|
اين اختفى Hz660 وما علاقته ؛؛بفوضى الشرق الاوسط ؛؛؟
علي عبد داود الزكي
الحوار المتمدن-العدد: 3960 - 2013 / 1 / 2 - 20:33
المحور:
الصحافة والاعلام
بعد سقوط صنم بغداد دخل الشرق الاوسط في مرحلة جديدة غير واضحة المعالم. تغيرت معالم ؛؛التضحية والوطنية والصراع وقدسيات الانتماء؛؛ في الشرق الاوسط بشكل واضح لا بل حتى الرؤى والافكار تغيرت حيث ان كل شعوب الشرق الاوسط عانت من الدكتاتورية لعدة عقود واصبحت يائسة من اي تغيير ايجابي. ان الحلقة الاولى من مسلسل التغيير الفعلي بدات في العراق باحتلاله واسقاط طاغيته المقبور في عام 2003. لكي تفشل الانظمة الجديدة ولا تنجح باقامة انظمة مستقرة تحمي حقوق شعوبها دعمت وساعدت امريكا على ان يكون للارهاب قواعد ومدراس في سوريا وليكون العراق ساحة مباحة له لفترة عقد من الزمان قبل ان تستغله في ما يسمى الربيع العربي. حيث انتشرت افكار التطرف والدموية والطائفية والصراع بقوة ومن يتمعن جيدا يتبين له مباشرة بان هذه الافكار والصراعات والتناقضات لا تخدم اي شعب من شعوب المنطقة ولا اي مكون من مكوناتها ، لكنها تخدم مصالح اسرائيل في المنطقة وتعمل على خلق ايديولوجيا اسلامية متطرفة ساعدت على تنمية اجيال جاهلة ومتطرفة تعادي الاعتدال والليبرالية والعلمانية وتعادي بشكل خاص الفكر الاسلامي الشيعي والذي جعلته العدو الاول بدلا من اسرائيل. ان اقوى الحركات الاسلامية في الشرق الاوسط خلال العقود الثلاثة الماضية هي الحركات الشيعية التي تتبع في ايديولوجيتها العداء الى اسرائيل وامريكا. لذا عملت امريكا على تنشئة اجيال الجهل والتطرف والعدائية بمساعدة السعودية لغرض ان تقوم بالنيابة عن امريكا في هذه المرحلة بمحاربة وتدمير واجتثاث وتصفية الشيعة (الذين يعادون اسرائيل) في المنطقة بدلا من تتوحد هذه القوى في محاربة اسرائيل ومصالحها في المنطقة. قبل عدت اعوام وبسبب توفر النت وبسبب الهموم والمشاكل المستعصية في عراق ما بعد سقوط الصنم لوحظ دخول ساحة الكتابة العديد من الكتاب والهواة بعضهم يكتب بحرفية ومهنية وبعضهم يكتب ويهرب وبعضهم يكتب باسماء مستعارة. كان بعضهم يكتب هموم ومشكلات اقليمية وطائفية وسياسية ووطنية ولا يهمه الانتماء الى مؤسسات الكتاب والادباء والشعراء وبعضهم يغالي ويشوه وبعضهم واضح انه مدفوع ومدعوم من قبل جهات ومخابرات دولية واقليمية ويكتب بتوجيهات واضحة ليدافع عن الاجرام والغباء ورجالات الغباء وبعضهم يشوه الحقيقة لخلق الفوضى والحيرة وخلق اجواء جديدة مربكة تساعد على انقطاع الانسان عن ماضيه الفكري وخلق اجواء غير مستقرة تجعله في حالة من الاغتراب الشديدة التي تسهل عمليه تقبل افكار جديدة وتنشئة اجيال جديدة مشوشة الرؤية وفاقدة لانتمائها. لقد نشات العديد من المؤسسات الاعلامية الضخمة بتمويل من قبل اخوة يوسف الحاقدين لتعمل على تشويه الحقائق والعمل على خلق فوضى وبلبلة تشوه الفكر وتؤسس الى شرق اوسط غير مستقر وهذه ادت الى انهيار قيمي واخلاقي كبير وتشويه للمعتقدات وسهلت عملية نمو عصابات وقوى سياسية اجرامية تعمل على تدمير اي راي سليم لبناء لاي بلد من بلدان الشرق الاوسط. ان ساحة الصراع في العراق كانت خلال العقد الماضي وكانها اكاديمية فوضى خلاقة لاستقبال الارهاب من كل الدول العربية ليعمل ويدمر ويخرب العراق ومؤسسات وبناه التحتية وبنفس الوقت ليدرب اجيال جديدة من المنحرفين والذين يعيشون بلا امل ولا هدف من المراهقين وتسميم افكارهم وجعلهم كمجرمين دمويين ليتم استغلالهم فيما بعد في ما يسمى الربيع العربي الذي لم نرى له خير حتى الان سوى سقوط الدكتاتوريات وظهور الصراعات الدموية التي تخدم المصالح الامريكية والاسرائيلة. لاحظت وانا اتابع نشر مقالاتي في النت ظهور كتابات باسم كاتب تقي جاسم صادق الذي يستخدم ايميل [email protected] . طبعا من خلال متابعة هذه الكتابات تبين لي بان من ينشر هذه الكتابات والتقارير ليس شخص وانما مؤسسة تعمل على تشويه ونشر الطائفية المقيتة حيث ان هذه المؤسسة عبر نشرها هذه التقارير والترويج لها كانت لا تدعم الحركات الشيعية ولا السنية وانما تقوم بتسقيط الجميع والعجيب ان هذه الكتابات والتقارير المخابراتية كانت تروج وتنشر بشكل مستمر وعلى الاقل مقال واحد يوميا. وكانت ترتب كتقارير وتمرر عبرها معلومات حساسة جدا لا نعرف ما هي درجة صحتها ودقتها لكن الواضح فيها انها تجعل الجميع في حالة من الفوضى والارباك. وكانت هذه المؤسسة ترسل مقالاتها وتقاريرها بشكل يومي لاغلب الكتاب العراقيين الذين ينشرون مقالات ومهتمين بالشان العراقي. طبعا من يتابع هذه الكتابات والتقارير سيجدها بانها متناقضة في كثير من الاحيان. فقد كانت في يوم تدافع عن فئة وبعد اسبوع تهاجم هذه الفئة ثم تمدح فئة اخرى ثم تهاجمها وهكذا تحاول تسقيط الجميع. كانت وكانها تدافع عن المكون الشيعي ولكنها بنفس الوقت لا تدعم اي جهة سياسية شيعية حيث انها تهاجم الجميع باستمرار وتسيء للجميع. اضافة الى انها تهاجم المكونات العراقية الاخرى بقوة وشراسة وهمجية وابتذال. اذن يمكن الاستنتاج بان مخابرات امريكية او مصرية او تركية او اسرائيلة كانت تستغل الوضع لصالح تنشئة فكر شرق متوسطي مشوش واستمرت هذه الكتابات والتقارير لعدة سنوات ثم تم تغيير اسم الناشر وتغيير الايميل باسم اخر فيما بعد. قبل ظهور ما يسمى حركات التغيير العربية او الربيع العربي ظهرت شخصيات اخرى مثل عامر العظم وغيره يكتبون لكنهم لا يهتمون بالشان العراقي وانما بالشان العربي في بلدان اخرى ولكن باعلام موجه اقل حدة من اعلام hz الذي اختفى نهائيا. ان المؤسسة التي كانت تكتب وتروج اعلاميا حولت وجهتها الاعلامية نحو دول عربية اخرى. لربما ظهر hz جديد يهتم بالشان المصري او التونسي او الليبي ليكتب لهم ويحرضهم ويعمل على نشر التشويهات والفتن وما الى غير ذلك. ويدفع الاعلاميين ليخدموا العولمة الامريكية خدمة لمصالح اسرائيل. لان دور الاعلام hz كمؤسسة في العراق انتهى(او دخل مرحلة اخرى) والمرحلة القادمة هي مرحلة باقي البلدان العربية لان مؤسسات الارهاب دمرت الكثير من مقومات التماسك الوطنية العراقي ونلاحظ العراق اليوم بانه مقبل على التجزئة. مهما انكرنا وتعاملنا بدبلوماسية فان الشعب العراقي منقسم ومختلف ومتصارع ولا يمكن ان يتوحد امام كل هذه التعبئة الاعلامية التي تعمل على تمزيقه ومنعه من ان يكون امة عظيمة ودولة لها تاثير ونفوذ في المنطقة والعالم. ان بوادر الانفصال الكردي واضحة جدا اليوم ويبدو ان الاكراد يرغبون باقتطاع اكبر ما يستطيعوا من العراق قبل الانفصال. كما ان الاحزاب السياسية السنية في العراق تعمل على تهيئة الارضية المناسبة للانفصال واستقطاع اكبر ما تستطيع من العراق بانتظار سقوط سورية لكي تلتحق بها وبدات تظهر تسميات لمحافظة الانبار والموصل بما يسمى اقليم شرق الشام لغرض فصله عن العراق بدعم سعودي تركي. اما المكونات الشيعة فتوجد فيما بينها تنافرات كبيرة قد تدفعهم للتحارب والتقاتل فيما بينهم مما قد يمزق الوسط والجنوب الى دويلات مدن ونواحي. ان المكون العراقي السني سيجد لها ظهير وداعم من قبل الدول العربية وخصوصا الدول الخليجية اضافة الى تركيا الطامحة باعادة امجادها العثمانية. اما الاكراد فلهم كيانهم المستقل كدولة داخل الدولة العراقية ايضا ولهم قوتهم وتاثيرهم ولهم دعم امريكي اسرائيلي واليوم يوجد لديهم دعم تركي لغرض اضعاف الدولة المركزية العراقية لذا فانهم قادرين على تاسيس دولة متماسكة ومستقرة نوعا ما. اما المكون الشيعي فانه سيكون الطرف الاضعف في المرحلة القادمة لان ايران المعادية لامريكا نراها اليوم مقبلة على مشاكل كبيرة قد تمهد الى انهيارها ويمكن حتى تجزئتها. اضافة الى ان المكون السياسي الاسلامي الشيعي له ايديولوجية معادية الى اسرائيل وامريكا لذا فان امريكا واسرائيل ستعمل على تصفيه هذه الايديولوجيا وتقزيم قواها واجتثاثهم وخلق الازمات لهم لكي تظهر تناحرات فيما بينهم تكون فيها نهايتهم. ان سقوط سوريا سيكون بداية النهاية لحزب الله وحماس ونهاية للفكر المعادي لدولة اسرائيل كقوة واضحة في الشرق الاوسط وسيؤدي الى نهاية الصراع الشرقمتوسطي مع اسرائيل وسيفتح باب رياح التغير لربيع خليجي سيبدا في السعودية حتما. انها مؤامراة كبرى كيف ستنتهي لا نعرف لكن اكيد المرحلة القادمة ستكون صعبة وقاسية ودموية. نشير هنا الى تقليل الخسارة وليس الربح يجب ان يعتمد هذا كمبدا عمل لان المواجهة اليوم تبدو خاسرة مئة بالمئة. لذا يجب العمل بحكمة وروية في تقليل خسائر التغييرات الدموية باسم الديمقراطية. ان مفهوم التماسك القومي للدول انتهى ويمكن اعتباره شيء من الماضي فقط ولا يمكن ان تظهر دولة شرق متوسطية مستقرة ذات تماسك قومي وعرقي ، باستثناء الاكراد الذين عاشوا الحرمان وعاشوا وكانهم شعبا هامشيا لا وجود ولا كيان له وهم اكيد يبحثون كسلسلة تطور حتمية لفكرهم الوطني عن هوية قومية ويريدوا ان يؤسسوا لهم كيان (دولة قومية) وبالتاكيد هذا سيفشل وسيتراجعون عنه لاحقا. ان المفهوم القادم هو مفهوم كيانات ثقافية جديدة ستعمل على التكامل فيما بينها لتحل هذه الثقافات المناطقية والدينية والطائفية كثقافات اقاليم ومدن لتكون لبنات لبناء الشرق الاوسط الجديد الذي سيكامل بعضه بعضا في دولة الولايات المتحدة الشرقمتوسطية ليكون هناك تكامل اقتصادي لهذه الدولة. قلنا راي قد يكون خيالي وقد تمر الايام فتثبت بعضه وتنفي بعضه لكنه راي يستفز الرؤى التحليلة الاخرى لتدخل في حلبة الحوار للخروج برؤية اكثر واقعية لما نحن عليه اليوم وللتنبؤ بالمستقبل.
د.علي عبد داود الزكي
#علي_عبد_داود_الزكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى نحدد ؛؛هوية امتنا العراقية؛؛؟
-
ازمة الامة العراقية؛؛والمناهج التربوية ؛؛ (1)
-
؛؛النظام ؛؛ وبصمة الاصبع وحقوق الموظفين
-
قانون الخدمة الجامعية بتحديد سن التقاعد ما بين ؛؛مؤيد ورافض؛
...
-
قتل المراة على الشرف وعالم ؛؛النت والموبايل؛؛
-
ايران والشيطان الاكبر؛؛ وبوابة الفوضى والشرق الاوسط الكبير؛؛
-
شمس ؛؛امة العراق؛؛ تفتح باب الصبح الجديد
-
قسما بامة العراق: سنركلهم ؛؛بحبر اقلام القرار؛؛
-
؛؛ارفع قلمك؛؛ واكتب عاش الوطن
-
لعنة الله امة يموت فيها ؛؛الشريف النزيه ظلما وألما؛؛
-
؛؛العلم العراقي؛؛ علم وحدة ام خلاف وفرقة
-
؛؛التعليم العالي؛؛والتكنولوجيا الصناعية تراجع وبطالة مقنعة(2
...
-
؛؛التعليم العالي؛؛والتكنولوجيا الصناعية تراجع وبطالة مقنعة(1
...
-
الشرق الاوسط ؛؛والحرب الاقتصادية الخفية ؛؛
-
تركيا-قطر محور التغيير في الشرق الاوسط الجديد:؛؛ونهاية اقزام
...
-
فوضى خلاقة وعولمة ونهاية الاقزام:؛؛سقوط سوريا تمهيدا لانهيار
...
-
؛؛الشرق الاوسط الجديد؛؛: الفوضى الخلاقة وضحايا التغيير (5)
-
؛؛عراق ام عراقان ام ثلاثة؛؛ المالكي والقرار الصعب؟!
-
؛؛الشرق الاوسط الجديد؛؛ الفوضى الخلاقة وضحايا التغيير(4)
-
مافيات التسلط الديمقراطي المتدكترة ؛؛ لن تنتهي الا بانتفاضة
...
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|