيرة – القطرية ) يعتقد أن هناك في سوريا ثورة اسلامية صرفة فخلال نشرات الأخبار بصورة خاصة تتوزع مصادرهما داخل سوريا بين : 1 – ناطقين باسم شبكات اعلامية غالبيتها وهمية 2 – متزعمي جماعات اسلامية من الملتحين ينتمون اما للاخوان المسلمين أو المجموعات السلفية 3 – مراسلين اما محليين دائميين أو مرسلين بصورة مؤقتة ينتمي معظمهم الى الاسلام السياسي . وهؤلاء جميعا يبدؤون تقاريرهم بشعائر دينية وأحيانا بصورة مبالغة وملفتة ومن دون سبب يشتم منها رائحة الدعاية الايديولوجية وكنت من الذين تابعوا هذه الظاهرة مع العديد من الأصدقاء في الداخل من أوساط ضباط بالجيش الحر وناشطي التنسيقيات وأعضاء بالمعارضة وتبينت لي وقائع يندى لها الجبين ومنها أن الاخوان المسلمين وجماعات اسلامية أخرى ومنذ بداية الانتفاضة الثورية نقلوا مئات أجهزة ( كاميرات الفديو ) الحديثة مع مدربين مكلفين على بث الشعائر والتكبير خلال التصوير ويحملون أحدث أجهزة التلفونات الى مناطق التوتر في المناطق والمدن والبلدات وأحياء المدن ونسقوا بينهم من جهة وبين مركزي كل من فضائيتي ( العربية والجزيرة ) اللتان تقتصران الاعتماد على هؤلاء وليس غيرهم ومن الملاحظ مثلا عدم اجراء المقابلات في نقل وقائع المعارك وتغطية الأحداث مع ضباط الجيش الحر وهم المشرفون عليها تخطيطا وتنفيذا في معظم الحالات وكذلك ناشطي التنسيقيات ( ماعدا جماعات الاخوان في مايسمى بقيادة الثورة السورية ) علما أن كتائب الجيش الحر والثوار في صفوفها تشكل القوة الأساسية في الثورة وتزيد نسبتها على أكثر من 85% في أرجاء البلاد وهم جميعا يؤمنون بأن الثورة وطنية تشمل كل السوريين وحريصون على عدم خلط الدين بالسياسة وعلى أن ( الدين لله والوطن للجميع ) وبعيدون عن المنطلقات الطائفية البغيضة وحريصون على وحدة المجتمع والمساواة بين السوريين على اختلاف قومياتهم وأديانهم ومذاهبهم . القناتان الخليجيتان الفضائيتان لاتكتفيان باثارة النعرات العنصرية والدينية والمذهبية واظهار الثورة الوطنية السورية وكأنها تمرد ديني – مذهبي على غرار حركة طاليبان وتحجبان منبرهما عن معظم قادة الجيش الحر الوطنيين الشرفاء والمناضلين الديموقراطيين في المعارضة بل أن أصحاب القناتين من ممولي – المجلس الوطني السوري – ومن الداعمين الماليين للاخوان المسلمين المسيطرين عليه والسلفيين لاتصل أموالهم الا نادرا الى مقاتلي الجيش الحر والحراك الثوري والضباط الشرفاء اللذين يضحون بأرواحهم من أجل سوريا الجديدة التعددية الديموقراطية القادمة. على الحراك الثوري داخل الوطن والمجالس العسكرية معالجة هذا الأمر الخطير ومكاشفة القائمين على القناتين خصوصا بمايجري من اساءة للثورة السورية وانتهاك لقواعد الاعلام ووظيفته ومهنيته نعم لاينكر أحدا الجانب الايجابي في طرح قضية الشعب السوري من جانب القناتين وغيرهما وتعاطف العديد من العاملين فيهما مع الثورة السورية ولكن كل ذلك يذهب هباء عندما يتم تجيير القضية والثورة لمصالح آيديولوجية وأجندات سياسية خارجية ويتم التدخل بالشأن السوري ومحاولة اختلاق أمر واقع يفرض على السوريين والتمهيد لاقامة نظام سياسي مابعد الاستبداد بحسب مقاس الآخرين . ان ميزانية كل من ( المجلس والائتلاف ) تكفي لانشاء أكثر من قناة فضائية بمستوى المواصفات العالمية تبث بالعربية والكردية والسريانية والتركمانية تقدم الوجه الحقيقي لثورتنا الوطنية وتوجهاتها الديموقراطية العلمانية كانعكاس لطبيعة شعبنا وواقع مجتمعنا التعددي المتسامح المتعايش في اطار السلم الأهلي والوحدة الوطنية وتنقل أخبار الثورة بموضوعية ومن أفواه قادتها ونشطائها الحقيقيين ومن دون فبركة وأدلجة وتقدم حوارات بالعمق بين أطياف شعبنا وتياراته السياسية ومناضليه الحقيقيين حول مستقبل الثورة والنظام القادم والدستور الجديد وقضايا اعادة البناء .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يريد - الابراهيمي - ؟
-
مفهومان حول- التسوية التاريخية - في سوريا
-
في التوازن بين القومي والوطني
-
عودة الى الأزمة الكردية السورية
-
فتش عن - الاخوان المسلمين -
-
في الثورة والسلطة والدولة
-
عندما ينتقم- المالكي للأسد - في أربيل
-
في الأزمة الكردية السورية دعوة الى المكاشفة والخيار البديل
-
في دحض مزاعم جماعة ( ب ك ك ) السورية
-
الثورة السورية واشكالية التمثيل والقيادة
-
كيف السبيل لوأد الثورة المضادة
-
قراءة في - الائتلاف - الجديد
-
- رأس العين - و - عين العرب - حقائق وأبعاد
-
تجاوز - المجالس - أو العودة الى الأصول
-
الداخل وقد حسم أمره فماذا عن الآخرين
-
مبادرتنا .. ومبادرتهم
-
في هذه المرة أيضا الامبريالية على حق
-
التأسيس للمرحلة الانتقالية استحقاق شعبي
-
- المجلس السوري - بين امتلاك الشرعية واقتناصها
-
لاسبيل لوقف ارهاب نظام الأسد الا بانتصار الثورة
المزيد.....
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|