عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3958 - 2012 / 12 / 31 - 03:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقال أن الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، قد حسم قراراه بالتوقيع على الاتفاق مع الاتحاد السوفييتي على بناء السد العالي، ورفض العرض الأمريكي ،ليس لأسباب مالية تتعلق بسعر العروض، حيث كانت الحكومة المصرية تعرف أن هذا المشروع سيبهظ الموازنة السوفيتية ، وقد أبهظها لاحقا فعلا ..فما سبب اختيار العرض السوفيتي وتفضيله على العرض الأمريكي ؟؟؟؟ قيل لعبد الناصر حينها أن اختيار نموذج التنمية هو اختيار لشكل نظام الحكم الذي ستختاره مصر ...وعلى هذا لم تتطلب هذه الحوارات وقتا طويلا لإقناعه بأن النموذج السوفيتي السياسي الكامن وراء هذا المشروع هو نموذج (ستالين) ...ولهذاسارع عبد الناصر لإختيار مثله الأعلى لدى الرفاق السوفييت، رافضا النموذج الأمريكي المائع القائم على تداول السلطة كل أربع سنوات .. بوصفه نموذجا امبرياليا يهدد ويحد من حريات الرؤوساء وأبديتهم ..!!
الخيار الناصري (المعادي للإمبريالية) هذا، ذكرنا به موقف الرئيس الجديد الدكتور محمد مرسي في خياره بين النموذج الإسلامي المدني الديموقراطي التنموي الحداثي التركي ذي التوجهات العالمية الليبرالية الأوربية من جهة ،وبوصفه -من جهة أخرى- الأكثر اقترابا ثقافيا وبيئيا ودينيا ومذهبيا مشتركا تاريخيا، من النموذج (الإيراني الثيوقراطي القومي الفارسي ذي العمق الديني المجوسي، الذي يوظف مذهبيته الأقلية الشيعية التي لا تتجاوز 15 بالمئة من العالم الإسلامي،توظيفا قومويا بل أقواميا، عندما تجعل من أبي لؤلؤوة المجوسي قاتل الخليفة عمربن الخطاب رمز تمايز هويتها القومية، عن العرب والمسلمين الغالبية العظمى خارج دائرة التشيع الصفوي والمجوسي برمزية (أبولؤلؤة) ...
إذن الدكتور مرسي أغراه نموذج تأله (الولي الفقيه) كما كان قد أغرى عبد الناصر نموذج (ستالين) الذي يتخطى النبوة حسب الخميني، ليختاره مفضلا على نموذج رئيس الوزراء التركي المدني الذي يتمتع بملامح حضارية وعصرية دستورية تنتمي إلى روح العصر وليس إلى العصور الوسطى في صورة ملالي إيران ... فلم يكتف السيد د.مرسي بفتح بوابات قناة السويس للسفن الحربية الإيرانية التي تقاسمت دماء الشعب السوري مع آل التشبيح الميليشي الأسدي، أي بالمثالثة مع روسيا وإيران، ومع مخلبها المحلي (حزب الله ) الذي بشرتنا حكومة مرسي بإعادة العلاقات والاعتبار لحزب الله بعد أن سبح بالدم السوري الذي يهدده على لسان قائده الإيراني وكيل ولي الفقيه (نصر الله) بأن نظام شبيحته الأسدي لن يسقط ...بل وشكل الخلايا الإيرانية للتآمر على الأمن القومي المصري ... في أيام رئيس (الفلول) المخلوع ...مع ذلك لن نتأسف على زمن رئيس الفلول رغم أنه حافظ على مهابة لمصر في وجه إيران، حيث الدكتور مرسي يفرط حتى بهذه الحدود من المهابة باسم الإسلام ...بل سنتأسف على سرقة دماء شباب الحرية المدنية والديموقرطية بحق، والممثلين للهوية الحضارية والتنويرية العصرية والحداثية بحق، أن يرغموا على ترك أشقائهم السوريين ورفاقهم في معركة الحرية والكرامة بين براثن ملالي إيران ومخالب عملائهم حزب الله في لبنان ...!!!
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟