أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باتر محمد علي وردم - أخطاء المثقفين والإعلاميين الأردنيين بحق الشعب العراقي














المزيد.....


أخطاء المثقفين والإعلاميين الأردنيين بحق الشعب العراقي


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21 - 13:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد العاصفة التي شهدها الأسبوع الماضي في العلاقات الشعبية الأردنية-العراقية، والمرشحة للتصاعد والتكرار في حال لم يتم تحليلها بشكل منطقي وصريح، يريد معظم الناس في الأردن أن يصدقوا تفسيرا غير صحيح للأحداث مفاده أن الإساءة التي تعرض لها الأردن ورموزه في العراق تمت على أيدي »رعاع« - كما أسماهم بعض الزملاء للأسف- مدفوعين من تنظيمات »طائفية« حاقدة على الأردن والعروبة، ومؤيدة للاحتلال الأميركي ومسيطر عليها من قبل أحمد الجلبي!
هذا تفسير غير صحيح، ولا يهدف إلا إلى إزالة جزء كبير من المسؤولية عن عاتقنا نحن كسياسيين ومثقفين وإعلاميين في الأردن، الذين قام معظمنا بتكرار الإساءة إلى الأشقاء العراقيين طوال سنوات حكم صدام حسين وبعد الاحتلال الأميركي وأثناء العمليات الإرهابية التي استهدفت أبناء الشعب العراقي.
ما قامت به مجموعة من »الموتورين« في بعض مدن العراق من الإساءة إلى العلم الأردني والرموز الأردنية عمل مرفوض بكل المقاييس، ويثير غضب كل الأردنيين لأن علم بلادنا وملكه ورموزه لا تستحق إلا كل الاحترام. ولكن هذا لا يعني اننا كأردنيين، وخاصة من فئات المثقفين والإعلاميين والسياسيين منزهون عن الخطأ، بل أن السبب الرئيس وراء الإساءة إلى العلم الأردني وسمعة الأردن في العراق هي الكلمات التي نقولها ونكتبها بحق الشعب العراقي وفئاته وخياراته السياسية.
لقد أخطأ العراقيون في اتهام النظام والحكومة الأردنية بدعم الإرهاب الذي يمارس بحق العراقيين لان هذا غير صحيح أبدا، والحكومة الأردنية كانت واضحة تماما في دعم إنشاء المؤسسات المستقلة في العراق واحترام خيارات الشعب العراقي كما ساهمت في إدخال الحكومة العراقية في ظل الاحتلال الأميركي إلى المحيط العربي، وساهمت في إنجاح العملية الانتخابية.
ولكن الذين دعموا الإرهاب في العراق هم غالبية المثقفين والإعلاميين في الأردن، الذين فشلوا تماما في التفرقة ما بين المقاومة الوطنية المشروعة ضد الاحتلال الأميركي التي تمارسها تنظيمات وطنية عراقية مخلصة لبلادها مع بعض الدعم العربي، وما بين عمليات القتل الإجرامي والإرهاب والاختطاف الذي تمارسه تنظيمات أصولية وأخرى من بقايا نظام صدام وبعض التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود مثل القاعدة.
وقد فوجئت حقيقة بحجم التبرير الذي يتم تقديمه من قبل الإعلاميين والمثقفين للعمليات الإرهابية. ففي عملية الحلة الأخيرة ادعى البعض بأن الضحايا العراقيين كانوا من الذين يتطوعون لدخول الجيش العراقي ليصبحوا »أداة في يد الأحتلال«. والواقع أن هذا تبرير مخجل، فهل يعني ذلك أن كل عراقي يدخل الجيش والشرطة لضبط الأمن في بلاده يستحق الموت. وإذا كنا نطالب بسحب الجيش الأميركي، فإن الذي سيتحمل المسؤولية الأمنية في العراق هو الجيش والأمن العراقي، فكيف يمكن أن ينسحب الأميركيون بدون وجود جيش عراقي يستهدفه الإرهابيون الآن بحجة التعاون مع الاحتلال، وهو ادعاء كاذب.
وبالإضافة إلى دعم الإرهاب في العراق، أو على الأقل تجاهل انتقاده وتقديم التبرير له، فقد انزلق الكثير من المثقفين والإعلاميين وخاصة أصحاب التوجه الديني إلى فخ الطائفية والتحريض ضد الأخوة الشيعة في العراق، من على منابر الصحف أو المساجد أو الأشرطة الدينية. لقد استغل البعض الحالة السياسية التي يعيشها العراق حاليا لنشر بذور الفتنة بين السّنة والشيعة، حتى انتشرت فكرة التحريض ضد الشيعة في مختلف الأوساط الشيعية، وهي مسؤولية كبيرة يتحملها القادة الدينيون الذين لم يقوموا بواجبهم في الدعوة إلى وحدة المسلمين.
ولم يتم الاكتفاء بالتحريض الديني بل أيضا السياسي، فقد انتشرت الكتابات حول التهميش السياسي للسنة، بدون التذكير بأن الحالة العراقية أيام صدام حسين شهدت سيطرة الأقلية على الأغلبية والتهميش الفعلي في المناصب والمراكز، بدون أن يتطوع أحد من هؤلاء المثقفين للمطالبة بالعدالة في التمثيل السياسي. كما أن الإنصاف يقتضي منا القول بأن الأخوة الشيعة في العراق مارسوا حتى الآن انضباطا يستحق الشكر تجاه الكثير من العمليات الإرهابية اليشعة ذات البعد الطائفي ولم يردوا عليها بمثلها، وإلا تحول العراق إلى ساحة صراع ديني طائفي هائل، وعلينا أن نعترف بهذا بدون مواربة.
ربما يكون الموتورون في بعض المدن العراقية قد اساءوا إلى الأردن في مسيراتهم، ولكننا كمثقفين وإعلاميين أردنيين قمنا بالإساءة إلى مصالح الأردن الاستراتيجية مع كل الشعب العراقي بطوائفه السنية والشيعية والكردية من خلال سكوتنا وتبريرنا للعمليات الإرهابية التي قامت باستهداف الأخوة العراقيين، وشارك في تخطيطها وتنفيذها بعض العرب ومنهم مواطنون أردنيون خارجون عن القانون والأخلاق ولا ينبغي أن نقوم بالتغطية على أفعالهم السيئة والسماح لأخطائهم أن تكون شماعة للإساءة إلى العلاقات الشعبية التاريخية بين الأردنيين والعراقيين.



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو أتيح المجال لذهبت في زيارة إلى أوشفتز!
- الانتخابات العراقية: نحو رؤية الصورة الشاملة!
- بزنس الدعاية الانتخابية العراقية في الأردن!
- المهام المقدسة لبوش والزرقاوي!
- ما هو الإرهاب... في نظر الشارع العربي؟
- الليبرالي الوطني...والليبرالي المعدل وراثيا!
- خزعبلات الديجيتال: هل نحن بحاجة إلى - تسونامي- في العقل العر ...
- الضحايا 80 ألف شخص وألف سائح!
- البنتاجون يعترف أخيرا: العرب يكرهون سياساتنا، لا حريتنا!
- ملاحظات -ليبرالية- حول بيان الليبراليين العرب
- روسيا تنقذ كيوتو: التزام بيئي أم انتهازية اقتصادية- سياسية؟
- عندما تصل المشاكل إلى هولندا..!!
- ما هي -القيم الأخلاقية- في المجتمع الأميركي ؟
- صورة للذكرى...من الإنتخابات الأميركية
- -المستنقع العراقي- ليس بعيدا عن الأردن!
- هل أصبح الجهاد...ضد النساء الآن؟
- تركيا على أبواب النادي الأوروبي
- تحريض المجاهدين الأبطال على إحياء سنة الاغتيال
- أخلاق
- الاستراتيجية العربية الموحدة للسخافة الإعلامية!


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - باتر محمد علي وردم - أخطاء المثقفين والإعلاميين الأردنيين بحق الشعب العراقي