|
آخر الكلام في 2012
ناظم ختاري
الحوار المتمدن-العدد: 3958 - 2012 / 12 / 31 - 11:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وزارة و وزير الشؤون الأيزيدية بدءا لابد من القول بأنني لست فرحا لوزارة الشؤون الأيزيدية التي صنعت لهم في وقت متأخر بعد تشكيل الكابينة الوزارية بقيادة السيد نيجيرفان بارزاني ، لأن سبب استحداثها جاء من أجل معالجة خلل شاب عملية تشكيل الكابينة التي خلت من مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب وهذا يعني إنها ولدت مشوهة . و اجمالا جرى اسقاط أكفاء أبناء الأيزيدية من الحقائب الوزارية الأخرى في الكابينة وبالتالي اسقاطهم من المشاركة في صناعة قرار كورديتهم ، وهذا يعد تقصيرا واضحا بحد ذاته ، و هو كذلك إهمال لمبدأ المواطنة الذي ينبغي أن يُعمل به عندما نريد التأسيس لدولة المواطنة والقانون وهذا ما لم يتحقق عند هذه الحالة كما في أحوال أخرى كثيرة ، وكأن الحقائب الوزارية في الإقليم وغيرها من المؤسسات هي مخصصة لمكون معين دون المكونات الأخرى التي تعيش في كوردستان ، وعلى أثر هذا الاسقاط شعر الأيزيديون بمرارة الواقع ، وحجم المواقع الهامشية المعينة لهم سياسيا ، عبر عن ذلك العديد من الأخوة على صفحات الانترنيت عبر العديد من الكتابات والمقالات والتي لم تضع هي الاخرى ، العجلة السياسية الأيزيدية في كل الأحوال على السكة الصحيحة لمعالجة هذا الواقع المرير بشكل ايجابي وتخليص أبناء هذا المجتمع من الأوهام علاوة على الهوامش التي اختيرت لهم كمواقع اجبارية في السياسة والحياة العامة أيضا ، وهكذا تحرك الأمير في الاتجاه المعاكس لدوران العجلة المفترض وتمخض نشاطه عن وزارة لم يجر استوزار وزير لها لحد الآن ، بل هناك منافسة حامية بين عدد كبير من المرشحين وضمنهم مرشح أو مرشحي الأمير . هناك حقيقة مرة يعيشها المجتمع الأيزيدي وتغض القيادة الكوردستانية الطرف عنها وأحيانا تشجع على تنميتها من خلال دعمها لمجموعة من السادة الذين يتصدرون المشهد الأيزيدي، وهم يدفعون بأبناء الأيزيدية للانطواء و الركون في زاوية ضيقة والعيش في هموم وأوهام "خصوصيتهم " بعيدا عن حقيقة وجودهم في مجتمع متعدد المكونات والثقافات ووجود تطلعات وهموم مشتركة ، وأعني بذلك سعيهم بشتى السبل من أجل خلق انطباع عام لدى الأيزيديين بأن أصالتهم الكوردية تكفيهم ، ويتوجب عليهم عدم البحث عن معايير مواطنتهم الفاعلة في الحياة العامة ، أي ان طريق كورديتهم العامة مسدود لا يجوز المرور فيه ، وأمر التصدي لما يعترض ويواجه كل الكورد " من دون مصطلح الكورد الأيزيديون أوالكورد الفيليون " أو غيرها من التسميات " التي اطلقها البعض على الكورد ، بشكل مشترك غير وارد ، بعكس ما ينبغي أن يجري العمل من أجل تأهيل الأيزيديين كي يكونوا في معترك الحياة العامة باعتبارهم مواطنين في كوردستان أو في العراق وإن قضايا وطنهم وانتماءهم القومي هي قضاياهم وهم مسئولين عنها كما بقية المكونات ، وبالتالي فليس هناك من تشريع يحدد لهم موقع قيادي خاص بشؤونهم كديانة ، دون غيرها من مواقع المسؤولية في الدولة والمشاركة في القرار السياسي ، فإذا كان هناك من يريد البقاء ضمن هذا المحيط الضيق ويسوق له عند ممارسة السياسة ، فأنا أعتقد إن الشباب الأيزيدي مطالب بالتحرر منه وتنمية ثقته بنفسه ، لعبور سور الدائرة الخاصة والوزارة الخاصة وكل الأشياء الخاصة للوصول إلى كورديتهم العامة ضمن الإقليم وحق المواطنة ضمن العراق ، فمن هناك وعبر هذا الحق ولا غيره تنبع الحقوق الأساسية الأخرى وليس العكس . وعليه لابد من الإشارة بأنه جرى التعامل مع أحقية مطالبهم المعروضة بشأن المشاركة في الكابينة الوزارية بشكل مشوه ، من قبل السيد رئيس الوزراء والبرلمان الكوردستاني ، من منطلقات ذكرتها في اعلاه ، وجرى حصرهم ضمن أسوار وزارة خاصة أو مؤسسات تعني بشؤونهم فقط ، خلافا لما اعتمد في الكابينة السابقة التي استوزرت وزيرا لزراعة الإقليم وليس مناطق سكنى الأيزيدية ، وبعيدا عن فضاءات المشاركة في القرار السياسي للإقليم والانخراط في المؤسسات الكردستانية العامة باعتبارهم من أبناء عمومة الكورد ، علاوة على ما يترتب على ذلك دائما من اعتبارها ( الوزارة ) التفاته صادقة ومكرمة وغير ذلك من برمكة القيادات المتعودة في شرقنا المهزوم على اعطاء الهبات بدلا من الحقوق لشعوبها . و الأمر لم ينتهي عند هذا فقط ، عندما أصبح وجود الوزارة حقيقة وفقا للشرعية البرلمانية ، فقد تسارعت خطوات المعنيين بها للبحث عمن يترأسها ، فمثلما كانت مقدمات مخاضها وولادتها مشوهة ، فأن عملية البحث عن قائدها بدأت مشوهة أيضا ، إذ يبدو هناك اصرار من قبل المسئولين على أن يكون الوزير القادم على رأس الوزارة الخاصة وشبه الدينية باعتبارها منحة خصوصيتهم ، رجلا حزبيا وكورديا دون خصوصية بحكم موقعه الفكري والسياسي المفترض، لا علاقة له في الخصوصية سوى الجانب المشوه منها والسعي من أجل تمثيلها بدافع الكسب على حسابها ( الخصوصية ) ولا علاقة له في الدين سوى الانتماء إليه وبدافع الكسب أيضا على حسابه ، وفي الوقت نفسه يصر هؤلاء لخوض معترك هذه الوزارة بنفس السياسي المتدين لتعزيز التشوه في الخصوصية ، فحسب ما يتناقله العديد من الأخوة على صفحات الانترنيت هناك عدد كبير من الكوادر الحزبية يحومون حول القيادات في الوطن للظفر في الوصول إلى قمة الوزارة ، وهذا الأمر أعتبره معيبا وبكل تأكيد يتنافى مع ما ينبغي عليهم أن يتحملوا من أدوار مستقبلية تنسجم مع حاجة المجتمع وتقويمه . ويتحتم على هؤلاء الاخوة رفض فكرة هكذا وزارة وعليهم العمل الحثيث على استو زار مواطنين أيزيديين اسوة بباقي مواطني كوردستان للوزارات الكوردستانية الأخرى ، وعليهم أن يعترفوا بأن الخصوصية لا تتحقق عبر الوزارة الخاصة التي تعزز وفق قناعتي الانعزال أكثر ، بل تتحقق عبر تعامل موضوعي مع اشكاليات المجتمع الأيزيدي وإيجاد الحلول الناجعة لها . نعم رغم الخطأ فالوزارة موجودة ، لذا أعتقد من المفيد الإبقاء على خطأ واحد وعدم تخطي حدوده لكي يصبح اثنان ، بل لابد من العمل في الخطوة التالية من أجل تقليل شأن الخطأ الأول من خلال اختيار الشخص المناسب لهذه الوزارة ، لكي يصلح من تشوهات مخاضها وولادتها وسباق رئاستها ولكي يعمل على وفق رؤية مهنية وموضوعية واضحة بعيدا عن تحزيب انجازات الوزارة إذا استطاع تدوير عجلتها .
#ناظم_ختاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت .الحلقة
...
-
أنصاريات .. قواعد ومفارز وإعادة بناء تنظيمات الده شت .
-
أنصاريات ...طيران في -كاني كولان-1 واستشهاد النصير -نيشتمان-
...
-
أنصاريات...ندوة في -كه ر كاميش-
-
أنصاريات
-
ديرستون ( تربه سبى ) .... هل ستعود ذات مرت .؟
-
طفح الكيل.. ألا ينتفضون ..!؟
-
وماذا بعد تشكيل الحكومة .. !
-
أيها الأيزيديون ..صوتوا لمرشحي الحزب الشيوعي .
-
هل سيتحرك الأيزيديون بعد نقض الهاشمي ..!؟
-
أصواتكم أداة كفيلة لديمومة الديمقراطية الوليدة
-
قانون الانتخابات المعدل و الأيزيدية وقوائمهم
-
حانت ساعة العمل .. ملفات ملحة
-
إذن .. فعلها مجلس النواب ..!!
-
مام جلال .. تريد أرنب خذ أرنب .. تريد غزال خذ أرنب ...!
-
لماذا أيتها الأقليات ، الإستحواذ دائما على حقوق المكونات -ال
...
-
قانون انتخابات مجالس المحافظات وتوزيع الأقليات على مراتب
-
النضالات الجماهيرية المطلبية كفيلة بعودة الحقوق دائما
-
لا ديمقراطية دون صيانة حقوق الأقليات
-
محطات من انفال به هدينان - المحطة العشرون
المزيد.....
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
-
الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين
...
-
وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي
...
-
سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
-
سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق
...
-
قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
-
خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز
...
-
القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام
...
-
البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|