أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالص جلبي - عيد الميلاد والفتاوى المكذوبة














المزيد.....

عيد الميلاد والفتاوى المكذوبة


خالص جلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3961 - 2013 / 1 / 3 - 01:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أنا رجل ولدت في مدينة اسمها القامشلي فيها عشر لغات، وثمانية أديان، بما فيها المسيحية النسطورية (المنقرضة)، إضافة إلى العلويين والشيعة والدروز والكاثوليك والبروتستانت واليزيديين. كما أن هناك لغات السريان، والأرمن، والآشوريين، والكلدان، والماردينيين والداغستان، والشراكسة، والشوام... إلخ. فكل شارع بلغة ومدرسة وكنيسة، وكل دكان بطربوش وطاقية وعمة وعقال وشرشوبة وشروال!

والدي اعتمر الطربوش العصملي الأحمر، وخالي يونس من عشيرة طيء بعقال، وقريب آخر أمه أرمنية من أيام «القفلات»، وهي الزيجات التي تمت أثناء الترحيل القسري للأرمن من تركيا في عشرينيات القرن الفائت، ففاز البعض بفتيات جميلات، أسلمن وحسن أسلامهن. لذا لا غرابة عندي إن ناقشت أرثوذكسياً عن سبب انشقاق الكنيسة عند صدع البلقان على طبيعة الأب والابن وروح القدس، ومن أين اشتق روح القدس هل من الأب أم الابن أم من كليهما معاً؟ أو كاثوليكياً لماذا يرسمون صدورهم بالصليب وهي أداة قتل المسيح؟ وهل يقدس أهل القتيل المسدس الذي قتل به ولدهم؟

كنا نحتفل معهم في أعياد الميلاد، كما نحتفل بعيدي الفطر والأضحى.

أصدقائي «رافع أبو الحسن» الدرزي، و«هابو» وأخوه «جيجي» الأرمني، و«جودت» وابن أخيه «سمير» العلوي، و«جورج» ابن الصائغ الكاثوليكي، و«دنحو» السرياني... قبل أن يرسخ حزب «البعث» الطائفيةَ وصولا إلى حواف الحرب الأهلية.

إلا أن التشدد داهم العالم العربي كله تقريباً، وأذكر في يوم من أيام عيد الميلاد، كيف تربص «الشباب الطيبون» بمجموعة من الممرضين والممرضات الفليبينيين، فكبسوا البيت عليهم عسى أن يضبطوهم متلبسين بـ«الجريمة النكراء» وهم يحتفلون بعيد الميلاد الذي احتفل به أجدادهم من قبل، ويحتفل به أهلوهم في كل مكان. إن «الشباب الطيب» من المتعصبين المتشددين، يرتكبون ثلاث جرائم دون أن يشعروا برائحة جريمة: التجسس على القوم، ودخول البيوت من غير أبوابها، واقتحام الخصوصيات من غير استئذان، وأخيراً نار التعصب لظى نزاعة للشوى. والله حرم التجسس، وحرم الاقتحام، وأمر بالاستئذان والرحمة والمرحمة. لكن بيننا وبين هذه المفاهيم العظيمة مسافات ضوئية.

وفي النقاش الذي دار فيما سبق بين «جيمس سواكرت» و«ديدات»، قال له: سمحنا لك أن تبشر بالإسلام هنا في بوسطن وفيلادلفيا ونيوجرسي، فهل يمكن أن تعاملونا بالمثل فنعرض أفكارنا بين أظهركم كما فعلتم بنا؟ كان جواب ديدات -رحمه الله- نعم حين تأذن تأشيرة دخول لبلدنا، وهي أن تعلن إسلامك! والأمر هنا يصلح للنكتة وليس للنقاش. والله يقول: «ولا تخاطبوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن»، لكن البعض منا حريصون على أن نخاطبهم بالتي هي أسوأ.

وفي يوم عيد الميلاد بدل أن نهنئهم ونبذل لهم المعروف؛ فإن بعضنا يبدو حريصاً على اعتباره بدعة، و«كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار».

وعلى نفس المنوال يفتون بعدم جواز مبادأتهم بالسلام، وإذا كنا في طريق فتجب إزاحتهم على جنب، وإجبارهم إلى أضيق الطريق، وتحويل حياتهم بيننا إلى جحيم وعداوة، تحت أقاويل وفتاوى مشبوهة عرجاء شوهاء عوراء!

لذلك لا عجب أن علَّم ابن حنبل ابنه خمسة آلاف حديث مكذوب، ليقول له في النهاية: إذا مرت عليك فانتبه لها، فكلها أحاديث مكذوبة.



#خالص_جلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصير الطغاة
- نهاية الظالمين ومصارع الغابرين
- أيها التوانسة إنها فرصتكم التاريخية
- خالص جلبي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: ثقافة السلم ...
- نحو خطاب أكثر إنسانية ورحمة
- أفكار لأزمنة الجنون الإنساني
- أفكار لأزمنة الحروب
- زيارة بوش الأخيرة للعراق
- حينما يكون لون جواز السفر زفتيا ؟!
- يوم المحزنة 8 آذار المشئوم
- أسطورة الذكر
- عندما يقدس الأشخاص؟
- لكونها أنثى
- قيامة الحزب
- البنية الموضوعية للقرآن
- مفاتيح السعادة الثلاث
- هل النظام السوري متورط في مصرع الحريري؟
- مسألة الديموقراطية
- المثقف وعلاقات القوة؟
- علاقات القوة والجنس


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالص جلبي - عيد الميلاد والفتاوى المكذوبة