أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بشرى علي - هل ابتلينا بحب مأساة كربلاء















المزيد.....


هل ابتلينا بحب مأساة كربلاء


بشرى علي

الحوار المتمدن-العدد: 3960 - 2013 / 1 / 2 - 23:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



ماهي مطاليب المواطن العراقي من المالكي و حكومته، ولماذا سيقوم هذا المواطن بأعادة انتخابه هو وامثاله من صقور الاسلام السياسي، واحزاب الطائفية السياسية والاخرى المتشددة بمختلف تلاوينها.

ألم يحققواللعراقين أعظم أنجاز منذ وصولهم الى السلطة بعد٢٠٠٣ ولحد الان، الا وهو(أحياء مراسيم عاشوراء)وأقامة مواكب السبايات واللطم بالزنجيل ومشاركة مئات الالوف في ركظة طويريج الشهيرة؟!

لماذالا يرفض العراقي ولايحتج على ما يجري الان في العراق وهو على فوهة بركان بسبب التوتر بين المالكي وحكومة اقليم كردستان والانفلات الامني يحصد المئات يوميا، مترافقا مع ظاهرة الفساد الاداري والمالي المستشري في مؤسسات الدولة ،وانعدام الخدمات الصحية و الاقتصادية والأجتماعية والتعليمية، اضافة لعجز كامل امام المعضلة الكهربائية، وتوفيرالمياه الصالحة، واخيرا وليس اخرا انعدام شبكة المجاري والصرف الصحي مما جعل كل بيت عراقي معرضا للغرق والمخاطر الوبائية عند كل مرة تهطل فيها الامطار" كما حدث قبل ايام.

ومن الواضح ان حكومة مثل حكومة المالكي والاحزاب السياسية المتحالفة، اثبتت وبجدارة انها فارغة وخالية ولا تفكر بامتلاك اي مشروع لبناء الدولة، ولا اي مشروع بنائي تنموية للمجتمع، والمهم لديها هو الامعان في تغييب العقل العراقي، واغراقه بفلسفة الجهل.

يحدث كل هذا والعراقي غير مبالي، فالمهم والاهم عنده ان ياخذ أولاده وعائلته من بيتة أينما كان ويذهب ماشيا علي قدميه في الوحل والامطار للمشاركة في مراسيم عاشوراء لا يهمه ان يمرض ولده في الطريق او تقطع اشلاءه بانفجار سياره او حزاما ناسفا ، وهو مستمتع باهم حدث في الحياه.




ما من عراقي لا يحب الحسين وهو مدفون في ارضه، ولكن يبدوا اننا أبتلينا بهذا الحب حيث المبالغة والتضخيم في التعبير عن حدث منذ حوالي ١٤٠٠سنة، فنعطل كل مظاهر الحياة الطبيعية، ونغلق الشوارع والطرق، وتتوقف كل الشؤون الاجتماعية والاقتصادية، بل شؤون الدولة باكملها بما فيها برلماننا الموقر، يرافق ذلك استنفار لقوات الداخلية والدفاع وكأن حربا على حافة الاعلان.



كم من مأساة شهدها العراق بعد موقعة الطف، لنتذكر فقط ماحدث في السنين الخمسين الاخيرة، فموت مئات الالوف منذ ٢٠٠٣ مع دخول الامريكان في حربهم القذرة على العراق وقبلها حروب الدكتاتور معهم ومع الكويت وايران وموت الملايين، موت خمسة الف انسان خلال نصف ساعة في حلبجة وألوف أخرين في الانفال والإعدمات اليومية للمعتقلين في السجون وأقبيية مديريات الأمن في كل مدن العراق ،في ليلتي ١٧-و ٢٤ /٥/ ١٩٧٨ فقط تم أعدام ٣٢ شاب من خيرة شباب العراق لكونهم من الحزب الشيوعي ومنع الاهل من اخذء جثامين أولادهم الى البيوت بل امرهم بدفنهم على الفور ومنعهم من اقامة مراسيم الفاتحة والعزاء، والويل لمن يعترض .

لقد عاشت الأمهات الثكالئ والأخوات والزوجات العراقيات، على يد الطاغية صدام، وعلى مدى يومي ولعشرات السنين، ما عاشتة وعانتة زينب والنسوة من أل البيت.

أذكر في السنين ألاخيرة للستينيات حيث كنا نسكن في أحدى أحياء بغداد ذات الاغلبية الشيعية كيف كانوا الناس يعيشون أيام عاشوراء

حين كانت النسوة في بيوتات الحي يجتمعن في بيتا"واحدا لأقامة ما سمى ب (القرايا) حيث تاتي (الملاية) وهي الأمرإه التي تقراء راوية أستشهاد الحسين وصحبه وتقصها باسلوب الراوي في المقاهي الشعبية القديمة .

وكان للملاية طريقتها التراجيدية في وصف الموقعة بشكل تجعل النسوة يجهشن٫ بالبكاء والصراخ على مصيبة الحسين ، مستذكرات ايضا" الأحبة والأهل الذين غادروا هذه الدنيا، كانت النسوة يرتدن٫ الهاشمي الجميل المطرز مع حرصهن٫ على اكتمال اناقتهن بلبس المصوغات الذهبية والحلي لأنه بعدما تنتهي الملايه من القراءة يقدم الكعك والبقصم والشربت أو الزرده وغيرها من المكولات ويبدأن بثرثرة احاديثهن اليومية العادية، قبل انتقلهن مع الملاية والنسوة وقبلهم نحن اطفال وصغار الحي الى بيت اخر من البيوتات ليتكرر نفس المشهد ونفس السيناريو طيلة ايام عاشوراءومحرم .

اما يوم تمثيل الموقعة او ما نسميه (الطبك)، فكانت تقام في الساحات الكبيرة لكل حي حيث يجتمع المئات من الناس لمشاهدة المشاهد التمثيلية للموقعة، والتي يؤديها اناس عاديون مرتدين الازياءالعربية القديمة والأكسسورات البسيطة مثل السيوف والرماح وغيرها، ومع مشاهدة العرض الذي يستمر لساعات ياتي مئات اخرون ليوزعوا نذورهم من (الهريسة) التي سهروا في الليلة السابقة وهم يطبخوها في قدور ضخمة على المواقد والنيران التي أشعلت في زقاقات الحي بالأضافة الى الزرده والشربت والحلويات ، وكان هذا الاحتفال الذي يسميه العراقيون (التشابيه) هو اليوم المنتظر للشباب من كلا الجنسين لانه المتنفس الوحيد للشباب والبنات، والفرصة الجيدة للتعارف وربما الحصول على رقم تلفون او موعد لقاء او بداية قصة حب جميلة في ظل كبت المجتمع والأسرة والتقاليد .

كانت أجواء طبيعية دون مبالغة وتعقيد أو تعطيل لمرافق البلاد وأستمر الناس بأقامة وأحياءالمراسيم في كل عام حتى منع وحضر اقامتها في بداية السبعينيات من قبل صدام حسين .وربما وللأسف يكمن حقد بعض التعصبيين من شيعة العراق على صدام ليس لكونه فاشي، ودكتاتور ظالم بل لكونه منعهم من اقامة السبايات ،واذا لم يكن قد فعل ذلك لاكانوا احبوه ودافعوا عنه ونصروه ضد كل اعداءه حتى لو جعل اولادهم حطبا"لحروبه الرعناء.

لنحاول التخلص من التعصب وعقدة المظلومية التي لا تجر سوى الى الطائفيات، ولننصف ولننهض بهذا البلد الذي ذاق الأمرين تارة بيد صدام وتارة أخرى بيد أزلام النظام الجديد الذين صاروا يتبارون ويتسابقون لأقتطاع أكبر جزء من الكعكة، والضحية هي انتم ايها العراقيين. فلماذا السكوت على كل ما يحدث لكم من ويلات ماذا ستبقون لأبناءكم ولأحفادكم غير الخراب والدمار ،اليس الساكت عن الحق شيطان أخرس ….استيقظوا ايها العراقين ألم تتعلموا من دروس الشهادة والتضحية لحبيبكم الحسين؟



#بشرى_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلت الاغنية العراقية قبل رحيل عفيفة
- حدث في الحفل الختامي


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - بشرى علي - هل ابتلينا بحب مأساة كربلاء