سيداتي سادتي الحوار لا يفسد للود قضية

هاجر مشعل

الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 23:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ان اكثر المجتمعات تطورا تلك التي يزدهر فيها النقد والتي تضيق نطاق الرقابة على الاخر بحيث تمكنه من ان يمارس فن النقد كما يحلو له وعلى العكس منها تلك الدول التي توسع نطاق الرقابة وتفرضها قسرا على الاشخاص... ماذا اصاب فن النقد في مجتمعنا ولماذا نرى دوره ينحسر اليوم هذا هو السؤال الذي بات يطرح كثيرا مؤخرا من قبل علماء الاجتماع عامة والمتخصصين في فن الحوار خاصة ...

لعل من اكثر الظواهر سلبية في مجتمع اليوم ومن اكثر السبل تخلفا في الحوار هو ما يطلق عليه اسلوب التكفير او اكالة التهم او فرض نمط حواري على الاخر ... هذه الظاهرة السلبية التي اخذت تتزايد مؤخرا بفعل عوامل كثيرة ... لعل من ابرزها تفاقم الجهل في المجتمع الشرق اوسطي عموما والمجتمع العراقي خصوصا وكذلك مد الاسلام السياسي ولكن الاخير وفق توقعات المحللين الاجتماعيين والسياسيين في طريقه للأندثار ... قد يقول البعض ان مد الاسلام السياسي اليوم قد حقق ما حقق من مكاسب في اكثر من دولة في المنظقة لكن وكما يقول ميكافيلي في كتابه الامير ان نقطة انتهاء وهج الحركة هي عندما تتنظم .. نعود الى محور حديثنا وهو اسباب انحسار فن النقد وانتشار أساليب مثل فرض النمط الحواري او الاجتماعي حتى على الاخر .. انا اعتقد بأن الجهل والانغلاق الفكري والمجتمعي عن الاخر كان له الحظ الاوفر في تكوين هذه الظاهرة .. ونستدل بذلك من ان اكثر الاشخاص الذين يحلو لي تسميتهم بمصادري حق الحوار هم ابناء المجتمعات المنغلقة .. فالشخص في مثل هذه المجتمعات قد تعود على ان يفكر على نمط واحد بسبب بساطة تكوين مجتمعه بطبيعة الحال فهو لم يلمس الاختلاف في نشأته وبالتالي يصبح من المتعذر ان يفهم آلية التحاور مع المختلف او كيفية التواصل معه وكذلك لخوف هذا الشخص من ان تمس مبادئه او عقيدته بسوء فيحصنها بجدار فولاذي يتمثل في تكفير الآخر وأعني المختلف عنه ..

كما واننا نلمس اليوم اسلوب اكالة التهم حتى من الاشخاص الذين يفترض انهم قد نشئوا في بيئة متنوعة ثقافيا ودينيا وهؤلاء يمارسون نوع آخر من اقصاء الغير لاسباب متعددة منها اسباب سياسية او اجتماعية قد تكون لضعف الحجة التي يقيمونها على الحقائق او هزالة الافكار التي يختلفون فيها هذا على نطاق شخصي .. اما على نطاق مجتمعي فأن هذه الظاهرة تنتشر كثيرا في العديد من دول العالم الثالث والاسباب معروفة بطبيعة الحال هي ان الدول في هذا التصنيف عادة ما تكون الاكثر مصادرة للحقوق والحريات وهي الاكثر انتهاكا لحقوق الانسان بصورة عامة .... وعلى اية حال فأنا اعتقد بأن هذه الظاهرة السلبية ان لم يوضع حد لها فقد تؤدي الى نتائج وخيمة قد يكون اقصاها الاقتتال لا سامح الله ... كل الامنيات لمجتمعنا بالتعافي من جميع الظواهر السلبية التي مني بها في الحقبة الاخيرة ,,
واخيرا اقول سيداتي سادتي الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية

#هاجر_مشعل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات