أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن محمد طوالبة - المال السياسي يدخل من الباب في انتخابات عام 2013














المزيد.....


المال السياسي يدخل من الباب في انتخابات عام 2013


حسن محمد طوالبة

الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 13:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من يقرأ الفقرات الخاصة بتجريم استخدام المال السياسي في قانون الانتخاب الاردني لعام 2012 , وكذلك تعليمات الهيأة المستقلة للانتخابات , يعتقد ان المال السياسي قد اختفى , وأن الانتخابات ستكون نزيهة وشفافة .
المقصود بالمال السياسي هو الرشوة التي يقدمها المرشح اثناء الانتخابات النيابية للناخب لقاء ضمان صوته سواء كان الصوت لصالح المرشح بالتصويت او استخدامه ضد مرشح اخر , اي اما حجب الصوت , او منحه لمرشح اخر لتشتيت الاصوات , والحيلولة دون نجاح احد المرشحين . والرشوة في مادتها تنوعت فاما ان تدفع نقدا لمتنفذ في العشيرة لضمان اصوات عزوته , او تدفع الرشوة على شكل هدايا شخصية مثل اهداء البدل للشباب او الموبايلات للشباب والشابات , او ارسال صدورة الكنافه او المناسف الى البيوت , او اهداء المضافات والدواوين اجهزة تلفاز او صوبات في موسم الشتاء او مبردات ماء او مكيفات في موسم الصيف , او اطقم كنبات لهذه الدواوين . وبرز شكل اخر للرشوة تحت غطاء الكرم العربي , فيقوم المرشح بنصب سرادقات مفروشة بالسجاد , ويقدم المرشح انواع المأكولات من المناسف الى الكبسه والمصخن وغيرها من الاكلات الشعبية , اضافة الى الوجبات السريعة واطباق الكنافه وانواع الحلويات المنوعة . وهكذا انتعش سوق المطاعم والحلويات , بحيث سارع اصحاب المطاعم للاعلان عن مطاعمهم بالصحف المخصصة للاعلان , وتوزيع بطاقات الاعلان على المرشحين , ومنحهم حسومات على خدماتهم . كما انتعش سوق القماش الخطاطين , والمصورين والمطابع , وكل اخذ نصيبه حسب جهده او سمعته الفنية في السوق .
ما تطلبه السلطة التنفيذية والهيأة المستقلة هو ان يقوم المواطن او الناخب بالابلاغ عن الخروقات التي تحصل في مجال المال السياسي , ولكن الناخب الممتهن في سوق الانتخابات صار ماهرا في استثمار هذا الموسم , لقطف اكبر قدر من الاموال او الامتيازات , وبذلك يصعب اصطياد المرشح الذي يستخدم ماله السياسي لتحقيق غرضه بالوصول الى قبة البرلمان .
اما عن دور السلطة في تشجيع المال السياسي هو تحريف ما تظمنه قانون الانتخاب الجديد , وهو قانون ناقص ومرفوض بالاساس , لانه ابقى على " الصوت الواحد " ضمن الدائرة الانتخابية الواحدة . فقد خصص القانون في محاولة للالتفاف على مطالب القوى السياسية , خصص 27 مقعدا في البرلمان المقبل السابع عشر للقوائم الحزبية , ولكن سرعان ما حصل الالتفاف على هذه المادة بأن تحولت من قائمة حزبية الى قائمة وطن . اي يحق لاي مواطن ان يشترك في هذه القوائم او ان يشكلها , وقد جاءت الفرصة المواتية للاغنياء ان ينفشوا ريشهم باموالهم , ويشتروا اصوات الفقراء من الانتهازيين , وشكلوا قوائم انتخابية , حدها الادنى 21 مرشحا , وهؤلاء ليس لهم دور او امل في الوصول الى قبة البرلمان ابدا ’ بل هم جالبوا اصوات لصاحب القائمة , اي رقم واحد فيها , ومقابل هذا العمل ينال المرشح " اللمام " مبلغا من المال من رئيس القائمة للاعداد للحملة الانتخابية من دعاية ومستلزماتها .
من ينظر مليا في الشعارات التي ترفعها القوائم ينتابه العجب والقرف لكثرة ما فيها من وعود لن تتحقق ابدا , فهذه القائمة سوف تقضي على الفاسدين , واخرى سوف تسترجع اموال البلد المسروقة وتستعيد الشركات التي تم خصخصتها من قبل الفاسدين , واخرى تريد ان تجعل البلد اقوى بلد في العالم , واخرى ستحقق كل مطالب المواطنين الطفرانين . وسوف وسوف حتى ساف الناس من هذا التسويف .
أليس هذا هي الرشوة بعينها , ؟ في السابق اي في الدورات السابقة كان المرشح يشتري اصوات الناخبين بالمال والهدايا – وما زالت - , اما في هذه الدورة فالمرشح الاقوى صاحب المال الوفير صار يشتري المرشح التبع والضعيف , ويشتري الناخب اللعوب تاجر الانتخابات المحترف , اذ صار للانتخابات تجار معروفون يتميزون بمهنية عالية في النصب والاحتيال والضحك على السطاء وشراء ضمائر الانتهازيين .
لقد تنافس على القوائم حوالي 800 مرشح ونيف , والمطلوب ان ينجح منهم 27 فقط , ومن المتوقع ان يفوز اصحاب المال الذين تقدر مصروفاتهم حوالي 38 مليون دينار حسب تقديرات المحترفين في اللعبة الانتخابية . اي ان الناجحين هم من المتنفذين ماليا , وهم الاحرص على بقاء مصالحهم , ولن يقفوا ضد اي قانون يضر بهذه المصالح في المستقبل , اضف الى ذلك ان المرشحين الاخرين وهم 123 المتوقع فوزهم هم من انتاج العشائر , اضافة الى الكوتة النسائية التي هي هبة لهن , المحصلة النهائية برلمان بوجوه تقليدية معروفة , سبق ان شرعنت للفساد والفسدين ووافقت على القوانين التي اضرت بقوت الفقراء وزادت في ثروات الاغنياء .
الادهى والامر ان الحكومة المقبلة ستشكل من البرلمان , وهو بهذه التركيبة الانف وصفها , اي ان السلطتين التشريعية والتنفيذية ستكونان من الوجوه ذاتها التي خبرناها من قبل . ولا ندري اي مصير ينتظرنا في قابل الايام ؟؟ .



#حسن_محمد_طوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلاح الكيماوي السوري ذريعة للتدخل
- الشرق الاوسط الكبير والاطماع الامريكية - فدرالية الاخوة العا ...
- انتصر الفلسطينيون رغم تهديدات اوباما ونتنياهو
- الغرب يزرع بذور الكراهية ضد العرب والمسلمين
- ضرب المنشأت النووية الايرانية بين استعجال تل ابيب وتأني واشن ...
- مخططات ايرانية توسعية
- الاصلات في الاردن الى اين ؟
- روسيا داعية سلام ام حرب في سوريه ؟
- قانون الصوت الواحد ( الجديد القديم ) في الاردن
- ماذا لو افلحت مساعي سحب الثقة من المالكي ؟
- محاكمة مبارك والانتقاص من هيبة القضاء المصري
- هل يقود المالكي انقلابا على حلفاءه ؟
- احتلال العراق بحثا عن ( يأجوج ومأجوج )
- تفاهمات ايرانية امريكية على حساب من ؟
- بوش مجرم حرب ..من يعترف بهذا ؟ محاضير محمد نادى بمحاكمة بوش ...
- الربيع الغربي قادم ..الرأسمالية تترنح ..الحكومات عاجزة عن مع ...
- هل تحقق ايران حلمها بضم البحرين ؟ الحفاظ على الهوية الوطنية ...
- لمن ستعود ممتلكات الاشرفيين في اشرف ؟
- ليبرتي وكر للافاعي والجرذان
- الظروف الاقليمية والدولية التي احاطت بمعركة الكرامة


المزيد.....




- أصاب وجه ترامب.. فيديو دفع ميكروفون وردة فعل الرئيس خلال تصر ...
- أول تعليق من ترامب على عملية العراق ومقتل قائد العمليات الدو ...
- رغم الصعوبات وانقطاع الكهرباء.. أطفال غزة يطلبون العلم ولو ف ...
- Vivo تعلن عن هاتفها المنافس الجديد
- لماذا تزداد صعوبة فقدان الوزن بعد انقطاع الطمث؟
- العلماء يكتشفون طريقة جديدة للعثور على حياة خارج الأرض
- علماء يكتشفون سر طول عمر أكبر معمرة في العالم!
- كوارث طبيعية وشيكة تهدد الولايات المتحدة
- الجيش السوري قد يحصل على أسلحة أمريكية لأول مرة
- على ماذا سيتدربون خلال مناورات الحزام الأمني البحري 2025؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن محمد طوالبة - المال السياسي يدخل من الباب في انتخابات عام 2013