في ذكرى إلمن علي أحمد

عبدالرحمن الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3960 - 2013 / 1 / 2 - 02:35
المحور: حقوق الانسان
    

هو من الجنود المجهولين في الصومال، ذهب إلى دراسة الهندسة الإلكترونية في منتصف الثمانينات القرن المنصرم إلى إيطاليا، تخرج لاحقا ليحصل على الماجستير في نفس التخصص بألمانيا. وفي عام 1988، عاد مرة أخرى إلى الصومال في فترة إشتداد النزاعات والحروب المناوئة للدولة المركزية أنذاك، وافتتح أول فرع لسلسلة محلات لبيع الإلكترونيات المسماة "إلمن للإلكترونييات" في مقديشو، وبعد اشتهارها وتزايد الطلبات عليها من الأقاليم الأخرى، افتتح فروعا أخرى في أنحاء الأقاليم الصومالية.

وعند سقوط الحكومة المركزية في الصومال، شهدت المدن والأقاليم حروبا أهلية مدمرة متزامنة مع غياب القانون والنظام في البلاد، بدأ في مساعدة الأطفال والمراهقين الذين تشردوا في شوارع العاصمة، غالبا ما كانوا يتعاطون المواد المخدرة بعد أن فقدوا آباءهم أو تفككت العائلات ولم تستطع تقديم المأوى و المأكل لهم فأصبحوا مشردين لا مأوى لهم،فتعلموا سلوكيات خاطئة نتيجة لغياب التوجيه والرقابة الأسرية عليهم، منحهم المأوى و الغذاء، كما سلحهم بمعدات تنظيف الأحذية ليستعينوا بها في العمل لكسب المال لذويهم وأهالبهم، أيضا فقد افتتح معهد تدريب تقني ومدرسة ليعلمهم ويدربهم على أن يتقنوا المهارات اللازمة ليتعلموا و ليتوظفوا بعد ذلك في شركته الإلكترونية مطلقا شعار "ضع السلاح، خذ القلم" But the Gun, Take the Pen

إشتداد الحروب في أقاليم باي وبكول جنوب اليلاد قللت من قدرة المزارعين في زاعة و جني المحاصيل الزراعية مما أدى إلى مجاعة ضربت هذه المناطق وانتشرت في كافة أنحاء البلاد بعد ذلك، لجأت آلاف العائلات إلى مقديشو هربا من المجاعة وعدم الإستقرار في مناطقهم، أغلب اللاجئين كانوا من النساء والأطفال وبدأت بعد ذلك عملية "إعادة الأمل" العسكرية و الإغاثية الدولية، إفتتح إلمن مركز تغذية للاجئين، كما عمل على توسيع مدرسته لتليم الأطفال والنساء اللاجئات مجانا والعمل على تغذيتهم بصورة كاملة، كما أنشأ أيضاٌ في عام 1993 نادي أف-سي- إلمن والذي اتخذ من استاد مقديشوا الكبير مقراً له، تم تتويجه لاحقاً بسبعة مرات بكأس الدوري الصومالي وثمانية مرات بكأس رابطة المحترفين الصومالية.

أغتيل إلمن علي أحمد بتاريخ 9 ماءس 1996 من قبل 3 مسلحين من الخلف في جنوب العاصمة مقديشو والتي كانت تحت سيطرة زعيم الحرب آنذاك محمد فارح عيديد، نعته منظمة العفو الدولية في بيان صحفي قائلة:- "قتل إلمن علي أحمد يبعث رسالة تقشعر لها الأبدان إلى الراغبين في صومال آمنة وطبيعية، أنه لا أحد ينعم بالأمان هناك".

"على السياسيين الصوماليين أن يعطوا ضمانات للعامة أنهم سيتخذون الإجراءات الضرورية لضمان وحماية أمن وسلامة الأفراد و فئات المجتمع المحلي الذين يعملون لصالح الأمن والإستقرار"بيان منظمة العفو الدولية.

وصفته الأمم المتحدة بأنه كان "صوت من لا صوت له"، كما نعته هالهيئات والمنظمات الخيرية والتنموية الصومالية في نيروبي بأنه "كان مناضلا بلا كلل أو ملل للسلام"، ولم يستجب للتهديدات التي كانت تأتيه مرارا وتكرارا بوقف اعماله الخيرية والتنموية.

واليوم تكريما لاسمه وذكراه، توجد منظمة إلمن لحقوق الإنسان في العاصمة الصومالية مقديشو، بإدارة زوجته وابنته إيلود، الذان يعملون لإكمال الطريق التي سنها الفقيد إلود أحمد علي.

#عبدالرحمن_الشيخ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات