محسن صابط الجيلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21 - 13:20
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لقد هزني الخبر المروع والذي مفاده الهجوم الوحشي النذل التي قامت به المجموعة المارقة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) التابعة لعصابات الظلام في البصرة باعتدائها على طلبة جامعة البصرة – قسم الهندسة في منتزه الأندلس يوم 15-03 تلك الجريمة النكراء عندما يضع هؤلاء الخفافيش أنفسهم فوق القانون ويبيحوا لأنفسهم التدخل في شؤون الناس دون رادع ودون رقيب، فنحن في بداية ألفية جديدة جوهرها دخول الشعوب عصر الحداثة والعلم والتطور في كافة المجالات، يريد هؤلاء إدخالنا إلى عصر التخلف والانحطاط...هل سفرة لطلبتنا الشباب وهي سفرة علنية في مكان عام وبالتأكيد تختلف في تفاصيلها وانتمائها للحياة عن فهم هؤلاء الظلاميين تستدعي ضرب طلبتنا وسحبهم إلى وكر العار للتحقيق والقصاص كما جاء على لسان النكرة اسعد البصري على قناة الفيحاء؟ إنهم يوجهون سمومهم إلى القوة الشبابية القادمة والتي عليها عنوان عريض من مهمة العمل والانتماء للعلم وزيادة المعرفة لبناء عراق ديمقراطي يتسع للجميع...
نطالب الحكومة العراقية وكل القوى المؤمنة بالحرية من مثقفين وكتاب ورجال سياسة إلى إدانة هذه الجريمة ومحاسبة القائمين عليها محاسبة شديدة وعلنية لكي تكون عبرة لكل من يرى نفسه فوق القانون ويؤسس لحكم( مليشوي) في العراق..
ان هكذا ممارسة( تكررت كثيرا) تندرج تحت إطار الإرهاب الفكري والبلطجة في الحياة العراقية، لهذا من الضروري معرفة موقف الحكومة العراقية( القادمة والذاهبة ) والقوى السياسية المتمثلة في البرلمان إزاءها وهذا يكتسب أهمية استثنائية لفضح موقف بعض القوى التي تشارك هؤلاء فكريا مع الاختلاف في بعض التفاصيل، لهذا أي سكوت من قبل هذه القوى التي تتشح بالدين وبالمرجعيات عن ذلك يعني أنها تقف وراء ذلك والمسألة برمتها عبارة عن توزيع أدوار لكي تمرر طبخة جديدة من نظام حكم يفكر بالنيابة عن الأمّة ويعطي الحق لنفسه برسم صورة حياتها وطريقة عيشها وتفكيرها، تلك هي خطوة على طريق الجريمة، وأي تهاون في ذلك هو إعطاء فرصة لكي تنمو وتصبح مقتدرة كما في كامل تاريخ الفاشيات وأنظمة الحكم الشمولية....
باختصار أي تغطية على ذلك هو بداية لعصر الظلام الذي عنوانه الأساسي حرية الناس وخياراتهم وعيشهم الآمن...
لقد قلنا دائما:- انهم قادمون..
عصابات تحتكر الحقيقة مستخدمة عصي وسلاح وفتاوى لخنق الآخر تدريجيا حتى يطبق ذلك الظلام الدامس على عراقنا الجريح...
المسالة ليست حدث عابر بل لها دلالات عميقة يجب أن لا تمر دون موقف واع وصلب من كل القوى الحية المنتمية للتقدم والحرية والحياة الكريمة....
لنقف مع المستقبل فلا حياد في معركة النور ضد الظلام....!
#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟