حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21 - 13:19
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في سياق شجبه للعدوان الصدري الإسلامي الآثم على طلبة كلية الهندسة في البصرة ، كتب صديقي الصحفي الألمعي عبد المنعم الأعسم مقالا في زاويته في جريدة" النهضة" البغدادية تحت عنوان " خيرالله طلفاح في البصرة" ، مستحضرا أيّام كان خال الدكتاتور السابق خيرالله طلفاح محافظا لبغداد ، و كيف كان يستثمر سلطته و صلاحياته الواسعة لمحاربة الحياة العصرية للشباب ، و ما قام به من تضييق على الحريات الشخصية بشرطة آدابه سيئة الصيت . كان اوباش طلفاح من بدوه المتخلفين يلاحقون الشباب ، يجبرونهم على اتباع نمط الحياة البدوية ، ويمزقون سراويل الجينز التي يرتدونها ، و يقصون شعر رؤوسهم إن كان طويلا شيئا ما عمّا كان مقررا للعسكر و الجنود. و كان هؤلاء الحثالات يمنعون الموسيقى الغربية ، و حتى أي اسم غربي أو كلمة أجنبية في اللوحات و الاعلانات و أسماء المحلات و غيرها.
لن أنسى الوقفة الشريفة و التقدمية و الإنسانية التي وقفها صديقي العزيز عبد المنعم الأعسم من القانون الاستعبادي بحق المرأة الذي أصدره مجلس الحكم ، لكنّي أخالفه في أن يكون طلفاح في البصرة . إنه حاضر في الجمعية الوطنية ليفرض شرائع الإسلام على المجتمع . و طلفاح في الجمعية الوطنية يفرض دستورا أن لا يتضمن أي فقرة أو بند يخالف تعاليم الإسلام . و يمكننا كناس علمانيين أن نقبل بنظام يضمن الحريات الشخصية و حرية العقيدة و الأديان ، لكن أن يمنع أي ظاهرة تخالف تعاليم الإسلام ، يعني نظاما بمضمون ديني سلفي و ولاية الفقيه ، وربما يكون ذا شكل عصري حديث.
لا يمكن في هذه العجالة أن نعدد ما يخالف الأسلام ، إلا أن الجميع يعرفون أن اختلاط الجنسين ، و الغناء و الموسيقى و الرقص يخالف تعاليم الإسلام. و ما قام به الأوباش ضد طلبة البصرة ما كان إلا تطبيقا لتعاليم الدين الإسلامي. و أن يكون طلفاح في البصرة قفز على الحقيقة ، و ليس تشخيص صائب لمصائب شعبنا .
و اليوم يعيد التاريخ نفسه بأبشع شكل ، و عاد جلاوزة الجحيم إلى العراق بمباركة فقهاء الحيض و النفاس و النكاح الهمجي الشامل ، عادوا ليمارسوا سلطاتهم الظلامية الهمجية على الشعب العراقي المظلوم ، و يحرموهم من أبسط حق طبيعي للإنسان من قبيل التعبير عن الفرح و العلاقات الانسانية و الغناء .
فلتتوسع احتجاجات الطلبة إلى انتفاضة ضد القوى الظلامية ، و لتشتد ّ المطالبة بدستور يفصل الدين عن الدولة ، و يضمن الحريات الشخصية .
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟