أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - كرد العراق في اتون المعركة السياسية الكبرى















المزيد.....

كرد العراق في اتون المعركة السياسية الكبرى


صلاح بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21 - 13:01
المحور: القضية الكردية
    


فور سقوط النظام الدكتاتوري في العراق أعلى الزعيم مسعود بارزاني بأن "المعركة السياسية قد بدأت وانها اصعب واخطر من المعارك العسكرية" وقد كان محقاً في ذلك الاستشراف الثاقب لطبيعة المرحلة الجديدة وفي اشعاره المبكر لابناء قومه بوجوب التهيء" للمنازلة " السياسية وبما تتطلب من معرفة بحقائق التاريخ والجغرافيا العراقية ومن ضمنها اقليم كردستان واطلاع دقيق على الملفات المرشحة للنقاش وفي المقدمة ملف- التعريب- الجاري عملياً منذ تشكل الدولة العراقية والمتسارع في تطبيقاته الاشد عنصرية بعد ان تسلط حزب البعث على مقاليد الحكم، هذا الملف الذي يتفرع عنه معظم عناوين وقضايا الخلاف المطروحة عبر وسائل الاعلام وبكلمة أدق مصدر بقاء القضية القومية الكردية دون حل بل وتفاقمها بتبعاتها السياسية والعسكرية والانسانية.
استجابت النخبة الثقافية الكردية لنداء زعيمها وبدأ المختصون ينتظمون في ورشات واجتماعات لم تخل من النقاشات والاجتهادات والمناظرات الجادة تمخضت عنها منذ ما قبل بدء عملية تحرير العراق مشروع "دستور العراق الفدرالي" و"دستور اقليم كردستان" وكان هذا العمل بمثابة انجاز كردي فريد في الساحة العراقية وتجسيد لطرح البرنامج الكردستاني للسلام والتعايش في العراق الفدرالي الديموقراطي الجديد استحوذ اعجاب مختلف ابناء العراق وقواه الوطنية والديموقراطية ونال اهتمام معظم القوى الاقليمية والدولية المعنية بالشأن العراقي اضافة الى انه كان مبعث اعتزاز الكرد كونهم الطرف العراقي الاول الذي طرح برنامجه بشفافية ووضوح وفي وقت مبكر بخصوص مستقبل العراق وبضمنه كردستان.
لاشك أن احد الاسباب الرئيسية الذي دفع ابناء شعب كردستان الى المساهمة الفعالة في العملية الانتخابية وقبل ذلك في معركة تحرير العراق يعود الى تلك الاستعدادات المبكره كما ذكرنا وبالتالي وعي مهام المرحلة والشعور العالي بالمسؤولية الوطنية والقومية وقد شكلت السنوات الاخيره منذ انتفاضة/1991 وحتى يوم انهيار النظام السابق فترة كافية لاختبار تجربة ديموقراطية في كردستان لاقت المزيد من الرعاية والنجاح خاصة وانها تمت في تربة صالحة ومناخ حر بعيداً عن تسلط النظام وبادارة شعب كردستان وحماية دولية سياسية وجوية.
بعد أن حظيت قائمة التحالف الكردستاني الموحد ( ببرنامجها ومرشحيها) بشبه اجماع سكان الاقليم ونالت اكثر من ربع اصوات العراقيين تبوأت الموقع الثاني بين القوائم، وحسب ماهو مقرر في "قانون ادارة الدولة" لابد من تعاون الكتل والاطراف لتشكيل الحكومة وملئ فراغ المواقع السيادية في السلطتين التشريعية والتنفيذية فانخرطت القيادة السياسية الكردستانية بكل قواها في المعركة السياسية المندلعة الان ودخلت مع الاطراف الاخرى في حوار متواصل وفي تفاصيل القضايا المطروحه، خاصة مع القائمة –الشيعية- التي نالت اكثر الاصوات والمدعومة من المرجعيات – الدينية- المذهبية-.
لقد أفرزت نتائج الانتخابات حقائق جديده امام العراقيين وظهرت فئات وشرائح كانت مغيبة قسراً عن الحياة السياسية وخاصة ابناء كل من الطائفة الشيعية والقومية الكردية ، ومن الوقائع الاخرى المستجدة بروز التباينات ضمن ممثلي الكتلة الشيعية , تيار غالب أقرب الى – الاسلام السياسي أو الشيعية السياسية- وآخر علماني أقرب الى الخط القومي العربي بتوجهات ديموقراطية وليبرالية.
من الواضح والملاحظ أن الطرف الكردي يواجه نوعا من الاشكالية المحرجة أمام تلك التوازنات الموضوعية في الصف الشيعي الذي لابد من التحاور والتفاهم معه وصولاً الى الشراكة في السلطة والحكم ولكن ماهي أوجه هذه الاشكالية:
اولا- القائمة الكردستانية تمثل شعب كردستان وتتركز اهدافه الاساسية في المسألة القومية بما هي انتزاع حق تقرير المصير مجسدا في النظام الفدرالي في الاقليم والعراق كما يرتضيه الكرد حسب ارادته الحرة. وبما أنه – شعب كردستان- يبحث عن حل وطني لمسألته القومية في اطار عراق ديموقراطي يضمن حقوقه ويصونها دستوريا فالمحاور الآخر يجب ومن الانسب أن يمثل القومية الاكبر ويعبر عن ارادة عرب العراق بمفهوم عصري بعيداً عن المنطلقات الدينية والمذهبية.
ثانيا- المسألة القومية الكردية ومسائل القوميات الأخرى في العراق لن تجد الحل عبر مفاهيم الاسلام السياسي أو المذهبية السياسية وللكرد تجربة تاريخية في هذا المجال فالامبراطورية العثمانية- السنية- والصفوية الشيعية- في التاريخ القديم ونظام – الجمهورية الاسلامية – الشيعية في ايران في التاريخ الحديث جميعها فشلت وعجزت عن ايجاد الحل الديموقراطي الانساني لقضية الاكراد وقضايا الشعوب والقوميات الاخرى بل زادتها تعقيدا ومارست بحق الكرد صنوف القهر والتقتيل ، لذلك من العبث انتظار الموقف السليم والحل الناجز لقضية كرد العراق من التيار الاسلامي الشيعي السياسي المسيطر بفصائله ومرجعياته على قائمة – الائتلاف العراقي الموحد-.
ثالثا- التيار العلماني في صفوف الطائفة الشيعية بمختلف مجموعاته وزعاماته ومن ضمنها رئيس الحكومة المنتهية امدها هو اكثر قابلية لتفهم القضية القومية الكردية كما هو اكثر تعبيراً عن ارادة النخبة السياسية والثقافية العربية في العراق خاصة وانه حسم خياره الديموقراطي التعددي في تفكيره وسلوكه منذ أن كان في صفوف المعارضة، وهو جاء بالاساس بديلا عن الفكر القومي الشوفيني العنصري الذي مثله جزءً كبيراً من حزب البعث بقيادة الرئيس المخلوع صدام حسين، والكردي لايرى حرجاً في أن يماثله العربي في الاعتزاز بقوميته والتفاني في خدمة قضايا شعبه مع رؤية الفارق بين الحالتين واحدة انجزت فيها مهام الاستقلال وبناء الدولة واخرى ما زالت في مرحلة التحرر القومي .
رابعا - من جهة أخرى ولدى المقارنه بين نهج التيارين نلحظ مباشرة أن التيار العلماني ينتمي اولا واخرا الى مفهوم الوطنية العراقية ولايدين بالولاء لانظمة الجوار لاسباب مذهبية بعكس التيار الآخر الاكثر قرباً الى الاوساط الحاكمة في دول الجوار المعروفة بعدائها السافر لحقوق الشعب الكردي ليس في العراق فحسب بل حتى في بلدانها والمناوئة اصلا لان يتحول العراق الى نموذج ديموقراطي تعددي، وهناك خشية كردية من احتمالات تأثيرات تلك الاوساط في التيار المسيطر على قائمة الائتلاف، بعبارة موجزة هناك مصلحة مشتركة بين الكرد والتيار العلماني بخصوص طبيعة ونوع العلاقة مع الجوار العراقي في الحاضر والمستقبل ستخدم دون شك اهداف بناء العراق الجديد .
خامسا - لجميع هذه الاسباب هناك مسؤوليات وطنية عراقية- اضافة الى المسؤولية القومية- على عاتق القيادة السياسية لشعب كردستان، وتتلخص في ضرورة اسناد القوى والتيارات الوطنية والديموقراطية والعلمانية على صعيد العراق وخاصة في صفوف القومية الرئيسية، ومواصلة الحوار معها وأن لايتحول التكتيك واللعبة الديمقراطية والمطالبة بالحصص السيادية والادارية وضرورات التعامل مع النتائج الانتخابية الراهنة الى نهج استراتيجي ثابت لان ما هو قائم الآن مؤقت وقابل للتغير في اية لحظة.



#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من خطاب - القسم - الى خطاب - الندم -
- بعد عام من - الهبّة - الكردية السورية
- العراق ولبنان ...اختبار الصدقية الدولية في القرن الجديد
- بعد اغتيال الحريري :هل سيستمر نظام البعث السوري كقاعدة ارهاب ...
- رئيس جمعية الصداقة الكردية العربية يزور فلسطين
- نداء عاجل الى مروان عثمان رسالتك وصلت ... وصحتك بالدنيا
- محاولة في اعادة تعريف اسس العلاقة الكردية - العربية
- يا كرد العراق حذار من التصويت بلغتكم في سورية
- العراق الجديد والتجاذب -الصفوي - الهاشمي
- نحو عام مشرق جديد
- وما دخل جماعة - بلدية باريس - بالثورة الفرنسية
- رسالة تحية وتقدير الى الهيئة المؤسسة - للتجمع العربي لمناصرة ...
- جمعية الصداقة الكردية - العربية تعقد اجتماعها العام
- -النور جفيك - يحاضر في رابطة كاوا حول العلاقات بين تركيا وال ...
- - المؤتمر القومي - الاسلامي - بين الشوفينية الشمولية ومناصرة ...
- اللائحة الكردستانية الموحدة خطوة في الاتجاه الصحيح
- وانتصر العراق الجديد في شرم الشيخ
- - عروبة العراق - = - تركية الاسكندرون - و - فارسية الاهواز - ...
- التاسيس لديموقراطية - الاغلبية - في النظام الاقليمي الجديد
- رحيل آخر عمالقة النضال التحرري العربي


المزيد.....




- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...
- -رد إسرائيل يجب أن يتوافق مع سلوكيات المحكمة الجنائية الدولي ...
- مياه البحر تجرف خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس ...
- مصرع عشرات المهاجرين بانقلاب قواربهم قبالة اليونان ومدغشقر
- الجنائية الدولية تطالب الدول الأعضاء بالتعاون لاعتقال نتنياه ...
- رايتس ووتش: تواطؤ أميركي بجريمة حرب إسرائيلية في لبنان
- الشتاء يهدد خيام النازحين في غزة بالغرق بمياه الصرف الصحي
- اعتقالات واسعة بالضفة وكتيبة طولكرم تهاجم تجمعات لقوات الاحت ...
- المحكمة الدولية: على الدول التعاون بشأن مذكرتي اعتقال نتنياه ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - صلاح بدرالدين - كرد العراق في اتون المعركة السياسية الكبرى