أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ما النهج الذي تمارسه قناة الفيحاء بشأن أحداث البصرة؟















المزيد.....

ما النهج الذي تمارسه قناة الفيحاء بشأن أحداث البصرة؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21 - 13:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يعد خافياً على أحد المنحى الطائفي لقناة الفيحاء التي تأمل الكثير من الناس, وأنا أحدهم, أن تكون غير ما هي عليه الآن بعد أن سعت لكي تلعب دوراً آخر غير الدور الذي لعبته أو ما تزال تلعبه بعض القنوات الفضائية العربية إزاء الوضع في العراق وإزاء أحداثه المأساوية وما تمارسه قوى الظلام وفلول البعث في العراق. كان الناس يأملون أن تمارس الفيحاء نهجاً ديمقراطياً عقلانياً ومدنياً بعيداً عن التطرف والطائفية وتروج لحقوق الإنسان وحقوق الأديان والمذاهب كلها وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية التي حرم منها العراق طويلاً. كان الناس يريدون شيئاً جديداً غير الزعيق البائس والعربدة الشوفينية والطائفية وغير العقلانية التي كانت أو ما تزال تمتلئ بها فضائيات أخرى.
كانت تعيش في فرحة الجو الجديد الذي ظهر على قناة الفيحاء, ولهذا وافقت على إجراء لقاء طويل مع الآنسة داليا الخفاف مراسلة قناة الفيحاء حول قضايا عراقية كثيرة. ولكن كنت أعيش شكوكاً حول نهجها بعد متابعتي لبرامجها اليومية المكررة في ما يخص الجانب المذهبي والتمييز الطائفي وارتياحها لمداخلات بهذه الوجهة. وعبرت عن ذلك وعن غيره في أكثر من رسالة إلى قناة الفيحاء دون أن أرى ضرورة نشرها. ثم قررت النشر العلني وفق ما جاء في الرسالة الأولى المفتوحة الموجهة إلى القناة مباشرة. ولم ينفع ذلك, إذ تيقنت بأن لها وجهة خاصة وضعت لها سلفاً أثناء اللقاء الذي تم معها في التاسع عشر من شباط/فبراير 2005. والذي عبرت عنه في المقال الذي كتبته بعد مقابلتي لهاو وبالتالي رفضي لعرض القناة بشخص الدكتور هشام الديوان في أن تستضيفني ثانية, إذ أدركت طبيعة ووجهة وهدف ممولي القناة ودورها الراهن في العراق وصعوبة خروج العاملين في القناة عن هذا الخط ومن هذا النفق الذي حشروا فيه, شاءوا ذلك أم أبوا. ولهذا لم اقتنع بإلحاح ودي من السيد الدكتور هشام الديوان عبر الهاتف في حضور لقاء آخر معه في يوم 23/2/2005 بعد أن عشت تجربة يوم 19/2/2005, فاعتذرت بود مع تبيان موقفي بصراحة لا تقبل اللبس, علماً بأني كنت في الخليج بزيارة شخصية وعائلية وليس بدعوة من أي قناة أو جهة رسمية. وديدني رفض كل دعوة من أي قناة كانت تتميز بوجهات شوفينية أو طائفية. ولم يكن حضوري إلى قناة شبكة الأخبار العربية ANNإلا رداً وفضحاً للتهم التي وجهت لي وإصراري على تقديم الاعتذار من القناة وصاحب الاتهام لي علناً ومن على منبر الشبكة ذاتها, وهو ما قد تم فعلاً.
هناك العشرات من الفضائيات التي تعمل لصالح هذا الحزب أو ذاك, أو لصالح هذا الدين أو ذاك, أو لصالح هذه الطائفة أو تلك. وهي أمور تخص تلك الفضائيات, ولكن من واجب من يلتزم جانب الإنسان والمدنية وروح المواطنة المتساوية أن ينتقد وبفضح باستمرار المضامين التي تبرز في الوجهة الطائفية والتمييز الطائفي وفي الإساءات الطائفية للآخر في الدعاية والإعلام الطائفي التي تقود إلى نسيان المواطنة وحقوق المواطنة والتي تساهم في تفتيت المجتمع وتمزيق نسيجه الوطني الاجتماعي بدلاً من رص صفوفه وتعزيز ضمانات المواطنة المتساوية.
إن معركة المواطنة ما تزال مستمرة في العراق وستبقى قائمة ما دامت هناك محاولات لتعزيز الوجهة الطائفية والتقسيم الديني والطائفي, ولا يمكن لأحد أن يدعي بأن هذا التقسيم هو المنتصر, فالشعب العراقي سيدرك عواقب التوزيع الديني والطائفي الجاري حالياً عندما يستفيق من هول الوضع كله وعندما سيدرك بأنه أمام قوى يمكن أن تدفع بالبلاد إلى مهالك خطيرة, وخير دليل على ذلك القوى المهيمنة اليوم على أمور البصرة, بغض النظر عن التأييد الذي تحظى به اليوم من بعض الساسة العلمانيين الذين تحولوا بقدرة قادر إلى مذهبيين وطائفيين عتاة. وأمامنا الآن مطالبات من قوى سنية تريد اقتسام الحكم بدلاً من أن تطرح روح المواطنة أيضاً وتدعو إلى التخلي عن هذا التقسيم وهذه القوائم الطائفية. ً
ولا يمكن لقناة الفضائية أن تتستر بحق الإنسان في التعبير عن رأيه عندما يتعلق الأمر بخرق حق المواطنة والتجاوز على الإنسان ورأي الإنسان وحرية الإنسان وتصرفات الإنسان من خلال جملة من الأساليب التي تتعارض مع ما هو وارد في لائحة حقوق الإنسان والعهود والمواثيق التي يشير السيد الدكتور هشام الديوان إلى أنه من المؤمنين بها, وليس من خلال النقد الاعتيادي الذي يبدي احتراماً للرأي والرأي الآخر. العراق لا يحتاج إلى من يؤمن بحقوق الإنسان, إذ أن الأيمان لا يعبر عن وعي وفهم حقوق الإنسان بالضرورة, بل نحن نحتاج إلى من يعي ويلتزم بتنفيذها, فالإيمان شيء والوعي بها والتزام ممارستها والدفاع عنها شيء آخر.
لقد استضافت قناة الفيحاء شخصاً عراقيا عمد إلى تبرير الاعتداء الآثم والضرب المبرح الذي وقع على الشابات والشباب من طلبة جامعة البصرة وعلى بعض أساتذتها دون أن يعترض عليه مدير الندوة أو يرفض الممارسة العدوانية والوحشية التي لا تمت إلى سلوك الإنسان السوي بصلة, وهو يتحدث بلغة القوى الإسلامية الظلامية التي بدأت تحكم البصرة باسم المذهب الشيعي, والمذهب الشيعي الجعفري الذي وضع أسسه الأمام جعفر الصادق منهم براء براءة الذئب من دم يوسف. إن أهالي البصرة معروفون بثلاث سمات أساسية, وهي:
1. الاعتراف بالآخر وروح التسامح العالية أياً كان دين أو مذهب أو قومية أو فكر الإنسان.
2. روح الكرم والشهامة وحب المساعدة وعمل الخير.
3. روح الحرية والمرح والفرح وأجواء الاحتفالات.
إلا أن ما حصل في البصرة في الموقف من طلبة الجامعة لا يعبر عن أي من هذه السمات الخيرة في الشعب البصري, ويبدو لي أنهم من طينة أخرى غير طينة أهل البصرة السمحاء والودودة وذات التقاليد السومرية العريقة والبابلية الأصيلة والعراقية الحميدة. إن هذه الخلق مستوردة أو مدجنة وموجهة وفق ذهنية إيديولوجية استبدادية ظلامية مقيتة ينبغي لها أن لا تعشش في العراق ولا تنمو على حساب الشعب وقيمه وأخلاقه وإنسانيته.
من المؤسف أن يصل الأمر بقناة الفيحاء إلى هذه الحالة دون أن تستضيف طالباً أو طالبة أو أستاذاً ممن جرى التجاوز عليهم بالشتم أو الضرب أو تمزيق الملابس ليشرحوا الموقف وليشرحوا لِمَ هذه الاتهامات الوقحة بالفسق والفجور لطلاب وطالبات قاموا بسفرة جامعية. لم يعد العتاب مع قناة الفيحاء نافعاً, كما فعل الأخ الكريم الدكتور سعد صلاح خالص, ينبغي ممارسة النقد لتقويم الاعوجاج الراهن.
إن الواقع الراهن في البصرة يعتبر تجاوزاً وتعدياً على كل الحدود التي يمكن تحملها. لقد طاردت عصابات ظلامية باسم المذهب الشيعي المواطنات والمواطنين من أتباع الدين المسيحي ودفعتهم إلى الهجرة من البصرة إلى خارج البلاد بالقوة الغاشمة, وكان السكوت عن ذلك ظلماً, طاردت ذات العصابات المواطنات والمواطنين من أتباع الدين الصابئي المندائي ودفعتهم للهجرة بالقسر إلى خارج المنطقة أو حتى خارج العراق, وكان السكوت جريمة مماثلة للفعل ذاته. طاردت السنة أيضاً وستطارد كل إنسان لا يقبل بطريقة هذه العصابات في فهم المذهب الشيعي. إنها جماعات لا تختلف قيد أنملة عن القوى التي مارست سياسات البعث وحكمه ودافعت عن نظام البعث والتي تقوم اليوم بقتل الناس الأبرياء بحجة الدفاع عن الوطن. فهي لم تقصر في قتل الناس عندما وقع العراق في اضطراب واعتداء جماعة مقتدى الصدر. إن ما يجري اليوم في العراق وبمباركة من بعض القوى الدينية وبعض السياسيين وبعض الفضائيات التي سكتت وتسكت عن تلك الجرائم التي يمارسها بعض أطراف الشيعة, ولكنها تشجب بحماس, وهي على حق في هذا, ما تقوم به جماعة الوهابيين أو غيرهم ممن يتلبسون لبوس المذهب السني, ولكنها ليست على حق أبداً في سكوتها أو قبولها بما يطرحه أحد مبرري الهجوم الظلامي على طلبة الجامعة في البصرة لأنه من أتباع المذهب الشيعي, والساكت عن الحق شيطان أخرس!
إن الممولين الشيعة لقناة الفيحاء الفضائية من عراقيين وكويتيين وغيرهم في المنطقة العربية أو إيران بصورة غير مباشرة سيندمون إن واصلوا هذا النهج في الإعلام والدعاية الشيعية لقوى غير أمينة على المذهب الشيعي ذاته, إذ قيل قديماً "من حفر بئراً لأخيه وقع فيه", ولا نريد لمن حاول أن يكون مدنياً أن يصبح ضحية الطائفية والتمييز الطائفي, مع كل احترامي وتقديري للمذهب الشيعي ولكل الأديان والمذاهب في الإسلام وفي غير الإسلام.

برلين في 20/3/2005 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى سماحة السيد السيستاني العراقي
- رسالة إلى ?اك منظمة الدفاع عن ضحايا الأنفال وحلبجة في كردستا ...
- حول بعض المسائل الحوارية الراهنة بشأن كردستان وكركوك والكلدو ...
- حوار مع السيد نبيل البازي: ما هو الموقف من حقوق الكلدو أشور ...
- رسالة اعتزاز إلى الكاتبة والشاعرة المبدعة منى سعيد
- حوار مع السيد الدكتور لبيب سلطان: هل مشروعي حول كركوك يتنافى ...
- هل من جديد في القضية الكردية في العراق؟ ولِمَ إثارة الغبار ح ...
- هل حركة اليسار الديمقراطي العراقية ومجمل الحركة الديمقراطية ...
- هل حركة اليسار الديمقراطي العراقية ومجمل الحركة الديمقراطية ...
- المرأة العراقية واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد ال ...
- هل حركة اليسار الديمقراطي العراقية ومجمل الحركة الديمقراطية ...
- تحقيق وتعزيز وحدة عمل القوى الديمقراطية في العراق ضمانة أساس ...
- هل حركة اليسار الديمقراطي العراقية ومجمل الحركة الديمقراطية ...
- هل تشكل الوحدة الوطنية القاعدة المادية لدحر الإرهاب والضمانة ...
- هل الكف عن التدخل في الشئون السياسية للدولة العراقية حماية ف ...
- الأرضية الراسخة والصلدة التي تقف عليها حركة اليسار الديمقراط ...
- هل تجسد سياسات أغلب النظم والقوى القومية العربية في أعقاب حر ...
- مرة أخرى مع قناة الفيحاء!
- نتائج الانتخابات الانتقالية والنظام السياسي الديمقراطي المنش ...
- ما هي المهمة المركزية أمام القوى الديمقراطية في العراق؟


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - ما النهج الذي تمارسه قناة الفيحاء بشأن أحداث البصرة؟