أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعيم مرواني - دعوة لتاسيس محكمة عراقية مستقلة لمكافحة التعصب والتشهير














المزيد.....

دعوة لتاسيس محكمة عراقية مستقلة لمكافحة التعصب والتشهير


نعيم مرواني

الحوار المتمدن-العدد: 3959 - 2013 / 1 / 1 - 19:15
المحور: المجتمع المدني
    


خلال حضوره مهرجان المصالحة والسيادة الوطنية في نهاية عام 2012, قال السيد رئيس مجلس الوزراء العراقي نوري المالكي ان كل شيء في العراق صار يستغل سياسيا, وكلامه هذا طبعا لم يجافي الحقيقة, لكن لاادري لماذا لم يتوقع السيد رئيس مجلس الوزراء هذه النهاية والعراق يسبح في فوضى تشمل تقريبا كل جوانب الحياة ولا تقتصر على فوضى غياب التشريعات والقوانين أو التطبيق الانتقائي لها ان وجدت.
والأمر الآخر الذي لاافهمه هو انهماك المشرعين العراقيين في محاولات اعادة اختراع العجلة! فامم كثيرة سبقتنا الى وضع قوانين وتشريعات عالجت مشاكل نعاني منها نحن حاليا فلماذا لانتبناها؟ فعلماء الانثروبولوجيا يرون التاريخ الانساني تاريخا واحدا متكاملا, لان القوانين التي تصلح للبشر في فيجي لابد لها ان تصلح لشعب سنغافورة او تلك التي تصلح لهاييتي حتما ستصلح للعراق. نعم قد تحتاج الى تعديلات بسيطة تتناسب وخصوصية كل مجتمع ولكن بالتاكيد لاتحتاج الى اعادة اختراع.
كنت نوهت الى هذا سابقا في تعليق لي على مقال حول قانون الاحزاب الذي يتمخض البرلمان العراقي بعسر منذ سنين لولادته رغم انه مولود في دول اخرى منذ عشرات السنين. ماالضير في تبني قوانين وضعتها امم سبقتنا ثبتت فاعليتها بالتجربة عوضا عن الجدل العقيم والخلافات التي تدور في اروقة البرلمان او الحكومة العراقية منذ سنين لاعادة اختراع مااخترعه بشر في أصقاع أخرى من الكرة الارضية؟ اليس التاريخ البشري واحد ام ان لنا زعانف ولهم ارجل؟
واذا صار البعض يرى تبني قوانين اجنبية تتعارض والفخر الوطني فالامم المتقدمة لاترى ذلك ولعل هذا احد اسباب تقدمها. لاتنسوا حقيقة تاثير القوانين الفرنسية على الدساتير الاولى لاغلب الدول العربية فالمشرع المصري عبد الرزاق السنهوري (1895-1971م) الذي شارك في وضع معظمها حصل على الدكتوراه في القانون من فرنسا لذا كانت اغلب تشريعاته متأثرة بالقوانين الفرنسية ان لم تكن ترجمة مباشرة لها.
يردد الغربيون مقولة مشهورة عن اليابانيين مفادها ان "اليابانيين لايخترعون بل هم يتلقفون اختراعات الامم الاخرى ويطورونها بشكل يفوق قدرات مخترعيها انفسهم" اما نحن فلا نختر ع ولانطور ولا نقتبس الاختراع, بل يمكن القول اننا سادة العالم بالجدل العقيم فنحن نجادل ونجادل ثم نجادل لشهور او حتى سنين وعندما نعجز عن الاتفاق على صيغة مرضية نترك المشكلة معلقة على امل ان يحلها جيل غير جيلنا, او دورة برلمانية قادمة لذا حق قول الخليفة عمر ابن الخطاب (رض) علينا "اذا اراد الله بقوم سوءا منحهم الجدل ومنعهم العمل".
راج في السنوات الاخيرة ,من ضمن ماراج في العراق, التصريحات المتطرفة طائفيا وقوميا ومناطقيا او عشائريا يثيرها سياسيون او رجال دين او شيوخ عشائر او مثقفون لاغراض تعبئة جماهيرهم واظهار قوتهم امام منافسيهم واستغلال الجماهير كورقة ضغط تفاوضية من اجل المزيد من الامتيازات, او احيانا يزامنونها مع اقتراب مواعيد الانتخابات للتاثير على اختيارات الناخب.
لذا يتسابق السياسيون للاتصال بوسائل الاعلام لاطلاق التصريحات الطائفية والقومية بعد كل ازمة او مشكلة, وعلى سبيل المثال لاالحصر فهناك تصريحان ينمان عن تعصب قومي وطائفي أثارا جدلا واسعا وطالب الكثير بمحاكمة مطلقيهما لكنهما نجوا بفعلتيهما لغياب القوانين الرادعة. احد هذان التصريحان كان لرجل الدين والعضو البارز في المجلس الاسلامي الاعلى في العراق, امام جامع براثا جلال الدين الصغير حينما قال ,متملقا السيد رئيس مجلس الوزراء في خلافه مع حكومة اقليم كوردستان, "ان من يقاتل المهدي المنتظر عند ظهوره هم الكورد" والتصريح الطائفي الاخير لعضو البرلمان العراقي احمد العلواني ,موظفا سياسيا ازمة القاء القبض على البعض من حماية وزير المالية العراقي رافع العيساوي بتهم تتعلق بالارهاب, عندما وصف الشيعة العراقيين بانهم "خنازير وعملاء لايران".
لايكفي الشجب او الوعظ الديني والاخلاقي ولاحتى الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية تكفي لتوجيه سلوك مجتمع ما مالم تكن هناك قوانين رادعة, فالتجارب اثبتت ان سلوك الانسان لايحده ولا يوجهه الا مبدا الثواب والعقاب. اضف الى ان ادارة الدولة لاتتم عبر خطب جوامع وعظية انما تتم من خلال بناء مؤسسات رصينة تحمي الدستور وتحافظ على وحدة الوطن وفي هذا الصدد فنحن نقترح تاسيس محكمة او هيئة قضائية تفعل مواد الدستور التي تمنع التعصب وتحاكم من تتعارض افعاله واقواله مع العدالة وخصوصا تلك التي تثير النعرات القومية والطائفية والتي بدورها توسع الهوة بين مكونات الشعب العراقي الاثنية والدينية وتعرض وحدة العراق للخطر.
ونؤكد مرة اخرى على عدم الحاجة لاعادة اختراع الفكرة, ففكرة المؤسسة التي تحارب التعصب الديني او القومي وتحمي القيم الديمقراطية والحقوق المدنية للجميع ولدت قبل حوالي مئة عام في الولايات المتحدة الامريكية (عصبة مكافحة التعصب والتشهير) وهدفها تطبيق عدالة ومساواة في التعامل مع جميع المواطنين على حد سواء، ووضع حد للتمييز اوالتعامل غير العادل مع أو التهجم على او الاستهزاء باي طائفة أو مجموعة عرقية او دينية او اجتماعية. فالعراق ياسادتي في امس الحاجة الى تاسيس هيئة قضائية مستقلة تحكم في قضايا كل اشكال التعصب والتهجم والقدح والتشهير ضد اي طائفة او قومية او اي مجموعة من الناس والا فان استمرار الخطاب الطائفي والقومي المتطرف حتما سيقودنا الى ما لاتسر عقباه.





#نعيم_مرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قد لايكون مقتل شيماء العوادي بسبب الكراهية ضد المسلمين
- عندما تصطدم الحقوق الطبيعية بالتقاليد الاجتماعية
- تشريح قانون حقوق الصحفيين العراقيين الجديد
- كيف تقضي على الفساد في شهر؟
- التطرف الاسلامي يغزو الاجهزة الامنية في المغرب
- نشوء طبقة وسطى جديدة في العراق
- تحول الجامعات العراقية الى جوامع
- تشريح التشريح
- حيى الله الكورد
- الأختلاف الفكري يستدعي تبني النظام الفيدرالي في العراق
- ديماغوغية الخطاب السياسي العراقي
- قد لايكون تقسيم العراق اسوأ من وحدته
- خطورة تبادل الأدوار بين الغاية والوسيلة
- دورالمؤسسات التعليمية العربية في التخلف والأرهاب؟
- من جمد وظيفة العقل عند العرب؟
- انقذو الاسلام والا


المزيد.....




- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
- مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.. فما هي الخطوات المقبلة؟ ...
- ماذا بعد صدور مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت؟
- العمال المغاربة الموسميون بأوروبا.. أحلام تقود لمتاهة الاتجا ...
- الجزائر تستعجل المجموعة الدولية لتنفيذ قرار اعتقال نتنياهو و ...
- فتح تثمن قرار المحكمة الجنائية الدولية: خطوة نحو تصويب مسار ...
- نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية الدولية إفلاس أخلاقي.. ويوم أ ...
- السلطة الفلسطينية تُرحب بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نعيم مرواني - دعوة لتاسيس محكمة عراقية مستقلة لمكافحة التعصب والتشهير