أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - يحق لنا ولا يحق لنا أن نحتفل بالسنة الجديدة














المزيد.....

يحق لنا ولا يحق لنا أن نحتفل بالسنة الجديدة


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3958 - 2012 / 12 / 31 - 18:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرون كتبوا يعبرون عن وضعنا الكارثي في المنطقة، التي لا أملك اسما لها. ومُحِقّا من رأى عدم وجود ما يبرر لنا أن نفرح بقدوم السنة الجديدة، سوى فرحنا بكذبنا على أنفسنا، وتصديقنا لكذبتنا الجميلة تلك، أن السنة الجديدة ستجلب لنا الخير.
هل يجوز لنا أن نتشاءم؟ الرؤية الموضوعية للواقع الراهن: يقول التفاؤل خرافة. لكن حياتنا مليئة بالخرافات، خرافة دينية، وخرافة قبلية، وخرافة أمجادنا التاريخية، وخرافة انتصاراتنا، وخرافة أننا «خير أمة أخرجت للناس»، أو أننا فئة ناجية، ولسنا فئة باغية، مهما بغينا على بعضنا البعض، وخرافة أن مذهبنا هو المذهب الحق، رغم أن نفس دعوى تزكية النفس لا يمكن إلا أن تكون دعوى باطل لا دعوى حق. وكما نعيش خرافة تكريم المرأة من خلال الإحطاط من قيمتها، لأنها مشيئة خالقها، وخرافة أننا رغم اختلافاتنا إخوان، وإن تقيحت قلوبنا بالكراهية تجاه بعضنا البعض من الإخوة الأعداء، وخرافة التغني بشرف الانتساب إلى هذه القومية أو تلك. إذن لم لا يحق لنا أن نعيش خرافة التفاؤل؟ فهي وإن سلمنا أنها خرافة، أجمل من كل تلك التي ذكرت، وغيرها كثير.
هذا من حيث الرؤية الموضوعية للواقع الراهن، كما هو، وليس كما نحب أن نزوقه، أو نزوّره، كما نزوّر شهاداتنا، ونزور انتخاباتنا، ونزور التاريخ، بل ونزور الله، فنصوغ عجلا له خوار، فنعبده على أنه الله، بينما نكون قد سجنّا الله في سجن خرافاتنا، وعبدنا العجل. أقول هذا من حيث الرؤية الواقعية، أما من حيث التطلع إلى المستقبل الذي لا بد من أن نتطلع إليه، فالتشاؤم من أكبر الكبائر و(أنگس) الذنوب وأتعس الآثام.
التفاؤل رغم كل واقعنا الكارثي واجب إنساني ووطني، وضرورة تاريخية، في ضوء حتمية التاريخ، التي تفرض قانون أن المستقبل للعقل، وللقيم العليا، أما الزبد الطائفي، والزبد العنصري، والزبد الذي لا ينفع الناس، بل يضرهم، ويدمر حاضرهم، ويهدد مستقبلهم، فيذهب جفاء.
الطائفيون الشيعة والطائفيون السنة في العراق، جعلوا العراق عراقَين، وإذا أضفنا تمزيق العراق من قبل العنصريين العرب، والعنصريين الكرد، فقد ساهم هؤلاء وأولئك بجعل العراق ثلاثة أعاريق، بل وكل عراق مُجتزَأ منها، أو كل عُريق، هو الآخر مقطع الأشلاء.
وهل مصر أفضل حالا، والإخوانيون والسلفيون يهددون باستبدادٍ مقدس؟ وعلى ذكر المقدس، فخرافة المقدس تضاف إلى قائمة خرافاتنا. ويهددون أي إسلاميوا مصر حرية الأقباط، وكل المصريين غير المؤيدين للإسلام السياسي.
وسوريا بعد سنتين من المجازر، التي من خلالها تأكد لنا أن البعث هو البعث، بكل قبحه ودمويته ولاإنسانيته، لا فرق بين أن يكون صدّاميا، أو بشّاريا، والجيش الحر ينطلق في حربه غالبا من شعارات طائفية، أو إسلامية قاعِدَوية، تجعل المتطلعين إلى التحرر من الديكتاتورية، من مسيحيين، وعلويين، وشيعة، وعلمانيين، يعيشون كابوسا مرعبا، بأن ليل الديكتاتورية البعثية البشارية لن ينتهي بفجر الحرية، بل بليل أشد عتمة وظلاما وقمعا. لكنه هذه المرة، يكون ظلما (مقدسا)، ظلما متدينا متقيا ملتحيا، ظلما ينسب نفسه لله، جل الله وتنزه عن ذلك.
والبحرين ما زالت فيها أسرة مالكة تنتسب إلى مذهب الأقلية السنية تضطهد الغالبية الشيعية، وترفض مبدأ الدولة المدنية القائمة على أساس المواطنة.
والسعودية تتقاسمها سلطة العائلة المالكة من أبناء المؤسس عبد العزيز، وجلهم بلغ من العمر عِتِيّا، وبين السلطة الدينية للدين الوهابي، الذي يتخذ شعار «محمد رسول الله» ولكنه بـ(محمد) لا يعني إلا (محمد عبد الوهاب)، الذي يكفّر كل المذاهب الإسلامية، ويهدر دم من يسميهم بالرافضة. ولا يعي هو ومن على نهجه أن كل المتعصبين لمذاهبهم وطوائفهم، شيعة كانوا أو سنة أو وهابية، إنما هم رافضة، لأنهم يرفضون حكم العقل، ويرفضون حكم المعايير الإنسانية. فهم كلهم روافض وأصحاب بدع، لأنهم ابتدعوا فكرة أن مذهب كل منهم، يمثل إرادة الله، وأن فقه كل من فقهائهم، يمثل شرع الله، فنسبوا أحكاما لا يرتضيها الله إليه جل وعلا، من قتل المرتد، ورضاع الكبير، ومفاخذة الرضيعة، والولاية المطلقة لفقيه لا يفهم من الحياة ألفها وباءها، وتخيير الكتابي بين ثلاث: الدخول في دينهم، أو دفع الجزية والقبول بالمواطنة من الدرجة الثانية كذمي، أو قطع الرؤوس بالسيف (المقدس).
وحتى تركيا (العلمانية؟) المحكومة إسلاميا، والتي أسس أتاتُرك علمانيتها كصمام أمان للنظام الديمقراطي، نرى كيف يتآمر فيها الإسلاميون الباطنيون من حزب العدالة والتنمية الحاكم، من أجل ثلم أركان العلمانية بالتدريج. وكذلك نرى دعمهم، الذي أصبح واضحا للجميع، للإسلام السياسي السني المتشدد، أي الإخواني بالذات. في الوقت الذي تواصل إيران التخلف والخامنئية المنتمية إلى ما قبل التاريخ، دعمها للإسلام السياسي الشيعي.
لا تقولوا مقالة تشاؤمية، بل هي قراءة لواقعنا، فيجب قراءة الواقع كما هو، من أجل أن نكون قادرين على التغيير والتصحيح، ومن أجل التقدم ولو خطوة نحو المستقبل المتطلَّع إليه، كي نصبح (أوادم)، حالنا حال الأوادم في العالم الحر المتحضر، أي العالم الكافر، الذي بنى الحياة بكفره، بينما هدّم وفلّش وخرّب المؤمنون عندنا الحياة بإيمانهم المزعوم أو الموهوم. بهذا كان أغلب الكافرين الذين أصلحوا الحياة، أحب إلى الله من أغلب المؤمنين الذين أفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء، واغتصبوا الحرية، أقدس هدية إلهية للإنسان، وحطّوا من قيمة المرأة، ولم يستحييوا من إدراج غير المسلم في كتبهم الفقهية في باب الطهارة ضمن قائمة أعيان النجاسة، من غائط، وبول، ومَنيّ، ودم، وكلب، وخنزير، وميتة، و(كافر). فيا لانعدام الذوق، وانعدام الأخلاق، وانعدام العقل، وانعدام الإنسانية، لدى فقه مثل هذا، وشريعة كهذه، تُنسب إلى الله افتراءً عليه، وهو سبحانه الجمال المحض، والسُّمُوّ المحض، والعدل المحض.
كل عام ونخطو خطوة نحو المستقبل.
31/12/2012



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد السياسي: قراءة للواقع واستشراف للمستقبل
- الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري 3/3
- الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري 2/3
- الشريعة والرئيس يغتصبان الدستور المصري 1/3
- المالكي والبرزاني إلى أين في غياب الطالباني؟
- التقية والنفاق والباطنية على الصعيدين الديني والسياسي
- رؤية في إعادة صياغة العلاقة بين الإقليم والدولة الاتحادية
- نقاش في المفاهيم مع الكاتب محمد ضياء العقابي
- مع هاشم مطر في نقده للمشروع الديمقراطي
- الإسلام والديمقراطية
- فوز مرسي محاولة لقراءة متجردة
- لا أقول: «ديكتاتور» لكنه يتكلم كما الديكتاتور
- بين تحريم التصويت للعلمانيين وحفلة القتل الشرعي للطفولة
- علمانيو مصر أمام الامتحان
- ويبقى العراق يتيما وإن تعدد الآباء
- سليم مطر من دفع له ليفتري علي
- الدولة الكردية التي أتمنى أن أرى تأسيسها
- ماذا نسي كمال أتاتورك في عملية علمنته لتركيا؟
- قالت: الحمد لله كلنا مسلمون
- رئيس وزرائنا يعلن حربه الفكرية ضدنا نحن العلمانيين


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - يحق لنا ولا يحق لنا أن نحتفل بالسنة الجديدة