مشايخ ينشرون فقه وحوش الغابات

عبدالعزيز خليل إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3957 - 2012 / 12 / 30 - 20:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كثير من الناس اليوم في عالمنا العربي يعيشون في أحلام اليقظة ويتركون العمل ويتمسكون بأشياء ما أنزلها الله من سلطان ويريدون إقحامها باسم الدين مع أن الدين شئ والتدين شيئا أخر فالناس تخلط العادات التي ورثوها من البيئة المحيطة بهم في الصحراء ثم غلفوها وكأنها من الدين وقد ساعد علي ذلك الفعل الأحاديث المدسوسة والروايات الكاذبة والحكايات التي كانت تحكي زمان في عالم كان غير مؤهل لتعلم العلم الصحيح ومن هنا ظلمنا الدين بوضع عاداتنا المتخلفة باسم الدين ومنها النقاب وأصبحنا نتمسك بالقشور ونتهم المرأة بأنها هي الفتنة مع أن الرجل أيضا هو الفتنة لو أخذنا بهذه الكلام الفارغ أيضا فمن الواجب كما يدعون أن يلبس الرجل نقاب لأنه جميل الوجه وأصبح الرجال الجهلة أصحاب العقول المتحجرة يظلمون المرأة بأنها هي الفتنة ويحملونها أوزارهم في الحياة فكل فساد يفعله الرجل وكل مصيبة يرتكبها يحمله للمرأة المسكينة ومن ذلك الأعمال إذا لبست المرأة لبس محتشم ولم تلبس النقاب المشئوم أصبحت في نظر الرجال الجهلة امرأة غير ملتزمة وهي فاسقة وملعونة مع انه ملتزمة لأنها ارتدت الخمار الذي يظهر الوجه والكفين ولكن خفافيش الظلام الذين يأخذون ثقافاتهم من ناس مرضي نفسيون علي الفضائيات التي تسمي كذبا دينيا ومع أنها ليس له صلة بالدين فمن يجلسون علي هذه الفضائيات المغشوشة لا فهم ولا عقل ولا ضمير ولا دين ولا ثقافة سليمة لديهم ويتكلمون باسم الدين مع أنهم لم يتكلموا باسم الدين في الحقيقة وإنما تكلموا بفكر وهابي جاهلي متخلف عنصري لا يمت لسماحة الإسلام بشئ فهؤلاء الوعاظ الظلمة الكذابين حولوا فكرهم المتخلف الوهابي وغلفوه بالدين كستار لأعمالهم الجاهلية والتي لا تمت للدين السليم بصلة وهي عبارة عن فتاوى مضروبة للبيع ولمن يدفع الثمن لهم في الفضائيات عن طريق خدمة المكالمات بالتليفون المحمول وخدمة استقبال المكالمات التليفونية علي الفضائيات وخدمة بث الفتاوى علي الهواء يقوم الشيخ تحريم بالفتوى في كل شئ من إبرة الخياطة وحتى الصاروخ ويفتي في كل العلوم وكأنها درس كل العلوم الدينية والسياسية والاقتصادية والفضائية ....الخ ولم يستحي من الله ومن الناس علاوة علي جهله الفاضح وضوح الشمس في كل ما يقول من معلومات غير صحيحة فشيوخ ووعاظ الجهل الديني ينتشرون في الفضائيات مثل الطيور التي تقف علي الأشجار وينشرون خرافاتهم وأباطيلهم في صورة خطب وفتاوى نارية تجعل الناس تخرج من ملابسها ومن هؤلاء نجد الشيخ تحريم والشيخ تكفير والشيخ نواح والشيخ تخويف والشيخ عفاريت والشيخ تفسيق والشيخ تجهيل سباب والشيخ لعان والشيخ إرهاب والشيخ شيطان والشيخ أكل زلط والشيخ هباب والشيخ عذاب ونار من يصدر فتاوى علي قنوات لا تعرف شئ عن الرحمة ولا الإنسانية السليمة وهي قنوات أنشئت وسميت ظلما باسم الدين لتشويه الدين والتجارة من وراءه وهذه القنوات أحضرت هؤلاء المذكورين لنشر الدجل والخرافات باسم الدين ونشر الإعلانات عن بول ولبن الإبل والعلاج به من جميع الإمراض التي ظهرت في جميع أنحاء الأرض علي الإنسان منذ مولد آدم وحواء عليهم السلام وحتى الآن ولغت مهنة الطب التي تدرس في كليات الطب في الداخل والخارج فالطب يدرس عند الاطباء المتخصصين وفي معامل الدواء وغيرهما فدارسة الطب بدعة عند هؤلاء الوهابيون وهي في نظرهم المريض عمل من أعمال الشيطان هكذا يعتقدون أما العلاج بالأعشاب دون تخصص والعلاج بالدجل والشعوذة فهذا علم عندهم منزل من السماوات العلي وأصبحت هذه القنوات تنشر منتجات الأعشاب العلاجية المضروبة لكل مريض يحتاج لعلاج أي مرض عنده سواء كان مرض السكر أو مرض القلب أو مرض فيروس سي أو مرض السرطان أو مرض القرحة أو مرض الإيدز أو مرض الكساح ...الخ من الأمراض الأخرى هذا بخلاف العلاج بالحجامة والمشرط والكي بالنار والرقية ...الخ هذا بجانب إصدار فتاوى يستحي الشيطان من الرد عليها وللأسف هذه القنوات المضللة لها جمهور كبير من الذين لغوا عقولهم وأعطوها أجازة إلي يوم الحشر العظيم مع أن الله أمرنا بالقراءة والعلم والتعلم في كل أنواع المعرفة مسلمين ومسيحيين ويهود وغيرهم من بني البشر علي الأرض ولكن هؤلاء لا يفهمون ولا يعون هذا فغابت عقولهم وقلوبهم وتحولوا إلي أطباء بقدرة قادر دون تعلم أو دارسة وهؤلاء الوعاظ أو الشيوخ الذين قرأ الواحد منهم كتاب أو كتيبات تباع علي الأرصفة أو توزع بالمجان في احدي دول النفط أو توزع عند حركة طالبان الإرهابية فيها كل هذه الخرافات والدجل الذين ينشروه علي الناس ومن هنا تخلف الناس وابتعدوا عن الدين الذي أمرنا بالتعلم ودارسة العلوم الدينية والطبية في كلياتها المتخصصة وعن طريق أساتذة أمناء يعرفون قيمة العلم في الحياة ولكن هؤلاء الجهلة لا يعلمون هذا بل يحاربون أهل العلم الصحيح في كل فروعه حتي تنشر تجارتهم وبضاعتهم باسم الدين الذي يتبرأ منهم ومن أفعالهم إلي قيام الساعة ومن هنا تصدر فتاوى تغيب عقول العامة من الناس سواء كانت فتاوي طبية أو دينية مضروبة ومن فتهاويهم المضروبة الأتي ذكرها علي سبيل المثال :
إذا أراد أحد المواطنين أن ينام علي بطنه يسأل الشيخ عن حكم النوم علي البطن هل هو حلال ولا حرام ومن أراد أن يشرب كوب من الشاي سأل الشيخ هل شرب الشاي حلال ولا حرام وهل شرب الشاي في أكواب بلاستيك يجوز أم نشربه في أكواب من الزجاج ولا أكواب من الصفيح ؟ وهل شرب عصير القصب عند بائع العصير حلال ولا حرام ؟ وهل شرب اللبن يجوز باليد اليمني ولا اليد الشمال ؟ وهل يجوز تناول لحم الدجاج سواء كان مسلوق أو محمر أو مشوي ؟ وهل شرب مرقة لحم الحمام يجوز شربها أم أنها تشبه لون الخمر المحرمة ؟ وهل تشغيل المراوح أو أجهزة التكييف حلال ولا حرام في فصل الصيف ولا في الشتاء ؟ وهل تناول الطعام باليد أفضل ولا استعمال الملاعق ؟ وهل تناول المواد الغذائية المعلبة سواء كانت علب سردين أو بوليبيف أو فول أو تونة يجوز أم لا ؟ هذا بخلاف الفتاوى الاخري ومنها فتاوى عفاريت القبور هل تسكن القبور في الليل أم لا ؟ وفتاوى زواج الجن بالإنس والإنس بالجن وما حكم الأولاد منهم ؟ وفتاوى الوضوء بماء المطر أم بماء البحرهل يجوز يا عم الشيخ أم لا ؟ وفتاوى الألعاب الكارتونية للأطفال مثل توم وجيري والسندباد وبوجي وطمطم هل هي حرام أم حلال؟ وفتاوى التجرد من الثياب للرجال والنساء في بيوتهم أما الكلاب هل هذا حلال ولا حرام ؟ وهل مشاهدة الانترنتوأنا جالس علي كرسي أم علي الأرض حلال ولا حرام ؟ وهل يجوز للرجل والمرأة أن يجلسوا مع بعض أثناء الاطلاع علي مواقع الانترنت يجوز أم لا يجوز يا عم الشيخ أو يا أخت الشيخة؟ هذا بخلاف الفتاوى الجنسية المختلفة والتي تم تأليفها من ناس مرضي ومعقدين حتى تحقق القنوات أعلي مشاهدة وأعلي إيراد من المكالمات والإعلانات والتي تحقق الأموال بالملايين عن طريق الضحك علي الناس المغيبة والتي لا تحكم عقولها وقلوبها وكل هذا وغيره علي حساب الدين الذي لا يقر هذه الأعمال والتي لغت العقل الإنساني الذي كرمه الله تعالي وميزه عن الدواب وهذه الفتاوى المضروبة والمتخلفة التي تصدر من خفافيش الظلام علي الفضائيات الدينية والتي لو تم جمعها في مجلدات لبلغت الملايين من المجلدات من الفتاوى التافهة والساذجة والعالم يضحك من حولنا بسببها وعلي أمة أقرأ مع العلم أن كل الفتاوى المذكورة وغير المذكورة من هذه النوعية كلها حرام في نظر هؤلاء الوعاظ الذين يتاجرون بالدين ويشترون بآيات الله ثمنا قليلا هذا بخلاف فتاوى النقاب وفتاوى اللحية وتحريم التلفزيون والراديو وتحريم ركوب الدرجات لأنها من الشيطان بحجة أن العجلة من الشيطان وفتاوى سحر الرسول والتهجم علي الرسول واتهامه بأنه كان يمر علي نسائه كل ليلة ليقضي عندهم الليل مع أن هذا فيه اهانة للرسول عليه السلام الذي كان مشغول بالدعوة وذكر الله والكلمة الطيبة والبناء والتعمير في الحياة والإصلاح بين الناس ولكن الروايات المدسوسة جعلت الرسول كل همة هذا العمل مع أن الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم كان الرحمة للبشر وكان ربه يقول له وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا إن الله لا يحب المسرفين ) فكيف برسول الله أن يسرف في الطواف علي زوجاته كلها كل ليلة لعملية الجماع هل هذا يجوز في حق الرسول الأمين ؟ طبعا لا يجوز في حق الرسول الكريم ولكن وعاظ الفضائيات يسيئون له دائما ويشوهون الدين وفي النهاية يعلنون علي فضائيتهم المغشوشة والعنصرية بخط كبير مكتوب علي الشاشة عند بداية كل برنامج فيها فيقولون للمشاهدين بان شيخ الإسلام أو العلامة أو حامي حمي الإسلام سوف يفتيكم الآن وأن عالم الكون كله سوف يفتيكم في قناة سوف تأخذكم إلي جنة الرحمن تابعونا بعد الفاصل وأن الشيخ الخارق الذي سوف يطرد الثعابين والشياطين من أجسام المرضي سوف يقدم البرنامج في الساعة كذا ليلا أوعوا تتركوا مشاهدة البرنامج الليلة حتى تتعرفوا علي مهارة الشيخ وهو يصرف الثعابين والشياطين من المرضي وبعد مشاهدة هذه القصص المفبركة والمركبة يقوم الشيخ الكذاب بسرد حكاياته وخرافاته للناس وكأنها هي من الدين أو من الطب الصحيح وبعد ذلك يأخذ الدولارات الكثيرة والتي تبلغ راتب موظف في شركة خاصة أو عامة مكث فيها0 3سنة هذا الواعظ أو الشيخ أيها الناس انتبهوا هذه القنوات التي تنشر الدجل باسم الدين وباسم الطب ومن هنا يجب علي الناس أن تسأل نفسها في كل مكان لماذا الامة العربية والإسلامية تخلفت ولماذا الأمة ترجع للخلف مئات السنين ولماذا ولماذا مع أنهم هم السبب أنهم يعيشون مغيبون ويجرون وراء سراب هؤلاء الدجالين الذين يتاجرون بالدين وفي النهاية نبكي علي اللبن المسكوب بأن الغرب يعتدي علينا ويحتل بلادنا ويأكل خيراتنا وينتهك حرمتنا وثرواتنا وأرضنا مع أننا السبب لأننا لا نفكر ولا نعرف مصيرنا في عالم يتقدم للأمام كل يوم ونحن نرجع للخلف مئات الدرجات كان الكاتب الكبير عباس العقاد يقول (التفكير فريضة ربانية) الآن أصبح إلغاء العقل وعدم التفكر السليم فريضة إسلامية وقد سأل الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالي كيف تتقدم الامة العربية ويظهر الرقي في بلاد العرب والمسلمين فقال رحمة الله عندما يكون قمحنا بفأسنا وعملنا وقرارنا من رأسنا يقصد فكرنا واجتهادنا ولكن شيوخ التحريم يعيشون وينامون في الفضائيات والتي يتابعها كثير من الناس والتي لا تفكر الا قليلا هؤلاء الشيوخ الجهلة وهم أعداء العلم السليم وأعداء الحياة في كل نواحيها ويعطلون الفكر والعقل لكل من يستمع من البشر لهم لماذا ؟ لان الفكر السليم واستعمال والعقل في الدين والحياة في نظرهم المريض جهل وحرام أيها الناس فكروا وأعملوا وأنتجوا وارتقوا في الحياة فهذه عبادة لله تعالي هذا بخلاف أنكم تعيشون سعداء في الأرض وسعداء في الآخرة واتركوا قشور الدين وابتعدوا عن هؤلاء الدجالين من الشيوخ الذين يتبعون فقه وحوش الغابات والتفتوا للعمل والإنتاج والذي فيه حياة الشعوب من الفقر والقهر وفيه سعادتكم في الدنيا ورضا الله في الآخرة والرسول صلي الله عليه وسلم يقول لكم فيما معناه ( إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة ( بذرة أو شجرة) فليزرعها ) فالإسلام دين العمل ودين العقل ودين الفكر ودين الأمل ودين الرحمة وليس دين الجهل والتخريف والجري وراء السراب فالإسلام دين يدعونا للفكر ويدعوننا إلي إتقان العمل في كل شئ سواء في الإعمال الخفيفة أو الأعمال الدقيقة فالعلم نور والجهل ظلام أيها الناس فكروا وتحابوا وتعارفوا يحبكم الله وأنتجوا حتى تكونوا من أمم العمل وأتقنوا في الإنتاج حتى ترتقي الامة وتكون في معية الرحمن في الدنيا والآخرة وابتعدوا عن وعاظ الجهل والتخريب والدجل والشعوذة والإرهاب فهم خطر علي الحياة الإنسانية وهم أتباع الشيطان في الأرض
كما حذرنا الله منهم في كتبه السماوية وعلي لسان أنبيائه عليهم السلام فهم يكرهون النور ويكرهون المعرفة وتنتعش تجارتهم ومخططاتهم وسط الغوغاء من الناس أما وسط أهل العلم الحقيقيون فإنهم يهربون منهم لأنهم سوف يكشفون سرهم للناس ولذلك لا يظهرون الا وسط الطبقات المهشمة والبعيدة عن العلم والمعرفة فينشرون غسيلهم المعطن وسطهم .

#عبدالعزيز_خليل_إبراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات