أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - الموقف الروسي والأمريكي في الميزان














المزيد.....

الموقف الروسي والأمريكي في الميزان


محمود جديد

الحوار المتمدن-العدد: 3960 - 2013 / 1 / 2 - 13:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نلاحظ تصاعد الهجوم المركّز في الفترة الأخيرة  على الموقف الروسي من الأوضاع في سوريّة ، وفي أحسن الأحوال محاولات وضعه في كيس واحد مع الموقف الأمريكي كموقف معادٍ  للشعب السوري .  وهذا التوصيف فيه الكثيرمن الظلم ، وعدم الدقّة ... وحتى يستطيع المرء توضيح الصورة  لا بدّ من العودة إلى التاريخ واستعراض علاقة روسيا بوطننا العربي ، وإلقاء الضوء علىاستراتيجيتها الراهنة تجاهه.
 تشير وقائع التاريخ إلى أنّ الروس لم يكن  لهم ماضٍ استعماري في الوطن العربي ، وأنّ الكنيسة الشرقية لم تساهم في الحروب الصليبية ضدّ المشرق العربي ، ولم تنشأ الصهيونية العالمية في أحضان روسيا وبظلّ ثقافتها ، ولم يكن وعد بلفور من نتاجها ... وعلى الرغم من مشاركتها  في الإعتراف بالكيان الإسرائيلي  ( كدولة ) في فلسطين عام 1947 ، فإن موقفها في الأمم المتحدة بكلّ مكوّناتها بقي على الدوام أفضل بكثير  من موقف أمريكا تجاه قضايانا الوطنية والقومية ، وإنْ كان لا يرقى إلى طموحاتنا .. كما أن روسيا لم تكن في يوم من الأيّام بحاجة إلى نفط الوطن العربي وغازه مثل الغرب .. ومن الثابت أنّ موقف الاتحاد السوفييتي تجاه العرب كان أفضل من موقف العرب تجاههم ، وقدّم لنا أكثر ممّا أخذ منّا  ،  وما أعطاه   لمصر عبد الناصر بعد عدوان حزيران لم يقدّمه أحد ، ولا يجوز نسيانه  ..  ولهذا كلّه نستطيع القول : إن الروس ليست لهم أية مصالح أو دوافع لمعاداة الشعب السوري ..   
وإذا كان الاهتمام منصبّاً  اليوم على الموقف الروسي تجاه الأوضاع في سورية ، فلا بدّ من الإشارة إلى أن موسكو حريصة على عدم تدمير سورية ، لأنّ ذلك سيلحق أكبر الضرر بالمصالح الروسية في المنطقة ، وقد تصل آثاره وانعكاساته إلى الداخل الروسي.  وممّا يملي عليها هذا الموقف تخوّفُها من أن يتمكن حلفاء أمريكا - من السوريين أو المسلّحين الدخلاء المتطرفين -  من تنفيذ السياسة الأمريكية في سورية. ومن المعروف أن هؤلاء يحظون بدعم إعلامي ومالي وتسليحي كبير من قبل حلفاء وأتباع واشنطن الخليجيين والأتراك.
 لقد وقف الروس دائماً ضدّ المجموعات المتطرّفة التكفيرية التي دخلت سوريّة وعشّشت فيها  ، وكانوا ولا زالوا حريصين على إيجاد حلّ سياسي لإجراء التغيير الديمقراطي وإيجاد البديل الذي  يصون سورية من التدمير.  ونعتقد أنهم المؤهّلون أكثر من غيرهم للضغط على نظام الفساد والاستبداد من أجل ضمان ذلك ، وبضرر أقل من ترك الأمور مستمرّة في تعفّنها حتى النهاية المدمّرة لمقومات الدولة السورية . وهم الحريصون أيضاً على إقامة علاقات جيّدة مع كافة فصائل المعارضة ، ولكنّ بعض هذه الفصائل واقعة تحت هيمنة أمريكا وأتباعها،  وترفض مثل تلك العلاقات بغباء سياسي منقطع النظير ، وكان ردّ أحمد معاذ الخطيب على الاقتراح الروسي للقاء مع " الإئتلاف الوطني " أحد تعبيراته الفاقعة  ... والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : لو كان موقف الروس تابعاً للموقف الأمريكي فهل سيخدم قضية الشعب السوري الراهنة أكثر  ؟ وهل بروز قطب دولي آخر من مصلحة الشعوب أم ضدّها ؟       
ومن الطبيعي أنْ تسعى كلّ دولة لتحقيق مصالحها في كلّ زمان ومكان ، ولكن يجب أنْ نميّز جيّداً بين المصالح المشروعة وغير المشروعة ، المؤذية لقضايانا الوطنية والقومية وغير المؤذية  ، الضارة بنهوضنا التنموي أو المساعدة له .. وإذا طبّقنا هذه المعايير سنلمس الاختلاف بين مصالح روسيا وأمريكا في سورية .
وعلى الرغم من صحّة مقولة : إنّ روسيا اليوم ليست الاتحاد السوفييتي  ، فإنّ المصالح الروسية في جوهر الأمر تتقاطع في الحالتين ، لا بل أن روسيا اليوم قد تجد نفسها متحررة من تبعات الأحزاب الشيوعية المحلية وآرائها  ، ومن تهمة (تصدير الشيوعية والإلحاد ) ..الخ  كما أنّ تحالفاتها الدولية ( دول البريكس) ومكانتها الاقتصادية أفضل مما كانت عليه في السابق بالرغم من متاعبها الداخلية الراهنة ، وخاصّة الاجتماعية منها  .. 
إن ما يدعو للاستغراب والدهشة والريبة هو الحملة المركّزة على روسيا لدى البعض والتغاضي عن الدور الأمريكي والفرنسي والبريطاني ، في مصائب أمتنا ... وكأنّ هذه الدول هي التي تحمي وتصون حقوق الشعوب ، وتدافع بصدق عن حقوق الإنسان في كلّ زمان ومكان ولوجه الله ، وأصبحت بأعينهم الملاذ الآمن ، والصدر الحنون . ويزداد المرء دهشة واستغرابا عندما تأتي ، مثل هذه الحملات  من طرف بعض المرتدّين عن مبادئهم ، والذين كانوا حتى الأمس القريب الأكثر تشبّثا بالشعارات اليسارية والقومية والوطنية .                             
 في : 2 / 1 / 2013 



#محمود_جديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمّة الإبراهيمي ومسيرة الحلّ السياسي إلى أين
- مقابلة الشرع مع- الأخبار اللبنانية - قراءة في النصّ والخلفيّ ...
- الموقف الروسي من الوضع في سورية - الخلفيات والدوافع والآفاق
- الأوضاع في سورية والخيارات المحتملة ، والمطروحة
- شاهد حيّ على خواطر شاهد عيان للدكتور محمد الزعبي
- الانعكاسات العربية ، والإقليمية ، والدولية المحتملة عند تنفي ...
- استنساخ الحظر الجوّي على ليبيا في سورية تدخّل عسكري سافر ، و ...
- الموقف الأمريكي - الإسرائيلي المضمر حول الأوضاع في سورية
- معركة حلب والآفاق المحتملة
- طبخة عنان احترقت بنيران العنف المزدوج ،والنوايا السيّئة
- اليسار المغربي يقاطع استفتاء دستور العبيد : مواطنون لا رعايا
- ما بعد 22 مايو 2011: تصعيد الكفاح ... بوجه تصعيد القمع
- مظاهرات 24 أبريل الشعبية، خطوة على طريق توحيد القدرة النضالي ...
- تأثير حركة 20 فبراير على الحركة النقابية
- أجواء قمع شامل تخيم على المغرب: الضرب على نار مشتعلة يزيدها ...
- الرباط ومراكش وفاس و صفرو وتازة وكلميم... قمع منفلت من عقاله ...
- .قمع الطلاب بمراكش ومستقبل النضال بالجامعة المغربية
- بؤس -الحوار الاجتماعي- يؤكد ضرورة الإضراب العام
- التيار الصدري والآفاق المحتملة لصيرورة جديدة 2/2
- التيار الصدري والآفاق المحتملة لصيرورة جديدة 1/2


المزيد.....




- بعد إعلان حالة التأهب القصوى.. لماذا تشعر اليابان بالقلق من ...
- -روتانا- تحذف أغنيتي شيرين الجديدتين من قناتها الجديدة على ي ...
- منطقة حدودية روسية ثانية تعلن حالة الطوارئ مع استمرار تقدم ا ...
- كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسك وموسكو تعلن التصدي لها
- هاري كين يكشف عن هدفه الأبرز مع بايرن ميونيخ
- منتدى -الجيش - 2024-.. روسيا تكشف عن زورق انتحاري بحري جديد ...
- وزير تونسي سابق: غياب اتحاد مغاربي يفتح الباب للتدخلات الأجن ...
- أيتام غزة.. مصير مجهول بانتظار الآلاف
- سيناتور روسي يؤكد أن بايدن اعترف بتورط واشنطن في هجوم كورسك ...
- حصيلة جديدة لعدد المعاقين في صفوف القوات الإسرائيلية جراء حر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود جديد - الموقف الروسي والأمريكي في الميزان