أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكريم أبازيد - الديموقراطية والديموقراطية المزيفة














المزيد.....

الديموقراطية والديموقراطية المزيفة


عبد الكريم أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول خالد العظم في مذكراته: في عهد الانتداب الفرنسي على سورية كانت تجري انتخابات نيابية وكانت تتشكل قوائم متنافسة تتصارع فيما بينها للفوز بأكبر عدد من المقاعد في المجلس النيابي. لم تكن السلطات الفرنسية تتدخل في تلك الانتخابات. ولكن الكتلة التي حصلت على أكبر عدد من المقاعد عندما يكلفها رئيس الجمهورية بتشكيل الوزارة تعود إلى المفوض السامي. فهو صاحب السلطة في إعطاء الثقة للوزارة قبل البرلمان. وحتى عندما تأخذ ثقة البرلمان فله الحق في إقالتها إذا لم تعجبه سياستها. وعندما تريد الاستقالة فإنها تقدمها له أولاً وللبرلمان ثانياً.
أردت من إيراد هذه المقدمة أن أصل إلى نتيجة مفادها أن الانتخابات النيابية عندما تجري في ظل الاحتلال، كما جرى مؤخراً في العراق وأفغانستان، حتى لو كانت ديمقراطية لا تعني أن البلد أصبح يتمتع بنظام ديمقراطي. المهم هنا هو مدى صلاحيات الحكومة المشكلة بعد الانتخابات. هل هي صاحبة السلطة في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وإعلان حالة الحرب وعقد تحالفات عسكرية وأمنية مع أشقائها العرب؟
لقد درس الأمريكيون حال المنطقة العربية ووصلوا إلى نتيجة مفادها أن هناك جوعاً مزمناً إلى الديمقراطية لدى الشعوب العربية، فاستغلوا هذه المسألة ودخلوا المنطقة من خلالها. صحيح أنهم دخلوا في البداية بذريعة وجود أسلحة دمار شامل، ولكنهم عندما تأكدوا من عدم وجودها، قفزوا إلى مسألة افتقار الشعوب العربية إلى الديمقراطية. ومع الأسف يجب علينا الاعتراف أن هذه الأطروحة وجدت أذناً مصغية وتجاوباً لدى بعض شرائح المجتمع العربي. وكان بالإمكان سد هذه الثغرة لو تجاوب الحكام مع مطالب شعوبهم المتكررة بضرورة إجراء الإصلاح السياسي من الداخل قبل أن يفرض عليهم من الخارج.
وتريد الولايات المتحدة أن تجعل من العراق نموذجاً لديمقراطيتها المزيفة المصدرة إلى البلدان العربية. فقد سمحت بإجراء انتخابات ديمقراطية فعلاً، وتشكلت قوائم تتصارع فيما بينها للفوز بأكبر عدد من المقاعد، وستشكل حكومة من الحزب الذي نال أكبر عدد من المقاعد. وسيصدر قانون يسمح بتشكيل أحزاب وصحافة ويجري تداول السلطة، كل هذا مما يفتقر إليه العالم العربي. ولكن سلطة اتخاذ القرار السيادي يبقى من صلاحيات القوة المحتلة. فلا مانع لدى الولايات المتحدة أن تأخذ اللعبة الديمقراطية مداها بشرط أن يبقى القرار السيادي بيدها. إن هذه الحرية تشبه حرية عصفور أخرج من القفص وربطت رجله بخيط طويل ولكن الخيط بقي معلقاً بالقفص. يستطيع العصفور أن يتحرك في جميع الاتجاهات ولكنه لا يستطيع أن يطير.
وطبقاً لهذه الديمقراطية الأمريكية يمكن تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات عن طريق إجراء استفتاء ديمقراطي. وقد ظهرت بوادر هذا أثناء الانتخابات. فقد وضعت صناديق استفتاء خارج غرف الانتخاب في شمال العراق تطلب من السكان الأكراد أن يبدو رأيهم بالانفصال عن العراق وتشكيل إقليم مستقل تربطه بعض الصلات بالوطن الأم. كما صرّح الشلبي الذي جاء على ظهر دبابة أمريكية بأنه لا مانع لديه من تشكيل إقليم شيعي في الجنوب على غرار الإقليم الكردي في الشمال. وهنا لا يرى السنة أمامهم مفراً إلا أن يقبلوا بتشكيل دويلة مما تبقى لهم من أشلاء العراق.
كل هذا سيحصل ديمقراطياً. وسيطبق المخطط الصهيوني الأمريكي في تقسيم البلدان العربية إلى دويلات. فالجزائر يمكن تقسيمها إلى دويلتين واحدة للعرب وثانية للبربر عبر استفتاء ديمقراطي على الطريقة الأمريكية. وينطبق الأمر كذلك على السودان ولبنان وربما مصر والسعودية والمغرب. ولا يمكن إفشال هذا المخطط الرهيب بالأساليب التي يتبعها حكامنا حالياً، وهي رد التهم والدفاع عن النفس وكأننا نحن المذنبون بينما نحن الضحية.
يجب التصدي لهذا المخطط بشعارات الديمقراطية الحقيقية التي تطالب بها شعوبنا لا الرضوخ للديمقراطية المزيفة التي يراد من ورائها الهيمنة على المنطقة وإخضاعها للنفوذ الأمريكي الصهيوني، الديمقراطية التي تحقق السيادة للشعب لا للطامع بأرضنا وثرواتنا عبر عملائه.
وتدل مجريات الأحداث التي تلت اغتيال الحريري أن الهدف القادم هو سورية. فقد سحبت الولايات المتحدة سفيرتها من دمشق وطالبت بانسحاب القوات السورية من لبنان، واتهمها بوش بأنها تسير على نهج مخالف للتطور الديمقراطي. وأعتقد أن موقف الدفاع عن النفس الذي تتخذه القيادة السورية يضعفها لأن التنازلات لن تجر إلا التنازلات. وتستطيع القيادة السورية أن تنقل موقف الدفاع إلى موقف الهجوم. فهي المحتلة أرضها والولايات المتحدة تحتل أرضنا في العراق. ولكن هذا يحتاج إلى خطوات راديكالية جريئة يمكن تلخيصها في موقفين:
أن تدعو إلى مؤتمر قمة سوري لبناني يتخذ قراراً بسحب القوات السورية من لبنان طبقاً لاتفاق الطائف ودعوة اللبنانيين موالاة ومعارضة إلى الحفاظ على وحدة لبنان واستقلاله وإجراء انتخابات تنبثق عنها حكومة تضم جميع الاتجاهات تضع حداً لهذا الانقسام الخطير.
إعلان قيادة حزب البعث أنها قررت وقف حالة الطوارئ والأحكام العرفية، والبدء بتنفيذ ما يستتبع ذلك من إجراءات ديمقراطية. أو ليس التنازل للشعب أشرف من التنازل للولايات المتحدة وأحفظ للكرامة؟
عندها لن تجد الولايات المتحدة حجة تتذرع بها. وإذا ما استمرت في نهجها العدواني فستنزل الجموع الشعبية إلى الشوارع وهذه الجموع هي القوة الوحيدة القادرة على إفشال المخطط الأمريكي الصهيوني.
750 كلمة



#عبد_الكريم_أبازيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة والحب والسياسة
- بائع الفستق
- حول اجتماعات الجبهة الوطنية التقدمية في سوريا
- الملائكة والشياطين


المزيد.....




- الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
- كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا ...
- شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
- -حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
- بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم ...
- وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
- إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط ...
- ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكريم أبازيد - الديموقراطية والديموقراطية المزيفة