أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين حامد - القيادات السياسية: شيعية وسنية ...وحربهما المستعرة ضد النظام الجديد ... الى أين؟















المزيد.....

القيادات السياسية: شيعية وسنية ...وحربهما المستعرة ضد النظام الجديد ... الى أين؟


حسين حامد

الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 23:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


القيادات السياسية: شيعية وسنية ...وحربهما المستعرة ضد النظام الجديد ... الى أين؟

ألجزء ألاول...

أ . د . حسين حامد

بدوافع وطنية صادقة ، سنتناول في هذا الجزء الاول، مواقف بعض القيادات السياسية الشيعية ، واسباب تخاذلها ولا مبالاتها في تحمل مسؤولياتها الوطنية وعدم نصرة جماهيرها ومعاداتها للنظام القائم. على ان يكون الجزء الثاني ان شاء الله تعالى، مخصصا لتناول مواقف القيادات السياسية السنية من خلال محاولات التصعيد والتحريض والطائفية ودعم الارهاب ومحاولات اعادة البعث للسلطة. ونحن حينما نتحدث عن القيادات الشيعة والسنية معا، فأن ألاغلبية لتلك القيادات هي المتهمة بمحاولات تدمير الوطن. وهي المسؤولة مباشرة عما حصل ويحصل لكل الكوارث والمصائب والمعاناة الرهيبة التي حلت بشعبنا من خلال سلوكها العدواني كفئات سياسية تم استخدامها كادوات رخيصة من اجل تنفيذ اهداف انظمة الجوارفي اسقاط النظام الديمقراطي ، ولا تزال تستميت في تلك المحاولات الخاسئة. وفي نفس الوقت ، فان شعبنا يشعر بالفخر والامتنان لمواقف الوطنيين من السياسيين العراقيين العقلاء من قيادي كلا الطائفتين والذين وقفوا مواقف مشرفة لا يمكن ان ينساها شعبنا لهم أبدا.
ومن اجل ذلك، يصبح من الواجب أخذ كل طرف على حدة لمناقشة ممارساته في تخريب العملية السياسية ، ملقين الضوء على بعض ما ساهمت به تلك القيادات ، سنية وشيعية معا، في تكريسها للظلم والفرقة والاحتقان الطائفي بين فئات شعبنا المظلوم . فهذه القيادات السياسية تتحمل وحدها مسؤولية ما يحصل لهذا الوطن من كوارث من خلال مواقفهم اللاوطنية وتعاملهم مع الوطن العراقي ، وكأنه ليس أكثر من فندق ، وليس بوطن . فمصيرهذا الوطن وكما يبدوا ، لا يهم احدا من هؤلاء حتى لو ابيد شعبنا كله . المهم بالنسبة لهم، أن يبقى هذا الفندق مشرع الابواب وقاعدة لانطلاقهم نحو التخريب وغدر شعبنا، مستغلين حصاناتهم في البرلمان أومراكزهم في السلطة ، أو صمت السلطة المريب أحيانا.
فمن خلال النتائج التي ألت اليها الاوضاع نتيجة سلوكهم العدواني ضد التجربة الديمقراطية ، نستطيع القول، ان هذه ألاغلبية من قيادات الطائفتين قاموا بخداع الجماهير، واستغلوا نواياهم الطيبة في الثقة بهم لما توهموا انهم ابناء العراق الاوفياء في حمل المهام الوطنية . ولكن تجربة العشرة سنوات الماضية، قد برهنت على انهم لم يكونوا سوى شياطين في جلود ادمية . فقد مارسوا من الجرائم ما يجعلنا أحيانا نتسائل، ما نوع التربية العائلية التي تستطيع صنع شيطان في جلد ادمي لترسله بين طيات مجتمعنا المتأخي الطيب؟ أليست كراهية الذات والانانية المدمرة للنوازع الانسانية وشذوذ الرغبات هي الحقن السامة وحدها من تستطيع خلق هذا النوع من سادية الذات تجاه شعب امن ، أواتجاه حكومة منتخبة ونظام جديد ؟ وهل أن سلوكا شاذا كسلوكهم ، يسمح لهم بالإدعاء امتلاكهم (قضية) كبرى، تستحق أو تستلزم هذا القدر من العنف والغدر والتدمير الجماعي وتحطيم المجتمع من اجل هذه القضية، كأن تكون (بناء)عراقا جديدا أخرمثلا؟ فمع هذا العنف الذي يمارسونه، فأن الله وحده يعلم كيف سيكون عليه وطنهم الجديد اذا ما سمح لهم ابناء شعبنا الغيارى ، لا سمح الله.

مواقف القيادات السياسية الشيعية مع جماهيرها:
المشكلة الاساسية لمعظم ألقيادات السياسية الشيعية بعد قيام النظام الجديد ، هو توهمها ان مهمات بناء الوطن قد اكتملت. وأن العهد الجديد جاء من اجل (رفاهية) هذه القيادات وتعويضا عن سنوات حرمانها الطويلة ، فراحت منذ البدايات تتعامل بما يوحي ان على السلطة أن لاتحاول التدخل في شؤونها سلوكا وأهدافا . ومضت في ممارسة نوعا من مزاجية مع الحكومة لا تخلوا من تهديدات مبطنة وأخرى علنية ، معتقدة ان ما تمتلكه من ميليشيات مسلحة قادرة على فرض مطالبها غير المشروعة على الحكومة فرضا. فمنذ تلك البدايات ، ومن خلال مواقف كثيرة ، مارست هذه القيادات تقاطعا مع حكومة المالكي، وراحت تنحاز في دعمها لكل فئة سياسية تحاول اسقاط الحكومة أوإعثارالعملية السياسية المتصدعة أساسا. والغريب ، ان هذه القيادات كانت تتبنى الاهداف السياسية للقائمة العراقية التي تمثل الجبهة المسؤولة عن تطبيقات اجندات انظمة الجوارعمليا ضد حكومة المالكي.
ومع ان الجميع يدرك واقع معاناة الطائفة الشيعية خلال كل العهود والحقب ، لكن لا احد كان يتوقع ان هذه الطائفة يمكن ان تواجه في النظام الجديد معاناة لا تقل شناعة عن معانات الامس، فيستمرعيشها كما كان دائما ، متسما بالفقر وألام والتهميش ومواجهة كل التحديات الكبرى . فهل هو قدر هذه الجماهير أن تستمر في محنتها وتحيا على شظف العيش والحرمان والشعور بالاغتراب في وطن ظلت وفية له كل الوفاء رغم كل القهر والظلم والمأسي التي قاستها ولسنين طويلة بانتظار فجرها الجديد؟ ولكن، عندما أخيرا ، لاح ذالك الفجر، لم يكن فجرا كامل الاشراق. ظلت مساحة من وجهه الرائق تشوبها بقع معتمة تركها ذاك الليل المنهزم، وهو يهيم على وجهه. وكان القادة السياسيين للطائفة في ذلك الحين، تغمرهم النشوة البليدة. نشوة لا يشعر بها سوى الساذج الذي أمن مكر الدنيا ولا يهمه ماذا سيكون عليه الغد وما تخفيه الاقدار للعراق من مستقبل مجهول . اذ لم يحتاطوا جيدا من اجل تحصين العراق الجديد بعد سقوط دولة صدام - البعث بالكامل. فقد وثقوا بالعهود وتوهموا ان من منحهم النصر، يمكن ان يكتفي بكلمات الشكروالتبجيل. أفرغوا شواجيرأسلحتهم ،وتوسدوا احلامهم البليلة ، وناموا غير عابئين بما كان يحصل، حتى عندما بقيت الجماهيروحيدة عزلاء في ميدان الرمي. ولكن، الحمد لله وحده ، كانت بطولات جماهيرالجياع والعراة من ابناء هذا الوطن الغالي قد فاقت التصورات وتجلت في أروع صورها . فقد وقفوا في صفوفهم الطويلة بصبر وعناد من اجل أن ينال كل منهم شرفا وطنيا من نوع جديد في غمس السبابة في دواة الحبر البنفسجي. وهو شرف لتقليد تاريخي حضاري عظيم لدى الشعوب المتحضرة ، ولكنه بالنسبة للعراقيين أيضا، الرمز العملاق للشجاعة والتحدي في الذود عن الوطن بصدورهم العارية ، من اجل أن ترتفع ركائز الديمقراطية الوليدة.
ولكن ، الذي حصل بعد حين، أن هذه القيادات السياسية ، بعد أن أتخمها الثراء،وافسدت نفوسها رياح الغرور، كانوا اول من تنكرلهذه الجماهير ولقيمهم الوطنية ، وأول من حارب الحكومة المنتخبة ، وأول من تحالف مع القائمة العراقية والزمرالبعثية ورئيس الاقليم للمجاهرة بعمالتهم لانظمة الجوار وجحودهم بنعمة العراق. وكانوا أيضا أول من وقف بعناد ضد النظام الجديد ليمهدوا لعودة النظام البعثي.
فهل أن جماهيرنا العراقية وبهذا المستوى من البطولة ، تستحق الخذلان من قادة انتهازيين؟ (ألا لعنة الله على الظالمين الذين يبغونها عوجا).
تهميش الجماهير...
النظام الجديد باذن الله تعالى جاء ليبقى. لكن استمرار معاناة شعبنا تعود لعدد كبير من العوامل الصادمة ، والتي كان أسباب أغلبها يعود الى الخذلان الذي واجهته جماهير شعبنا من قبل قياداتها السياسية المتهافتة على المصالح والجاه والخضوع بهوان لاملائات خارجية أسقطت أقنعتهم التي وارت ولبعض الوقت وطنيتهم الزائفة ، مثلما أسقطت أيضا شرعيتهم في قيادة تلك الجماهير. اذ كان انصراف هذه القيادات السياسية لشؤون مصالحها الشخصية ، قد خلق جفاءا عميقا بينها وبين الجماهير، فكان لتلك الهوة تأثيرسلبي جدا على تماسك ووحدة تلك الجماهير أمام مسؤولياتها الوطنية. فقد ادركت هذه الجماهير ان قياداتها لا ترقى الى مستوى الاحداث الجسيمة ، كما ولا يمكن الوثوق بها بسبب تهافت اهدافها من اجل الذات فقط. وأن النظام الجديد بالنسبة لها، يعني الفرصة التي لا تعوض من اجل استغلال الجاه والمركز السلطوي ل توفير حياة مثالية لهم. ومنذ بدايات العهد الجديد بدأت معالم مستوياتهم الاخلاقية تظهر تدريجيا وبشكل أكثر وضوحا في ابتعاد مواقفهم السياسية عن مصلحة الجماهير. حيث ظهرت أهمية بحثهم عن الثراء والجاه، بشكل فاق كثيرا أي موقف وطني يمكن تسجيله لهم كقيادات سياسية. ولا نعتقد أن أحدا منصفا يستطيع ان يذكر لهم من المواقف الوطنية ما يمنحهم حظوة من اجل إعادة النظر في تقييم تلك المواقف، والتي كان الكثير منها الفيصل بين الانتماء للوطن أوالى جبهة أعدائه.
فمن المعروف ، أن الجماهير العراقية ، هي من اكثر الجماهير العربية وعيا واعتدادا بالنفس وانغماسا في السياسة. وبسبب هذا الوعي وهذا الانغماس السياسي الحاد، فان هذه الجماهيرسرعان ما تكتشف، عدم أهلية قياداتها السياسية هذه. وأدركت بما لا يقبل الاجتهاد ، أن هذه القيادات السياسية غير جديرة بالسير خلفها وأنها مفروضة على الواقع فرضا؟ كما وبدأت تدرك هذه الجماهير ان البعض من قياداتها لا تمتلك سوى مستوى متواضعا جدا من التعليم والثقافة مقاربا اشباه الاميين . فضلا من ان هذا القيادات السياسية ، برهنت في الاعوام القليلة الماضية ،على امتلاكها لنزعات فوضوية. اذ تأكد سلوكها الوحيد على منحاها الهادف الى تكريسها لمفهوم (الاستزلام) من خلال تحشيدها لميليشيات كان جزءا كبيرا منها منضويا تحت امرة قيادات النظام البعثي البائد. فضلا ، من أن هذه الميليشيات تركت ندبا وجراحا كثيرة في المجتمع العراقي ، الذي هو أساسا يعاني من كثيرمن الجراح والندب ، نتيجة لجرائمها هي نفسها في انفلاتها الفوضوي. كما وان هذه القيادات السياسية بالذات ، برهنت على وعي سياسي لا يتسم بالحكمة المطلوبة تحت ظروف قاهرة يعيشها الوطن ، بل ان سلوك أهدافها يعني سعيها الى تصدر الموقف السياسي وبما يجعل العراقيين لا ينظرون الى ذلك السلوك باحترام أويحتفون بها كقيادة تستطيع ان تزيح الهم عن كاهل هذا الشعب المعنى. فمواقفها وكما أسلفنا ، تتسم بالتناقضات والتراجعات عن قراراتها والضياع والتخبط وراء محاولات أعداء شعبنا. ولا تزال هذه القيادات السياسية حتى هذه اللحظة تقف موقفا عدوانيا من الحكومة المنتخبة، لا لسبب وجيه ، سوى انها تطالب باطلاق زمرها الفوضوية من السجون بعد أن كانت سببا في جراح وندوب خلفتها هذه الميليشيات في قلوب العراقيين في الماضي القريب، بما اضطر الحكومة الى وقفها عند حدها ، لكن قياداتها أمست في منأى عن ثقة الجماهير.
أما القسم الاخر من هذه القيادات السياسية، فقد اتخذت من مصالحها الشخصية خصوصية طغت على كل ما يمكن حسابه كجهد وطني. وكانت هي الاخرى يتسم سلوكها بالانتهازية ودعم اعداء شعبنا . بل والأكثر مرارة وغرابة أيضا، أن هذه القيادات السياسية سمحت لنفسها بغير خجل من شعبنا ، أن تضع سمعتها وتأريخها السياسي تحت المبضع من خلال بناء العلاقات المريبة بينها وبين النظام السعودي والقطري والتركي ، في حين ، أن شعبنا يعتبر هذه الانظمة ، من أشد أعداء النظام الجديد في العراق من خلال سعيها في وضع قدراتها المادية، لشراء ذمم الكثير من السياسيين العراقيين (كما وسنأتي على ذلك في الحلقة القادمة باذن الله تعالى). كذلك، وجد شعبنا عند تعرض الحكومة المنتخبة الى الهزات والحصارات السياسية ، فان هذه القيادات السياسية ، على استعداد لبيع العراق ، كيدا بجماهيرها في الوقوف ودعم القائمة العراقية والبعثيين.
كذلك من بين أفدح أخطاء هذه القيادات السياسية ، أنها قد بالغت كثيرا في اعتقادها برسوخ ولاء الجماهير لها أوحاجة هذه الجماهير للسير ورائها كطاعة تقليدية لا تتزعزع نتيجة لما تتمتع به عوائل هذه القيادات السياسية من سمعة تاريخية واحترام في المجتمع . فكان خطل هذا الاعتقاد قد أكد حقيقة المبالغة في تلك التصورات السياسية التي تؤكد ان لا مناص من تغير قناعات الجماهير امام حقائق الحياة في المواقف السياسية المستجدة وخضوعها للظروف ، وان ظل الاحترام والتقدير قائمان للعوائل الكريمة المباركة لتلك القيادات السياسية وبشكل ثابت.
كذلك كان من بين الاسباب المؤثرة سلبيا على اوضاع الجماهير، أن هذه القيادات السياسية افتقرت الى سمات الشخصية القيادية الوطنية المؤهلة من اجل خلق التأثير المطلوب بالجماهير لكسب ثقتها، ومن ثم توجيهها نحوتحقيق الاهداف ألوطنية. لكن الشيئ الذي حصل مع الجماهير وكما أسلفنا، ان هذه القيادات أثبتت أن تبني اوضاع هذه الجماهيروتطوير حياتها ، لم يكن من بين أهدافها. ولكن، الملفت للنظر، انها عند حلول مواسم الانتخابات ، نجد خطبها الرنانة ووعودها المعسولة لتلك الجماهيرغاية في التهافت. فكانت ما تبديه من محاولات توددها للتقرب من هذه الجماهيرأحيانا ، تتوقف فقط على قدرالمنافع التي يمكن جنيها من دعم الجماهير لها فقط. وقد يسرت عدم ثقة الجماهير بتلك الشخصيات القيادية ، الى انصرافها التام عنها ، ألامر الذي أوجد القطيعة فيما بينهما. فالجماهير العراقية وكما أسلفنا، لم تكن بتلك السذاجة ولا بالعفوية التي تسمح لمصائب جمة جديدة.
في نفس الوقت ، ان هناك قيادات سياسية اخرى ، انتهجت نهجا سافرا ضد السيد رئيس الوزراء من خلال التظاهر بتنافس مشروع، لكن هذه القيادات لم تتبنى هي الاخرى من اهداف من اجل صالح الجماهيرلاقناع شعبنا ان سعيها لم يكن سوى تحشيدا ضد الحكومة فقط. حيث كانت مهمة هذه القيادات تتركز على رصد وتهويل أخطاء الحكومة مع علمها ان هذه الحكومة هي الاخرى تعاني من حصار الكتل السياسية من اعداء شعبنا ، فضلا عن الحصار الذي تفرضه الانظمة المجاورة ، في اعلامها المسموم ضد الحكومة ومحاولة تشويه سمعتها. في الوقت نفسه، فان هذه القيادات السياسية لا تجد في نفسها حرجا في دعمها لاعداء الحكومة من البعثيين. والمؤسف حقا، أن كل ذلك كان يحدث في ظروف رهيبة منحت فرصا متاحة امام الجميع لفرز الوطنيين عن الانتهزيين واعداء شعبنا .
فكانت ان هذه القيادات السياسية اختارت لنفسها وجها ودورا سلبيا من خلال نشاطاتها المتسمة في تقربها من اعداء شعبنا، حتى امست احدى الواجهات الرديفة لمن تتهم بالارهاب وبعلاقاتها الوثيقة بالانظمة التي تطمح في الانقضاض على النظام الجديد ونسفه.
فهل من بيننا من يستطيع لوم هذه الجماهير على التصرف بلامبالات ازاء قادتهم السياسيين من الطائفة؟ بعد ان تم حرمانهم مما تستحقه هذه الجماهيرمن حياة اكثر احتشاما وفاءا لمواقفها الوطنية ؟ وبعد ان اصبحت تلك القيادات السياسية مصدرا للاستعداء على جماهيرها ومواقفها الانتهازية وما زرعته في قلوب هذه الجماهير من خيبات الامل والسلوك المتعالي والغارق في الذاتية والانانية وعدم الاهتمام حتى بأحوالهم المعيشية؟ وهل من يتفاجأ من يرى أنزواء هذه الجماهير وابتعادها عن المشهد السياسي أو عدم تحملها لواجباتها ومسؤولياتها الوطنية؟
ومن يجرء في مطالبتها في أن يكون لها دورفي تفعيل العملية السياسية ، أوالتصدي لخونة الوطن، أوتضييق الخناق عليهم ، حينما ترى هذه الجماهير اعداء العراق ينعمون بكل خيراته؟ وقادتهم يساومون الاشرارعلى تقسيم العراق ويخططون معا لاسقاط حكومة المالكي؟ في نفس الوقت ، لا تجد هذه الجماهير الحد الادنى من الاستجابة لمطالبها من اجل حياة محتشمة ؟
وهل من سيلومها ان اضطرت ، كما تفعل الان، الى النأي بنفسها عن مواجهة الاحداث المصيرية التي تحاول تمزيق وجودها والانقضاض على الحكومة المنتخبة التي تستنفذ قواها في مقاتلة هؤلاء النفر الضال من الكتل السياسية الفاسدة ، والتي أسعدها صمت هذه الجماهيرعن ما تفعله من استباحة لدم العراقيين، معتبرة صمتها نوعا من خنوع ؟ فلكم يسرهذه الكتل السياسية الفاسدة ان ترى انفراط عرى الثقة والطاعة والانسجام بين هذه الجماهير وبين قيادتها السياسية ، فتزداد أحقادا وكراهية لهذا الوطن الكريم؟ وهل بعد ما حصل ويحصل لهذه القيادات من جفاء مع جماهيرها ، من قد يتوقع ان هذه الجماهير ستمنح ولائها وطاعتها لهؤلاء لبعض في المستقبل القريب ، بعد ان مرت عليها مصائب الايام والليالي من قبل بعض قادتها شبه الاميين، وهم يتعاملون معهم ،وفي ظروف مصيرية كأعداء مارقين ؟

وختاما ، ما زلنا نتسائل بألم ، لماذا طائفة مناضلة تمثل السواد الاعظم من شعبنا ، يتم اهمالها هكذا وتحرم من خيرات هذا الوطن؟ لماذا لا نزال نجد اطفالهم يتوسدون طرقات الليل ببطونهم الخاوية ؟ لماذا لا تتم رعايتهم ؟ لماذا لا يتم اسكانهم في بيوت جاهزة على الاقل ، ان كان الطاغوت في البرلمان يرفضون خطة السيد رئيس الوزراء في مشروع البنى التحتية؟ أليس هؤلاء الجياع هم شعبنا ، وهم ألاولى بالرعاية والحياة الكريمة؟ كيف نستطيع خلق المواطن الذي نأمله مستعدا لمقاتلة أعداء السلطة ، بينما يجد نفسه مهمشا؟ وهل نتوقع بعد هذا التهميش ، ان نجده يحزن على ما يصيب الوطن من تحديات وتمزق؟ أو نجده، على الاقل، يقف ليجادل الموتورين والحاقدين على النظام الجديد ، وان كان في ذلك أضعف الايمان، عن كل ما يجري من سلوك القيادات السياسية في صراعاتها على المصالح ، بدلا من صمته؟ ألا نستطيع أن نتخيل كيف ستكون مشاعر ملايين الجياع والعراة والمشردين ، وهم يرون قياداتهم تزداد ثراءا ووجاهة على حساب بؤسهم، بينما هم يحملون معاناتهم الى قبورهم؟ وهل يتوقع أحدنا في المقابل أن من يسمون انفسهم بالقيادات السياسية يمكن ان يحظوا بتأييد هذه الجماهير الغاضبة عليهم في الانتخابات القادمة ؟ سواءا في انتخابات المحافظات اوعلى مستوى الوطن؟
كيف أيها السادة نستطيع ان نبني روح المواطنة في انساننا العراقي من جديد؟



#حسين_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل الفوضوي البعثي في انتظار الازمات السياسية...
- النائب سيد شوان محمد طه لا يثق بالجيش العراقي... يا لحزن شعب ...
- هل كان نكوص شعبنا وعدم وقوفه ضد فساد الكتل السياسية ، سببا ف ...
- نعم يا سيادة الرئيس ... لقد كان التحالف بين القوى الإسلامية ...
- فساد البرلمان ...من خلال مبدأ تمرير الصفقات السياسية بين الك ...
- ألسيد مقتدى الصدر... والطريق المسدود؟
- دجل العمائم ... جهل ام أجندات خارجية؟
- ظواهر قابلة للاصلاح تنغص حياة شعبنا....
- أين الاعلام من مسؤولياته الوطنية...؟


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حسين حامد - القيادات السياسية: شيعية وسنية ...وحربهما المستعرة ضد النظام الجديد ... الى أين؟